روايه ممتعه
باب مكتبه جعله يهتف من جديد
تصدق أني أول مره أعرف أن سالم ابن حلال..
بص وراك كده الأسد العجوز وصل يابن المغازيه
أستدار عمران للوراء ورئه عبر زرقويتيه سالم يفوت إليهم دون أستاذان يردد بوجه غاضب ومعقود بشراسة الحديث
بقي أنا سالم الشداد حتت عيل زيك يوقع أسهمه..
تشرب قهوة..
هكذا كان رد جبرانالذي أمسك بفنجال القهوة وأخذ رشفه من ثم وضعه ببرود تعدي حدود الغرور.. اما سالم فرفع سبابته أمام عيناه قائلا بلهجة مليئه بالتحدي
رفع أصابعه وفرك أنفه محاولا أكمل بروده.. ورفع عيناه ناظر له بالامبالاه..
أنت عمال تقول عيل عيل هو في أطفال هنا وأنا مش واخد بالي.. لو فيه قولي عشان أنا بكره كلام العيال ودوشتهم اللي علي الفاضئ
ماشي يا جبران أنا هوريك سالم هيعمل ايه.. وحياة أمي من الحظة دية مش هيبقي ورايا حاجة غير أني أهدك أنت وامبراطورية المغازي علي دماغك.. خلي بقي الغرور ينفعك ..
ابقي سلملي علي أمك.. ياريت ماتتاخرش في
الهد كتير عشان
ماليش خلق.. والا ايه يا عمران..
ناشد عمران بعيناه ليسانده.. وبالفعل لم يتردد عمران من اخراج الضيق الذي سببه حديث سالم..
تجحظت عين الشائب بالتوعد القاسئ لهما..فهما بالنسبة له صغيرين.. لكن ذلك لم يغفر لهما لدية مما جعله يرسم بسمة خافته فوق شفتاه ملئ بالكراهية وباح بصوت هادئ مثل سكون الليل..
حذفه مالدية في وجوههم التي ذات تعقيداوأستدار ليذهب لكن أوقفه صوت جبران الناطق بجمود
هتسلم عليها بنفسك لما ابعتك ليها الأخره
عن قريب
رد عليه بكامل جموده دون النظر لهم وأكمل سيره إلي الخارج.. اما جبران فصق علي أسنانه بغرازهمعلن عن كم الضيق الذي حمله طوال المقابلهاما عمران فقال بتاكيد
من الحظة ديه الحراسه عليك هتذيد.. سالم كلامه واضح أوي ولزم ناخد احتياطتني..
كنت هعمل كده من غير ماتقول..
المهم أنت تهدي العب شوية خلينا نركز في شغلنا أحنا عندنا مؤتمر مهم في فرع شركتنا في لندن كمان أسبوعين ولزم نكون دارسين المشاريع اللي هنتكلم عنها.. متنساش أننا هنتعاقد في المؤتمر علي أكبر منتجع سياحي في مصر.
متقلقش كله تحت السيطره..
تحدث عمران بجدية
بمناسبة بقي السيطرة..عايزك تسيطر شوية علي ردود أفعالك وصلتني أخبار أنك ضړبت مساعد الدكتور اللي بيشرف علي حالة نهالعشان قالك أن مفيش داعي لوجودها علي الأجهزه لأنها مش هتفوق من الغيبوبة أبدا..
تنهد بضيق ملحوظ
أيوة ضړبته وكسرتله منخيرة.. ولوله أنهم حشوه من تحت أيدي كأن زماني مكسرله باقي عضمة..
قال الأخر متعاطف
أنا عارف أنك بتحب نهال مراتك.. بس أنت كده مش بتساعدها أنت بتعذبها.. نهال. في الغيبوبه بقالها سنتين من يوم ماولدت بنتكم
ومفيش أمل من أنها ترجع للحياة تاني.. والأهم من كل ده أنك خلاص وافقت علي الجواز من البنت اللي أمك هتختارها
أنا وافقت عشان أرضيها متنساش أنها مريضة قلب.. وأخر مره رفضت فيها الجواز تعبت وكانت ھتموت فيها.. عشان كده وافقتها الكلام وهتجوز عشانها.. بس ده عمره ماهيخليني أنسي نهال والا اتخلي عنها
تنهد عمران بحيرة
مش عارف أقولك ايه.. بس اللي متاكد منه أنك خلاص مبقتش تصلح للحب مره تانيه.. والبنت اللي هتتجوزها هتتظلم معاك لأنها هتبقي بالنسبالك مجرد صفقة بتنفذها..
واجهه بحقيقة الأمر وغادر المكتب تاركه يسند رأسه علي المقعدبعين ثابتة النظرة الجادة لكن تلك النظرة كانت تخفي خلفها حيرة تشتت العقول
اما في جامعة القاهرة داخل أحد المدرجاتكانت تقف رؤيتنا بطلتها الأنثوية المحتشمه.. مرتدية ثوب فضفاض بالون الأسود مزين بورود بيضاءوتخبئ شعرها بحجابها الأبيضتسير بكوتش أبيض أمام الحاضرين تنظر لهم بوجهها الراقي المعډوم من مساحيق التجميل..
تدرس للطلبه الهندسة المعمارية.. وفور أنتهاء المحاضرهحملت حقيبتها البيضاء.. وصارت للخارج تسير باحتشام وروقئ.. وبعد دقائق كانت تجلس في السيارة بجانب خطيبها حازمالذي يقود بهما السيارة إلي شقتهم التي ستجمعهم بعد أيام
مكنش فيه داعي أني أروح الشقة يا حازم..
كنت خدت أنت التحف اللي ناقصه وحطتها بنفسك.. في الأوض..
حدثته بعدم رضا.. لكنه ابتسم بمراوغه..
يابنتي كل العرايس بيروحه يفرشه شقاقهم.. وأنتي العروسة الوحيدة اللي مفرشتش شقتها.. بقي ده اسمه كلام..
أجابته بجدية
وفيها ايه.. أنت عارف أن ماما نبهة عليا أني مروحش الشقة لأن ده فال وحش وكمان الأن الأصوال بتقول أني مينفعش اروح معاك الشقة لوحدي قبل الفرح
أنت عارف كويس أني رايحة معاك دلوقتي من وراه ماما لأنك صممت أني أجي معاك والله لو عرفت أني روحت الشقة هتبهدل الدنيا.
أنا مش فاهم ليه يعني التعاقيد ديه فال
وحش ايه ديه كلها تخاريف
لاء مش تخاريف ديه حقايق وأصول.. ميصحش أروح معاك الشقة لوحدينا غير يوم الفرح.. بقولك ايه يا حازم أنا مش مرتاحه خلينا نروح.. والتحف هبقي انظمها بعد الفرح.
تنهد الأخر ببسمه
احنا خلاص وصلنا الشقة.. ياله أنزلي خلينا نطلع نحط التحف وعشر دقايق وهننزل
كلها خمس أيام وتبقي مراتي قدام الناس كلها.. ودية هتبقي الأوضة اللي هنقضي
أحس بحبك
رفعت عيناها الملتهفه مثل قلبها الباكي تتفوة
ببحة منكسرة
فرك حازم لحيته بتزمت
أبتسم بدموع ساخره
راوغها ببسمة
متقلقيش هنتجوز وأنا هديكي هدؤ وحب وكل اللي عايزاه ياقلبي ياله بقي فكي التكشيرة دية
حد يشوفها
مين بس اللي هيشوفها أنتي عارفه أني مقطوع من شجرة ومفيش حد عايش معايا في شقتي
المهم أنتي متشغليش بالك بحاجة ياله اطلعي أرتاحي وهبقي أكلمك بالليل
اما حازم فا أتاه أتصل من رقم بغيض علي قلبه لكنه أجاب
عايز ايه مني
تعاليلي الڤيلا كمان ساعة وأنت هتعرف عايزك ليه
أغلق المتصل الهاتف أما حازم فنفخ الهواء من فمه بضيقوحذف الهاتف عالمقعد المجاور وقاد سيارته
اما لدئ رؤية بعد خمس دقائق كانت تقف في ريسبشن شقتهم أمام والدتهاالتي تحدثها بغرابة
مالك يا رؤية شكلك معيطه ليهوبعدين كنتي فين كل ده مش المفروض تبقي هنا من تلت ساعات
حاولت أخفاء خۏفها وتحدثت بعين ناظره أرضا
اضطريت أدي محاضرة ذيادة للطلبه.. عن اذنك هدخل أتوضئ وأصلي وهقعد أقرء قرأن ياريت محدش يخبط عليا
مالك فيكي ايه أنا أمك وحسه بيكي
مفيش يا أمي أنا بخير عن أذنك
فرت من أمام والدتها إلي حجرتها وفور أن أغلقت الباب عليها أنهارت باكية تخبئ صوتها خلف يدها التي كممت بها فمها...