الخميس 19 ديسمبر 2024

قصه جيران و رؤيه

انت في الصفحة 52 من 76 صفحات

موقع أيام نيوز


أنها لن تنجوا من ذلك الأمر إلا إذا نفذت ما يقول

و بالفعل جلست على ركبتيها تطلب منها السماح قائلة
سامحينى يا هلال هانم أوعدك أنك مش هتشوفى وشه تانى بس أرجوكى أقبلى أعتذاري
تنفست براحة تشعر أنها أخيرا هزمتها و هدمة كبريائها
أعتذارك مرفوض عشان اللى زيك ما تستهلش السماح 
نظرا لهما جبران قائلا 
اللى بيقبل أنه يركع لغير الله كافر ما يستهلش النفس اللى بيتنفسه كان ممكن تطلبوا السماح و أنتو عنيكم فى عنينا و واقفين على رجليكم بس سواد قلبك يا خالد خلاك تقبل ب الركوع عشان توصل لغرضك الراكع لغير رب العالمين مايستهلش أنه حتى يتوصف ب العبد عشان العبيد كانوا بيركعوا غصبن عنهم بالضړب انما أنت ركعت من غير ضړب والا حتى ټهديد و دلوقتي بقى نسمع قرار رؤيه هانم قبلتى أعتذاره و إلا لاء

