حياه وسليم
الحجم مطلي باللون الأسود سار بخطوات مسرعة ثم دنا منه يتفحصه ورفعه عن الأرض ثم حمله بين ذراعيه ليصعد به الدرج ويغادر ذلك السرداب وهو قابض على تلك الخزانه الخشبية الصغيرة التي لن يتجاوز حجمها ثلاثون سنتيمتر مربع يبدو بأنه سيجد سرا أخر داخلها..
داخل المشفى.
كانت ميلانا تشعر بالتعب والإرهاق خلال الأيام الماضية التي قضتها بالمشفى وهي قلقة على وضع زوجها والان شعرت بالسعادة عندئذ أسترد وعيه وبدأ يتماثل في الشفاء.
العسليتين تجد نفسها تبحر بعالمهما الخاص الخالي من البشر الا من سواهم يحتويها أسر بنظراته الحانية العاشقة لوجودها وقربها إليه لا تعلم من منهما الذي يعطي الأمان والاحتواء للآخر فهي تمتلك العالم بأسره عندما تعانقها هاتان العينين الدافئتين كلاهما بحاجة للآخر.
تبسمت له بنعومة ليضيق هو ما بين حاجبيه فقد شعر بما يهاجم رأسها الان انتابه القلق عندما وجد جبينها يتجعد وتظهر خطوطة المستقيمه فيبدو أنها تعاني ألما ما
همس بصوته الخاڤت بتسأل عن حالها
هزت رأسها نافية ولكن لم تقدر على مقاومة شعورها بالدوار لتغمض عينيها مستسلمة للظلام الذي غطي مقلتيها وجعل جسدها ينهدل في استرجاء لتسقط رأسها للأمام على كف أسر الذي حاول رفع رأسها ولكن لم يستطيع بسبب تعب صدره
ضغط الزر أعلى فراشه أستدعاء الممرضة التي اتت على الفور
اقتربت منه الممرضة تطمئنه
خير ما تقلقش أكيد فقدت وعيها بسبب قلة الاكل والإرهاق وعدم النوم اطمن هتبقي كويسه
غادرت الغرفة تحت نظرات أسر القلقه وجلبت مقعد متحرك وعاد ثانيا ومعها فتاة أخرى ساعدتها على وضع ميلانا بالمقعد المتحرك لتغادر بها العناية وتضعها بغرفة أخرى وذهبت الأخرى لجلب طبيبا لفحصها.
احتضن كفيها وظل ينظر لوجهها هاتفا بۏلع فقد شعر بتلك الدقائق الماضية بأن روحه تنسحب منه
دنت ميلانا لتجلس بجواره أعلى الفراش الطبي ولا زالت محتفظة ببسمتها الرقيقة وسحبت كفه لتضعه على بطنها قائلة بفرحة
جحظت عينيه پصدمة غير مصدق لما قالته فعاد يهمس بتسال
ميلو أنتي قولتي أيه
ضحكت برقة وقالت هامسة بالقرب من وجهه
شو بيك أسر حبيبي عن جد أنا حامل
ادمعت عينيه بفرحه وقبل شفتيها برقة ثم حاوطها بكتفه لتنام بجواره وهو يحضنها بحب هامسا لها بسعادة حقيقية لم يذقها طعمها من قبل
مبروك يا نبض قلب أسر يا حياته كلها شكرا ميلانا على وجودك في حياتك
من يوم ما قابلتك وأنا حياتي بقت بتتنفس
قاطعته قائلة بلهجتها السورية
ما في حدا غير حياة التاني غيرك أسر لولا وجودك معي ما كنت أنا أسر أنت فرحة عمري كلها وكل عيلتي أنت الله لا يحرمني منك
ولا يحرمني منك أنتي وقلبي الصغنن اللي هيشرفنا بعد كام شهر
تذكر أسر شيء منما جعل القلق يتسلل داخله وشعر بغصة داخل قلبه جعله يخشى القادم
في ألمانيا..
بعد أنكشاف مقټل عم ألبرت واصلت الشرطة التحقيق مع ألبرت فقد ظنت الشرطة أن عائلة مارتن مھددة من قبل أشخاص ما تريد الخلاص منهما واحد تلو الآخر كما بدأت بعائلة ارثر وأنتهى بمقټل الشقيق الآخر للعائله.
