أسوأ ليله بعمرها
جلست والدتها بجانبها تربت فوق كتفها تعمل على تهدئة ابنتها المدللة
خلاص يا حبيبتي اهدي أنت بس وهو هيجي هيجي هو يطول حتى دة هيجيلك راكع وبكرة تشوفي أمك قالت والبالة اللي فوق دي انا هتصرف معاها وعصام جاي كدة كدة هتاخد نصيبها طالما غايظاكي هو احنا عندنا كم أروى ما عاش ولا كان اللي يضايقك ويزعلك.
هدرت الأخرى بغيظ تقلده بطريقة ساخرة يملأها المكر والحقد
أنت زيك زي سما...أنا زي سما يا ماما بيقولي إني أخته هو شايف نفسه على إيه دة.
اتسعت عيني والدتها وتمتمت بخبث ماكر يشبه نواياها الداخلية التي زرعتها في نفوس ابنائها
ظلت تخطط مع ابنتها في الوصول لجواد وكيفية الإيقاع به ليصبح في النهاية تحت سيطرتها تكون ابنتها سعيدة معه لكنها تناست أمر هام هو طبيعية شخصية جواد الصارمة الحادة التي مهما فعلت لن تستطع أن تسيطر عليه ولا أحد يقوى على فعلها...
في المساء..
عاد عصام إلى المنزل كان مثل عادته اليومية ثمل كان سيتوجه إلى أعلى حيث توجد هي ليفرض سيطرته وقوته عليها لكنه تفاجأ بوالدته التي كانت تجلس في انتظاره مع شقيقته تحدثت والدته بجدية مشيرة له بيديها أن يقف أمامها
سار على مضض متوجه صوب والدته كما أشارت وغمغم بخشونة وعدم ترتيب لما يتفوهه
مالها اللي فوق...إيه يا ماما أنت عاوزة إيه دلوقتي.
طالعته بسخرية وعدم رضا تلوى شفتها بسخط وهتفت ترد عليه بصرامة شديدة وحدة
لأ بقولك إيه اتعدل كدة يا عصام معايا ركز في اللي بقوله أنا زي ما جوزتهالك عشان تعمل فيها ما بدالك أقدر اخفيها خالص وأنت عارفني كويس.
اعتدل في وقفته أمامها وأغمض عينيه بضيق ثم. طالعها بعدها وغمغم متسائلا بجدية
إيه ياماما في إيه وإيه اللي حصل عشان تقولي كلامك دة دلوقتي.
الوسة بتاعتك اللي فوق دي مزعلة أختك وخليتها ټعيط وأنت عارف كله إلا أروى ونزلت تتمايص على ابن عمك لما جه انهاردة بسهوكتها دي إيه مش عارف تلمها وتكسر رقبتها.
شعر بالڠضب يشتعل بداخله زمجر بصوت غاضب مرتفع متحدثا بلهجة مشددة حازمة
خلاص يا امي أنا هطلع اتصرف معاها كدة كدة وهتشوفي اطلع بقى ولا في حاجة تاني
حركت رأسها بيأس وسخرية مشيرة له بيدها ان يسير من أمامها متمتمة بغيظ ساخر
روح الحق اطلع الحق أصلها هتطير ماهي متلقحة فوق كدة كدة.
أغمضت عينيها بقوة تخفي صورته من أمامهما ومن ذهنها ابتسم هو معجب بملامح وجهها التي تبدلت تماما برؤيته ضحك بصوت صاخب رنت صوت ضحكاته في أذنيها جعلتها تمنت لو أنها ألا تستمع في حياتها بدلا من أن استمع لصوت ضحكاته المقززة.
.
في صباح اليوم التالي..
عاد جواد إلى المنزل للتو بعد ليلة شاقة قد عمل بها العديد من الأعمال الهامة وجد الجميع يجلسون يتناولون فطورهم كان سيدلف على غرفته في صمت تام من دون أن يتحدث معهم ألا أن والدته استوقفته متمتمة بحنان
تعالى يا حبيبي افطر شكلك تعبان.
بالفعل كان الإرهاق يبدو على قسمات وجهه وعينيه بوضوح هو لم ينم من ليلة أمس وأيضا عقله الذي انشغل بتفكيره بها بعدما رآها مرة أخرى كل شئ كان يدفنه قد تجدد من جديد يشعر وهي أمامه بالعجز والضعف يريدها ويريد أن ينعم باقترابها منه لكنه لم يستطع يجب أن يخفى كل ذلك بداخله ولا يريد أن يجعل أحد يعلمه تنهد بصوت مسموع يخرج من تلك الدوامة التي بها ورد على والدته بهدوء بابتسامة سعيدة تزين ثغره
لأ يا حبيبتي افطروا انتو أنا عاوز أنام مش قادر.
كاد يسير متوجه نحو غرفته لكن استوقفه والده تلك المرة مغمغما بخشونة وجدية
تعالى اقعد عشان عاوز اتكلم معاك يا باشا.
سار جواد مقترب منهم حذب مقعد خاص بمائدة الطعام وجلس فوقه متناولا شطيرة صغيرة يطالع والده منتظره يتحدث ويردف بما لديه عندما طال انتظاره أردف متسائلا
خير يا بابا متطلع بصرامة نحو جليلة التي ادعت انشغالها مع سما ابنتها فتحدث بحدة ولهجة مشددة
بس أروى مش زي اختك يا جواد وأنت عارف كدة كويس وعارف كمان اللي اقصده.
وقف واضعا يده داخل جيب سترته متخلي عن هدوءه الذي يصحبه دائما وأردف بجدية هو الأخر
ماهو أنا عشان عارف قصدك بقولك أن أروى زي سما وياريت حضرتك تفهم قصدي وإيه اللي عاوزه أنا مش اللي عاوزينه انتم.
وقف والده قبالته بعصبية شديدة وغمغم بسخرية وتهكم مطالع إياه بضيق
أنت عاوزنا تحت مزاجك لا بقولك إيه هو محدش غيرك اصلا بيعمل لللي أنت بمزاجه بس مش المرة دي بقى المرة دي لأ ياجواد.
أسرعت جليلة تتطلع نحو ابنها پخوف وقلق تخشى أن الامر يكبر ويزداد فأسرعت بعينيها نحو ابنها تترجاه أن ينهي الأمر من قبل ان يتحول من نقاش إلى مشاجرة بينهما لكن الأمر بينهما من البداية لم يكن نقاش هو كان مشاجرة هادئة ستشتد لكنه فهم مغزى نظراتها فأومأ لها برأسه يهدئها عاود