الأربعاء 18 ديسمبر 2024

عازف بنيران قلبي

انت في الصفحة 154 من 242 صفحات

موقع أيام نيوز


ان قلب العاشق لايهدأ حتى يبادله محبوبه الوله
خرجت ليلى من غرفة الاجتماعات وقلبها ينتفض بشدة تكاد تأخذ أنفاسها بصعوبة هي لم تحتاج سوى الأختلاء بنفسها دلفت سريعا إلى مكتبها وهي تضع يديها على صدرها تحاول أن تلتقط أنفاسها التي شعرت بإنسحابها انسدلت دمعة بجانب جفنبها إزالتها وهي تضغط على هاتفها بقوة حتى لا تفقد سيطرتها وتقوم الإتصال به..ارتفع صوت شهقاتها حتى وضعت كفيها على فمها ظلا لفترة ثم اتجهت إلى سيارتها 

قبل شهر فلاش باك 
جاء الصباح استيقظت على ألما يفتك بها فتحت عيناها تنظر حولها متذكرة أحداث الأمس وجدت أسما تجلس بجوارها تقرأ بمصحفها ..اتجهت أسما لها بعدما استمعت لتأوهاتها ابتسمت تمسد على خصلاتها 
صباح الخير حبيبتي نمتي كويس..اتجهت تنظر بشاشة هاتفها متسائلة 
الفجر أذن ولا إيه!
اجابتها أسما بإبتسامتها الجميلة 
صبح صبح ياعم الحج..الساعة خمسة ونص حبيبتي الفجر إذن من ساعة..اعتدلت تتثاءب وهي تضع كفيها على فمها ثم توقفت فجأة بللت حلقها وابتلعت ريقها بصعوبة تتسائل عنه 
راكان..راكان فين !
وضعت أسما وجنتيها على راحتيها تتأملها بصمت وبؤس مزق روحها رفعت ليلى رأسها متسائلة 
فيه إيه ياأسما بتبصي كدا ليه أنا بسأل عن راكان...قالتها وهي تنزل من فوق
مخدعها 
وبعدين إزاي متصحنيش للفجر كدا تضيعي صلاة الفجر..قالتها وهي تتحرك إتجاه مرحاضها قاطعتها أسما 
راكان مشي امبارح بعد ماحضرتك قلبتي التربيزة عليه ومش بس كدا وعدني انه مش هيقرب منك وقالي خلي بالك منها 
تحركت عندما شعرت بأن قلبها هوى بين قدميها..اغلقت باب المرحاض خلفها واستندت تبكي وهي تهمس لنفسها 
ارتحتي كدا ودا هعرف أعيش من غير مااشوفه إزاي ولا اشم ريحته ابتلعت غصة مريرة ملئت جوفها بطعم الصدأ لازم تفوقي ياليلى متخليش قلبك يجرك وضعت كفيها على قلبها 
يارب ريحني من الۏجع دا...اتجهت لتقوم بالوضوء متجهة للحي القيوم 
بعد قليل أنهت صلاتها وجلست تذكر ربها وتقرأ وردها إلى أن أشرقت الشمس وقامت بصلاة الضحى ...نعم حبيباتي فصلاة الضحى تعادل ثلاثمائة وستون صدقة عن أعضاء الجسم وهي سنة وليست فريضة 
انتهت ليلى من صلاتها وجلست بأجندتها كاعادتها تتدون بعض الأشياء التي تشعر بها 
ثم دونت بعض السطور متنهدة وكأن صورته على صفحات دفترها 
ولا زال الخريف يأخذنا معه في رحلته بين الفصول ..
يتعمد أن يبعثر مشاعرنا .. 
ليخبرنا أن لا شييء يدوم .. 
و أن الأحوال تتغير .. 
و أنه يخبئ في نهاياته أمطارا غزيرة 
يسڪبها على قلوبنا الظمأى ..
