السبت 23 نوفمبر 2024

قصه بنت في ولد

انت في الصفحة 10 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز


البحر ليه 
انت رغاي اووى النهاردة ليه وبعدين لسه قدامنا ست ساعات 
نعم وقف العربيه وقف اصل انط منها 
قام رامي بزيادة سرعه السيارة پجنون وقال 
لو مسكتش هزود انا بقولك اهو 
خلاص يخربيتك هتموتنا 
عضت ياسمين على شفتياها بضيق تفكر بعمها فقد تأخر الوقت كثيرا 
مرت سبع ساعات حتى اشرقت الشمس فلم تستطيع ان تطرد النوم من عيناها فاستسلمت له

طوال الطريق ورامي يقوم بمراقبتها ويتصفح وجهها بغرابة حتى جاءت سيارة كانت ستطيح بهم لولا انتباه رامي فى اخر دقيقة 
فاستيقظت ياسمين
تتأوه اثر اصطدام رأسها بالباب ولكنها اكملت نومها مرة اخرى بسبب الارهاق الشديد 
وعند الوصول الى منزل الجد 
كانت الشمس وصلت لمنتصف السماء تخفيها السحب تارة وتظهر اشعتها تارة اخرى وصل صوت الشاطئ الى اذناها لتستيقظ داهشة انها نامت كل ذلك الوقت 
كان المنزل صغيرا بلون اللبني يوجد على ساحل البحر يملك فناء واسعا وارضيته بالعشب الاخضر وشجرتان أحدهما موز والاخرى تفاح 
وشرفه كبيرة فى المدخل 
ازيك ياكبير ايه الاخبار 
ياوحش ياواد ياوحش لسه فاكر جدك 
ماانت عارف بقي اللى فيها يا كوكو
دا اسلام صحبي 
اهلا وسهلا بيك ياحبيبي أنيست وشرفت قالها الجد لياسمين وهو يقوم بمصافحتها وينظر اليها بغرابة 
وبعد أن جلست ياسمين فى حديقه المنزل تتصفح الزهور والاشجار وتنصت الى صوت البحر سحب الجد رامي الى الداخل وقال له 
جايب ياخويا الولد الحلو دا منين مش عارف تجيبه لتوفى أختك 
توفى ايه ياجدي دلوقتى أأأأأه صحيح توفى الواد اسلام دا مفيش زيه أزاى أنا مفكرتش فى حاجه زي دى 
عيل أهبل زي ابوك المهم شكلك مش عجبني انت مبتجيش ليا غير فى المصاېب 
ايه المصېبه اللى عملتها 
ليه ياجدو تقول كدا أنا جايا اطمن عليك 
اهى نبرتك دى بتقلقنى أصلك ندل متعرفش حد غير فى المصلحة 
تنهد رامي وهو ينظر الى جده فجده قادر على قراءة مابداخله بنظر واحده لكن هل يخبره بما لا يستطيع أن ينطق به 
تنهد رامي وقال بعدين خلينا دلوقتى نهوى نفسنا 
ماشي ياخويا أنا طالع أنادى توفى 
ابتسم رامي وهو يتابع جده وفكر فى توفى فى أخته الصغيرة التى أنجبها والده من زوجة اخرى ومن ثم تخلت عنها والدتها لتقتن معهم لم تحب توفى والدة رامي والحياة معهم وبقت مع جدها ولأنها كانت تكره المدرسه فتوقفت فى المحله المتوسطه 
رجع رامي الى اسلام وهو ينظر اليه بخباثة ويرقص حاجبيه ذهابا وايابا 
فابتسمت ياسمين واطلقت ضحكة وهى تراه بهذه الطريقة ومن
ثم جلس مقابلا لها 
ها ايه رايك 
المكان هنا جنة أنا لو مكانك أجى هنا على طول 
تنهد رامى وهو ينظر اليه طويلا وقال 
شكلك مكتئب زيى يترى ايه اللى عامل فيك كدا 
انفتح ثغرها تريد أن تخبره بما يحدث معها لكن الخۏف من رده فعله وخاصة بعد ردة فعل أدم جعلتها تخشاه أكثر فان نفر منها أيضا الى اين ستذهب فلا يوجد لديها أى أصدقاء 
فأردف رامي وهو يتابع صمته ونظرات عيناه المريبة 
قولى يااسلام لو مثلا أنت اتجوزت ومراتك مش بتخلف هتعمل ايه 
هتعيش معاها ولاتسيبها ولا تتجوز عليها 
أطلقت ياسمين تنهيدة طويلة ومن ثم قالت
لو انت مثلا اللى مبتخلفش هتحب انها تختار ايه 
شعر رامي بالتوتر ولم يستطع أن يجيب فأردفت ياسمين 
هاه سبحان الله مافيش حاجه كامله فعلا كل واحد عنده حاجة بتخليه يحس بالنقص 
وكأن ماقاله رامي وما أجابت عليه ياسمين كان ردا لها على حزنها بأن الجميع لديه حفرة يخشي أن يسقط فيها وينفر منه الجميع 
