خطايه بريئه
الحنية والأمان اللي عمرك ما عرفت تدهولي... وعلشان كده مليش احلام غيره وعايزة اكمل باقي عمري معاه... لتنظر له نظرة طويلة متمعنة وكأنها تودعه بها وتقول بكل إصرار وهي تراه يقف مشدوها أمامها وقد غرغرت دموع الندم عينه
انا هسيبك زي ما أمي سابتك وعارف كمان أنا لما حبيت بطلت ألومها وفهمت ليه سابتك وفضلت عليك راجل تاني...
وحينها داهمته الكثير من الذكريات التي جمعته بوالدتها واشعرته بالاختناق ليحل رابطة عنقه حين تشدقت دعاء كي تزيدها عليه وتستغل الأمر لصالحها
شوفت يا فاضل بنتك وجبروتها كنت بتعارضني علشان خاېفة عليها أهو اللي طول عمرك خۏفت منه حصل وهتخرج عن طوعك وهتعمل زي امها وتسيبك علشان واحد جربوع...
أمامه وجردتها من مبرراتها و كان يظنها بريئة .
اسمع يا ولدي أنا صبري نفذ ومجدمكش حاچة غير حل من اتنين...انا خابر أنك هتحب مرتك وعشان إكده مش هجبرك تطلجها بس حط في اعتبارك بعد كام يوم وبعد ما تنقجضي العدة هيكون كتب كتابك على بت عمتك
مما جعل حامد تتسع عينه بعدم استيعاب ويقول برفض قاطع
بتجول ايه يا بوي أنا معوزش اتجوز على مرتي... وبت عمتي كيف اختي تمام
ليكرر عبد الرحيم بصوت جهوري منفعل
هي كلمة واحدة ومش هتترد يا حامد يأما جسم ب الله لتكون ولدي ولا اعرفك وتكون حكمت على مرتك بالمرار الطافح
بتهددني يا بوي
لع يا ولدي بعجلك انا أجدر اجبرك تطلجها واخدها من يدها بجرصة وارجعها لأهلها ومحدش هيحط عليا عوار پتهم معيوبة
ظل حامد متمسك بدفاعه
مرتي مش معيوبة يا بوي وانا هحبها ولو انطبجت السما على الأرض أني مهفرطش فيها
زمجر عبد الرحيم غاضبا
يعني أيه الحديت ده على أخر الزمن هتعصاني يا حامد
يا ابوي لا عاش ولا كان اللي يعصاك بس أنا عيشت العمر كلاته تحت طوعك ومبكسرش كلمة تجولها عشان ارضيك وانول رضا ربنا لكن لما تأمرني بشيء زي ده مجدرش اطاوعك يا بوي...ده حتى النبي عليه افضل الصلاه والسلام جال لا طاعة في معصية إنما الطاعة في المعروف
ليفاوضه عبد الرحيم في سبيل إقناعه
تجنعها بأيه... يا بوي بت عمتي مش چاية من ورا الچموسة
حانت من عبد الرحيم بسمة متغطرسة وقال وهو يسند ذقنه على عصاه الابنوسي
هتوافج ذوج أو عافية هتوافج
عاتبه حامد وهو يجثو امامه
هتچبرها...حرام يا بوي جبت الجسوة دي من فين!
زفر عبد الرحيم بقوة وقال والجشع يقطر من حديثه
دي مش جسوة ده العدل مال خيتي لازم ولابد يرچع تحت يدي وانت لازم تساعدني و واچب عليك الطاعة
مرر حامد يده بخصلاته وقال وهو يهب و يدور حول نفسه يشعر أنه على حافة الجنون
لو طاوعتك يا بوي هكسر جلب جمر وانا المۏت عندي اهون
دب عبد الرحيم الأرض بعصاه وهب واقفا بكل جبروت أمرا اياه
هي كلمة ومش هتنيها كتب كتابك على بت عمتك بعد عدتها بيوم ومعوزش أي نجاش تاني
ليغادر عبد الرحيم المندرة تارك ولده يرتمي على أحد المقاعد ويكوب رأسه بيده وهو لا يصدق أن ابيه تفاقم جشجعه لذلك الحد الذي أعمى بصيرته وجعله يستغل كل من حوله بهذا الشكل .
أما عنها فقد انتظرت ليلحق بها كعادته كي يراضيها ولكنه لم يأتي لذلك توجهت لغرفة نادين باكية تقص عليها ماحدث بعفوية وبسلامة نية تخبرها بكل صدق كون الغيرة دبت قلبها وحينها ابتسمت نادين قائلة
غيرانة على جوزك مني يا قمر ده زي اخويا بالظبط
اجابتها قمر من بين شهقاتها
خابرة اللي في ضميرك بس جلبي بيجولي أن عمي ناوي على نية عفشة...
تنهدت نادين بضيق وقالت بشجاعة واهية يكمن خلفها خوف عظيم
هيعمل ايه يعني
تلعثمت قمر وهي تكفكف دمعاتها
ممكن يجبره يطلجني و.....
لم تواتيها الشجاعة لتستأنف تخمينها ولكن نادين تفهمت إلى ماذا ترمي لذلك اجابتها بثقة
أنا لا يمكن اقبل يا قمر...متقلقيش وبعدين اتفائلي وإن شاء الله كل اللي بتفكري فيه ده هيطلع ملوش اساس... وبكرة ربنا هيكرمك وبالك هيرتاح
أمنت هي على دعائها بعدما طمئنها حديثها
يااااارب يسمع من خشمك ربنا لتتنهد بضيق عندما تذكرت ما ينغص راحتها
بس كيف