سهم الهوي إمرأة الجاسر سعاد محمد سلامه
بالإتصال عليها سمع رنين الهاتف تبسم وهو يسمع صوتها سائلا
إنت فين يا تاج انا رجعت الفندق ملقتكيش
أجابته ببساطة وترقب
لسه نازلة من الطيارة فى مطار القاهرة
لوهلة ظن أنه ربما سمع خطأوعاود سؤالها بإستخبار
بتقولي فين
أجابته بتأكيد
فى مطار القاهرة لسه يادوب نازلة من الطيارة
إزاي وليه سافرتي بدون ما أعرف
أحابته
إنت مشغول وأنا كمان عندي أشغال هنا فى القاهرة وقولت مش لازم أعطلك ولا أعطل شغلي كمان
إجابتها أثارت عصبيته أكثر وتعصب قائلا
إرجعي لهنا تاني يا تاج
بعناد حدثته برفض
قولتلك عندي مشاغل مهمة هنا خلص إنت أشغالك براحتك هقفل الموبايل عشان داخلة على صالة الوصول
بينما عندما أغلقت تاج الهاتف شعر پغضب ساحق وألقى هاتفه على الفراش
پغضب ساحق ود تهشيم كل شئ حوله تاج أعلنت التمرد سريعا وهو لم يعد ذلك المروض الصبورتنفس بقوة وتذكر نبرة حديثها معه قبل أن يخرج صباحكيف لم ينتبه أن تاج لم تهتم بخروجه أو عودته
قرر عدم الذهاب خلفهابل الأسوء من ذلك سيمكث أكثر من يومين هنا ردعا لإشتياقه لها
بأحد فنادق القاهرة الفخمة فتحت تاج باب الحجرة ودخلت توجهت نحو الفراش مباشرة وتمددت عليه تشعر بالإرهاق ليس الجسدي بل النفسي تشعر أن حياتها مثل سهم إنطلق بلا هدف يصل له ظل طائرا بالهواء قبل أن يسقط وينغرس بأرض حجرية تكاد قسۏتها تكسره لكن لا هي لن تنكسر فلقد مر الأسوء سابقا
باليوم التالي
صباح
بشقة والد ليان
أيقظتها والدتها بتعسف وقسۏة وأخبرتها بقبولها بذلك العمل ذهلت ليان قائله
أكيد مستحيل أقبل يمكن غلطوا او إتلخبطوا بيني وبين حد تاني
ذمتها والدتها بضجر!
لا حد تاني ولا تالت إنت قبلتي وكمان مضيتي العقد ولازم تروحي الشركة عشان تستلمي وظيفتك
وظيفة إيه ومضيت على إيه أساسا هكون مضيت عالعقد وأنا نايمة
أجابتها والدتها پصدمة لها
أيوه مضيتي عالعقد وإنت نايمة ومسطوله ودلوقتي العقد فيه شرط جزائي لو مروحتيش وإستلمتي الشغل هناك مجبورة تدفعيه لهم وأنا وأبوك محيلتناش غير ستر ربنا
نظرت لها ليان قائله
ستر ربنا
السنين اللى بابا إشتغلها في الخليج محوشتيش قد كده إدفعي لهم الشرط الجزائي أنا مش عاوزه أشتغل بالذات بقى فى الشركه دي هواها مش داخل مزاجي
نظرت لها والدتها بسخط وتكرار قائله
هواها مش داخل مزاجك والبرينسيس عاوزه تشتغل فين بقى بصي بقولهالك أنا ولا ابوك هندفع الشرط الجزائي ومش عاوزه تستلمي الشغل هناك براحتك السچن موجود وهناك مش هتلاقي سرير تنامي عليه أربعه وعشرين ساعة والمساجين مش هيلاقوا هفية أحسن منك يروقوك ضړب ليل ونهار
قالت هذا وغادرت تاركه ليان التى وضعت يدها فوق عنقها من الخلف و
إنخضت بعدما تخيلت لو أخذت صڤعات من المسجونات معتادي الإجرامسرعان ما نفضت ذلك بفزع وذهبت خلف والدتها حاولت إسترضائها لكن لا فائدةوأصبح ذهابها لتلك الشركه أمر واقع
بالمطعم الخاص بذلك الفندق
نهض خليل واقفا ببسمه يستقبل تاج ضمھا بمرح قائلا
فين جاسر ليه رجعتوا للقاهرة بالسرعه دي
تنهدت بسئم قائله
جاسر لسه فى الجونه أنا اللى رجعت لوحدي
إستغرب ذلك ومن ملامح وجه تاج ربما إستشف أن هنالك شئ يزعجها فسألهامش فاهم إزاي جاسر سابك ترجعي لوحدك
أجابته
أنا رجعت لوحدي من غير ما هو يعرفعرف بعد ما وصلت هنا
إستغرب ذلك وسألها
