حياه وسليم
مازال قابضا عليها بقوة ولكن نجحت حياة في تحرير يدها من بين قبضته وقالت بصوت جاد لم يتوقعه
ممكن حضرتك تلزم حدودك معايا وماتتجاوزهاش
رفع حاجبية بدهشة بسبب كلماتها تلك ام عن حياة فعادت تهتف دون خوف
يا ريت حضرتك تبعد من حصاري عشان أعرف اشوف شغلي وأركز فيه
لاحت ابتسامته وترك لها مساحتها للعمل وابتعد بالمقعد المتحرك خطواتين للخلف وهو مازال يحدق بها معجب بأسلوبها معه فهي لا تخشاه وتتحدث بقوة وثقة لم يجدها بفتاة من قبل..
خلصت المطلوب مني في أي أوامر تانية
لا اتفضلي على مكتبك
سارت بخطوات مبتعدة وقبل أن تغادر مكتبه هتف سليم مناديا إياها
حياة..
تسمرت
مكانها ثم دارت بوجهها تنظر له
قال بفحيح أشبه بفحيح الأفاعي وكأنه يبخ السم من فاه قائلا
أنتي في مكان ثقة ومافيش حد كان يحلم بوجوده في نفس مكانك أتمنى ما تخونيش الثقة لأن العواقب هتكون وخيمة جدا
سارت مسرعا إلى مكتبها جذبت حقيبتها وغادرت المكتب بلا غادرت الشركة بأكملها دون أن تخبر أحدا
ولكن لا تعلم بأنها مراقبة من قبل سليم وعلم بمغادرتها من الشركة قبل موعد مغادرتها زفر بضيق وعلم بأن تلك الفتاة تثير الشكوك داخله وقرر أن يعلم كل شيء عنها كم أنه سيذهب إلي مكتبها ويفتح الحاسوب الخاص بها ليعلم من الجهاز هل هو الجهاز نفسه الذي اخترق حاسبه قبل لحظات أم لا.
وقف أمام نور يخبره بحزن
البقاء لله شدي حيلك
صړخت بأعلى طبقات صوتها لم تصدق بأن جدها فارقها وفارق الحياة للأبد
ازدادت صرخاتها فلم يعد لديها سندا بعده فقد كل عائلتها بالصغر وتزوجت والدتها وتخلت عنها ولم يبقى سوا جدها الحاني الحامي لها الآن خسرته هو الآخر بعد ما ذاقت اليتم في مرحلة طفولتها عوضها جدها عن ذاك الاحساس والآن تتعرض لليتم للمرة الثانية.
وهذا ما شعرت به نور بعد فراق جدها والاب الروحي لها وعوضها بعد فراق والدها تشعر بغصة ومرارة داخل قلبها لم يستطيع أحد مواساتها ذلك الشعور المؤلم الذي لم يوصف.
وعدته بأن تلتقي به بعد الجامعة وعندما أنهت محاضراتها وغادرت مبنى الجامعة وجدته ينتظرها أمام بوابة
الجامعة وهو مستند على السيارة أبتسم لها عندما رأته اقترب منها بخطوات واثقة وقال
قولت أجي اخدك بنفسي قبل ما حد يضايقك
لم تنكر سعادتها عندما رأته يقف أمامها بهيئتة الجذابة ثم هتفت قائلة بلكنتها التي بدء أسر يعشقها
عن چد كلك ذؤق ما في منك
لاحت ابتسامة جانبية أعلى ثغره ثم قال
لا ولسه عازمك على الغداء ومحتاج اتكلم معاكي في موضوع مهم
فتح لها باب السيارة لتستقل بالمقعد الامامي ثم دار هو الجهة الأخرى ليستقل مكانه خلف المقود
تسألت عن صديقه قائلة
وينه سراج
نظر لها خلسة ثم قال
سراج بيعمل شغل ثم أردف قائلا
خاېفة مني مش حابه نكون لوحدنا
هزت راسها نافية
لا سمح الله لية تقول هيك وليش راح أخاف منك
عاد يتطلع لها بحب وقال
يعني بتحسي بالأمان معايا
ابتسمت برقة وقالت
من يوم ما التقيت فيك وراح إحساس الغربة بقيت هلة أحس ماني وحيدة هون