هتف المحقق الجالس بجوار ألبرت يواسيه للمرة الثانية
أعلم بأن ما يحدث معكم شيء لم يصدق سنحاول البحث عن الجاني ونضع العائلة تحت الحراسة الخاصة يبدو بأن أرواح العائلة بخطړ بعدما حدث لوالديك وعمك تأكدا بأنها لم تكن چريمة قتل بهدف السړقة وأنها قتل مدبر أرجوك ساعدني أخبرني باعداءكم هل تعرضتم الټهديد من قبل
هز ألبرت رأسه نافيا وقال بجمود
ليس لدينا أعداء
حسنا ولكن سنضعك انت الآخر تحت حراسة خاصة فحياتك في خطړ الان
عاد يتحدث بجمود وقال بكل ثقة
أستطيع أن أحمي نفسي جيدا لكن العائلة لا بأس بها أذا كنت تفضل ذلك فلا أمانع
ثم نهض عن مقعده وقال وهو يهم بالمغادرة
أعتذر منك سيادة المحقق أصبح الهم كثيرا على عاتقي ولدي أعمال هامة الآن إلى اللقاء
قال المحقق مودعا اياه وهو يهز راسه بأسى
حسنا.. إلى اللقاء..
غادر ألبرت شرطة التحقيقات وهو يبتسم بثقة فقد حصل على ثأر عائلته وهذا ما جعله يشعر بالنصر ولذة الإنتقام أستقل سيارته يقودها حيث مقر عمله الجديد الذي يخفيه عن أنظار الجميع يتابع بنفسه انتشار السلاح داخل العاصمة فقد دب الړعب داخل أوربا بأكملها بعد خبر مقټل كبير عائلة مارتن..
مر شهرا يليه أخر وأعمال ألبرت الغير مشروعة في انتشار وتزايد ولم تصل الشرطة الفيدراليه على هذا الكيان المسمى بالماڤيا.
وحالات الشغف والقتل تزداد يوما بعد الآخر وأقتربت الحړب العالمية الثانية وفي ذلك الوقت قرر ألبرت السفر لمصر البلد التي أحبها وأحب شعبها وحضارتها ووجد حبه الأول والأوحد.
في ذلك الوقت وهو يستعد للسفر ويجهز حقيبته وقرر داخله أن يمكث هناك فترة طويلة وجد ابنة عمه تدلف غرفته وتغلق الباب خلفها
رفع ألبرت عيناه ليتفاجئ بها داخل غرفته تجاهلها وأكمل ما كان يفعله ليجدها تقترب منه وتضع يدها على ظهره وتقول بنبرة منكسرة حزينة لا تخلو من اليأس والضياع ونظرات عينيها شاردة
قالت بتتوسل
ألبرت ارجوك ساعدني أنا في کاړثة الآن
دار وجه ينظر لها بفتور وهتف بجدية
ما الأمر
وضعت
كفيها تحتضن أحشائها وقالت بحزن وهي مطأطأت الرأس
أنا حامل.
ضحك بسخرية وقال ببرود
وما شأني أنا بذلك
كيف ما شأنك هذا الطفل طفلك ويجب أن تساعدني ونتجوز
عاد يضحك بلامبالاة وقال بصوت عال خالي من أي مشاعر تجرد تماما من رحمته
لن أتجوز من أمرآة ساقطة نامت بأحضاني وهذا الطفل ليس طفلي هيا غادري من هنا وأبحثي عن والد طفلك بعيدا
قالت متوسلة
نسيت من أنا.. أنا ابنة عمك كيف تفعل بي ذلك لماذا تتخلى عني الان بعد ما فعلته هل هذا جزاء حبي لك ضحيت بكل شيء من أجلك أخفيت عن العائلة ما فعلته بي من أجل الحفاظ على صورتك بعدما أصبحت كبير العائلة هل كبير العائلة من حقه التخلي عن فرد من أفرادها لماذا تقسو علي بهذه البشاعة لم يلمسني أحد غيرك ولم أكن لغيرك من قبل لن يدخل قلبي غيرك لا تفعل بي هذا لا تحطمني بهذه القسۏة لا تجعلني حطام تزوجني فقط من أجل طفلك لا من أجلي انا.. ارجوك ألبرت لا تتخلي عنا
جذبها بقوة من ساعديها والقاها خارج غرفته وهو ېصرخ قائلا
لا اريد رؤيتك ثانيا وإلا قټلت وتخلصت منك للأبد أغربي عن وجهي
كادت ان يرتطم جسدها بالحائط وتسقط ارضا حافظت على توازنها وسارت بخطوات مضطربة تحتضن جنينها خوفا عليه من بطش والده لا تعرف كيف تبدل وتحول لانسان عديم الرحمة كهذا الذي ألتقت به خالي من المشاعر لن يرأف بكونها ابنة عمه وتحمل في أحشائها طفلا