مش فاهم إنت وجاسر مش كنتم مسافرين تقضوا إجازة خاصة بيكم
تنهدت بآسف
لاءأنا أتفاجئت جاسر عنده شغل هناك ومش بس كده فى موضوع تاني حصل
إستغرب ذلك وسألها
وإيه هو الموضوع التانى بقى
سردت له ما قاله جاسر وعن إخلاله بببيع نصف المزرعه لها
رغم شعور الآسف لدى خليل لكن برر ل تاج قائلا
ليه تاخدي موضوع أنه رفض يبيع نص المزرعة ليك بشكل شخصي
بصي يا تاج أنا أعرف جاسر من زمان صحيح مكنش بينا إختلاط مباشر بس
يمكن فهمت شخصيته
جاسر عارف مكانة المزرعة عندكوأكيد هتطلبي منه يعيش معاك فيهاوهو عنده كبرياء إزاي يقعد فى مكان هو مالوش فيهمكان مملوك لمراته
فهمت تاج قصد خليل لكن إعترضت قائله
والشيك اللى كان مقدمه ك مهر مش إستقلال بيا
ضحك خليل قائلا
لاء
كادت تاج أن تعترض لكن قاطعها خليل وإسترسل حديثه
لاء يا تاج لو ده هدف جاسر كان قدملك الشيك قدام المعازيم إمبارح علانية زي ما باسك كدههو فكر إنه بكده يبقى وفى بوعده معاكصحيح الطريقه فيها شوية حزازية لكن يمكن خانه التعبير
تهكمت تاج بتكرار
خانه التعبيرأنا حاسه مش ده جاسر اللى كنت أعرفه قبل كدهده شخص تاني
تبسم خليل قائلا
وإنت كمان إتغيرتي يا تاج وبلاش تاخدي تفسير اللى حصل على هواك متأكد جاسر بيحبك وإنت كمانفكري وحاولي تنجحي جوازكم وترجعي إنت وجاسر زي ما كنتوادي فرصة وجاتلكم إنكم تجتمعوا تانيبلاش تضيعي حبك لهالفرصة مش هتتعاد تاني وكويس إنك مرجعتيش عالمزرعة خليك هنا هدي اعصابك وفكري كويس وهتلاقي نفسك بتاخدي القرار الصح
بعد مرور يومين
بالمزرعة
عصرا قبل مغيب الشمس بوقت قليل
شعرت بضجر من أسئلة نجوي وجنات عن سبب عودتها دون جاسر وحاولت مراوغتهن بصعوبه إتخذت ذلك الغراب حجه وهربت من اسئلتهن أخذت ذلك القوس القديم
وتجولت بفناء المزرعة
فمنذ فترة وهي تتضايق من صوت نعيق ذلك الغراب تشعر ببغص لصوته المنفر ونذير الشومحاولت رشقه بالسهم لكن فشلت وأصاب السهم إحد فروع الشجر وإنكسر ومازال الغراب يحوم ويزداد نعيقه بالمكان كلما أخفق السهم فى إصابته كآنه يراوغها بفشل سهامها بصيده بالتأكيد إخفاقها بسبب مرور مدة طويله لم تمارس تلك الرياضة التى كانت بطلة فيها تجولت تحاور وتناور ذاك الأسود اللعېن وقفت على ربوة قريبه من مكان طيرانه رفعت السهم وتركيزها منصب عليه فقط
بينما قبل دقائق معدوده وصل جاسر الى المزرعة وتقابل مع نجوي وسألها عن تاج أخبرته أنها تتجول بفناء المزرعه بعدما أخذت القوس الخاص بها وكذالك سألته عن سبب وصوله بعد تاج فهي وصلت صباح اليوم وهو بالمساء إندهش من ذلك لكن برر بكذب
مفيش بس أنا أتأخرت عالطيارة هروح اشوف تاج
لم يدخل ذلك عقل نجوي لكن لهفة جاسر جعلتها تبتسم
ذهب جاسر باحث عن تاج لم يأخذ وقت طويل وإستدل على مكانها بسبب رؤيته لتلك السهام الطائرة ذهب بإتجاهها مباشرة رأي وقوف تاج وعدم تركيزها وإخفاقها كذالك عدم إنتباهها رغم أنه كان غاضب بقوة من سفرها لكن فى هذه اللحظة كل ما يوده هو فقط ضمھا بين يديه وهنالك فرصة لذلك لعدم إنتباهها إقترب منها بهدوء حتى أصبح خلفها مباشرة رفع يديه وضعهما فوق يديها حتى أنها
لوهلة شهقت بخضة بعدما شعرت بيدين يقبضن فوق يديها وجسد يقف خلفها سمع شهقتها وشعر برجفة جسدها فإقترب أكثر وضغط على يديها التى إهتزت بقوة حتى شعرت بأنفاسه وصوته الهادئ يتفوه بنبرة توجيه وهو يتحكم بحركة يديها يوجه رأس الرمح نحو الهدف قائلا
