روايه كامله رائعه
الليلة
شهق فؤاد پصدمة وقال
ايه !
ولجت المخزن فتاة في الرابعة عشر من عمرها حسنة الطلعة رغم صغر سنها يظهر عليها معالم الأنوثة التي تجعل من يراها يعطيها عمر أكبر كان برفقتها عمها الذي يبتسم بسخافة تجاهله عمار وتأمل الفتاة ويعلو ثغره ابتسامة ذات مغزى حينما بدأت انظاره تجوب هيئتها بالكامل ثم وجه بصره لمكرم الذي يبتسم له بمعنى مدح عمار اختياره لها بنظرة من عينيه عاود النظر للفتاة وسألها بنبرة قوية
أسمك أيه
كانت الفتاة ناكسة رأسها للأسفل مدعية الخجل ردت عليه برقة مصطنعة
شيماء
عرفتي اللي مطلوب منك تعمليه بالظبط
اومأت رأسها وردت بتأكيد
عرفت يا سعادة البيه ان شاء الله تبقى مبسوط مني
تنهد عمار بقوة ورد بعدم اقتناع
أما أشوف
ثم وجه بصره لعمها وتطلع عليه بتأفف حدثه بازدراء
مش قبضت مستني ايه يلا ومش عايز اشوف وشك تاني
شعر الرجل بالحرج من نفسه رد ببلاهة
تحت امرك يا سعادة البيه
ثم نكس رأسه ليخرج في خزي تعقبته نظرات عمار المحتقرة
حتى دلف للخارج زفر بقوة ليعاود النظر للفتاة قال لها بأمر
النهاردة هنتجوز عارفة يعني ايه تبقي مراتي أنا كفاية عليكي اللقب ولو عملتي حاجة غير اللي مطلوبة منك يبقى متلوميش غير نفسك سامعة كلامي كويس
سامعة يا سعادة البيه اطمن
حدجها عمار بنفور فما هي سوى لإغاظة الأخيرة ولكنه أنجبر على ذلك لعدم طاعتها له فبالتأكيد لن تلبث كثيرا حتى تطلب منه تسليم نفسها بإرادتها مقابل تركه لتلك الفتاة فهي تغار عليه پجنون تنهد عمار براحة ووجه بصره لمكرم وقال بجدية وهو ينهض
جهزها يا عمار علشان الډخلة الليلة
قال جملته وهدج للخارج وسط نظرات شيماء التي كانت تختلسها له خفية ابتسمت في نفسها بأنها ستصبح زوجته خالجتها احلام وردية فسوف تبقى بجانبه ورغم شروط زواجه منها بأنها صورية فقط إلا أنها ستستغل كل لحظة لتجعله لها فأي فتاة تتمنى قربه فقط فهي فرصتها الذهبية ولن تضيعها من يدها مهما كلفها الأمر وستجعله لا يرى غيرها تنهدت شيماء بحرارة وهي تتخيل نفسها بين احضانها و قطع شرودها صوت مكرم الذي يأمرها بحدة
نهضت من المغطس بتقاعس شديد ولكنها ارتاحت بعض الشيء بالجلوس فيه فعظامها تؤلمها بشدة لفت مارية المنشفة حولها لتخرج من المرحاض وهي تسير ببطء دلفت للخارج وانتفضت حين رأته متسطحا على الفراش
ومركزا أنظاره عليها ابتلعت مارية ريقها وتنهدت متعمدة تجاهله واستدارت لإرتداء ملابسها اوقفها صوته الصلب وهو يأمرها
تعالي متلبسيش
تنهدت بضيق وتجمدت موضعها لبعض الوقت لا تريد الشجار معه فوضعها ليس بجيد ليتطاول عليها وبالتأكيد سيضربها تنفست بهدوء واستدارت ذاهبة إليه ونظراته تأكلها حيث سحرته هيئتها وهي كذلك بشعرها المبتل وجسدها الذي يعشقه ابتلع عمار ريقه وسيطر على حدة تمنيه لها ولكنها ادركت مشاعره فهي تعرفه جيدا ومدركة لحبه الجارف لها ولم تنكر بداخلها حبها له ولكن ما افتعله جعلها تكره تلك العلاقة وتتناسى لبعض الأوقات سبب وجودها هنا وهو قټله دنت مارية من الفراش لتجلس على طرفه متعمدة اغواءه وهذا ما حدث في نظراته
عاجبك كدة هتبقي مبسوطة لما أكون في حضڼ واحدة غيرك مش هتولعي في نفسك لما يحصل كدة
ضحكت مارية بسخرية اثارت استفزازه منها وزادت من انزعاجه كانت مارية من الداخل ولكنها لم تبين له وتعمدت الإنتقام منه بطريقتها الأنثوية لحين الوقت لتنفيذ قرارها النهائي الذي أتت من اجله وجهت بصرها له لتجد الڠضب كسا قسمات وجهه توقفت عن ضحكها الساخر لتقول بمكر
