الخميس 19 ديسمبر 2024

خطايه بريئه

انت في الصفحة 36 من 227 صفحات

موقع أيام نيوز


اكلمك واخر ما زهقت فضلت واقف تحت بيتك وشوفتك وأنت خارجة معاه وضحكتك من الودن للودن
اعتلى حاجبيها وتساءلت بغيظ 
انت بتراقبني يا طارق
أجابها بنبرة مفعمة بإصرار مخيف 
ايوة براقبك وعندي أستعداد اعمل أي حاجة علشان تكون معايا
ابتلعت رمقها بوجل من إصراره العجيب ذلك وقالت بدهاء طالما كانت تجيده كي تسايره 

طب ممكن تهدى انا اهو معاك
وهانت يا طارق كلها ايام وهبقى ليك لوحدك
نظر لها نظرة عميقة يحاول ان يستشف صدق حديثها ولكن كيف وهي تبتسم تلك البسمة الآسرة التي جعلت كافة غضبه منها يتبخر ويذهب أدراج الرياح فما كان منه غير أن يهدأ ويسحب يدها بين يده قائلا 
انا بحبك يا نادووبحس بڼار بتاكل قلبي لما بتكوني معاه وبجد مبقتش قادر أصبر لما يجي اليوم ده
رغم أن لهفته و حديثه ارضى غرورها ولكن لا تعلم لم شعرت بالنفور منه وحتى انها مستنكرة فعلته بملامح مشتتة تفهمها هو انها خجل حين عقبت وهي تضع خصلاتها خلف اذنها بتوتر ظهر جليا على وجهها 
حاسة بيك بس أنت عارف ان كل حاجة مفروضة عليا ومش بإيدي
أومأ لها متفهما لتضيف هي ببهوت 
طيب خلاص متزعلش
ابتسم بدوره لتشاركه هي ببسمة بالكاد اڠتصبتها على ثغرها قائلة بحماس مصطنع 
طب ممكن بقى تنزل تركب عربيتك وتخلينا نلحق المحاضرة
ماشي يا نادو أنت تأمري وانا أنفذ لغاية لما أشوف أخرتها معاك
قالها بنبرة عابثة مصحوبة بغمزه من عينه قبل أن ينصاع لها بينما هي ما أن تدلى من السيارة اندثرت بسمتها و لعڼته ولعنت ذاتها ربما للمرة الألف بعد المائة فكل شيء حولها يشتتها ويزعزع قناعاتها السابقة.
كان يدور حول نفسه كالثور الهائج عندما مرت عدة ساعات على غيابها ولا ينكر أن قلبه تأكله وشعر بالقلق عليها و أنقبض بشدة بعدما يأس من محاولات الاتصال بكل من خطړ بباله أن يهاتفه ويسأل عنها ولكن لم يتوصل لشيء فالكل أخبره أنهم لم يروها ولا يعلمون شيئا مماجعل الظنون تغزو كيانه بالكامل ويقرر أن ينزل و يبحث عنها بنفسه ويدعو الله أن تكون بخير ولم يصيبها سوء ولكن تبدد ذلك الشعور بتاتا وحل محله ڠضب عارم حينما وجدها تفتح باب الشقة وعندها انقض عليها والشرار يتطاير من قاتمتيه يسألها 
كنت فين يا هانم
أجابته بثبات أجادته وبنبرة هادئة تثير الريبة 
مكنتش
نعم...أنت بتستهبلي
قالها بنبرة قوية نفضتها وهو يقبض على رسغها مما جعلها تنفض يده بكل هدوء مصرحة له بنصف الحقيقة 
كنت مخڼوقة شوية ومحتاجة افصل علشان اجدد طاقتي
ضړب كف على آخر ساخطا وهدر من بين أسنانه بغيظ 
يا برودك أنت سايباني هنا محتاس مع عيالك وبتروقي
على نفسك ده ايه الاهمال بتاعك ده
احتل الحزن تقاسيم وجهها الذابل الذي لم يلحظه ولم يعطيه أي اهتمام وأجابته منفعلة على غير عادتها 
انا عمري ما كنت مهملة... وبعدين فيها ايه لما خليتك تشاركني يوم واحد وتتحمل مسؤولية ولادك ما انا عمري ما اشتكيت وشايلة كل حاجة على كتافي وياريت بشوف تقدير منك
عقب بكل تبجح وبتفكير رجل شرقي بعرفية أفكاره 
تقدير ايه اللي انت مستنياه!
ده واجبك يا هانم وكل الستات بتعمل كده
حانت منها بسمة متخاذلة لابعد حد وقالت بعتاب لأول مرة يصدر منها تجاهه 
وانت واجباتك ايه يا حسن
انك تعيش لنفسك وبس مش كده
ياريت قبل ما تتحامل عليا و تتهمني بالإهمال تفكر ألف مرة في اللي عليك
ذلك آخر ما تفوهت به قبل أن تدلف لغرفتها وتغلق بابها
تاركته يزمجر غاضبا ويحاول أن يستوعب ماذا حل بها وحين اسعفه عقله انها من الممكن أن تكون علمت بشأن الأخرى تقلصت معالم وجهه و انتابته الرهبة مرة أخرى.
بينما على الجانب الأخر كانت هي تستشيط ڠضبا عندما لم يأتي للعمل ولم يحاكى والدتها كما وعدها و حتى كافة اتصالاتها يتجاهلها إلى ان اغلق هاتفه تماما فكم متردد ذلك ال حسن واستنفذ وقتها فكلما ظنت انها أثرت عليه بطريقتها المتلاعبة واصبح كالخاتم بأصبعها يتهرب منها ويماطل ولذلك قررت انها لن تجلس مكتوفة الأيدي فلم تتعود على الخسارة بتاتا ولذلك هدرت متوعدة بعدما يأست من
مهاتفته 
ماشي يا حسن وحياة أمي رجلي وتطلب الرضا
لتبتسم متشفية وهي تتخيل الأمر وكم راقتها تلك الفكرة العابثة التي حاكتها برأسها 
أما هناك بأحد قرى الصعيد فقد وصل عبد الرحيم حانقا من تلك الزيارة التي لم تجدي نفعا ولم تأت بثمارها وها هو يجلس على طاولة الطعام برفقة زوجته تلك المرأة ضخمة البنية مخيفة الملامح التي تتلفح بالسواد و يجاورها ولدهم أثناء تناول العشاءليشرع حامد في الحديث بملامح بشوشة وبود يخالف طباع أبيه الفظة 
توحشناك جوي يا بوي
أومأ له عبد الرحيم وتسأل وهو يجول محيط داره 
فين مرتك الپور
تحمحم حامد بعدم رضا من ذلك اللقب الذي يطلقه والده على زوجته نظرا لعدم إنجابها وأخبره بضيق شديد 
عند امها في سوهاج جالت هتوديها لحكيمة شاطرة
التوى فم ونيسة بينما لوح عبد الرحيم بسأم قائلا 
واه جولتلك ألف مرة طلجها واچوزك ست ستها تچبلك الواد بس
 

35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 227 صفحات