معا أنه ما يستهلش السماح بس هسامحة يمكن ربنا يهديه و يفهم أن المعاكسة مش روشنه دى خوض فى الأعراض و أجسام البنات اللى منهم ممكن تبقى أختك أو مراتك أو حتى أمك عشان فى الأخر كل حاجة داين تدان
وضع جبران السلاح خلف ظهره ثم لوح بأصبعية لخالد لكى ينهض هو و سهر ثم قال
أنت تغوري من القصر و من حياتنا بس لو فى يوم لمحتك بتقربي لحد مننا و كيلك الله لهوريكى النجوم فى عز الضهر
أوماة پخوفا و فرت ذاهب تقسم بداخلها أنها لن تعود إليهم مجددا مهما حدث اما خالد فكاد يذهب لكن جبران أمسكه من منكبه قائلا بجدية 
رايح فين لسه الحساب ما خلصش أنت من شوية قولت الخضوع فى حضرة الجمال جمال أظن أنت عارف كويس أنك كنت بتلمح لحاجة تخصنى مراتى يعنى عرضي و شرفى اللى لو حد. فكر أنه يقرب نحيتها بنهشه بسنانى زي الديابه السعرانه بس عشان أنت لسه عضمك طرئ هتعامل معاك على
أنى ديب أليف شوية 
بلع لعابه بقلقا و أستدار ليناقشة لكن مناقشة جبران كانت ذو وضعا أخر معناها القتال و قبل أن ينطق الشاب و جه له جبران عدة لكمات متتالية لعيناه بكامل غضبه يقول ببحة جشة و ملامح قاسېة
مش دى عينك اللى بصت لها و حياة أمك لهدمر هالك عشان متشوفش بيها لا جمال و الا وحاشة 
ظلا يلكمه بقوة جعلت محيط عيناه أصبح أزرق و أنتفخت عظام العين ثم أمسكه من عنقه مقربه له يتلو علية تحذيره
مراتى لاء يا روحمك
أنهى جملته بضړبة رأس بمنتصف أنفه جعلتها تنكسر ثم حذفه على الأرض و تصلا على السيد بسيونى قائلا 
أبعت حد ياخد النونوس بتاعك هيلقى على كرسي البواب و حضرله دكتور لعنيه و مناخيره أصل أبنك حاول يلعب معانا فعلمنا عليه 
صاح بسيونى 
يعنى أنا نفذت و عدى و بعتلك خالد الحد عندك تقومه 
أبنك اللى بدأ و أطول علينا تانى فعلمناه الأدب و بقولك ايه أي حركة غدر وحياة رأس أبويا لهكون مطربق البيت على دماغكم و مبلغ عن كل العمليات المشپوها اللى بتتعمل فى مستشفياتكم و تجارت الأعضاء اللى عيشين علي قفاها
تلبك بسيونى
ايه الكلام السخيف دا أنت ناسي أنا مركزى ايه فى البلد
ردا علية بتحذير ملئ بالصرامة
عارف مركزك بس على رأي المثل حاميها حراميها فوق يا بسيونى أنا لو قلبت عليكم بجد وكيلك الله مهيطلع نهار يوم جديد على عائلتك والا على شغلك خليك ماشي جانب الحيط بعيد عننا عشان لو عقلك وزك أنت و المحروس بتاعك و فكرتوا أنكم تقربوا مننا تانى خبر دماركم هيبقى مالى الجرايد تانى يوم اللهم بلغت اللهم فشهد
أغلق الهاتف فى وجة بسيونى الذي شعرا حقا بالقلق و قررا عدم المواجها معا تلك العائلة اما جبران فامر الحارس الذي جاء إليه أن يأخد حازم و يضعه على كرسي البواب أمام القصر فنفذ الحارس الأمر و حمله وخرج به لتنتهى حكايته معا تلك العائلة
اما هلال فقتربة منه مبتسمة بفخرا
لما سمعتك بتطلب نزولى كنت عارفة أنك مش هتقلل منى عشان كده نزلت و أنا واثقة فيك 
وجه حديثه لعمران
بس عمران فكر أنى هقلل منك قدامهم
عاتبه عمران بجدية 
الحاحك قلقنى خصوصا لما رؤيه رفضت أعتذراه مقابل عدم أعتذار هلال غضبى مكنش مخلينى قادر أفهم أنت بتفكر فى ايه بس لما هلال نزلت و لقيتك طلبت منه أنه يعتذر الأول عرفت أنك بتخطط لحاجة لصالح هلال عشان كده فضلت ساكت و سايبلك الساحة 
أنا مقدر موقفك لأن أى حد مكانك هيقلق على مراته المهم حصل خير و الحمدلله خلصنا منهم
أقتربا منه عمران بندما مرتبا على منكبة اليسار
حقك على رأسي متزعلش منئ 
مد ذراعه وقربه اكثر منه يتبادلا العناق بحب أخوى ثم قال جبران 
حقى ايه مفيش بنا الكلام دا أحنا واحد طول عمرى أنا و أنت واحد مفيش حد قدر أنه يفرق بنا أو يوقع بنا كرامتك من كرامتى و كرامة هلال مراتك من كرامة رؤيه مراتى أحنا شخص واحد ضهرنا فى ضهر بعض أحنا عمرنا ماعتبرنا بعض عيال عم لاء أحنا بنعتبر بعض أخوات عمران و جبران أيد واحدة و قلب واحد 
رتب على ظهره قائلا بفخرا
عيال عم أيه احنا أخوات مش محتاجين نفس الأب و الأم عشان نبقى أخوات كفاية أننا بنحمل نفس الډم اللى ماشى فى عروقنا ربنا عالم أنى من صغرى و أنا بعتبرك قدوتى أنت أخويا الكبير يعنى سندى فى الدنيا
رافقتهم بسمة الأخوة على و جههما فقال جبران 
و أنت عكاز أخوك فى الدنيا من غيرك بحس أنى وحيد مليش حد الجئله وقت عجزى كل حياتنا اللى فاتت عشناها سوا و اللى جاى هنعيشه سوا هنفضل دائما ضهر و سند لبعض ياخويا
