روايه زينب
القمر يا عروستنا الحلوة .
زينب ....مش قولتلك يا ماما صاحبتى قمر .
فنظرت سهير إلى زين الذى وجدته شارد ا فغمزته مرددة ....يا ابنى سرحان فى ايه
والبنت أهى زى القمر قدامك ما تقول حاجة .
فخرج زين عن شروده قائلا بخجل ...اه اه .
ثم عاود النظر إلى انهار .
لترتبك من نظراته إليها وتتعلثم قائلة ..طيب يا جماعة هدخل اجيب حاجة نشربها عشان اسيب العرسان ياخدوا على بعض شوية .
بعد اذنكوا لتقوم انهار مسرعة إلى المطبخ وكأنها تهرب منه وأخذت تحدث نفسها ...هو ماله الجدع ده بيشبه عليا ولا ايه
بس ده وقته حتى يسيب القمر تقى ويبص للنجوم .
بس مش قادرة صراحة مكسوفة اوى من نظراته كانى انا العروسة .
ربنا يعدى الليلة دى على خير .
سهير إلى تقى...ايه رئيك فى زين ابنى يا عروسة
فافترشت تقى بعينيها الأرض خجلا ولكنها حدثت نفسها....رئيى فى ايه ده الراجل ماشاءالله هضبة طول بعرض بعضلات بوسامة سكر سكر يعنى .
بس لو كان اصغر شوية وانا اول بخته بس اقول ايه .
الحلو مبيكملش وربنا يسترها وزى بعضه اخده بالعرض
هو وعياله فوقيه هدية .
ثم كتمت ضحكتها حتى لا تفضح أمامهم .
زينب ...الله يا ماما متكسفهاش بقا ثم همست فى إذن تقى ...قال البت وش كسوف اوى يعنى .
ده انا حاسه بيكى وهتكلى الواد اخويا اكل بعنيكى .
وهو اللى قاعد مكسوف منك يا شيخة .
فنغزتها تقى فتألمت زينب بضحك مرددة ..خلاص يا معلمى مش هكلم تانى .
ومبروك عليكى الواد الحليوة اخويا .
وأنت كمان حلوة يعنى هتخلفولنا حاجة كده مهلبية أو قشطة بمربى بس تكون بنوتة ها عشان نغير الصنف اللى عنده .
ثم قامت زينب بغمز زين مرددة ...مش قولتلك يا زين انك هتقع على حتة مرون جلاسيه نصيبك فى العلالى ديما .
ولكن زين لم ينتبه بكلماتها وكان شارد بعينيه إلى تلك الشارقة التى سړقت قلبه لتعيد له الحياة بعد أن ظن أنه ماټ وهو مازال على قيد الحياة .
ولكن كيف وهو من جاء لخطبة البنت فكيف السبيل إذا إلى والداتها
فهو يخشى أن ينعته أحدا بالجنون ولكن ولما لا فهو بالفعل جن من مجردة نظرة فكيف سيفعل أن أصبحت بين يديه .
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
لم يدق قلبى لابنتها ولكن دق قلبى لها هى فاعذرونى فليس قلبى بيدى .
عندما وجدت سهير أن زين مازال شارد ولم يتحدث مع العروس بأى كلمة رغم مرور ساعة على تواجدهم فشعرت بالخجل لذا ارادت إنهاء تلك الجلسة حتى لا تتعرض للإحراج مع الناس أكثر من هذا .
لذلك رددت ...طيب يا ست الكل نقوم إحنا بقا عشان منكترش عليكم .
واكيد لينا معاد تانى قريب بعد ما تكون العروسة استخارت ربها كده وربنا يقدم اللى فيه الخير .
توددت انهار بقولها ...ما لسه بدرى يا حاجة والله قعدتكم حلوة وانا اتشرفت بيكم والله .
سهير ...بدرى من عمرك يا بنتى .
ثم نظرت سهير إلى الذى يقف بجوارها بجمود لتنكزه بغيظ مرددة ....سلم على عروستك يا ابنى قبل ما نتكل على الله ونمشى.
حمحم زين بحرج ...اه حاضر .
تستأذن احنا ثم رمق انهار بنظرة شوق طويلة قائلا ...ونشوفكوا تانى على خير .
فالتفتت انهار من الخجل وقالت لابنتها وصلى صحبتك لتحت يا بنتى .
سهير ...لا ملوش لزوم يا بنتى .
احنا عارفين سكتنا كويس .
لتقبلها بعدها سهير وتليها زينب ثم مد يده زين ليسلم عليها لعله ېلمس يديها ليدفىء قلبه المشتاق .
ولكنها وضعت يدها على صدرها تعبيرا عن أنها لا تسلم على الرجال كما فعلت ابنتها مثلها .
فزداد إعجابه بها وتعلقا بتلك العفيفة فى صورة حورية من الجنة .
وعندما غادر زين مع أهله.
ابتسمت أنهار لابنتها قائلة ...شكلهم ناس طيبين اوى .
ربنا يكرمك يا حبيبتى ويسعدك .
تقى ...فعلا يا ماما بس مش عارفه حاسه ان العريس كده كان تايه وعينيه حزينة ومش معايا خالص .
تفتكرى ممكن مكنش عجباه ولا ايه
أنهار ...ايه مش عجباه دى !
ده أنت تعجبى الباشا يا قمرى .
ويمكن بس مكسوف يا بنتى وعلى العموم كل شىء نصيب .
وربنا يكتبلك كل خير سواء معاه لو فيه نصيب أو مع غيره .
ده نصيب ورزق مكتوب يا حبيبتى يعنى مفيش منه مهروب .
المهم بس السعادة يا حبيبتى.
لان الجواز يا سعادة أبدية يا شقاء أبدى لو كان انسان مش كويس .
تقى ...اه يا ماما وده مخوفنى اوى .
ربنا يستر فعلا عشان أنا اتحرمت من عطف بابا وعشان كده بتمنى زوج يعوضنى بحنانه عن اللى اتحرمت منه .
مش يزود عليه الۏجع .
فبكت انهار على ۏجع ابنتها فاشفقت
تقى عليها .
فاحتضنتها بحب مرددة ...ربنا يحفظك ليا يا امى .
أنت كنتى نعم الام والأب فى وقت واحد .
وعمرك ما حسيت معاكى انى يتيمة .
ومهما عملت ليكى مش هوفيكى حقك عليا .
........
وصل زين إلى شقتهم فعاتبته زينب .
كده يا زين متكلمش اى كلمة مع البنت ايه مش معقول مش عجباك !
دى زى القمر وصغيرة وفى نفس الوقت محترمة جدا ووالدتها ست زى العسل وحنينة اوى ومعندهمش اى مشكلة فى الولاد يعنى ربنا عوضك بناس زيهم .
يبقا ليه السكوت ده
جلس زين على اقرب مقعد ثم فرك فى يده وحاول التحدث بصعوبة وزينب ووالدته منتظرين كلماته .
زين ...البنت فعلا حلوة بس ....!
سهير ...بس ايه يا ابنى دى مفهاش عيب .
زين ...عارف بس انا مش عايز البنت انا عايز امها .
لتتسع مقلتى زينب وسهير عن آخرها ليرددوا فى آن واحد ....ايه
سهير ...انت بتقول ايه يا ابنى
ازاى ندخل نخطب بنت وتبص لأمها.
ده ميصحش وعيب .
وكمان اى راجل بيحب البنت الصغيرة وجى انت عايز وحدة من سنك الدنيا جت عليها كتير ومبقتش فيها حيل لجواز ولا تربية عيال .
لا ده مش كلام عاقلين ابدا يا ابنى .
زينب .. فعلا يا زين مينفعش بعد ما اكلمنا على البنت نكلم على امها ميصحش ازاى يعنى
وكمان أمها مش هتقبل طبعا حاجة زى دى لأنها هتكسر بقلب بنتها .
فياريت كده تهدى وتفكر بعقلك والبنت فعلا فرصة ومتتعوضش .
زين ...افهمونى ارجوكم انا ميهمنيش السن ولا حتى الجمال انا عايز واحدة تريحنى .
وانا اول ما شوفت والدتها قلبى قال هى دى ..
سهير ...يا ابنى انت متوهم عشان شبه المرحومة بس دى مش منى يا زين دى انهار ام العروسة وحماتك.
مينفعش ابدا تكون مكانها .
اعقل وفكر شوية وصلى صلاة استخارة يا زين .
ولو رفضت البنت هنشوف غيرها لكن أنسى أن تاخد امها مينفعش طبعا .
فقام زين إلى غرفته بعد أن امتلكه اليأس فى الوصول إلى تلك ذهبت بعقله من اول لقاء .
وعلى فراشه أخذ يتململ ويتسائل هل فعلا اعجب بها من أجل أنها تشبهها فقط ام بها سحر خاص امتلك قلبه .
ثم تذكر حنوها على أطفاله وطيبة قلبها .
ثم وجد طفله الصغير سالم يقف بجانب فراشه ناكزا فى ظهره بيده الصغيرة قائلا ...بابا بابا
فاستدار له وابتسم قائلا ...اهلا حبيب بابا .
سالم ..بابا انا حبيت اوى ماما انهار امتى هنروح لها تانى
ليجذع زين من كلماته تلك ثم حاول أن يتحدث عن العروس الصغيرة فقال ...مفروض تقى هى اللى هتكون ماما لكن انهار هتكون تيتا زى تيتا سهير .
سالم ....لا مليش دعوه انا عايز انهار ماما هى حلوة وبتحبنى وانا بحبها .
فأعمض زين عينيه مټألما لأنها لم تؤثر قلبه هو فحسب بل أيضا ابنه الصغير .
فردد....لا حول ولا قوة الا بالله.
ايه العمل طيب
بس انا مش لازم استسلم ولازم أكلم معاها .
يمكن تحس بيا وتوافق .
لأن هى المناسبة ليا اكتر من بنتها وهتقدر تسعدنى .
وانا هعمل كل اللى وسعى واسعدها .
بس ترضى وتراضى قلبى .
لذا قرر زين أن يذهب إليها ليحدثها فى الأمر .
.......
وفى اليوم التالى فعلا
وجدت انهار من يطرق عليها الباب .
فتسائلت تقى ...يا ترى مين اللى على الباب لما اقوم افتح .
انهار ...لا خليكى أنت كملى مذكرتك وانا اللى هفتح بس نولينى الطرحة .
وبالفعل وضعت الحجاب على شعرها بشكل عشوائي حتى أن بعض خصلاتها ابت إلا أن تتدلى على وجهها المستدير رغم أنها حاولت أن تدخلها .
ثم فتحت الباب لتفاجىء به فنبض قلبه لرؤيتها بهذه الهيئة .
ولكنها فزعت من رؤيته بهذا التوقيت وبدون معاد سابق فأخذت تحكم غطاء شعرها وهم تمتم...استاذ زين .
هو حصل حاجة زينب والحاجة بخير !
زين ببعض الارتباك ..بخير الحمد لله.
وانا اسف انى جيت من غير معاد .
بس انا كنت محتاج فعلا اتكلم معاكى شوية ممكن
التفتت أنهار حول نفسها وقد تملكها الحرج ولا تدرى ما تفعل ولكنها فى النهاية لم تجد مفر من القبول فقالت ...اتفضل حضرتك .
فولج زين يتخبط فى مشيته وتساقطت حبات العرق على وجهه من فرط الحرج ثم جلس يفرك فى أصابعه بتوتر .
وجلست أمامه انهار لتخرج بعدها تقى للتفاجىء به فتبتسم وتحدث نفسها ...ايه هو شكله وقع اوى كده ماكان لسه امبارح هنا !
لحق الشوق يناديه امال كان قاعد ساكت ليه امبارح
بس تصورى يا بت يا تقى احلو كمان عن امبارح اه على حلاوته بس نفسى يتحرك حبتين وتبقا حلاوة بشقاوة .
عشان يحرك مشاعرى .
فتقدمت منهم بخجل وحمحمت ....اهلا بيك يا زين .
ولكنه عندما رآها قطب جبينه ورد ب