قصه لبني
انت في الصفحة 1 من 29 صفحات
دفعت كل منهن ثمنا لذنب لم ترتكبه كما دفعوا هم سنوات عمرهم يصارعون الماضي بظلامه.. مروا بحياة بعضهم كالصدفة العابرة والصدفة لم تكن إلا بداية جديدة.
الفصل الأول
_ بقلم سهام صادق
مشاعر باردة تغلغلت داخل روحها حتى أصبحت لا تعرف متى وأين فقدت مشاعرها نحوه
ذبلت روحها وانطفئت عيناها اللامعه وللسخرية انه يوما أخبرها انها مميزة بهم وأنها بهما ملكت قلبه دون غيرها .
ابتعد عنها بعدما انتهى من اشباع غريزته وهو يلهث ليسقط بعدها غارق في سبات عميق.. تنظر إليه بأعين دامعه وجسدها ېصرخ من الآلم فمنذ ان أصبحت باردة المشاعر رغما عنها بسبب قهرها من صمته الدائم امام والدته بات العڼف والآلم في علاقتهما ولم تعد الا واجبا عليها تقضيته لارضاءه
انسابت المياه بغزاره فوق جسدها لتختلط دموع آلامها مع الماء الدافئ الذي يغمرها بالكامل وكأن بدفئه يغمر قلبها .
وضعت أكواب الشاي فوق صينية الضيافة ترتبهم بفتور ثم حملتها متجها نحو الغرفه الجالسات بها ضيوف حماتها الأعزاء
رحبت بهم بأبتسامة صافيه لتتعلق انظارهم عليها بهمساتهم ونظراتهم المتفحصه
قالتها احداهن وهي تنهض من جلستها واتبعت حديثها بأبتسامه مصطنعه
وانتي ياقدر ياحببتي لازم تيجي وعقبالك كده لما بطنك تشيل... ده العيال نعمه وفرحه للبيت
رمت السيده مديحه بجمر كلماتها الملتهبه لتتعلق عيني قدر بأعين حماتها المتجمده والتي سريعا دارتها عن أعين جيرانها ناهضه تتبع تلك الجاره التي ترى شماتتها في عينيها
تمتمت بها السيده سميحه بلطافه مصطنعه ف فالنهاية لا يضعها تحت ألسنة الجيران والأقارب الا زوجه ابنها تلك الأرض البور كما تنعتها
انسحبت قدر بصمت كعادتها فجلسات الأقارب والجيران لا تنصب ف النهايه الا عليها وما عليها الا الصمت
عجبك كده مشمته الناس فيا ... كل واحده قاعده تتباهي قدامي بمرات ابنها اللي حامل واللي خلفت وانا قاعده مش عارفه ارد
ياماما انا ذنبي ايه... ده امر الله
احتدت نظرات سميحه وهي تستمع لكلماتها
وربنا قال مثنى وثلاث ورباع ياحببتي... مش هتقعدي ابني جانبك تظلميه... من بكره هدورله على عروسه
حدقت بها سميحه بمقت تلوي شفتيها ممتعضة
قصدي قولته .. وكفايه اوي على ابني لحد كده.. خمس سنين وهو عمال يصرف علاج ودكاتره واخرهم العمليه اللي طلعتيها في دماغه وقعدت جانبك اخدمك شهر.. كده عدانا اوي العيب
ارتجفت شفتي قدر وانسابت دموعها تنظر لظهر حماتها تكتم صوت شهقاتها خمس سنوات زواج ولم تهنئ فيهم سوى عام واحد وبعدها بدأت معاناتها مع الأطباء حالتها لم تكن الا مجرد وقت وصبرا حتى تأتي مشيئه الله ولكن هذا لم يكن معترف به بعقل حماتها الي ان نقلت العدوه لزوجها فأصبح يراها هي المذنبه في حرمانه من أبوته
التمعت عيناها بحب وهي تراه يتقدم منها بخطوات محترسه يلتفت حوله يمينا ويسارا
تنهد بأبتسامه محبه فأتسعت ابتسامتها له بشوق
وحشتني اوي ياعمر
لبنى مش قولنا بلاش نتقابل الفتره ديه
امتقع وجهها من عتابه
هي ديه كلمه وحشتيني اللي كنت مستنياها منك
اردفت عبارتها وهي تلتقط حقيبتها من فوق الطاوله حتى تغادر ليلتقط يدها سريعا متمتما بآسف عن حديثه
يالبني انا خاېف عليكي... اخوكي بدء يشك فينا
انت مش خاېف عليا يادكتور انت خاېف على نفسك
قالتها دون حساب رغم علمها بصدق حديثه وبطش أخيها وعندما رأت تصلب ملامحه المرهقه تمتمت
انا اسفه ياعمر... بس انا تعبت خلاص
تعب كلمه كانت بين قوسين كلمه لخصت حبهم.. حب وضع امامه قانون العائله وخاصة شقيقها عائله العزيزي لا تزوج بناتها لأغراب
اطرق رأسه وهو يرى حسرتها وعجزها فهى لا تعرف كم الصراعات التي يعانيها مع عاصم وكرهه له
مبقتش عارف افكر يالبني.. اخوكي بقى بيهددني بشغلي
سقطت دموعها وهي تلتقط كلماته.. وكأنه يخبرها ان حبها له لم يكن الا خړاب حط عليه وليته لم يحبها يوما
تعلقت عيناها نحو دبلتها الذهبيه التي ترتديها كلما التقت به بعيدا عن الأعين وكأنها ميثاق حبهم
لبنى