حبل القوس مرخي كده الرمح عمره ما هيصيب الهدف اللى بتنشني عليه لازم تشدي حبل القوس عالآخر وبعدها تطلقي الرمح فى الهدف
سحب الرمح للخلف بقوة ثم تركه فإنطلق من القوس عابرا بالهواء حتى إخترق عنق ذاك الغراب الذي كان يحلق فوق إحد الأشجار فتردى فوق الأرض بمكان قريب من وقوفهم هبطت يديها بالقوس لكن لم يتخلى عن إحتواؤه لها بل ضمھا أكثر لوهلة شعرت بتوتر وإرتباك وهي تنظر حولها كان المكان خاويا نفضت تلك المشاعر عنها وأخذت خطوة للأمام بعيدا عنه إستدارت تنظر له
بعناد قائله
على فكره أنا كنت بطلة فى رمي السهام
إبتسم قائلا بثقة
عارف إنك بطلة فى رمي القوس يمكن الكابتن حب يعرف مستوي المتدرب زي ما هو ولا محتاج لشوية تمرين
نظرت له بغرورها تود الإستفسار سائله
إنت هنا من إمتي يا جاسر
إبتسم وهو يقترب من أذنها وهي تشعر بتوتر من إقترابه هكذا حتى همسه له شعور خاصحتى حين كڈب وأخبرها أنه لم يرا إخفاقها منذ قليل بالتصويب برمي السهام وقال بصوت أجش
لسه واصل دلوقتي
شعرت بزلزلة كيانها كذالك توقعت أن يكون غاضب بعدما غادرت وتركته بلا إخباره كذالك عدم مهاتفته لها اليومين الماضيين كان عكس ذلك هادي حتى أنه
ثم رفع إحد يديه يزيح بعض خصلات شعرها التى تمردت كالعادةأخذ من يديها ذلك القوس قائلا
الدنيا بدأت تضلمخلينا نرجع للقصر أنا مرهق
سارت معه الى نحو القصريتجادلان بهدوء بأمر بعض أشجار المزرعة التى أصبخت شبه جافة ولابد من زراعة أخري غيرها
إستقبلتهما جنات وشعرت بسعادة حين رأت ضم جاسر لخصر تاج بتلك الطريقة المتملكةكذالك نجوي الذي إقتربت منهم قائله
أنا قولت للشغالة تحضرلك الحمام يا جاسر أنت أكيد مرهق
أومأ لها مبتسما وشكرهابينما تفوهت جنات وهي تنظر نحو تاج قائله
كمان تاج واضح عليها مرهقه
قاطعتها تاج
لاء مش مرهقه يمكن من المشي فى الشمس شويههطلع أغسل وشي وأغير هدومي وأنزل
أومأن لهما وصعدا سوياكان جاسر يضم خصر تاج كآنه بملكية فتح باب الغرفة وتنحي جانبا دخلت تاج أولا وهو خلفهاأغلق الباب بعنفوانإستغربت له تاجوقبل أن تسأله جذبها بقوة عليه سائلا پغضب
إيه اللى خلاك ترجعي من الجونة بدون علمي وكنت فين اليومين اللى فاتوا
يتبع
﷽
سهم الهوى إمرأةالجاسر
السهم الثامن
سعادمحمدسلامه
تركها لتتنفس بصخب وهو مازال
مش جواب منطقي يا تاجومتفكريش إني هتغاضي عن كدهوبعد كده ممنوع تسافري من ورايا لأي مكانلان وقتها هيبقي ليا رد فعل مش هيعجبك يا تاج.
أنهي قوله كآنها عقاپثم ترك ونهض من فوق الفراش متوجها الى حمام الغرفة قائلا بنبرة أمر
هاخد شاورياريت تطلعي لى غيار على ذوقك.
إعتدلت جالسه على الفراش تستنشق الهواء
تشعر بضيق من تلك التحكمات لكن سرعان ما نفضت عن رأسها حين سمعت رنين هاتف
فى البداية ظنته هاتفها لكن أدركت أنه هاتف جاسر بفضول جذبت الهاتف ونظرت له قرأت هوية المتصل ثم همست قائله
روزالينا
نظرت نحو باب الحمام ثم لم تهتم وعدلت هندامها وغادرت الغرفة
بعد دقائق خرج جاسر من الحمام نظر بالغرفه لم يجد تاج نظر نحو شرفة الغرفه كانت مغلقة ظن أنها ربما تكون بذلك الملحق الصغير بالغرفه تنتقي له ثياب رسم بسمة وتوجه إليه لكن لم يجدها تنهد بضيق ثم إنتقي لنفسه ثياب وقام بإرتدائها وتوجه ناحية هاتفه جذبه صدح الهاتف بيده فنظر له وتبسم ثم سرعان ما