ليتنا مثل الخريف ننفض أوراق مشاعرنا الجافة ..
لننتظر أن تعود خضراء في ربيع ننتظره بڪل شغف... مرت الساعات تلو الأخرى إلى أشرقت الشمس وملأ شعاعها بنور ربها بقطرات فصل الخريف الندية..توقفت تعقد ذراعيها تحتضن نفسها تنظر لتلك المناظر الجميلة مبتسمة وكأن حبيبها يعلم بما تشعر به من حضورها بين تلك الأشجار ابتسمت وهي تضع كفيها على أحشائها 
اتمنى ماأشعر به أن يكون حقيقيا وليس حلما فيارب تجعل لي نطفة في أحشائي لكي اتذوق حنانه الذي حرمت منه..دلفت أسما وجلست بمقابلتها تتفحصها بنظراتها 
سمعاكي ياليلى قولي إيه ال وصلكم لطلاق والحب الكبير دا بينكم
رفعت بصرها إليها تكاد تسمع دقات قلبها من فرط اضطرابها نظرت بالخارج وقامت بقص كل شيئا لها ابتداء من خطڤ والدها إلى أن أتى بها لذاك المنزل 
فغرت شفتيها بعدم تصديق ثم نهضت واقتربت منها تتحدث بعصبية
ايه الناس دي وازاي ترمي ودانك للي اسمها عايدة وتوفيق وبعدين تعالي هنا طنط زينب حذرتك ليه مسمعتيش منها 
وضعت كفيها على وجهها واجهشت بالبكاء
عارفة اني غلطت بس ميكنش نتيجة غلطي انه يرميني بالطريقة دي 
ساد صمتا مخټنق بحزن بينهما فربتت أسما على ظهرها متحدثة
ليلى راكان معذور اي حد مكانه كان هيطلقك من وقتها ماهو ال اتعمل مش سهل عليه 
اتجهت بأنظارها وتحدثت بصوتها المفعم بالبكاء
ولا سهل عليا يااسما أنا شوفته بعيوني والحقېرة دي بتقرب منه تستحملي تشوفي جوزك واحدة تقرب منه يااسما وتقفل في وشك وهو بيبنيلك قصر في الجنة وفجأة تلاقي القصر دا جدرانه عبارة ڼار ټحرق قلبك 
ابتسمت أسما بسخرية تنظر للخارج 
لا عيشت أكتر من كدا ياليلى 
تنهدت پألم شديد وكأنها تحارب نصل سکين حاد مغروس في صدرها ثم أردفت بخفوت 
عارفة حسيت بإيه حسيت وكأني في قبر وعايزة اصړخ بس صوتي مش طالع لحد..اتجهت بجسدها تطالعها بنظرات حزينة 
انا عيشت جوا الۏجع ياليلى ونوح واقف متكتف بس إنت جوزك بيحارب وبيتحارب من الكل راكان بيعشقك ودا مش كلام دا حقيقة متخليش شيطانك يلعب بيكي وحاولي تحافظي على جوزك وزي ماقولتي هو مكنش قصده انه يقرب منك ولا يدبحك ياليلى بس قلوبكم اتحكمت فيكم وراكان مش الشخص الضعيف ال يسمح لقلبه يضعفه كدا 
رفعت كفيها تمسد على خصلاتها بعدما استمعت لتأوهاتها ونحيبها
انا ضايعة يااسما مبقتش عارفة دا حب ولا لعڼة بيحبني ولا بيلعب بمشاعري لما اتأكد اني بحبه اوي كدا 
اقتربت أسما تجلس على عقبيها أمامها وامسكت كفيها 
والله بيحبك وكتير كمان أنا أكتر واحدة عارفة ومتأكدة من كلامي أنا عشت معاه وجعه مش هقولك بلاش انت بتحسي بأيه لما بتقربوا من بعض بس هثبتلك دا لحظة وراجعة 
اطبقت على جفنيها وعبراتها كزخات المطر تغسل وجنتيها إلى أن أتت أسما إليها وقامت بالرنين عليه ثانية مجرد ثانية من رنين الهاتف رفعه سريعا
أيوة ياباشمهندسة ليلى حصلها حاجة..نظرت بعمق لداخل عيناها وأجابته 
لا ..ليلى كويسة آسفة اتصلت بدري بس كنت بستأذنك هاخد ليلى عندي البيت تغير جو شوية 
مسح على جبينه وهو جالسا أمام غرفة العمليات 
أسما ليلى مش هتطلع من بيتها دا إلا بعد مۏتي وعشان منتعبش مع بعض وتقولي شعارات أنا اه دكتاتوري ياستي ومتحكم ودا آخر كلام واسف مضطر اقفل خلي بالك منها 
اغلقت الهاتف وهي تطالعها 
ايه رأيك دا واحد بيتلاعب بالمشاعر بلاش دا قاطعتها ليلى قائلة
صوته باين عليه الحزن والإرهاق ياترى وصلوا لسلين كنت عايزة تسأليه 
ربتت على كتفها متحدثة
دا مش تسأليه حبيبتي دا تروحي وتقابليه وتقوفي جنبه بلاش تقولي الكرامة وشغل الهبل دا انت ال غلطتي من الأول ولو باقية عليه لازم تتنازلي شوية..فيه حاجة كمان عايزاكي تشوفيها بس أشوف مين بيخبط
نهضت متجهة إلى طفلها بعدما استمعت إلى بكائه مع مربيته 
صباح الخير ياميرو..رفع ذراعيه وهو يبكي 
بابا ..بابا
هنا تجمد جسدها للحظات وهو يجذب ثيابها مردفا بين بكائه بابا 
اتجهت بنظرها إلى مربيته 
هو بيعيط من زمان ..حملته بين ذراعيها محاولة تهدئته 
مالك ياحبيبي..ارتفع بكائه اكثر بصوته ينادي أبيه 
وصلت أسما إليها 
ليلى طنط زينب تحت بتقول جاية تشوف أمير وحشها بس شكلها حزينة أوي 
اتجهت وهي تحمل طفلها متجهة إلى زينب 
ماما زينب صباح الخير!! ..ليه تعبتي نفسك كنت عرفيني وأنا اجيبه لحضرتك 
تلقت الطفل وجلست والحزن يتعمق على وجهها 
يعني أهمك ياليلى لو أنا مهمة عندك مكنتيش مشيتي وسبتيني في الظروف دي وأنا ھموت على سيلين..ربتت ليلى على ظهرها 
والله ياماما راكان محذرني من الخروج وحضرتك عارفة هو مضغوط بسبب
موضوع سيلين محبتش اضغط عليه بأمير كمان 
هزت رأسها وهي تتسائل هو بيعيط ليه كدا
اهتزت شفتيها وللحظة شعرت بأن لسانها غير قادر على اجابتها ثم رفعت نظرها لأسما واجابتها
بيسأل على راكان عايزه..قالتها وهي تهرب بنظراتها منها 
ضمته زينب بكل شوق زرع في قلوب الأمهات المكلومين على فلزات أكبادهم..ودمغته بقبلة مطولة وانزلقت عبراتها وهي تتلمس خصلاته 
ياحبيبي يابني اتحرمت من ابهاتك الأتنين واحد مدفون تحت التراب والتاني عايش فوقه زي اللي تحته بالظبط ..قالتها وهي تطالع ليلى بأنظارها الحزينة..قاطعهما دلوف نوح 
صباح الخير..عاملة ايه ياماما زينب 
صباح الخير ياحبيبي..إيه خير جاي ليه على الصبح كدا 
وقف صامتا للحظات ينظر إلى ليلى يشعر بأنياب حادة تنهش قلبه فتحدث بهدوء
روحت القصر فنعيمة قالت راحت تشوف أمير عرفت انك هنا..هبت ليلى فزعة من مكانها ودقاتها بالأرتفاع وشعور جسدها بالدوران وكأنها ستفقد وعيها متسائلة بلسان ثقيل 
راكان حصله حاجة ولا ايه بس إزاي 
برقت زينب عيناها متجهة بنظرها سريعا إليه 
اردفت بتقطع عندما وجدت صمته وشحوب ملامحه
اب ني ..را..كان اقتربت ليلى وجسدها ينتفض بقوة وروحها كادت أن تفارقها حينما رسم عقلها سيناريو مفزع ومؤلم لقلبها فامسكت نوح الصامت 
جو..زي فين يانوح!
ابتلع ريقه وهو ينظر إلى زينب 
راكان كويس بس سيلين اتصابت بطلق ڼاري وهي في المستشفى..ضړبت زينب على صدرها وهي تصرخ 
بنتي ياحبيبتي يابنتي..أنزلت أمير من احضانها وبدأت تبكي ممسكة بيد نوح 
قولي إنها عايشة يانوح قولي إنك مش مخبي عني حاجة..وديني لبنتي يانوح
استنى يانوح هلبس واجي معاكم بسرعة 
صړخت زينب التي وصلت لباب المنزل نوح 
أشار لأسما التي تقف متجمدة تبتعد بنظراتها عنه فأردف
أنا لازم أمشي وانت تعالي مع أسما قالها وتحرك للخارج..أسرعت لغرفتها وقلبها ينفطر 
ياترى راكان عامل ايه دلوقتي..اقتربت أسما وتوقفت أمامها 
قبل ماتقابلي راكان ولو مقتنعتيش بكلامي شوفي الفيديوهات دي طبعا انت عارفة نوح حاطت كاميرات في المزرعة ومكنش قصدي اشوفهم بس شوفتهم صدفة وافتكرت حاجة حبيت ابرئ نفسي منها يمكن تثقي في جوزك شوية..أنا هروح ألبس 
جلست ليلى على مخدعها تنظر لذاك الفيديو الذي ظهر به راكان وهو يوم زفافها على سليم 
وهو يضرب نوح عندما اردف له
اووه حضرة المستشار قاعد بيشرب هنا وحبيبته في حضڼ اخوه اقترب نوح يطالعه ياترى عارف اخوك بيعمل ايه في حبيبتك..ھجم عليه راكان وبدأ يلكمه بكل قوة ويركله حتى اقترب حمزة للفكاك بينهما..انسدلت عبراتها وهي تتحسس وجهه والألم يعصف به..فيديو آخر 
عايز تعرف ايه يانوح 
اه بحبها ومش بحبها بس بعشقها تقول اني واطي ان خنتك وخبيت عليك قول عايز تعرف ان بقالي سنة وانا بقفل في وشها كل الشركات علشان توصل لعندي علشان بس اشبع من النظر فيها اقترب نوح قائلا 
ليلى مش زي البنات ال تعرفها ماتخلنيش ازعل منك 
ومين قالك ان ليلى كدا أنا بحبها يانوح وناوي اخطبها لا مش هخطبها هنتجوز بس لازم اتأكد من مشاعرها الأول مش عايز ۏجع لقلبي تاني المرة دي صدقني هتكون بمۏتي 
اهتز جسدها بالكامل وهي ترى فيديوهات كثيرة له عن حبه لها شعرت بنبضها ېحترق الما ونيران بداخل صدرها تمنت لو انه أمامها الآن حقا مظهرها أصبح مبعثرا ونظراتها ضائعة وشفتيها ترتجف هامسة بإسمه 
راكان آسفة حبيبي.. 
بعد فترة قليلة وصلوا إلى المشفى كانت تبحث عنه بقلبها قبل عينيها قابلهم
 

153  154  155 

انت في الصفحة 154 من 242 صفحات