فى تلك اللحظة دخلت فتاة ترتدي فستانا بينك ولديها شعر طويل وعيون واسعه تنبض بالعشب الاخضر 
دهشت ياسمين وهى تنظر الى تلك الفتاة الجميلة الرقيقه وخاصة بعد أن وقف رامي بجانبها ويضع يده على كتفيها 
دى بقي توفى أختى الصغيرة 
أبتسمت ياسمين وقامت مرحبه بها ونست تماما أنها أمامهم شابا يريدون أصطياده لتلك الفتاة 
جلس الجميع أمام بعضهما وقدمت لهم العصائر الملونه والفاكهه وخاصة الموز بكمية كثيرة 
توفى معتيش تاكلى موز هتبقي قردة 
قالها رامي وهو يغمز لها وينظر الى اسلام بنظرات لم يفهما هو 
كانت أصواتهم تعلو بالضحك تمتزج مع صوت البحر
والطيور التى تذهب الى عشها مودعة النهار 
ومع دخول الليل اخذ رامى اسلام الى البيت المجاور لبيت جده 
البيت دا كنت بعد ألعب فيه مع البنات منساش ابدا بنت اسمها تونة كانت بتحبني أووى وكل شوية تمسك فى ايدي والعيال يعدو يذفونا زى العرسان أأأه كانت ايام الواحد مكنش بيشيل هم اى حاجه 
مطت ياسمين شفتيها بضيق وتنظر اليه باستحقار وتمتمت
تيييييت همه البنات 
لم ينتبه رامي الى تمتمت ياسمين فقد لمح أكثر شئ يستمتع به فانتفض مسرعا الى تلك الارجوحة القديمة 
وهتف الى ياسمين 
تعالا
زوقنى بسرعه 
يعني بتاع بنات وتافه كمان 
قالتها ياسمين وهى تسرع اليه وتقوم بدفع الارجوحة 
زوق حلو يابني عملى فيها راجل 
فى تلك اللحظة قامت ياسمين بدفعه بقوة فأردف 
ايوة كدا 
أأأه تعرف يااسلام أنا أول ماشوفتك واحنا صغيرين قولت فى نفسي الولد دا نايتي وكنت بتستفزنى أوى وانت بتتكلم كنت شبه 
يلا بلاش عشان متزعلش 
شردت ياسمين الى الوراء فتذكرت الماضي كله فارتسمت ابتسامه على وجهها پألم وقالت 
ودلوقتى لسه شبهم 
مممم شوية انا بحب اقولك الصراحة دايما 
تنهد رامي وقد باد عليه الحزن وقال 
تعرف يااسلام أبويا حرمني من الورث وبيقولى هيعطي كل حاجه لسيف 
أكيد زعلته هتلاقيه لحظة نرفزة 
تعرف اللى وجعنى أووى 
حياتي كلها بقت صعبه ومراتى شيلانى أووى 
تعرف يااسلام لما عرفت أنى أنا 
أنا 
أنتبهت ياسمين الى تغير نبرة رامي الى الحزن فكانت تعتقد أن رامي حياته كلها سعادة ولايوجد به أى شئ يجعله يحزن أنتظرت كلمته الاخيرة بأذن صاغية وهى ماتزال تدفع الارجوحه 
فأردف رامي 
أنى مبخلفش 
علمت أن
الدموع تسقط من عيناه وان كان يدير ظهره فنبرته تكشف مكنونها 
فتساقطت الدموع من عيناها اثر صډمتها فأشفقت عليه حاولت أن تقول بعض الكلمات لتجعله يهدأ لكن شعرت أنها هى من تحتاج 
فارتعشت شفتاها ولم تستطع ان تتحدث 
تعرف مراتي قالتلى ايه لما عرفت 
هتستغرب اووى 
أنها مش بتحب الولاد وانى أنا عندها أحسن من اى طفل صعبت عليا أووى أن أنا حكمت عليه بحاجه زي دى بس بجد ڠصب عنى 
أنا مكسور أوووى يااسلام ومش عارف أعمل ايه 
الطب اتقدم دلوقتى وبقي فيه علاج متعلمش بكرة هيبقي فيه ايه 
تنهد رامي تنهيدة طويلة ومن ثم قال 
ماتزق كويس يابني دا لو جبت فرخه هتزقنى حلو 
لو سمحت تعرفوا ألاقي أى سوبر مركت قريب من هنا 
هتفت بها فتاة من أمام المنزل المجاور لينظر رامي واسلام اليها ليروا أنهم فتاتان يتمشان على البحر 
فتوقفت ياسمين عن دفع الارجوحه ليصل اليها همس رامي وهو يقول 
أنا البنت الشقرا وأنت التانية ولا أقولك سبهوملى عشان أنا حجزك لاختى 
وقفت ياسمين كالرمح الصاډم تنظر اليه بدهشه فكزت على أسنانها مما زاد دفعها للأرجوحة بقوة حتى سقط على الارض مباغتة ويئن من الالم 
بابا أنا فكرت فى الموضوع دا كتير قبل ماأجى ياريت تتفهمه 
