روايه جديده بقلم يارا عبدالسلام
صح قبل اي حاجه ...انا عرفت أن الطعنه مش بتيجي الا من اقرب حد فلازم كل واحد فينا ياخد باله من الشخص اللي في حياته ويحاسب على تصرفاته...
فوقت بعد فتره على صوت السواق أننا وصلنا المحطه...
كنت مستغربه سكوت يحىى طول الطريق هوا حتى متخانقش مع نور زي مبيعمل دائما ساكت وبس انا خفت..
_يحيي.
بصلي نظره عميقه حاسه انو بيلومني على حاجه مكنتش بايدي أو بيلومني انى
_نعم يا ماما
_مالك يا حبيبي مش بتتكلم لي
_هوا فعلا يا ماما الشخص اللي قريب منك هوا اكتر شخص. بياذيك...
لقيت نفسي وقفت وسكت مش عارفه ارد عليه هوا شاف كل حاجه وسمع كل حاجه هبررله اي أو اصلح تفكيره ازاي لأن الفكره دي لو فضلت في دماغه هيفضل طول عمره ميثقش في حد ودا هيترتب عليه صعاب كبيره ...
ومسكت أيديه..
_شوف ايدك دي انت شايف ان صوابعك كلها متشابهه أو كلها شكل بعضها ..
_لا
_بس كدا مش كل الناس اللي بنقابلهم في حياتنا وحشين أو مؤذيين بس احنا لازم نتعلم من كل خبطه أو ۏجع ونقوى مش تضعف. فهمت يا حبيبي
_اه فهمت ...بس في حاجه انا اه صوابع ايدي مش زي بعضها بس في منهم مهم ومش مهم وفي منهم منظر وكمان في اللي لو مش موجود متقدرش تعيش من غيره يعني هم زي الأشخاص كدا ...
في الوقت دا جه القطر بتاع اسكندريه..طلعت فيه انا حسيت فعلا اني معايا راجل يحيي زكي جدا وبيحلل كل حاجه حواليه وبيفهم رغم صغر سنه حقيقي راجل
ويعتمد عليه...
نور كانت طول الوقت فرحانه انها رايحه اسكندريه مش عارفه انها مش هترجع هنا تاني ...
بعد فتره ..
كنت واقفه قدام الشقه ...
ودخلت كانت ضلمه
فتحت الكهربا وظهرت معالم الشقه اللي باين عليها انها قديمه
_ياااه بقالى كتير مجتش هنا افتكرت اخر مره كنت فيها هنا وقت ۏفاة بابا الله يرحمه دموعي نزلت في صمت ...
_ايوا يا حبيبي...
دخلت وكانت الشقه كلها فيها تراب كل الاثاث متغطى تراب ...
_الشقه متتربه اووي احنا لازم ننضفها..
قمت دخلت جوا وجبت ميه وحاجات علشان انضفها ويحيي حاول يساعدني ونور كذالك وبعد فتره كبيره خلصنا ..
وبدأنا نجهز هدومنا ...
انا كنت حاسه بۏجع شديد اوووي وخصوصا انى في أواخر التامن وممكن أولد في اي وقت ..ضحكت بسخريه أن حسن معرفش يستني شويه عقبال مخلف أو حتى يشوف ابنه اللي في بطني دا...
_ماما
مالك فيكي اي
_تعبانه يا يحيي ..
وبدأت أعرق واتنهد بقوه وأصرخ بالم ويحيي بيعيط ...
يحيي حاول انو يدور على اي حد يساعده علشان أمه خرج من باب الشقه وكان في شقه قصادهم..
خبط على الباب بكل قوته وبعد فتره خرج رجل كان في أول التلاتينات خرجله بابتسامه..
يحيي قبل ما هوا يتكلم
_انا اسف جدا بس ماما تعبانه وشكلها بتولد وانا واختى صغيرين ومش عارفين نعمل اي
_طيب أهدى يا حبيبي انا هتتصل بالاسعاف بس فين بابا
_بابا مش معانا مسافر ارجوك ساعدني
كان يحيي بيترعش ويعيط...
يحيي جري لما سمع صوت فريده وهي بتصرخ خلاص هي هتولد ...
_يا ماما الإسعاف جايه اهدي علشان خاطري
كانت نور ټعيط وهوا يعيط وفريده بتصرخ ...
الاسعاف جت والراجل خد فريده ومعاهم يحيي ونور اللي طبعا مينفعش يفضلووو لوحدهم ..
وصلت المستشفي ودخلت عالعمليات...
هوا وقف مستغرب نفسه هوا اول مره يساعد حد كدا اول مره قلبه يحن لحد هوا طول عمره مش بيهمه حد ولا بيساعد حد ...
بص ليحيي اللي اول ما شافه حس أن فيه شبه كبير منو وانو كان نفس طبعه ...ودا اللي خلاه يساعده حس أن يحيي زكى جدا ودا دليل انو عرف يتصرف ...يا تري اي حكايتهم الناس دي...
قرب من يحيي ..وقعد جنبه..
_انت اسمك اي
_اسمي يحيي وانت
_انا اسمي يحيي برضو
_اي دا بجد ..
_اه بجد
_صدفه غريبه
_اها اسمك يحيي اي
_اسمي يحيي حسن الشربيني
_اي!
انت ابن حسن ..!
_اي دا انت تعرف بابا
_اه جدا المفروض انو كان صديق طفولتى بس الشغل وحاجات كتير اووي بعدتنا عن بعض بس كويس شوفت ابنه بس هوا فين..
يحيي بدأ يتوتر مش عاوز يطلع صورة ابوه قدام صاحبه وحشه مش عاوز يقوله انو خان أمه ورماهم ومتصلش بيهم حتى ولا سال مش عاوز يقوله أن صحبه بايعهم...
رد عليه بابا مسافر حاليا ..
قطع كلامهم صوت طفل صغير لسه