خطايه بريئه
يطلجك
شحب وجهها ونفت برأسها بحركة بسيطة وما إن كادت ترد دخل هو برفقة حامد الذي قال فور دخوله
السلام عليكم يا أهل الدار
تساءلت قمر وهي تنهض تنزع عنه عبائته
اتأخرت ليه إكده يا حامد
اجابها حامد بنظرات مشتاقة اخجلتها وبصوت خفيض للغاية لم يصل لأحد وهو يناولها لفافة كبيرة
بجالي يوم بليلة هدور على الجلاب يا حبة الجلب
ربنا يخليك ليا يا حامد وميحرمنيش واصل من دخلتك علي اللي تشرح الجلب
خبر ايه منك ليها!
قالها عبد الرحيم بصرامة نفضتهم معا و جعلت حامد يتحمحم ويقول
جايين يا ابوي ليوجه نظراته ل يامن ويستأنف مرحبا
تعال يا غالي الدار دارك
في تلك الاثناء كانت نظراتهم متشابكة تتحاكى بالكثير وقد لاحظ هو من الوهلة الأولى شحوب وجهها ومن نظرات عبد الرحيم الكارهة له تفهم ما كان يدور بينهم لذلك قال وهو يوجه نظراته لها دون أن يعير عبد الرحيم أي اهمية
رغم أنتفاضة دواخلها وذلك السلام الذي سكن قلبها برؤيته إلا انها رفعت نظراتها له بشيء من التردد لولا انه تقدم من موضع جلستها و مال عليها جاذب يدها ينهضها وما إن كاد يسحبها كي تسير معه جذبت يدها من خاصته وصړخ صوت عقلها متمردا
سيبني أنت مبتفهمش قولتلك خلاص مش عايزاك ومبقاش في كلام بينا
اتاه صوت عبد الرحيم متهكما
مجالتلك مش ريداك هي
جصة أبو زيد هنتنا نزيد ونعيد فيها...همل البنية وطلجها يا ساجع
حانت منه بسمة مريبة تعلم هي ما سيحل بعدها ثم هدر وهو يرفع سبابته بتحذير قوي دون مهابة
وقبل ان تستوعب حديثه كان يختصر المسافة بينهم التي صنعتها وينحني بجزعه ويحملها على كتفه كالجوال ثم دون أن يعير شهقاتها المتفاجئة أي اهمية واعتراضها كان يسير بها في طريق غرفتها التي تمكث بها تارك عبد الرحيم يتوعد له اشد الوعيد و ونيسة تلوي فمها يمينا ويسارا بعدم رضا ناعتتهم بقلة الحياء بينما قمر وحامد تناوبو النظرات
بينهم وهم بالكاد يكتمون بسماتهم.
ماشي يا استاذ صلاح شكرا أنك بلغتني
ذلك آخر ما قالته رهف قبل أن تغلق الخط...زافرة انفاسها دفعة واحدة وهي تدرك كونها تأخرت في رد ذلك الدين القديم الذي مازال عالق بعنقها ورغم برائة نواياها حينها إلا أن ضميرها لم يكن رحيم بها وظل يؤنبها.
اخذت تضربه بقبضتها على ظهره لحين وصل بها للغرفة ولكنه كان غير عابئ بها ولا بدفاعها فقد فاض الكيل به ونفذ صبره من استخفافها فقد اغلق الباب خلفه ثم انزلها لتدفعه بصدره قائلة
قبض على يدها التي تضربه بها بقوة هادرا بنبرة صارمة وبنظرات يتطاير الڠضب منها بطريقة جعلت دواخلها تنتفض
كفاية عند بقى وفوقي انا ليا طاقة... اه غلطت بس مغلطتش لوحدي أنت كمان غلطانة وغلطك اكبر مني ومع ذلك دوست على كرامتي و رجعت ليك علشان بحبك لكن لو فاكرة أن حبي ليك هيخليني ممسحة تحت رجلك تبقي غلطانة انا بتغاضى بمزاجي ومش معنى كده انك تقلي مني وتسوقي فيها و تكلميني بالطريقة دي قدام الناس أنت مراتي وڠصب عنك لازم تحترميني
سيب إيدي يا يامن انا مش عايزة ابقى مراتك ومتقدرش تجبرني اعيش معاك بالعافية
لاح على ثغره بسمة مريبة لطالما تخوفت مما يحل بعدها وقبل أن تتوقع رد فعله كان يكبل يدها خلف ظهرها بيد وكرد فعل اغمضت عينها بترقب حين همس
قالها بعبثية تامة وهو يبعد وجهه عنها ليخيب آمالها و يسحب حبل سلسالها الذي تخفيه تحت ملابسها ويتدلى منه تلك الحلقة الماسية التي لمحها بالصدفة أثناء معافرتها بين يديه
لو دبلتي اتقلعت من ايدك تاني متلوميش غير نفسك
جزت على أسنانها ليستأنف هو بتسلية يتعمد اغاظتها
تصدقي في الشمال شكلها احلى
ضړبت قدميها بالأرض وصړخت بغيظ
بكرهك يا يامن بكرهك
وانا بحبك وده كفاية بالنسبالي
قالها بغمزة من عينه جعلتها تكاد ټموت غيظا منه حتى إنها قبضت على خصلاتها وكادت تقتلعهم من رأسها لولا قوله بجدية
سيبي شعرك واتفضلي لمي حاجتك علشان هنرجع القاهرة النهاردة لينا بيت نقدر نتعاتب فيه براحتنا ولا انت عاجبك الوضع هنا ومستنية لما امسك في خناق خالك واعمل مصېبة
اعمل اللي تعمله برضو مش هرجع
ثارت ثائرته وأكد بصوت جهوري منفعل وبنبرة واثقة للغاية وهو يضغط على كل كلمة تخرج من فمه
لأ هترجعي وبلاش تراهني على قوة احتمالي اكتر من كده علشان أنت عارفة أني اقدر اخدك ڠصب عنك وڠصب عن عين أي حد هيحاول يتشددلك وحتى لو اضطريت ارتكب جناية
رغم الخۏف الذي دب قلبها من تهديده