مهما عملت مش هبقى ليك بمزاجي أبدا هخليك كدة بتجري ورايا لحد ما في يوم هخليك تركع تحت رجليا وبرضه لينظر لها بتوجس بدأ في هزها لترد عليه ولكن لا جدوى بدا عليه القلق اخرجت مارية أنين ضعيف وفتحت عينيها ببطء لتنظر له بضعف شعر بالراحة ورسم التحجر مرة أخرى ليعتدل وهو يحدثها بثبات زائف
دي البداية يا مارية كل اما تفضلي ابوكي عليا وترفضي تقربيلي بمزاجك هتلاقيني واحد تاني غير اللي عرفتيه
تعجبت فريدة بما اخبرها به فؤاد من نيته في الزواج بأخرى بل تشتت تفكيرها هي تسال نفسها لما يفعل ذلك وهو يحبها استنبطت بداخلها ربما أجبره والده على ذلك لينتقم أكثر منهم فليس هناك ردا على تساؤلاتها غير هذا تنهدت بقوة ووجهت بصرها لفؤاد سألته بحيرة
وهو مقالكش هيتجوز ليه يا فؤاد
حرك فؤاد رأسه بنفي ورد بحيرة هو الآخر
أنا مش عارف يا عمتي اللي اعرفه أنه بيحبها وموضوع جوازه من واحدة تانية مجاش في بالي ابدا
ضغطت فريدة على شفتيها السفلية وهي تفكر في الموضوع تجهمت تعابيرها ونظرت لفؤاد لتقول بمفهوم
كله من سلطان عاوز يذل بنتي ويكسرها
بضرة تطلع عينها ويا عالم بيخططوا لأيه تاني
لم يرد فؤاد لجهله بالأمر بينما تخبطت الأفكار في رأس فريدة عن طبيعة العلاقة بينه وبينها بعدم فهم بينما مدحت فريدة ابنتها في نفسها
شاطرة يا مارية بنت ابوكي بصحيح
قطع جموحها فؤاد ليستفهم
وأيه هيبقى وضع مارية بعد كدة انا خاېف متعرفش تنفذ حاجة وهما اللي يبهدلوها زفرت فريدة بقوة وقالت بتفهم
لازم نبعت اسماء تشوف ايه اللي بيحصل هناك وتطمنا عليها
فور سماع فؤاد لحديثها هب رافضا بامتعاض
لا اسماء لأ شوفي حد تاني
رمقته فريدة بتعجب فهو من اقترح ذهابها قبل مرة سألته بعدم فهم من تغييره المفاجيء
وايه اللي غيرك كدة انت بنفسك اللي قولت على اسماء وأن ما فيش احسن منها يجبلنا الاخبار من عندها
ابتلع ريقه ليبرر بارتباك داخلي رغبته تلك
ما فيش يا عمتي اصل اسماء المرة اللي فاتت قالولها متبقيش تيجي تاني هتفت فريدة باستنكار جم
اسمه ايه الكلام ده هتروح وقت ما احب أنا دي بنتي ولازم اطمن عليها هما خطفينها ولا ايه
لم يعرف فؤاد بما يجيبها او يخبرها بهذا السمج عيسى وبما يفتعله معها من بذائة تنهد ليقول بتردد
طيب نستنى شوية يا عمتي اما يتجوز ونبقى نبعتها تشوف ايه اللي حصل عندها
لم ترتاح فريدة لحديثه وادرك أنه يضمر شيئا ما بداخله امتثلت لما يقوله وردت بتنهيدة
خلاص يا فؤاد اللي تشوفه
احتضنته والدته بشدة ومدحته على تلك الخطوة فهي تريد أن ترى احفادها منه ابتسم لها عمار بتصنع فما تفكر فيه لن يحدث وضمھا إليه وتماشى مع فرحتها الجلية وعن سلطان والده لم يقتنع بكل هذا وادرك بأن ابنه يتزوج فقط ليثير حنق الأخرى فربما تمنعه عنها حيث يعلم سلطان طباع ابنه جيدا ومدى حبه لابنة فريدة وما يؤكد له صدق حديثه نسب الفتاة الوطيء كأنه اختارها متعمدا ناهيك عن كونها يتيمة ودون المستوى فطن بأنه سيتزوجها كأسم فقط وفتاة بتلك المواصفات ستقبل مغمضة العينين بشروطه دون جدال فأي فتاة مثلها تتمنى الزواح منه ولو فقط لتخدمه انتبه سلطان لابنه وهو يحدثه بتردد
مش هتقولي
مبروك يا بابا
لم يعرف سلطان بما يرد فنظرات ابنه تفضحه عما يفعله وما جعل عمار يرتبك أنه استشعر فهم والده له بينما ردت منى عليه بغير رضى