صفا السيارة أمام مطعم خاص بالاكلات السورية
ترجل أولا من السيارة ثم فتح لها باب السيارة لكي تترجل هي الأخرىنظرت له بامتنان ثم رفعت انظارها لتجد المطعم الذي أمامها خاص بأشهر الاكلات السورية
مد كفه ليعانق كفها نظرت لي ده الممدودة برهة من الزمن وعندما تطلعيت لبركة العسل الخاصة بعينيه شعرت داخلهما بالأمان والاحتواء التي هي مفتقداه لم تتردد وهلة ووضعت كفها داخل كفه شدد هو في احتضان أناملها بين أنامله برفق
سارت قشعريرة لذ يذة باوصالها وغمرتها السعادة بذلك القرب سار سويا لداخل المطعم ثم سحب لها المقعد لتجلس اولا ثم جلس هو بالمقعد المقابل لها وأمسك بالمنيو الخاص بالطعام ثم وضعه ثانيا جانبا ونظر لها بهدوء قائلا
هتطلبينا على ذؤقك واعتقد مش محتاجين لمنيو
لمعة عيناها الرمادية بفرحة ثم قالت
فيك تأكل شاورما الدجاج ولا اللحم
ظل متسمرا وهو ينظر لها فقط شرد بملامحها الرقيقة
عادت تهتف على مسامعه
شو بتفضل الدجاج ولا اللحم ولا ما بتحب الشاورما
هز رأسه سريعا وقال بهيام
ده أنا بعشقها
ابتسمت بخجل وهمست قائلة
بفضل شاورما الدجاج
يبقى ناكل الدجاج في ايه تاني هنا
في إشيا كتير في فتوش تبوله مجدرة كبه
قاطعها بمرح
اوصفلي ايه هي المجدرة لأن الاسم غريب عليه
المجدرة أرز بسمتي عدس بني بصل محمص وممكن نضيف له برغل
قال بدهشة
تقريبا بيشبه الكشري عندنا بصي أنا هسبلك نفسي خالص انهاردة هتاكليني سوري على ذؤقك بكرة بقا هاكل أكل مصري ما حصلش
لمعت عيناها بحماس وقالت
أوكيه
ات النادل وأخبرته ميلانا بقائمة الأصناف التي تفضلها من الطعام السوري وأثناء
انتظارهم للطعام.
هتفت ميلانا قائلة
شو الموضوع اللي بدك تحاكيني فيه
أية رأيك تنزلي مصر معانا
أختفت ابتسامتها وقالت
راح ترجع بلدك قبل ما تكمل علاجك
تنهد بضيق ثم قال بنبرة تمليها اليأس والحزن
مرضي مالوش علاج والعملية مخاطرة كبيرة أنا عشت 28سنه بالمړض بقا خلاص جزء مني وهكمل الباقي من عمري بيه بق هو قدري وأنا قدره
شعرت بحزنه وإرادت أن تبدل الحديث
تعودت على وجودك راح أشتقلك ما تنساني
هتف أسر دون تردد
عمري ما أنساكي وعشان كده بقولك تيجي مصر معانا
كيف وانا حياتي هون ودراستي
أنا بجد عاوزاك معايا في مصر أنتي هنا غريبة لكن في مصر هتحسي انك في بلدتك صدقيني
ثم استرسل حديثه قائلا
الدراسة ممكن تحولي لجامعة الأمريكية في القاهرة والشغل موجود هتكوني معايا في الشركة أنا حاسس أن أعرفك من زمان وكمان حاسس بمسؤولية نحيتك فكري يا ميلو كويس قبل ما ترفضي
هزت رأسها بالايجاب فهي أيضا تشعر بالاحتياج له بعدما تعودت على وجوده بحياتها تلتقي به يوميا يحاول أسعدها والقرب منها تشعر بمشاعر ولدت بينهم من رحم الصدفة التي جمعتهما.
بعد قضاء وقتا ممتعا برفقة
ميلانا عاد إلى الفندق والسعادة تغمره بسبب كثرة الحديث بينهما كما أخبرته عن كل شيء خاص بحياتها أفصح لها أيضا عن حياته الزوجية ورغبة زو جته في الانفصال عنه كما أنها رفضت الانجاب منه بسبب مرضه وهي تخشى على أطفالها