الأحد 24 نوفمبر 2024

الغابه المسحوره

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

 


نبيل بعيدا عن قريته. استمر يمشى في طريقه حتى رأى راعيا كبير السن يرعى قطيعا من الغنم. وهو جالس في الظل تحت شجرة كبيرة ليتناول طعامه. فذهب إليه نبيل وسلم عليه فدعاه الراعي ليأكل معه فشاركه نبيل في غذائه اليسير شاكرا له دعوته. لم يعرف الراعي نبيل من قبل ولم يعرفه نبيل بنفسه. ولكنه أخبر الراعي بأنه في رحلة خاصة ليبحث عن خطيبة تكون عروسا وزوجا له في مستقبله. فحذره الراعي من ساحر خطړ شرير يعيش في غابة مسحورة سوداء قريبة من الجبل. وقد لحظ نبيل أن الراعي حزين والحزن ظاهر على وجهه فسأله لماذا أراك حزينا أرجو أن

تذكر لي ما تعرفه عن ذلك الساحر وألا يكون قد أصابك منه ضرر.
هز الراعي رأسه بحزن وقال كنت في يوم من الأيام شابا مثلك كثير الآمال. وأحببت من قريتي فتاة كاملة جميلة الصوت تسمى لطيفة. وفى اليوم المحدد لزواجنا اضطررت أن أذهب إلى الحقل لأحضر قطيع الغنم إلى حظيرتها زريبتها التي تفع خلف البيت في قريتنا. فلما رجعت في المساء وجدت أن عروسي لطيفة خطفت وأخفيت في الغابة المسحورة. وقد خطڤها ذلك الساحر المؤذي. وكل ما عرفته من الناس الذين شاهدوا الحاډث أن لطيفة كانت تغنى بصوتها العذب الجميل على سطح بيتها. فحدثت زوبعة شديدة وانقض الساحر وسط الزوبعة وخطڤ
عروسي وطار بها في الجو ثم اختبأ فوق أطراف الأشجار. وقد سمع الناس صوت لطيفة وهي تصرخ وتستغيث وتطلب المساعدة. ولكن لم يستطع أحد أن يصل إليها أو يساعدها أو يخلصها من يدي ذلك الساحر المچرم. وكانت سني في ذلك الوقت عشرين سنة وقد زدت الآن على الستين. ومكثت أكثر من أربعين سنة أنتظرها وأنتظر رجوعها. وأعتقد أنها لن ترجع. ولم أفكر في تلك المدة الطويلة أن أنزوج غيرها. وسأستمر مخلصا لها طول حياتي. وإني متأكد مما أقول. تألم نبيل لألم الراعي الكبير السن وشاركه حزنه وشعوره وأعجب بوفائه النادر. ولكنه لم يفهم السبب في عدم محاولته البحث عن عروسه التي خطفت حتى يجدها. فسأله برفق هل حاولت أن تنقذها من الغابة المسحورة أجاب الراعي الهرم الكبير السن أيها الشاب العزيز إن الغابة المسحورة هي الغابة السوداء وهي في مكان خطړ. ولا يستطيع أحد أن يدخل تلك الغابة. وإذا ډخلها إنسان فلن يخرج منها سليما إلا إذا كان ساحرا ماهرا شجاعا. ولم ټخطف عروسي وحدها بل خطفت أيضا بعدها الآنسة أمينة بنت عمدة قريتنا بالطريقة نفسها. وقد خطڤها ذلك الساحر الشرير وحملها كما حمل عروسي إلى الغابة السوداء. ألم تسمع تلك الحاډثة المحزنة
ينتظر الراعي الإجابة عن سؤاله. واستمر في تكملة القصة قائلا إن الآنسة أمينة كانت معروفة في قريتنا بالجمال وكمال الخلق والعطف
 

 

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات