قصه بدر الجمال
وهو يزمجر فيها بصوت اشبه بزئير الاسد
شغل الاطفال ده تبطليه! دي قلة ذوق وعقل
تباطئت أنفاسها وإنتفض كيانها كله من قربه المهلك ثم نظرت هي لعيناه نظرة ملكومة بالغيظ والڠضب ولكن ذلك الڠضب تلك المرة لم يتخطى حدود عيناها ولم يصل لحروفها التي اختنقت في حلقها حينما ثار واقترب منها محدقا فيها بتلك النظرة التي تكاد تبتلعها....
قولتلك مية مرة انا مش طفلة واتفضل ابعد عني يلا !!
بينما وهي تحرك يداها الملطخة بالصابون فدخل الصابون في عيناه فأغلق عيناه تلقائيا وهو يبتعد عنها ولكنها أسرعت تقترب منه بسرعة وهي تضع طرف التيشرت الذي ترتديه على عيناه وتنفخ فيها بينما تردد بلهفة
سوري سوري المرادي مش قصداها والله أنت اللي رزقك واسع!
وحينما بدأ تفكيره ينحدر لنحو لا يعجبه دفعها بقوة بعيدا عنه مذكرا نفسه بما فعلته في غاليته مريم...
بطلي الشغل ده واياكي تقربي مني كده ولا تمثلي إنك خاېفة عليا انتي واحدة خبيثة!!
ثم غادر الغرفة بسرعة وكأنه يحارب... يحارب شيء مجهول داخله.... بينما هي تلوم نفسها بشدة على مشاعرها التي فضحتها امامه بتلك السهولة....!!!
لم تكن تلك مجرد علامة شوهت وجهها بل في تلك العلامة يكمن حقدها... سواد روحها متجمعا في تلك العلامة.. ذلك اليوم لن تنساه طوال حياتها... وكأن حياتها توقفت عند تلك النقطة..!
مش هسيب حقي هاخد حقي منك يا أيسل والعلامة دي مش هشيلها قبل ما اخد اڼتقامي منك وأشوههك بواحدة زيها كل اللي حصلي لازم يحصلك
أمسكت بهاتفها لتتصل بأحد الارقام ثم وضعت الهاتف عند اذنها منتظرة الرد...ليأتيها الرد بعد دقيقة فهتفت بهمس ناعم كجلد ثعبان سام
ثم عادت لتتلمس تلك العلامة لتتابع بابتسامة شيطانية مريضة
عايزه نفس العلامة اللي على وشي تكون على وشها والموضوع يبان سړقة عادي جدا !!
خلال اليوم التالي.....
إنتفضت ليال على صوت الباب الذي فتح پعنف ويونس يدلف بهيئة لا تبشر بالخير فاقترب منها ببطء بينما هي تتراجع للخلف بسرعة وتسأله بنبرة مضطربة
في ايه وبتقرب كده لية
فقال يونس بصوت غامض ولكن نيته الخبيثة لمعت من مقدمة حروفه
لأخر مرة هسألك عشان ابرئ ضميري مين قالك وساعدك عشان تعملي اللي عملتيه يا ليال
هزت الاخرى رأسها مبتلعة ريقها بتوتر ثم ردت
قولتلك يا يونس محدش آآ.....
فقاطع يونس تلك الاجابة التي يحفظها عن ظهر حتى اصبحت مفتاح مغارة غضبه الاسود الهوجاء المجهولة النوايا....!
انا كده عملت اللي عليا وبما إنك قولتي إني اعتديت عليكي يبقى المفروض تكوني مدام وبما إنك عارفه إني ابن العمدة والناس كلها تعرفني فمش هينفع اخدك لدكتور
ثم ظهرت ابتسامة خبيثة على شفتاه وهو يتابع
بس جبتلك ستات متخصصة للحاجات دي تكشف عليكي وتعرف !
إتسعت حدقتاها بهلع وهي تعود للخلف بړعب نافية برأسها
لا يا يونس انت اكيد مش هتكشف مراتك على ناس غريبة وبالطريقة دي!!
لم يرد يونس بل فتح الباب ثم أشار بيداه موجها انظاره خارج الغرفة
تعالوا يلا
و............
الفصل الثالث
مرت لحظات معدودة شق فيها الړعب قلب ليال ليرمي تميمته السوداء بين ثناياه مسببا فوضى عارمة من المشاعر كان هو مترأسها...!
ثم وجدت سيدتان كبيرتان تدلفان من باب الغرفة متخطيتان يونس الذي وقف مكانه مستمتعا بالهلع الذي اطلق الحرية لفرشاه لتلطخ ملامح وجهها الأبيض الذي شحب بشدة...
فصړخت فيهم بهيسترية ما إن وجدتهم تتخطيان يونس
لأ انتوا هتعملوا إيه! اطلعوا برا
وقفتا الاثنتان تطالعنها بذهول ولسان حالهم ېصرخ بدهشة لم تبخل قسماتهن بتوضحيها...
هي إتجننت ولا إيه!!
حينها تحرك يونس مسرعا نحوها يسحبها من يدها بقوة نحو المرحاض متمتما لهن بابتسامة زائفة
معلش اتفضلوا انتوا
ثم بدأ يدفع نحو المرحاض ليال التي بدأت تردد بوتيرة الهذيان
سيبني يا يونس أنت ساحبني على فين
دلف بها للمرحاض ثم أغلق الباب عليهما ليدفعها نحو الحائط واقفا امامها مباشرة لتصيح هي فيه بتوجس جلي
أنت جايبني هنا ليه!! هتعمل إيه
جهرت شفتاه بابتسامته الساخرة فارغة الروح والمرح ثم غمغم باستنكار تشوبه السخرية
أكيد مش هخليهم يكشفوا عليكي في الحمام يا أنبه من أنجبت مصر!
وبلحظة إرتخت ملامحه لتروقها نظرة رضا وتلك اللمعة الساډية التي يخصها بها تطلق إنارتها بين ظلمة عيناه القاسېة وهو يردف بعدها بنبرة باردة جافة
مش يونس