هيقولك مبروك على ايه متجوز واحدة مستنضفش اشغلها خدامة عندي ايه بس اللي يجبرك على واحدة زي دي
نظر لها عمار بتوتر جاهد على اخفاءه وتردد في ايجاد رد مقنع لهابينما اخرجه من مأزقه هذا مكرم حين تدخل ليرد عليها بلوم
خلاص يا منى هو عايز يتجوزها وهو حر
تنحنح عمار ليؤكد كلامه بحماس
ايوة صحيح ليه الكلام ده مكرم بيتكلم صح انا عاوزها وخلاص لوت منى شفتيها للجانين غير راضية وعبست ملامحها بينما تشدق سلطان بخشونة لينهي المسألة فقد باتت سخيفة امامه ولا داعي للنقاش فيها
خلاص كل واحد يخليه في حاله وجه بصره لعمار وتابع بمغزى اربك عمار ليشعره بأنه يتفهم نواياه
وانت حر يا عمار تتجوز تطلق محدش هيدخل المهم شد حيلك عايزين نشيل حفيدنا
نظر له عمار پصدمة وزيف ابتسامة وهو يرد بارتباك
أن شاء الله يا حاج ادعيلي
كانت مارية بالأعلى تسمع اصوات الزغاريد في ارجاء القصر انهمرت الدموع على وجهها وهي تتحسر على حالتها فقد حدث ما لا يتخيله أحد فكونها أتت للإنتقام لوالدها لم يكن بمقدار كرهها له في تلك اللحظة لزواجه من غيرها فلن تتحمل لمسه لفتاة أخرى كانت مارية بداخلها لا تعرف لماذا تفكر هكذا فهو قاټل والدها لما يظل حبه بداخلها ولما لم تتناسى ذكرياتها معه رغم عنفه معها وضربه لها كانت تشفع له بأنها من تدفعه ليتطاول عليها هي تعرف مقدار حبه لها فكل ما يفعله من وراء قلبه ولكن كيف
لها أن تنسى والدها حبيبها والزمت نفسها بالنيل
منه على طريقتها بل ستتلاعب به ليخضع لها ورغم قوته الجسمانية التي تفوقها بمراحل جمة مسحت مارية دموعها بكفيها لترسم الثقة بنفسها وعليها تجميد مشاعرها اقنعت نفسها بأن زواجه هذا ما هو إلا لعبة منه ليعاقبها ويجعلها تستسلم له برضاها حركت رأسها بموافقة
ولج عمار الغرفة عليها ليقطع فكرها ادارت مارية رأسها نحوه لتنظر له بنظرات غير مفهومة جامدة اتسعت ابتسامته الماكرة وهو يتحرك نحوها وقف عمار امامها وحدثها بتسلية
مش هتجي تسلمي على ضرتك يا مراتي
كتمت مارية ضيقها وزيف ابتسامة وقالت لتثير حنقه
مبروك عليك احسن حاجة عملتها على الأقل هستريح منك اصلي بصراحة مليت
رددت بتشفي ونبرة واثقة
ولسة هتشوف مني كتير هتركع وقريب
ولج الغرفة التي تزوج فيها تلك الفتاة ويبدو عليه الإنزعاج ظن عمار بأنه من سيتثير استفزازها ولكن ما حدث أن ما فعله كأنه لم يكن وهي من تملك زمام الأمور
متزعلش نفسك احنا لسة في الأول ومن بكرة هنفذ اللي قاله مكرم بيه هجننهالك واخليها تيجي لحد عندك
حدق فيها عمار بنظرات قاتمة جامدة فاستطردت بحيرة زائفة وهي تجثو على ركبتيها امامه
هو فيه واحدة عاقلة متجوزه عمار اللي الكل بېخاف من اسمه بس وترفض تبقى معاه دا انا لو هعيش بس لخدمتك طول عمري هبقى أسعد واحدة
بحركة تمني منها ادرك عمار نظراتها وما تزمع له وحملق فيها بابتسامة ساخرة على زاوية فمه حدثها بنبرة جعلتها تعود لرشدها وتعرف
قيمتها
قومي من وشي ومتنسيش انتي جاية هنا ليه واعرفي بتتعاملي مع مين لو عايزة عمرك يبقى أطول
الفصل السابع
جفاه النوم يفكر في خطوته تلك وهو ينظر بنفور لتلك الفتاة الغافية الذي أنزعج من مجرد وجودها معه في مكان واحد زفر عمار بخفوت ويبدو على تعابيره الضيق نهض من مقعده وهدج للخارج يريد الذهاب إليها فقد سلبته عقله بالكامل سار
لغرفتها وشرع في فتح الباب عليها بهدوء شديد ولج بحذر لتقع عيناه على الفراش ويجدها غافية عليه كالملاك دنا بهدوء