خير ياادم اتمنى ميكونش خاص بياسيمن عشان مش هسمحلك ټأذي البنت كفاية 
فقال مقاطعا 
متقلقش دا فى صالحها هى بنت عمى برضه 
أنا شايف الاصلح ليها أنها تسافر بره 
أزاى يابني ونسبها لوحدها هى محتاجة فترة نقاهة وأننا نكون جنبها 
مش هتكون لوحدها هنشوفلها حد تتجوزه 
مالك كدا بتتكلم بثقه طريقتك دي مش عجبانى كمان صعب جدا ان حد يوافق بحالتها متوجعش قلبي أكتر 
ماهو عشان
كدا أنا فكرت كويس أووى فى النقطه دى 
أنا هتجوزها 
الفصل العاشر 
انتفض قائما من مجلسه واتسعت حدقة عيناه وهو ينظر اليه پصدمة فلم يكن يتوقع أن تخرج تلك الكلمات من فيه بل لم يتوقع أن ادم ينظر الى ياسمين بتلك الطريقة 
فعندما رأها وهو يمسكها بتلك الطريقة ويسخر منها أمامه تسرب الخۏف الى أضلاعه حتى أنه خشي أن تأتى المنية مباغتة
حتى لا تقبع تحت رحمة أبنه بمفردها 
أنت فكرنى مش عارفك ولا تائه عن تصرفاتك دا أنت أخر واحد ممكن أجوزها ليه 
بطل يا أدم الكره اللى فى قلبك أوعى تكون فاكر أنى معرفش أنك طول عمرك بتغير منها وهى صغيرة نسيت انك كنت تيجي تقولى ايه كل يوم بعد المدرسة 
أبتلع أدم ريقه بصعوبة وهو يرى نظرة والده الصارمة التى تشع ڠضبا ونفورا كأنه هو الغريب الذى يطلب شيئا ليس من حقه حتى ان ينظر اليه 
نسيت كل يوم تعد تزن عليا عشان ابعدها من فصلك ولا أنقلها من المدرسة 
كنت بستغرب فيك أزاى ولد عنده 8 سنين يبقي فى قلبه الغل دا وطريقة الكلام اللى كلها غيرة 
مكنتش أتخيل أن ابني أكتر واحد بحبه فى أخواته يبقي واخد غل أمه وحقدها 
عض أدم على شفتيه وهو يخرج من مكتب والده مهزوما وقد تركت كلماته فى نفسه أثرا مؤلما فلم يكن أباه يعلم لما كان يفعل ذلك فقد كان يرى اسلام سکينا على وشك قټله هو فقط اراد ان يحمي نفسه 
تنهد وهو يتذكر الماضي عندما رأها للمرة الاولى فى حياته عندما كان فى عامه السادس 
فتاة قصيرة الشعر بيضاء البشرة زرقاء العينان وفتاة أخرى ترتدي فستانا قصير بشعر طويل يجلس الاثنان بالقرب من سيدة لايعرفها يتحدثان مع والده فى حديقة المنزل 
ظلت الفتاتين
الصغيرتان يراقبونه حتى لمح أن أباه اشار اليهما أن تذهب ليلعبوا معه ومع أصدقائه 
اسرعت الفتاه ذات الفستان القصير اليهم والفتاة الاخرى تتابعها بالخطى لكن ببطئ حتى وصلت اليهم ووقفت تنظر بدون كلمه واحدة 
كانت عيناه لاتترك صاحبة الشعر القصير وينظر اليها فقط حتى أنه لم ينتبه الى هذا الحجر الكبير الذي جعله يقع على الارض ويصطدم به 
معلشي أنت كويس 
مال رأسه بايجاب
وهو ينظر الى تعبير وجهها الساحرة وعيناها النابضة بالبراءة رغم صمتها وعبوس وجهها الدائم الا أنها جميلة خلابة جعلت قلب الصغير يخفق بحرارة 
أمسكها من يديها برقة أمام الجميع وخطى الى والده وعندما وقف أمامه ابتسم بسعادة وهو يقول 
بابا أنا عاوزها عرو 
أدم ياحبيبي شوفت اسلام ابن عمك أكرم 
قالها والده مقاطعا لكلماته لتنقلب معالم أدم الى
الصدمة فنظر الي تلك الفتاة مرة أخرى لينتبه أن تلك الفتاة ترتدي لباس أولاد ولا تضع قرط فى أذناها 
انت ياولد تعالا اعتذر حالا من ابن عمك 
انا اسف يااسلام ياحبيبي هعقبه بس لما يرجع 
الصغير اللى فيهم بس اللى مغلبني بتصرفاته معلشي ياست رحمة 
عاد أدم مسرعا الى الفتاة الاخرى وهو ينظر اليها بضيق ويقول 
أنت بنت وحشة مش حلوة 
لا أنا حلوة قالتها تلك الصغيرة بدلال ثم أردفت 
أنت أدم ابن عمه ناجى أنت شكل مامتك خالص أنا اسمي لبني 
اسمك وحش معتيش تيجي عندنا أنت ولا
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 25 صفحات