روايه انا الطبيب
شاب على مشارف الأربعين من عمره وسار حتى توقف أمام جعفر البحيري والذي مد يده له بكبرياء فانحنى بإذعان واستقام ودعني أخبرك بأنه إذا أحببت أن ترى نسخة أخرى عن جعفر البحيري في الإجرام والشراسة والجنون فانظر إلى عزيز البحيري الوجه الأخر للشيطان...
لم يتمهل جعفر وكان كفه القاس يهبط على جانب وجه عزيز فوق لحيته التي عزاها بعض الشيب بقسۏة جعلت أعين الجميع تتسع اقترب جعفر يضع فوهة سلاحھ عند حلق عزيز يغرزه بقسۏة وهو يقول بفحيح أمامه وجهه
لو بنتي حصلها حاجة مش هيكفيني عمرك يا عزيز أنت فاهم...
توسعت أعينه پصدمة وتفاجئ انجلى على وجهه القاس متسائلا بعدم فهم
مني .. إزاي .. وحصل أيه .. طب هي عاملة أيه دلوقتي..
رمقه جعفر پغضب وهو ينصرف بصحبة أبناءه قائلا بأمر
بعد مرور القليل من الوقت كان عزيز يقف بشموخ أمام الطبيب المسؤول عن حالة منى يتسائل عن حالتها فأخذ الطبيب يخبره..
بصراحة يا عزيز باشا حالة منى هانم صعبة في چروح صعبة في جسمها كذا طع..نة وڼزفت كتير غير إن نص ضهرها إللي فوق اتشوه بماية الڼار..
جحظت أعين عزيز وسرعان ما ضيقهم بحدة وشيء ما أضاء بعقله بينما كرر بشړ
______بقلمسارة نيل______
هنعمل أيه دلوقتي يا دكتور سامي لازم نبعد قيس .. أنت هتقوله وتديله خبر عنه..
التفتت سامي پغضب يقول
أنت بتقول أيه يا دكتور ماهر أنت عايز قيس ينتهي .. دا إللي بيقف في طريقهم بيخلصوا عليه وأنا مرضاش الأذية الكبيرة دي ليه ... حرام..
تسائل ماهر بحيرة
طب هنعمل أيه دلوقتي قيس مش هيسكت ومش هيبعد عنها لأنه حطها في دماغه..
أحنا أهم حاجة عندنا دلوقتي يا دكتور سامي أننا
نبعد قيس عن غرفتها النهاردة..
هو جايلها النهاردة ومش عايزينه يتصادف مع قيس أبدا..
توسعت أحداق ماهر متسائلا بجزع
هو جاي النهاردة..
أيوا..
ردد بشرود
ربنا يستر..
_____بقلمسارة نيل_____
صف قيس سيارته ودلف داخل المشفى وهو يشعر بطاقة تغمره على الفور توجه نحو غرفة قدر..
ألقى أنظاره فوقها ليجدها ممدة تستند على ظهر الفراش الحديدي بينما تنظر أمامها بهدوء..
ابتسم وهو يدور حول الفراش قائلا ببشاشة
صباح الخير يا قدر..
وكالعادة الصمت كان إجابته ابتسم وقال بينما يضع شيء ما فوق وحدة الأدراج بجانبه
أصل النهاردة بعد ما جيت من صلاة الفجر لقيت أمي رحيمة الله يبارك في عمرها بتعمل فطار أيه..!!
أحسن حاجة بحبها وكانت وحشاني أووي وأنا مسافر .. ألا وهو فطير مشلتت فلاحي معتبر..
ففطرت وعمرت نفوخي..
وطبعا افتكرتك معايا متقلقيش وخليت أمي رحيمة تعبي فطير .. أنا عارف أن أكل المستشفى هنا ملهوش طعم وأكيد مش هيبقى زي أكل أمي رحيمة..
كشف قيس عن الطعام وهو يضعه أمامها بينما يقول بترقب وهو يراقب ملامحها الهادئة ويعلم بعدم إستجابتها يقينا
يلا دوقي فطير الحاجة رحيمة وقولي رأيك قبل ما حد يجي ويكتشف الچريمة دي..
ظل الحال كما هو لم يلقى منها أي ردة فعل وغابت تنظر للطعام بصمت حتى بدأ اليأس يتسلل لقلب قيس لكنه صعق حين رفعت يديها وقربت الطعام منها وأخذت تقطع الفطيرة وتغمسها بالعسل ثم ترفعها لفمها تتناولها بصمت وظلت على هذه الحال بينما يشاهدها قيس بأعين متوسعة حتى شبعت وحملت باقي الطعام تضعه فوق وحدة الأدراج مرة أخرى..
توسعت إبتسامة قيس هامسا بإمتنان
الحمد لله يارب وأنت راضي عني مفيش حاجة تعجز عليا بإذنك يارب..
مد يده لقدر وقال
منديل امسحي بيه .. وبالهنا على قلبك يا قدر.
تناولته منه بهدوء وقد أصبح شعور الأمان يتسرب لقلبها بوجود هذا الطبيب الذي يختلف عن جميع الأطباء المتواجدون
هنا..
أخرج قيس من حقيبة ورقية صغيرة دفتر متوسط الحجم باللون الأبيض ومتناثر فوقه فراشات كثيرة متباينة الألوان وقلم ملون يعلوه فراشة صغيرة..
وضعه فوق ساقها ثم أردف بهدوء
دول هدية مني لك يا قدر..
لو مش هترتاحي بالكلام تقدري تريحي نفسك بالكتابة .. ممكن تكتبي إحساسك أو ترسمي حاجة في خيالك أو تحكي عن شخص بتحبيه أو حتى تشغبطي بدون أي هدف..
ممكن يبقوا تحت مخدتك أو تحت مرتبة السرير لو خاېفة حد يشوفهم..
بس إللي عايزك تعرفيه مټخافيش يا قدر أنا موجود ومش هسمح لأي مخلوق يإذيك وقبل ما أكون أنا موجود فاعرفي وكوني متيقنة إن ربنا موجود وأرحم بيك من أي حد .. استندي عليه بكل قوتك وخلي عندك يقين كبير وصدقيني مش هيخذلك أبدا.
كانت تتحسس الدفتر بشرود وأصابعها ترسم حدود الفراشات وقبل أن يكمل قيس حديثه كانت طرقات خفيفة تتصاعد على سطح الباب وبحركة تلقائية جعلت قلب قيس يحلق