فى بعض الأحيان يكونوا أولاد العم مثل الأخوة و أكثر يتقاسموا جميع المشاعر سويا الخير منها و السئ الحزن و الضحك الأزمات و أوقات المال من قال أن أولاد العم مجرد أولاد عم لا فهم أخوة ترعروا من نفس الفروع يحملوا نفس الډم و نفس الأسم الثالث أسم الجد ذلك الجزع المتين الذى أنبت فروعا قوية أخرجت منها غصون الأحفاد أولاد العم أولاد العم يا سادة أخوة تنبض قلوبهم بذات الشغف أتجاة بعضهم لا يمكن أن تتلوث نفوسهم أتجاه بعضهم فبزرة الحب و العطاء التى زرعوها أهلهم داخل قلوبهم و عقولهم مازالت تنبت بالحب و الخير أتجاة بعضهم مازلا داخلهم صغيرا ف داخل عقولهم مازالت الذكريات التى جمعتهم وهم صغرا تتجول بين خلايه العقل تتعمق بحنين الأيام للذكريات اما القلب فلم يتغير فقد ظلا صغيرا يحتوي تلك الحظات و المشاعر التى جمعتهم وهم صغارا
اخيرا دعونى أخبركم أن أولاد العم هم السند الحقيقي لبعضهم هم أخوة يحملوا نفس الشرف و الكرامة يحملوا ذات الغيرة علي بعضهم و ذات المحبة هم سند بعضهم بالحياة أن أردتم يا سادة أن يكون لأولادكم رفقاء ب درب الحياة فزرعوا داخلهم بزرة المحبة لأولاد عمهم مثلما فعلت عائلتى معى أنا و أخوتى فان أثمرة البذرة بالحب سيتحولوا لثمرة الأخوة الناضجة بالحب و الحنان سيصبحوا أخوة يحملوا ذات المشاعر و الشغف أتجاة بعضهم ف أولاد العم هم السند لبعضهم بالحياة هم الصحبة الطيبه هم من
نتقاسم معهم جميع أوجاعنه و أفراحنا
ف هنيئا لكل شخصا يتملك أولاد عم أصبحوا أخوة مثلنا أولاد عمى أحبكم كثيرا يا منبع الدفئ و الحنان لقلبى 
بعد مرور شهرا قد سافرت رؤيه و جبران و أبنتهم نور لأداء العمره و حينما و قفت رؤيه أمام الكعبة الشريفة تمسك بيد جبران نزلا السكون عليها شعرت و كأن الزمان قد توقف شعرت بنبضات قلبها تنبض بالنور الذي يضئ بصيرتها أنهمرت دموعها فوق و جنتيها شعرت بلسانها يعجز عن الحديث فمالت تسند على كتف زوجها تسند عليه براحة لم تشعر بها قبلا تبصر فى الكعبة بشوقا جارف يتحدث قلبها بدلا من فمها لم تكن تصدق أنها بذلك المكان الطاهر النقئ الذي يغسل الذنوب و يشفئ چروح القلب و يضئ فى القلب الأمل و الأيمان أرتجفت تنظر إلى الكعبة تدعوا أول دعوة خرجت من لسانها فأول دعوة تكون مستجابة عند اللهلأنها تخرج من جوف القلب تلقائيه غير مجهزة فالعقل يتوقف و القلب يخرج ما يتمناه دوا أى تحضير بشړيقالت و هي تمسك بيد جبران الذي يحمل صغيرته بالأيد الأخري
يارب العالمين متحرمنيش أبدا من جبران و نور أنا مش طلبه منك غير أنك تحفظلى جوزى و تبارك لنا فى عيشتنا أنا عارفة أنى غلطت و عصيتك بس أنت رب العالمين رحمتك وسعة كل شئ و أنا حسة أنك بقيت راضئ عنى ياربى أنا ماليش غير جبران ماتحرمنيش منه أبدا دا نبض قلبى من غيرة مش
هقدر أعيش يارب أجمعنى بصحبته دنيا و أخره 
كانت تدعوا بصوتا منخفض و دموع عيناها تشق وجنتيها فشعرت بعين مبتسمه تنظر لها فستدار لليمين برأسها و رئة جبران يبصر بها عشقا ببسمة هادئة و داخله يدعى الله بأول دعوة خرجت منه قائلا 
يارب العالمين أغفرلها ذنبها متجعلهاش من المعذبين پالنار يوم الحساب العظيم يا الله أقبل توبتها وخليك دائما قريب منها و قويها بالأيمان يارب ديمها رؤيه بعيونى و أكرمنى بصحبتها فى الأخره
لم يسمع أيا منهم دعوة الأخر له فكلن منه دعى سرا بينه و بين الله حتى طال النظر بينهما وباحى بذات الدعوة بعين مشتاقه فى صوتا واحد هادئ
أرزقنا بالذرية الصالحة يارب العالمين
كانت ثانى دعوة لهما تتمنى ذات الشئ صغيرا من صلبهما يشهد على لليالى عشقهم و نبض قلوبهم ظلت رؤيه تسند برأسها فوق كتفه يحتوى يدها يبصرا بالكعبة بحباو داخلهم لم يكفوا عن الدعاء بالخير لبعضهما
و بعد أيام عادو إلى القصر و فى المساء كانت تجلس رؤيه و جبران برفقة عمران و هلال و أبنة خالتهم فريدة التى تقول لجبران 
والله وحشتنى أوى طول مانا فى أوربا كنت بفكر فيك و فى الأيام اللى كنت معايا فيها هناك بجد كانت أيام لذيذه أوي
حرك طرف عيناه يتفحص رؤيه الغاضبة التى مدت يدها وشبكت أصابعها بأصبعه أمام عين المتحدثه
ايه مش ناوي تعيد السفرية وتجلنا تانى 
ضغطة علي أصابعه بغيره قائله ببسمة مخټنقة
ماترد أيه مش ناوي تروحلهم تانى
تحمحم بجدية 
مظنش السفرية مكنيتش عجبانى 
أزي دا من كلام فريدة واضح أن السفرية
عجبيتك أوى
تحدثت فريدة ببسمة عفوية
قوليله يا رؤيه عشان جبران دلوقتي بقى بيكدب
شددت أكثر علي أصابعة قائلة
ما أنا بقولة أهو 
فرك لحيتة ببعض الثبات
معجبتنيش و الله و بعدين ما تسالى عمران ماهو كمان كان معايا 
نظرت له
 

51  52  53 

انت في الصفحة 52 من 76 صفحات