خطايه بريئه
تفانيك هتاخد أجرك
فاضل بيه أرجوك أنت بتصعبها عليا يعني ممكن اتفهم موضوع الشغل لكن صعب اجي اعيش هنا واسيب شهد وطمطم ارجوك بلاش الشرط ده
أنت قولت هتعمل المستحيل علشانها وبيتهيألي اللي بطلبه منك شيء هين وفي استطاعتك ولا انت مش قد كلمتك
تناول نفس عميق ونظر لها نظرة
تفهمت منها ما يدور برأسه وكيف لا تعرف و تلك القناعات الراسخة دوما ما يفحمها بها لذلك حاولت تعارض والدها قائلة
قاطعتها شهد بوضوح دون ذرة لؤم واحدة
بصراحة يا بيه ومن غير لف ولا دوران أنت بتصعبها عليه أنا لو كان عليا مش هاممني غير راحته وسعادته وعلشان انا عارفاه وفاهمة دماغه خلينا نقسم البلد نصين بحيث متبقاش بتلغيه لتلوي شدقيها وتضيف
ده غير أن الناس مش هتسكت و هتقول أنه بجوازه من بنتك طمعان فيك
ملناش دعوة بالناس المهم أنا عارف معدنه وأيه اللي في ضميره من ناحية بنتي وبعدين أنا مدين لأخوك بحياتي وحياة بنتي وعلشان كده مأمنه عليها وهي أغلى شيء عندي في الدنيا تفتكري مش هأمنه على مالي
ليعقب محمد
فاضل بيه حضرتك مش مدين ليا بحاجة انا عملت الواجب ولو أي حد مكاني كان عمل كده
نفى كاظم برأسه ورد بالنيابة عن فاضل
ابتسم محمد بسمة عابرة من مدحه له وأجابه بإرتباك
شهادتك ليا على راسي يا استاذ كاظم بس...
كاد يشرح له وجهة اعتراضه على مطلب ابيها لولا ان فاضل قاطعه بصرامة قائلا وهو يهب من جلسته كي ينهي الجدل
هتعمل حسابك هتلاقيني كل يوم فوق راسك أما بالنسبة للشغل ده شرطي الوحيد ومش هتنازل عنه وبرفضك ليه اعتبر أن طلبك مرفوض
نهضت ميرال تتمسك بذراع والدها كي تمنعه من المغادرة ونظرت ل محمد نظرة راجية وعيناها تلتمع بدمعها
محمد علشان خاطري بابا اتهاون بلاش ترفض
محمد
نظر لها نظرة عميقة مطولة وكأنه يحسم أمره بها ثم تنهد متمتا بعدما طغى صوت قلبه على كل شيء
موافق يا فاضل بيه بس تأكد إني عمري ما هقبل اخد اكتر من حقي
اتسعت بسمتها من بين دموعها التي تهدلت تزف فرحتها وطالعته بنظرة تفيض فيض بمكنونها بينما الجميع زفرو بارتياح في حين قال كاظم متعجلا
على خيرة الله نقرأ الفاتحة بقى
رحبوا بالفكرة ليجلس فاضل وبجانبه ميرال ثم يقومون جميعا بقراءة الفاتحة وإن انتهوا باركهم جميعا وتعالت زغاريد شهد ومحبة المبشرة ليخرج هو من جيب بنطاله علبة مخملية ويخرج منها اسوارة ذهبية وخاتم يماثلها في التصميم على شكل فراشة رقيقة مذهلة مرصعة بفصوص فيروزية اللون تشابه لون عينها التي أوقعته بها.
لتقترب منه وتمد يدها اليمنى له ليضع الاسوارة حول معصمها ثم يليبسها الخاتم ببنصرها متمتا بسعادة عارمة وعيناه تهيم بها
مبروك يا حلو
اتسعت بسمتها وهي تتناوب نظراتها بين يدها وبين وجهه ثم تمتمت بعدم تصديق
قلبي بيرقص يا حمود مش مصدقة
ليحرك شفاهه دون صوت بتلك الكلمة النادرة التي قلما نطق بها
بحبك يا حلو
دي قراية فاتحة مش كتب كتاب يا خويا خف مش قدام ابوها ڤضحتنا
انا ليا رجاء عند حضرتك
تأهب فاضل لحديثه ليستأنف هو
انا مش عايز خطوبة ياريت يبقى كتب كتاب علطول
تنهد فاضل و وافق قائلا
وانا معنديش مانع بس بشرط بعد الفرح بتسع شهور بالظبط عايز حفيد وعايز عزوة و ولاد كتير يملوا عليا القصر
تهللت أسارير محمد واجابه بثقة عارمة وهو يطالع خجلها و توهج وجهها بنظرة ڤضحت لهفته الكامنة
لا من الناحية دي متقلقش يا فاضل بيه
ليقرر فاضل بعدها
يبقى كتب الكتاب الخميس الجاي
لتتعالى من جديد الزغاريد والمباركات لذلك الثنائي الذي انتصر عشقهم وترابطت أقدارهم لتكون رادعة لتلك الفوارق التي كانت تحيل بينهم.
التاسع والثلاثون
إزالة الأڈى عن طريق القلوب أعظم أجرا وأشد إلحاحا من إزالة الأڈى عن طريق الأقدام.
جلال الدين الرومي
وقفت أمام بنايتها تنتظر سيارة كي تقلها بعدما استعار حسن بالأمس سيارتها كي يوصل ثريا بها لهناك.
فقد نظرت لساعة يدها متأففة من تأخرها على عملها وهي حقا تكره عدم الانضباط ولكن ماذا تفعل... يأست من الانتظار
في تلك الأثناء كان هو قد تحضر للذهاب لعمله وأصرت والدته أن يتناول معها الفطور في شرفة منزلهم فكانوا