حياه وسليم
يارب
بعد محاولات كثيرة انصاعت الجدة لرغبتهم في الجلوس لعدة أيام أخرى وبعد تناول الطعام اصطحب فاروق ابنته بعد أن تحدث هاتفيا مع سائق أوبر لكي يأتي الي منزلهم ويقلهم إلى مصلحة جوازات السفر ثم يقلهم إلى شركة سياحية ليقدمون على اوارق العمرة والذهاب إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك العمرة..
في ذلك الوقت كان يجلس بغرفة والدته يخبرها بذهابه هو وسراج إلى المنصورة اولا لمقابلة عائلة حياة وسوف يصطحبهما معه المرة القادمة ولكن هو يريد أن يلتقي بهما أولا
الزي جة على خير وتعم السعادة على ابناءها..
ودعه أسر بضيق كان يود أن يذهب معه بذلك اليوم ولكن رفض سليم خوفا على ميلانا وتركها بالمنزل مع نور ففضل أن يظل شقيقه يتابع عمله بالشركة ويأخذ ميلانا معه لكي تبتعد عن جو المنزل .
ثم غادر سليم الفيلا ليجد سراج في انتظاره ترجل من السيارة وساعد سليم على الجلوس ثم عاد يجلس بمكانه خلف عجلة القيادة وانطلق في طريقه إلى المنصورة حيث منزل حياة..
ونظر لصديقه قائلا
حمدالله على السلامه يا قبطان وصلنا
تطلع سليم حوله لذلك المبنى المكون من طابقين وإمامهم حديقة صغيرة مليئة بالاشجار وقصاري زرع الصبار متصفة على كل جانب ساعدة سراج على الترجل من السيارة واجلسه بالمقعد المتحرك خاصته عندما دلف بها الحديقة سارت قشعريرة شديدة تدب باوصله لا يعلم ما هذا الشعور الذي احتاج ج سده عندما ولج اول خطواته لداخل منزلها.
هتف سراج قائلا بأسف
هنا بقا للاسف ما فيش اصانسير ثم نظر لسليم بتمعن وابتسم قائلا
هشيلك على ضهري واطلع بيك هههه ولا هنعمل ايه
شعر سليم بالضيق وظل صامتا لدقائق
شعر سراج بأن طريقة بالمزح أحزنته فهتف بصدق
سليم اوع تزعل مني أنا قصدي اهزر معاك والله
سندني وهطلع السلم معاك
حجظت عين سراج پصدمة وهتف بعدم فهم
يعني أيه
يعني بعمل علاج طبيعي من فترة وفي استجابة للأعصاب وعشان كده ضرورة السفر لندن عشان اعمل العملية وارجع امشي على رجلي زي الاول
تهللت اساريره وقال
وأزاي خبر حلو زي ده ما يتقالش
ماكنتش حابب ادي نفسي أمل كداب وكمان مش عاوز أمي تتعلق بحاجه وتتصدم بعدين فضلت السكوت لحد ما اعمل العملية
أن شاء الله هترجع احسن من الأول
بس خلي عندك يقين وثقة في الله
رمقة لرفعة حاجب وقال
شوف مين بيكلمني عن اليقين والثقة بالله
ضحك بخفة وقال وهو يهندم من ياقة قميصه
ما يغركش أن هلاس شويا شويتين بس انا وقت الجد جد اه هههه
ضحك سليم هو الآخر على كلامه وقرر أن ينهض ويتحامل على صديقه لا يريد أن تنكشف كذبته الآن..
استيقظت فريدة لتو وكانت تتناول طعام الإفطار بنهم ولا تعير والدتها أي اهتمام فقد كانت توبخها كالعادة وتطلب منها مساعدتها في ترتيب المنزل وفريدة منشغلة بالطعام
وفجأة صدح رنين جرس المنزل رمقتها والدتها پغضب وقالت
خلصي البلونه اللي في
بؤقك دي وقومي افتحي الباب
نظرت لهيئتها المزرية بسبب شعرها الفوضوي ومنامتها الوردية ثم وضعت القتسوة الخاصة بالمنامة تداري بيها شعرها وتوجهت لفتح الباب
شهقت پصدمة عندما وجدت سراج أمامها بهيئته المهندمة وابتسامته الجذابة ابتلعت ريقها بتوتر وهتفت باحراج بسبب مظهرها
أنت أية اللي جابك دلوقتي .. قصدي أهلا وسهلا
كركر ضاحكا على هيئتها ثم نظر بجوار لسليم لكي تفسح له مجال الدخول وهتف قائلا
مش لوحدي معايا مستر سليم
افسحت لهم الطريق وهي تحدث نفسها بغيظ
ينفع كدة يشوفني بالمنظر ده أنا عاوزة اعيط والله
عندما لمحتهما الجدة تهللت اساريره وسارت تستقبلهما بحفاوة
أحت ضنها سراج وق بل راسها أما سليم فق بل كفها وهي ربتت على كتفه بود وأتت دلال أيضا ترحب بهما ودعتهم للجلوس بغرفة الصالون أما فريدة ففرت هاربة إلى غرفتها بسبب ما تعرضت له من موقف محرج أمام ما تتخيله بطلها..
