عازف بنيران قلبي
..استدار ينظر إليها بصمت حتى تحركت إليه قائلة
كوكي عندها سبعة سنين كبرت يابابي بسط كفيه ليحتضن كفيها
العمر كله ياحبيبة بابي بس متحاوليش تقارني بينك وبين مامي ياكوكي
يعني مبتحبنيش أد مامي مش كدا..قالتها بنبرة حزينة
ذهل راكان من حديثها فتوقف مذهولاذهب عقله لتلاعب داليا بعقل مدللته ...سحب نفسا وزفره مرة واحدة
صباح الخير يازوزو..
صباح الورد ياحبيبي..صباح الخير يا تيتا
جلست بعبوس تهز ساقيها فأشار بعينيه لوالدته فهمت مايدور بعقل الطفلة فهتفت بمحبة
ماشاء الله ياراكان كوكي طالعة قمراية بفستانها الملكي خاېفة حد يشوفها ويحسدها
حمل فنجان قهوته يرتشف منه
ايه الجمال دا يانانا بقى الجمال دا وزعلان
أشارت على والدها
زعلانة من بابي يانانا رفعت بصرها لراكان ثم استأنفت حديثها
ليه ياقلب نانا..اجمت وجهها للأسفل وهي تهز رأسها
ابتسم على حركاتها الطفولية رفعت رأسها وتعجبت من ضحكات ابنها
فبصرته غاضبة
وصل امير إليهما
صباح الخير..اتجه إلى جدته
صباح الفل ياعيون نانا ..تقدمت المربية بزين
زين باشا بيصبح عليكم ..رفعه والده بين ذراعيه
صباح الفل على عيون زين باشا ..قالها طابعا قبلة حانية على جبينه
ثم أعطاه لوالدته التي تلقفته بحنان
حبيب قلب نانا..وحبيب قلب جدو..هكذا أردف بها أسعد الذي جلس بجوار أمير
اجابه بثقة وهو ينظر لوالده
الحمد لله ياجدو كويس جدا..لثم جبينه يضمه لأحضانه وتلألأت عيناها بخط من الطبقة الكرستالية من عبراته التي حجزت بمحجريه قائلا
يارب ياحبيبي دايما تكون كويس..شعر راكان بما يخفيه قلب والده من شعور الاشتياق لابنه الفقيد بظهور ملامحه بأمير ..فأردف ليخفف من حدة الحزن الذي ظهرت بملامح والده
ربنا يباركلك فيه ياحبيبي شكلكم خارجين !!
اومأ برأسه ثم استدار بجسده بعدما استمع لخطوات كعبها العالي ناهضا من مكانها ينظر إلى مربية أولاده
خدي زين للعربية وروحي النهاردة مش محتاجينك..رفع بصره لزوجته
جاهزة ياليلى..اومأت برأسها ثم اقتربت من المربية
ايه رايكم تخرجوا معانا وتغيروا جو شوية..ابتسم أسعد يتوجه بنظراته إلى زينب المبتسمة
لأ ..انا عازم مراتي بعيد عنكم احنا برضو لازم نحتفل بالعيد
ربنا يخليكوا ياحبيبي ودايما احتفلوا..شعرت بالحزن من نبرته ..فاقتربت منه
راكان إنت كويس..بسط كفيه لابنته الصامته وقد اوجعه قلبه على حالتها فاليوم ظهر الكثير أمامه لم يعتري ذهنه بها قبل ذلك
أمسكت بكف والدها وتحركت وهو يطالعها بصمت متحركا للخارج
توقفت ليلى
محتاحين حاجة ياماما .هزت رأسها بالنفي
لأ ياحبيبتي انبسطوا تحركت تحمل ابنها للخارج
وضعت زين بمكانه المخصص بجوار إخوته ..فتحدثت كيان
عايزة اقعد جنب بابي ممكن..قبلتها على وجنتيها
أكيد حبيبتي انزلي اقعدي معانا قدام ولكن أوقفها صوته الغاضب
لأ..قالها وهو يطالعها بنظرات لا تقبل النقاش من خلال المرآة ثم استأنف موضحا
كوكي لو لسة صغيرة يبقى تعالي اقعدي على رجل مامي أما لو حاسة انك كبيرة وعاقلة خليكي جنب اخواتك ..على رغم أنها لا تعلم بقساوة حديثه فمسدت على خصلات ابنتها
لأ يابابي كوكي جميلة وكبيرة كمان
اشاحت ببصرها للخارج
لأ يامامي انا كبيرة زي مابابي قال
تحرك بالسيارة بعدما استقلت ليلى بجواره
بمنزل يونس
ولج للداخل بعد ساعات عصيبة من العمل من عمليات وحالات للولادة حتى شعر بعدم اتزان جسده يريد سريره ليلقي بنفسه فقط ويغفو ليومين كاملين..دلف والهدوء يعم المكان نظر بساعة يديه الساعة الخامسة مساء..استمع لرنين هاتفه
فينك ياحبيبي..أجابته على الجانب الآخر
خرجت مع سارة والولاد افسحهم بدل حضرتك مش فاضي يبقى اتصل براكان وعرفه هتسافر ولا لا ...اردفت بها ثم أغلقت الهاتف..وصل للأريكة وألقى بجسده عليها ليغط بنومه سريعا بسبب ارهاقه
مرت عدة ساعات بالمزرعة استيقظت على صوت هاتفها
أيوة ياليلى..اجابتها ليلى التي تقف تنظر لزوجها ومرحه مع أطفاله ثم هاتفتها
بسألك عن السفر المقرر انا ماليش مزاج للسفر دا ماتكلمي نوح يقنع راكان
اعتدلت جالسة تجذب الغطاء على جسدها فأردفت
بلاش ياليلى بقالنا كتير ما خرجناش من مود الشغل والصراحة نوح صعبان عليا
لازم يأجز كام يوم بعيد عن أي حاجة هو كل اللي قاله أجازة بعيد حتى عن الولاد
تمام يااسوم ايه شكلك كنتي نايمة المغرب هيدن..أرجعت خصلاتها للخلف وتثائب قائلة
مانمناش غير بعد الضهر هقوم اصلي العصر وأجهز الغدا ويبقى اكلمك
قاطعتها ليلى قائلة
لأ حبيبتي براحتك انا برة مع الولاد وهسهر مع راكان الليلة
ابتسمت أسما
أيوة ياعم شكلنا هنعيد ولا ايه..ابتسمت بخجل تضغط على شفتيها
كنت عايزة اسألك على حاجة ياأسوم
استمعت إليها بإهتمام للحظات ثم ارتفعت ضحكات اسما حتى استيقظ نوح بجوارها يجذبها بجواره لتسقط أمام عينيه كالفريسة غامزا
ايه صوت الكروان دا يروحي بتكلمي مين وسايبني نايم لوحدي..توردت وجنتيها وهي تشير للهاتف
نوح عيب بكلم ليلى تقول بيعملوا ايه
جذب الهاتف وتحدث
آسف يالولة بعدين نكلمك..توسعت عيناها بذهول تلكمه بصدره
ايه اللي عملته دا يادكتور دي قلة ذوق.
دلوقتي هعرفك قلة الذوق دي بتعمل ازاي ياباشمهندسة
تراجعت بجسدها سريعا بعيدا عن
أنا قليل ذوق يااسما وضعت كفيها على عينيها
ن
بس أنا عجبني قليل الذوق دي ياروحي ..وياريت تضفي حاجة كمان
أزاح كفيها يتعمق بمقلتيها بلمعته العاشقة
همست بتقطع بعدما علمت ماتشير إليه نظراته
نوح الولاد بقالنا فترة نايمين جنة زم..قاطع حديثهت
بمنزل حمزة..وضع جميع مايحتاجونه بحقيبة ثم حملها متجها بها للخارج مناديا على الحارس
حط الشنطة دي بالعربية..سحبها الرجل وتحرك للخارج..دلف لغرفته بخروج درة من مرحاضها
أدارها بهدوءه .
بعد عدة ساعات ..جلست أمام مرآة زينتها تستعد لحفلة معذب قلبها جلست تنهي زينتها استمعت إلى طرقات على باب غرفتها أذنت بالدخول ..دلفت العاملة وهي تحمل بيديها علبة كبيرة الحجم مزينة ..ضيقت عيناها متسائلة
ايه دا!..أشارت العاملة
حضرة المستشار طلب مني اوصلها لحضرتك وبيقولك مستنيكي تحت
اومأت لها بأبتسامة ثم تحركت للخارج
نهضت ليلى من مكانها لترى ماذا يوجد بذاك الغلاف الكبير..وجدت بطاقة عليه
للعشق جنون وچنوني أنت ايتها على العازفة على روح قدري معذبك مولاتي..
اتمنى الدريس يعجبك اللون دا حبيته عليكي وحبيت اشوفه مرة تانية بس يكون خاص بيا
لمست بأناملها على مخطوطاته ثم رفعت البطاقة تستنشق رائحتها متنهدة بجمال عشقه الذي طغى على كيانها أخرجت الفستان تنظر إليه بذهول
احمر..قالتها بإبتسامة وعيونها تلمع بالسعادة..أخرجته تضعه عليها وتنظر إليه من خلال المرآة
حقا لقد راق لها ذاك التصميم المبهر رداء كرداء الملكات ..
توقفت أمام المرآة بعد ارتدائه تنظر لهيئتها والى ذاك الفستان الذي جعلها كالساحرة نعم فلقد أظهر مفاتنها بسخاء حيث أنه يتميز
بحملات رفيعة للغاية حتى ظهر جزء من م مفتوح من الأمام ..تحركت تنظر لنفسها تهز رأسها رافضة الخروج به ..لحظات واستمعت إلى رنين هاتفها ..رفعته تمسكه بأنامل مرتعشة كحال قلبها من مجرد تخيلها قربه..فهمست بتقطع
اخرج بيه إزاي!
أكيد بتهزر صح لا وكمان رايحين فندق مش كدا
كان واقفا بالحديقة أمام المسبح فأجابها
تفتكري أنا ممكن اخلي مراتي عرضة لأي شخص..فركت جبينها
طيب قولي الفستان دا البسه فين
البسيه حبيبي وانزلي مفيش غيرنا في البيت وعندك شال هتلاقيه حطيه على كتافك ..وانزلي لقد غلبني الشوق مولاتي..ابتسمت بخفوت
حاضر حبيبي أخرج نفسا حار وهو ينظر أمامه يتخيلها بذاك الرداء رغم كرهه لهذا اللون
بالأعلى انتهت من زينتها بعدما جمعت خصلاتها ووضعت حجابها فوقه بشكل عشوائي لتكمل فتنتها ..ابتسمت برضا على إطلالتها تحركت بخطوات هادئة متجهة لغرفة ابنها تنظر لنومه الهادئ ثم طبعت قبلة على جبينه ثم تحركت متجهة إلى غرفة صغيرتها ..غمرتها بالحب عندما مسدت على خصلاتها وجلست بجوارها للحظات طابعة قبلة على وجنتيها متجهة لصغيرها الأخر
الذي يلهو مع مربيته
خلي بالك منه ماما زينب شوية وهترجع مش عايزة غلط كوكي لو صحيت متخلهاش ټعيط وكلميني
حاضر يامدام ..ابتسمت لها ثم تحركت تتهادى بخطواتها الأنثوية ..الټفت بعدما استمع لخطواتها لمعت عيناه عندما ظهرت بطلتها أمامه..وجهها الذي اعتبره صفحة من السحر الجذاب جسدها بذاك الرداء الذي جعل قلبه يتقاذف بالنبض..ابتسامتها بتغرها المرسوم كنعقود عنب اشتاه للتو
تحرك يقابلها بخطوات سلحفية..كانت تتحرك بإغواء ذاك الرداء غير متعمدة جذبه ولكن كيف لا ينجذب لتلك الطلة الذي جعلت أنفاسه تتعثر بصدره من جمالها الساحق لثباته الانفعالي
د..سلط عيناه على ثغرها المطلي بلونه الأحمر القاني
رايحة فين..ازادات ضربات قلبها حتى شعر بها..لم تقو على الحديث ..كأنها لم تعرف للحروف مخرج..فرفعت بصرها إليه وليتها لم ترفعه ..فاهتز جسدها بالكامل من نظراته وعيناها المغناطيسية التي جذبتها دون إرادة مقتربة منه
رايحة مع حبيبي ..هنا فقد ثباته وسيطرته الكاملة فضمھا ب قلب عاشق متيم ..فتح باب السيارة لتستقل بجواره ثم اتجه لمقعد القيادة..تحرك بالسيارة يجذب كفيها ويعانق أناملها
الصمت يعم السيارة لدقائق قطعه متسائلا
تحبي تسمعي ايه ..وضعت رأسها على كتفه
أي حاجة منك أكيد هتعجبني..رفع كفيها يلثمه..ثم قام بتشغيل هاتفه على إحدى اغاني كوكب الشرق
لفت ذراعيها حول ذراعه مبتسمة
حبيبي بقى شاعري وبيسمع ام كلثوم
ازال حجابها ثم أزاح من فوق أكتافها ذاك الشال الذي كرهه ليخفي جمالها عن عينيه واقترب وعيناه تحاوط الطريق مرة وتحاوطها أخرى هامسا بالقرب من أذنيها
حبيبك من يوم ماعرفك وقوانينه كلها اخترقت..وضعت ذقنها على كتفها تداعب ذقنه
ثم اردفت
حقيقي ياراكان يعني ليلى اثرت فيك حقيقي لتخترق قوانينك
ظل يقود السيارة ونظراته على الطريق ولم يجبها حتى سئمت من صمته قطعت السيارة مسافات طويلة حتى خرجت من القاهرة لتنظر حولها
احنا رايحين فين مش المفروض فندق
هز رأسه مجيبا بهدوء
لأ ..ضيقت عيناها متسائلة
اومال رايحين فين!!
أوقف السيارة على جانب الطريق الصحراوي ..ترجل متجها إليها فتح باب السيارة واعدل من وضعية ثيابها
اعدلي حجابك كويس..نظرت حولها لم تجد سوى مروحية تبتعد عنهم ببعض المسافة ..فأشارت
اوعى تقولي الطيارة دي مستنيانا ..رفع هاتفه وتحدث مع أحدهما ..ثم سحب كفيها متجها للمروحية الهليكوبتر..تطاير ردائها من قوتها الهواء وفتحدثت پغضب
ينفع كدا ..ضمھا بذراعيه قائلا
مفيش حد مټخافيش مفيش غيرنا
توقف ترمقه غاضبه ...ابتسم يجذبها حتى ساعدها بالدلوف للطائرة التي لم يكن بها أحدا بالفعل
امسك كفيها متحركا بعيدا وأجلسها
مينفعش جوزك يسوق طيارة ولا ايه
نظرت إليه بذهول
أكيد بتهزر صح ..طبع قبلة على رأسها
هتشوفي دلوقتي ..امسكته ليتوقف
علشان خاطري بلاش لو سمحت..استدار مندهشا من عيناها الراجية ..فتح فاهه ليتحدث ولكنها اذهلته عندما توقفت
وحياتي بلاش ياراكان مش عايزة
لمس وجنتيها ..ثم احتضنها يشدد من عناقها
خاېفة وإنت معايا ياليلى..شددت من محاوطت خصره حتى اختفت داخل أحضانه
مستحيل اسيبك تسوق طيارة سمعتني انسى ..قهقه عليها أخرجها من أحضانه
ياهبلة دي اسهل من العربية..قالها وهو يزيل عبراتها..رفضت وهي تهز رأسها
راكان لو سمحت..تفهم خۏفها ..ربت على كفيها وتحرك للخارج للحظات ثم رجع يجلس بجوارها حاوطته تضع رأسها ..انا كدا كفاية عليا لو مت وأنا في حضنك ..عندما أقلعت بهما الطائرة دقائق حتى وصل للمكان المنشود
لحظات وهبطت الطائرة بأحد الأماكن القريبة من الشاليهات الموجودة بالغردقة ..فرغت الطائرة من كابتنها ..نهض يساعدها بالنزول
جذب كفيها وتحرك متجها إلى إحدى الشاليهات المنعزلة