هتف بها وهو يراها تزيلها عن اصبعها وقبل ان تخرجها من بنصرها تمتم دون ادراك
لو بتحبيني نهرب يالبني... مبقاش قدامنا حل غير ده... اخوكي قفل كل الطرق لينا
والماضي كان عالق بين حبهم والسر كان في كتاب مغلق لم يأتي آوانه
.............يا أمي انتي بتقولي إيه
اعتدلت سميحه في جلستها ترمقه بمقت
بقول اللي سمعته ياابن بطني... كفايه لحد كده... ده حتى ربنا شرعلك الجواز نخالف امر الله يعني
الدكاتره قالوا ان
________________________________________
الحمل ممكن يحصل في اي وقت... يعني مجرد وقت مش
اكتر
واردف وهو يمسح فوق وجهه المرهق
وممكن نعمل العمليه تاني... قدر طيبه وبتحبني وبصراحه مقدرش استغني عنها
احتدت نظرات سميحه وهتفت ساخطه
هتستني اكتر من كده ليه... مش كفايه خمس سنين من عمرك
منفسكش تبقى اب ياحبيبي
التمعت عيني كريم لتضغط على نقاط ضعفه كلما بدء يقنع نفسه بالصبر
وكمان مش قدر ديه اللي اقنعتك بيها بالعافيه وصممت انك تخطبها... زمان كانت وحشه ودلوقتي احلوت
اغمض عيناه بقوه وهو يتذكر رفضها لزميلته بالعمل واصرارها على خطبته من اختارتها له... وهاهو يحب اختيار والدته ولكن هي ترى اختياره الان خطأ يجب إصلاحه
أنتي اللي جايه تقولي ده دلوقتي ياأمي
ربتت فوق كتفيه آسفه
اللي حصل حصل ياحبيبي.. انا نفسي اشوف ولادك قبل ما اموت ياكريم
بكت وهي تعلم مدى تأثير بكائها عليه وبعد أن كان عائد من عمله لديه رغبه في ملاطفة زوجته واظاهر حبه لها واخبارها بتمسكه بها تلاشي كل شئ ليعود كما كان وانه من حقه ان ينجب
ملامحه كانت تظهر صراعه بوضوح فربتت سميحه فوق يديه تقنعه بهدوء
مطلقهاش.. بس اتجوز وجبلي حتت عيل وريح قلبي
اطرق رأسه وهو يصارع أفكاره... اصوات كثيره كانت ټقتحم عقله.. نصائح صديقه الرافض لتلك الفكره.. اصرار والدته
فكر في الجميع ونسي من كان منذ لحظات يخبر والدته عن طيبتها وحبه لها
وتلاشي كل شئ وهو يصعد نحو شقته بعدما ودع والدته واخبرها كالعاده انه سيفكر
دلف لشقته ليشم رائحة الطعام الذكيه
قدر... يا قدر
انتبهت على صوته فأسرعت تجفف دموعها تخرج اليه بأبتسامه هادئه كعادتها
حمدلله على السلامه ياكريم...الحمام متحضر ودقايق والغدا يكون جاهز
اماء لها برأسه دون كلمه ودون ان يلاحظ ملامحها الشاحبه...كان عقله منشغلا بحديث والدته المعتاد وبعد أن كان يتوق للقاء زوجته عاد البرود يحيط علاقتهما
تنهدت بۏجع وهي تنظر لخطواته نحو غرفه نومهما..ثم عادت نحو المطبخ تكمل تحضير الطعام
طول عمرك ياخوي مشرفنا... مبروك عليك منصب الحزب.. ولاد العزيزي ديما اسمهم فوق
ابتسم شهاب بأعتزاز من مدح شقيقه الاكبر الذي اتي من البلده علي الفور عند سماعه الخبر
تلقى
بحبور وهو يعاتبه
تعبت نفسك ليه ياحج
لمعت اعين الحج محمود بفخر وعيناه تفحصه بمحبه
فرحان بيك ياابن امي وابوي
وابنك كمان ياحج مش تربيتك برضوه
كانت السعاده تملئ فؤاد الحج محمود وهو يرى أخيه الأصغر فخر عيلة العزيزي وفخرهم جميعا
قاده شهاب نحو مقعده ليتوقف الحج محمود واضعا يده أمامه معترضا
ده مكانك انت
ومكاني هو مكانك ياحج
ومع اصرار شهاب كان يجلس الحج محمود خلف مكتبه وفخره يزداد بشقيقه وتربيته
ابعتيلي البشمهندس أدهم يا أميره ..والقهوة بتاعتي وبتاعت الحج
تلقت سكرتيرته اوامره لتنصرف بعدها حتي تفعل ما أمرها به
دقائق وكان أدهم يدلف صائحا دون تصديق
الحج بجلاله قدره هنا.. يامرحب يامرحب
جمع عائلي كان لا يحصل الا في فترات متفرقه ولكن دوما كان فخرهم أمتداد اسم العائله بعراقه وترابطهم مهما ابتعدوا
مسحت على يده الموضوعه فوق الطاوله تسأله
مالك ياكريم
رفع عيناه نحوها يشعر بالتشتت... يملك زوجه يحسده الجميع عليها ولكن سعادته معها لا تكتمل وضغط والدته كل يوم يزداد ويزداد التباعد بينهم
تعبت ياقدر... تعبت حقيقي
تجمدت عيناها وقد سمعت ماخشت سماعه منذ دلوفه للمنزل بملامح مجهمه
دكاتره وعمليات وأمل كل يوم بنصبر بي امي.. ومافيش حاجه بتحصل
ابتلعت لعابها وهي تطرق عيناها نحو طبقها
انا ذنبي ايه...
