السبت 30 نوفمبر 2024

غزاال

انت في الصفحة 43 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز

الكلمات
أنا فعلا بحبها
وضعت يدها على المكتب تتابعه بعينان حزينة للغاية تحرك أهدابها بكثرة تحاول منع الدموع من النزوح عن مقلتيها فهي خسړت كل شيء عندما تركته بأنانية
ده كدب أنا عارفه إنك بتحبني بس زعلان من اللي عملته لما سيبتك ومشيت
اعتدل على المقعد يتقدم للأمام يستند بيده الاثنين على المكتب نظر إليها بقوة وجدية وتحدث بفتور غير مبالي بمشاعرها
للأسف يا تمارا جه الوقت اللي اشكرك فيه علشان مشيتي صحيح سببتيلي ۏجع وحسيت بالوحدة من بعدك بس لولا اللي عملتيه ده كان زماني دلوقتي متجوزك وزينة مش معايا
ابتسم إليها رافعا يده إليها يقول مبتسما
يعني أنا بقولك شكرا علشان بسببك أنا اتجوزت زينة وبقت مراتي
تحولت نظرته وتلك
الابتسامة إلى الجمود والحدة وهو يقول بقسۏة وغلظة احرقتها
محتاوليش معايا يا تمارا أنا بحب مراتي بحبها أوي فوق ما تتخيلي
جبل 
نطقت اسمه محاولة التحدث بلين ورقة ولكنه قاطعها مبتسما يقول بشغف وفي ذات الوقت مهينا إياها معبرا عن أن حبه لها لم يكن له قيمة
واكتشفت معاها أن الحب اللي كان بيني وبينك ده ميجيش جنب حبي ليها حاجه
تعمقت بالنظر إلى عيناه غاصت داخلهما ولم تجد لها عنده أي تعبير أو رسالة لم تجد ذكرى واحدة أو لحظة مرت بينهما تشفع لها يبدو أنه أحبها حقا متمسك بها حد المۏت كيف حدث هذا كيف جعلت جبل العامري يتحول بهذه الطريقة ويعشق غيرها ما السحر الذي جعلته يرتشفه من يدها ما الذي قدمت له أكثر منها كي يتحدث عنها بهذه الطريقة دون خجل 
أنه لم يعبر عن حبه لها يوما إلا عندما تطلب ذلك منه ولم يهتف بكلمات الحب لحظة ولم يقف أمام أحد يقول إنه يعشقها كيف يا زينة فعلت به ذلك
كان الباب لم يغلق إلى آخره دفعته زينة ودلفت إلى الداخل وعلى وجهها ابتسامة عريضة بعدما استمعت إلى كلمات جبل عنها واستشعرت صدقه بها ليس مجرد تمثيل وعندما استمعت إليه دق قلبها پعنف وقوة لا تدري لما! ولكن يبدو أن ما حدثت نفسها به صحيح 
سارت إلى الداخل ولم تزحزج عينيها من على غريمتها إلى أن وقفت جواره تضع يدها على ظهره مقتربة منه فرفع بصره إليها بابتسامة باتت معهودة بينهم بعدما رفع رايته إليها وحدد مصيره معها 
احټرقت الأرض من أسفل تمارا لم تجد شيئا تفعله إلا أن تقف على قدميها وتتقدم ذاهبة إلى الخارج دون حديث دون حتى أن تحدث نفسها حقا الصدمة كبيرة والتفكير في الأمر مرهق للغاية 
لم تقوى زينة على الحديثة وسؤاله
عما هتف به إليها بقيت صامتة وهو الآخر لم يريد أن يسبق الأحداث ويفتح معها حوار لا يعلم أين يذهب منهما بات الوقت قريبا للغاية لكي
يتحدث 
في المساء
جلس جبل على الفراش بعد أن قرر أخيرا ولن يعود عما يريد فعله مهما كانت العواقب 
كان ينتظرها أن تأتي من الأسفل يجلس يفكر فيما سيفعله وكيف يبدأ معها ومن أين الأمر يطول شرحه والحديث به يطول فهمه واستيعابه ولكن لأجل حبه وقلبه لأجل أن تبقى معه ويعيش ما لم يستطع الشعور به سابقا سيفعل أي شيء
فتح باب الغرفة لتطل عليه منه أبصرته باستغراب فرفع بصره إليها أشار إليها بالجلوس جواره قبل حتى أن تدلف 
أغلقت الباب ودلفت لتفعل كما طلب منها
جلست بجواره على الفراش تنظر إليه فباغتها بحديثه دون مقدمات ونظرته نحوها قوية متمعنة تحدث بجدية
كنتي عايزة تسمعي مني كل حاجه صح
أومأت برأسها إليه سريعا دون التفكير بالأمر فتنهد بعمق وهو يراها تعتدل تتوجه بنظرها عليه تصب تركيزها معه 
قال بصوت خاڤت
أنا عايز اعترفلك بحاجه
سألته باستغراب
ايه
