الراعي الطيب
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
ساشا ... العمدة سيقضي على ولدنا ...!!!
ترك ساشا ما كان يفعله وهرول مسرعا خلف العمدة حتى أدركه في غرفة الطفل ففوجئ بهانز وهو يضع إصبعه على فمه ويطلب منه الهدوء ...
فلقد كانت هناك عقربة سوداء تتحرك ببطئ على جسد الرضيع النائم ...
اړتعب الأب وحاول التدخل لكن هانز منعه وقال
ستقضي على صغيرك بهذه الطريقة .. لذا دعني أتصرف .. أرجوك ..
وهنا صعدت الأم فمنعها ساشا من الدخول وغطى فمها بكفه وطلب منها الهدوء التام ..
وأخيرا .. تسلقت العقربة العصا فرفعها هانز فورا ثم رماها على الأرض وداس عليها بقدمه فقټلها ...
فتنفس الوالدان الصعداء وفرحا كثيرا بنجاة ولدهما فتشكرا طويلا من هانز عمدة القرية ..
بعد بضعة سنوات ...
كان هانز مع زوجته يتنزهان في المزرعة على ظهر جوادين ..
كان جواد هانز يمشي بخفة ورشاقة بينما يمشي جواد ماريشكا بتثاقل فقال جواد هانز
ما لي أراك اليوم بطيئ الحركة .. هل تقدم بك العمر
كلا ... بل السبب هو الحمل ..
الحمل
نعم الحمل ... ألا ترى إنك تحمل على ظهرك غزالا رشيقا .. بينما أحمل أنا هذه البقرة السمينة ..
وهنا اڼفجر هانز ضاحكا مما سمعه حتى سقط من على صهوة جواده من فرط الضحك !!!
فتعجبت ماريشكا منه غاية العجب وسألته
على ماذا ضحكت هيا اخبرني فورا ...
لا شيئ يا عزيزتي .. لا شيئ ..
لكن ماريشكا لم تقتنع بهذا الجواب فنزلت من جوادها وكررت عليه السؤال بإصرار أكبر .. فمسح هانز الدموع التي تطافرت من عينيه بسبب الضحك واعتذر من زوجته وطلب منها العودة الى البيت ..
غير ان ماريشكا صړخت وأخذت تبكي وألحت على هانز أن يخبرها السبب وإنها لن تتحرك من مكانها حتى تعلم الحقيقة ولا شيئ غير الحقيقة .. ثم قالت
أخبرها هانز أنه لا يستطيع إخبارها الحقيقة لأنه لو فعل ذلك لماټ فورا .. وأقسم لها على ذلك .. لذا عليها أن تشكر الرب للنعمة التي هي فيها وأن تصمت وتتقبل وضعها ..
وأمام كل هذا رضخ هانز أخيرا ووافق على كشف السر لكنه قبل ذلك طلب من زوجته أن تمنحه بعض الوقت ليحفر قپره ..
حمل هانز مجرفته وشرع بحفر قپره داخل مزرعته .. بينما زوجته تراقبه دون أن تغير شيئا من رأيها ..
وبعد فراغه .. إستلقى هانز داخل القپر وقال
أنا الآن مستعد للمۏت بعد أن أخبرك بالسر .
قالت ماريشكا باستهزاء
لا تظن إنك بهذا ستثنيني عن قراري .. فقراري نهائي لا رجعة فيه ..
وبينما كان هانز على وشك البوح بالسر وإذا به يشاهد ديكا ودجاجة قرب القپر ..
كان الديك منشغلا بالتقاط الحبوب من الأرض بينما تنظر الدجاجة بشفقة الى هانز .. ثم التفتت الدجاحة الى الديك وقالت له معاتبة
كيف تفكر بالطعام في هذا الوقت الذي فيه سيدنا هانز على وشك المۏت ..
استمر الديك بالأكل وهو يقول
عن أي سيد تتحدثين في الحقيقة ان الذي يستلقي في القپر ليس سوى جبان رعديد .. لو كان رجل حقا لكبح جماح زوجته ...
بعد سماعه لهذا الكلام .. أحمرت عينا هانز من الڠضب فنهض من قپره ونظر الى زوجته نظرة أرعبتها ..
ثم حمل هانز عصاه وأراد ضړب ماريشكا ففرت من أمامه مذعورة وهي تصيح
سامحني ... لن أكررها مجددا ... التوبة ...
بعد تلك الحاډثة .. لم تتجرأ ماريشكا وتسأل زوجها عن هذا الموضوع أبدا ... أو عن أي حاجة تغضبه ..
فعاش هانز ما تبقى من حياته في خدمة الناس
مستفيدا مما يفهمه من لغة الحيوانات ...