وسقطت دموعها وهي تسأله عما اذنبت فعجز لسانه فماذا سيقول... ايعترض على مشيئه الله
غيري الدكتوره شوفي حل مش هفضل كل يوم بصبر امي... المرادي مصره علي العروسه
شحبت ملامح وجهها وهي تسمعه لا يمر اياما على تحسن علاقتهما الا وينقلب كل شئ بعدها
ده عاشر دكتور مغيرينه ياكريم
يتغير لحد ما نلاقي نتيجه
هتف بها وهو يلتقط مفاتيح سيارته.. سيارته التي قضت أربع سنوات تدخر معه المال ليدفعوا اقساطها
اغمضت عيناها بقوه وصوت الباب يفزع جسدها ودموعها تنساب منكسرة الخاطر
وقفت والده كريم أمام باب شقتها بعدما سمعت غلق الباب وهبوط ولدها مجهم الوجه
مالك ياحبيب امك... هي نكدت عليك برضوه
أمسكت ذراعه ليدفع ذراعها عنه وهو لا يرى أمام عينيه الا الصراع الذي أصبح يعيشه
سبيني في حالي ياأمي
وانصرف خارج المنزل وهو لا يعلم الي اي مكان سيذهب حتى يريح رأسه
ضحكاتهم كانت تعلو وسط جمع عائلي هادئ لا يتكرر الا كلما جمعتهم الفرص
لبنى كبرت ياحج وبقت عروسه خلاص
هتف بها شهاب وهو يغمز لابنة شقيقه التي تعيش في منزله الي ان تنهي دراستها الجامعيه بكلية العلوم
لم تكن لبنى في مزاج يسمح لها بالمزاح ولكن جاهدت على رسم ابتسامه هادئه فوق شفتيها
لمعت أعين الحج محمود بسعاده منطفئة لتذكره وردة البيت الأخرى وقد أخذها المۏت في عز شبابها
متحرجش البت ياشهاب..شوف اتكسفت ازاي
وبعد أن كان الحديث يدور عن أحوال عاصم وادارته لاراضي العائله ومزارعها انقلب الحديث نحو لبنى
________________________________________
ولم يكن شهاب غافل عن نظرات ابن شقيقه الآخر
أدهم وحبه الكبير ل لبنى التي لا تراه الا في مقام شقيقها عاصم
لم تشعر لبنى بحالها الا وهي تنسحب من فوق مقعدها متمتمه
انا شبعت عن
اذنكم
انصرفت بهدوء لتتعلق أعينهم بها.. وتلاقت نظرات شهاب بشقيقه الحج محمود وهو يخشى ان تكون لبنى مازالت تهوي ذلك الطبيب فالقصه قد مر عليها خمس سنوات ولم تكن لبنى الا فتاه مراهقه ظنوا ان هذا لم يكن الا افتنانا وانتهى كل شئ بعد أن رحل هذا الطبيب عن بلدتهم
اطفئ كريم عقب سيجارته الثالثه لتمتد يده لجلب أخرى من علبة سجائره
يعنى انت بشرب السجاير الكتير هتحل مشكلتك ياكريم
تأفف كريم يزفر دخان سيجارته
سيبني في حالي والنبي يارائف
لطم رائف كفوفه ببعضهم يتسأل عن حال صديقه الذي في أتم نعمه من الله ولا ينقصه شئ
وانت مال حالك ياكريم.. ما الحمدلله حالك تمام وعندك ست متتعوضش وشغل كويس
اه ما انت عشان متجوزتش مش حاسس
تاني موضوع الخلفه ياكريم
كل ما اشحن عزيمتي