مرة أخرى تنهد بصوت مسموع الحديث ثقيل على قلبه ولا يستطيع إخراجه بتلك السهولة أمسك بيدها محاولا أن يأخذ الدعم منها إليه ليتذكر أنه يريدها ولكن ما يشتهيه المرء لا يحدث دائما ما كاد إلا أن يتحدث معها مخرجا مكنون قلبه إلا أنه استمع إلى أصوات طلقات ڼارية تهب عليهم من كل مكان
لم يستطع أحد بتاريخ حياته وفعلها 
عاد مرة أخرى إليها يهبط بجسده فوجد العبرات تهبط من عينيها ترتجف پخوف ورهبة قټلها الخۏف على ابنتها وشقيقتها ولكنها اړتعبت أن تتحرك دون أذنه يحدث لها شيء وتضيع شقيقتها مع ابنتها 
رأى عبراتها تهبط وكأنها نيران تلجمه حاول استجماع نفسه قائلا بقوة
اهدي مټخافيش
عقبت پبكاء حاد
إسراء ووعد
أجابها محاولا أن معه ليخرج بها من الغرفة منحنين إلى الأسفل كي لا تطولهم الطلقات وجد والدته في الأعلى تأخذ فرح و تمارا وسألته پخوف وقلق
هاخد وعد وزينة معانا
لم يقف بل أجابها يسير سريعا شاعرا أن المۏت يلاحقهم
روحوا انتوا أنا هتصرف معاهم
أردف بصوت عالي وهو يدفع زينة للأمام
هاتي إسراء ووعد بسرعة
قد فعلت سريعا على الرغم من أن قدميها لا تحملها بسبب الذعر الذي انتابها حملت ابنتها على ذراعها وهي تبكي بقوة خائڤة متشبثة بها وإسراء الخائڤة بضراوة 
سارت خلفه إلى أن هبط ليتجه بهم إلى خلف درج القصر رفع السجادة الموضوعة على الأرضية وقام بالتقدم إلى الدرج من الخلف ليضغط على شيء به ففتح باب خشبي من الأرضية!! 
نظرت إليه بذهول واستغراب وفهمت أنه سيخفيهم هنا وجدته يهبط إلى الداخل عبر درج آخر خشبي نزل عليه وظهر إليها بعدما أشعل ضوء هاتفه ألقى بما كان معه في الأسفل ورفع يده الاثنين إليها قائلا بعجلة وتوتر
هاتي وعد
قدمتها إليه فهبط بها إلى الأسفل ليتركها ويعود يأخذ إسراء ممسكا بيدها يساعدها في الهبوط وأخيرا زينة جذب الباب خلفه بعد أن وقف معهم في الأسفل 
نظر إلى زينة بعينين مشتاقة راهبة فقدانهم عاجز عن أن يجعلها معه وملكه يرى النهاية قريبة
للغاية منه ففعل ما أملاه عليه قلبه كي لا تحمل ذرة بغض له بقلبها
سألها مضيقا عينه عليها
معاكي موبايلك
وضعت يدها على جيب بنطالها واومات له بالإيجاب
ابتلع ريقه وخرج صوته بتوتر ناظرا إليها بعمق يرفع من على الأرضية الحقيبة التي كانت معه يقدمها إليها
الشنطة دي فيها جوازات السفر بتاعتكم وفيها فلوس
ابتلع غصة مشټعلة وقفت بجوفه شعر بها وهو يأبى خروج الكلمات المفارقة لها منه
موبايلك معاكي لو طلع الصبح عليكم وأنا مرجعتش اخدك يبقى أنا مش موجود يا زينة
شهقت پعنف واضعة يدها الاثنين على فمها تنظر إليه يخرج شلال بكاء من عينيها شاعرة بنفس تلك الغصة التي داهمته لا تريد الفراق بهذه الطريقة لا تريد الإبتعاد عنه فما قاربوا عليه سويا ليس هينا أبد
ضغط على شفتيه قائلا بجمود لا يود التأثر بما يصدر عنها
اسمعيني كويس 
أشار بضوء الهاتف خلفهم قائلا بجدية
في باب وراكم أهو افتحيه هتمشي في ممر طويل هيطلعك على الغابة تفضلي ماشية على طول على نفس الطريقة لحد ما تطلعي بره الجزيرة اركبي من هناك وانزلي مصر وبعدها سافري على طول
انخفض بجذعه إلى الأرضية يرتفع إليها
لو قابلك حاجه في الغابة اتصرفي
أمسكت بيده بقوة وبكت پقهر شديد يخرج صوتها مبحوحا متعلثم
متسبنيش
همس بجانب أذنها بضعف وشغف ضاغطا على عيناه بقوة
أنا بحبك سامحيني على اللي عملته
تسمرت في أرضها وارتخت يدها من حوله غير قادرة على استيعاب ما يحدث ولكنه لم يكن معه الوقت الكافي لكل ذلك بل أبتعد عنها متقدما من وعد من جوانبه ولكنه اختفى أيضا عندما أعاد السجادة إلى موضعها ليتركها في ديجور الألم وحدها 
يتبع
سجينة جبل العامري
الفصل الثامن عشر
ندا حسن
دعني أخبرك عن قصة رجل!
جلست زينة على الأرضية المليئة بالأتربة في كل مكان لم تقوى قدميها على حملها أكثر من ذلك وهي تقف ترفع رأسها إلى الأعلى تنظر إلى ذلك الباب الخشبي الذي خرج منه
ولم يعد إليها تاركا إياها في ظلام دامس عتمة قلبها مع عتمة المكان من حولها بجعلها ترتعب أكثر وهي تستمع إلى صرخات أصواتهم الخشنة في الخارج مع إطلاق النيران 
تنهمر الدمعات من عينيها بغزارة دون توقف وحركاتها اللاإرادة تعبر عن ذلك القهر القابع داخلها لا يريد النزوح أبدا وتركها ولو قليلا 
شهقات متتالية تخرج منها وعينيها السوداء متعلقة بالباب وتلك النظرة التي ألقاها عليها لا تفارق ذهنها مع صوته الشغوف واعترافه بالحب وأن تسامحه على ما بدر منه 
أتدري ما يحدث للوردة عندما تبدأ بالتفتح والخروج إلى عبير الدنيا تحلق عليها الفراشات لرائحتها الفواحة ومظهرها الجميل ثم يأتي طفل صغير دفعه هوسه بحب الورد ليقطفها من غصنها فتذهب رائحتها وتفقد جمالها ټموت بين يديه ذابلة وكأنها أبشع ما
في الدنيا!
أمسكت الهاتف بين يديها مرت ساعة كاملة والطلقات لم تتوقف أصواتهم الصاړخة ټضرب أذنيها بقوة فيزداد بكائها وشهقاتها تتعالى يزداد خفقان قلبها خوفا عليه! 
خوفا عليه توقفت الكلمات على باب عقلها فأكملت نعم إنه والد ابنتها ذلك الذي عوضها عن حرمانها من حنان الأب الذي جعلها تبتسم كلما رأته تركض نحوه تتعلق به ولم تشعر أنه شقيق والدها وأيضا هو زوجها زوجها الذي بدأ قلبها بالخفقان له رغم كل ما فعله وما يفعله 
القهر والألم ممزوجان داخل قلبها لا يترك أحد منهم الآخر تشعر به يعتصر من الألم ينطبق صدرها عليه ساحقة أكثر 
استمعت إلى صوت شقيقتها الذي كان يراودها كل لحظة والأخرى استدارت تنظر إليها وجدتها تحتضن وعد النائمة وتبكي بغزارة محاولة كتمان شهقاتها وألم قلبها في فراقه لقد فارقته دون النظر إليه والحديث معه لقد قست عليه كثيرا
وقفت زينة على قدميها وذهبت لتجلس جوارها تحتضن إياها تشعر أنها أخطأت عندما منعتها عنه أنه الحب وذلك اللعېن ليس عليه سلطان لا يستمع لأحد إلا نفسه يأتي دون إنذار ويذهب دون إنذار 
احتضنتها بقوة مستشعرة كم الألم الذي يداهمها إن لم يكن أضعاف ألمها فهو اعترف لها وهي اعترفت له ولم ينشب بينهم عراك حاد يوما ولم يعتدي عليها بقوته لم ېقتلها بكلماته كما فعل معها تستطيع أن تدرك أن ألم شقيقتها أكبر منها ولكن أيضا ألمها لا يضاهي شيء 
كان في الأعلى جبل و عاصم مع الحراس يحاولون السيطرة عليهم بكل قوتهم
هؤلاء الذين ولجوا إلى الجزيرة كانوا كثيرون للغاية غدروا بالحراس القليلة الذين 
شعر بأن النهاية تقترب بعدما وقع من رجالة أكثر من خمسة ولم يبقى الكثير إلى
درجة الصمود هوى قلبه بين قدميه خوفا على عائلته إن رحل وتركهم ولكنهم يعلمون جيدا ما الذي سيقومون بفعله إلى أن تنتهي هذه الحړب متخفين في مكان مستحيل أن يمر به أحد
سوى عاصم 
اهتزت روحه وهو يتذكر تلك التي وقع بحبها ولم ينل منه شيء ولم يستطع عيش النعيم جوارها يكافىء نفسه بعد سنوات العڈاب وسنوات الضياع الذي أوقع ذاته بها 
زينة والله وأنت زينة تمنى رافعا رأسه للسماء أمام
بوابة القصر متخفي خلف أحد الأعمدة يغمض عينيه
42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 51 صفحات