غمرتها السعادة بسبب قدومهم ونهضت دلال مستاذنة لتحضر لهم مشروب الضيافة واستغل سليم غيابها أرسل غمزة لسراج لكي يتحدث مع الجدة عن سبب زيارتهما الآن .
دنا سراج من جدته ومال على أذنها قائلا ببسمة هادئة
باركي لسليم يا سنسن ناوي يدخل دنيا
نظرت له بفرحة وقالت
الكلام ده بجد يا سليم ربنا يسعدك يارب
أبتسم لها سليم بحب ثم قال
واحنا هنا دلوقتي عشان محتاجك معايا يا تيته الموضوع مش هيتم غير بدعم حضرتك ووقوفك معايا
انا عنية ليك يا حبيبي
قاطعه سراج وهتف متسألا
امال عمي فاروق فين الاول
خرج هو وحياة من يجي اكتر من ساعة كدة
تشجع سليم وأخبرها بالفتاة التي يريد الزو اج منها
أنا عاوز أتج وز حياة وحضرتك معايا تقنعي أهلها توافق بيه وان كان على ظروفي وعجزي فأنا قررت اعمل العملية وهكون الزو ج المناسب ليها باذن الله
نظرت له بحب وقالت
أنت عارف غلاوتك عندي من غلاوة سراج وانت تشرف يابني أي عيله أنت لا ناقص اي د ولا رجل وربنا يشفيك يا حبيبي وتقف على رجلك دا كله إرادة ربنا يا بني وبلاء ومن صبر على البلاء فله الاجر
أبتسم سليم وقرر أخباره عن رغبته بإتمام الزفاف بعد أسبوع من الآن لانه يريدها أن تسافر معه أثناء إجراء العملية ربتت الجدة على أرجله وطمئنته بأنها لن يهدأ لها بال إلا بإتمام تلك الزي جة وعليهم انتظار فاروق والتحدث معه ويترك الباقي عليها ..
ظلت فريدة حبيسة بغرفتها اتت والدتها إليها لكي تخرج وتساعدها في المطبخ لإعداد طعام الغذاء من أجل الضيوف ولكن رفضت أن تغادر غرفتها سأمت منها دلال وعادت إلى المطبخ .
في ذلك الوقت عاد فاروق وحياة المنزل وعندما ترجلا من السيارة تفاجئت بوجود سيارة سراج شعرت بالضيق بسبب وجوده لأنها شعرت بانجذاب شقيقتها له وهي ترفض ذلك
عندما فتح فاروق باب الشقة كان يستند على ابنته ودلفوا سويا ليرحب بالضيف سارت رغما عنها وعندما ولجت لغرفة الصالون شهقت پصدمة عندما رأت سليم أيضا دب الخۏف داخلها فذلك ال سليم لن يتركها تنعم بلحظات سعادتها وسط عائلتها لابد وأن يعكر عليها تلك اللحظات التي تسرقها من الزمن ألقت السلام عليهم وغادرت الصالون بتشتت
كانت تهم بالذهاب لغرفتها ولكن استوقفتها والدتها منادية اياها ذهبت اليها
لتخبرها دلال بأنها تريد مساعدتها في إعداد الطعام ظلت معها وعقلها شاردا بالجالس وسط منزلها يتحدث مع عائلتها بكل أريحية وكأنه يتودد لهم ومن باقي أفراد العائلة..
رحب بهما فاروق وجلس بتعب يتسامرون أطراف الحديث عن ما حدث بمصلحة الجوازات والتعسفات التي قابلتهم اليوم وعندما انتهى من جميع الإجراءات لابد من الانتظار عدة أيام أخرى لاستلام الجوازات ولم يحالفه الحظ بالذهاب إلى شركة السياحة اليوم لأن اليوم كان شاق عليه ورفضت ابنته أن تجهده فقرروا العودة إلى المنزل
عندما علم سليم برغبتهما بالسفر