الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 115 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


هحققها
اخترقت الكلمات قلبها فانسابت دموعها رغما عنها حتى أحلامها البسيطة سمعها ولم يسخر منها
هذه المرة كانت هي من تضم جسدها إليه تتمنى أن تكون له المرأة التي يريدها
لو نطقتي بكلمة غبية هلغي كل كلمة قولتها
ابتعدت عنه وقد أذهلها حديثه لا تصدق إنه بالفعل قرء أفكارها وإنها كانت ستخبره إنه يستحق أمرأة افضل منها وليست طفله تريد تحقيق أحلامها

شكل كلامي صح عشان كده نكتفي بالكلام وتنامي يا حببتي
لو قولتلك إني بحبك اوي اوي يا سليم
اتسعت ابتسامته شيئا فشئ ينظر إليها بعينين ناعستين يمسح فوق خدها
ما أنا عارف إنك بتحبيني يا حببتي
عانقها بقوة كما عانقته حتى غفا من شدة إرهاقه وفوق صدره وضعت الصغيرة رأسها 
صورتهما حركت غريزتها الفطرية ولأول مرة كانت تنطقها من قلبها تتمنى تحققها أن يهبها الله طفلا منه  
دلف رسلان غرفته بالمشفى يمسح فوق جبينه من شدة الأرهاق لقد قضى ليلة ادرك فيها تماما معنى إلحاح النساء حينا يريدون شيئا
زفر أنفاسه مستنكرا موافقته على ذهابها لمدينة الأسكندرية مع شقيقته لحضور حفل زفاف طليقها
أصرت رغم أعتراضه وفي النهاية كان يرضخ حتى لا يحزنها 
التقط هاتفه فوجدها قد هاتفته لمرات عدة  
أخرجته الطرقات من تحديقه في شاشة هاتفه 
ولم يكن الوافد إلا سليم أتى إليه بعدما اطمئن على دلوف الصغير شقيق فتون غرفة الرعاية بعد أن تمت عمليته اليوم بنجاح
أوعى تقولي إنك جاي تشكرني يا سليم كده هبدء أصدق إنك فعلا اتغيرت 
شوف أنا الجواز غيرني لراجل مؤدب بيفهم في الذوق لكن أنت بقيت ظريف يا دكتور
مش عايز ابهرك واقولك إن بقى يضحك عليا بكلمتين
ارتفع حاجبي سليم في تساؤل ولكن سرعان ما كان يختفي تساؤله ينظر إليه بعبث بعدما جلس قبالته 
ما أنت طول عمرك قلبك حنين يا رسلان إيه
الجديد
قلبي حنين أه بس مش أوافق إن الهانم تحضر فرح طليقها
هتف بها رسلان حانقا ينظر نحو الرساله التي بعثت لهاتفه للتو تخبره فيها إن وصلت منزل جسار حتى تطمئن على بسمه أولا وتتأكد من شكوكها ثم ستعود للفندق لتتجهز هي وميادة ويقضون ليلتهم فيه
ضاقت عيناه في عبوس بعدما قرء الرساله
ما دام مضايق كده مروحتش معاها ليها
وبمقت ارتسم فوق ملامحه 
عندي عمليات ملتزم بيها ومنهم كانت عملية اخو المدام ولا أنت نسيت
أخفى سليم ابتسامته بعدما رأى ضيقه يعطيه الحق فيما يشعر به نحو الأمر بأكمله  
الساعة كانت تشير نحو الثالثة عصرا عندما وقفت ميادة بسيارتها أمام المنزل الذي يقطن به جسار
طالعت ميادة المكان وبعض العاملين يخرجون منه وعلى ما يبدو إنهم من فريق تنظيم الحفلات
بيتهيألي إن العنوان صح يا ملك
حدقت ملك بتفاصيل المكان تومئ لها برأسها مؤكده
مش هتنزلي معايا
لا
أنا هروح الفندق أتمم الحجز وبعدين لسا فاضل خمس ساعات
اقتنعت ملك بإقتراحها ف المنزل يعج بالعاملين و هي ستذهب لرؤية بسمه ثم ستلحقها حتى يستعدوا للحفل
عموما أنا ساعة واحده وهتلاقيني عندك
ترجلت ملك من السيارة تحدق بوابة المنزل قبل أن تستكمل خطواتها نحو الداخل
دقائق مرت وهي واقفة مكانها بعدما استأذنتها إحدى العاملات إنها ستعلم السيدة سعاد بوجودها
ملك هانم
هتفت بها السيدة السعادة غير مصدقة إنها بالفعل أتت بعدما أعتذر زوجها بلباقة عن عدم قدرتهم على المجئ
عانقتها ملك بود فقد قضت مع السيدة سعاد فترة في المنزل الريفي الذي تمتلكه عائلة جسار
ده أنا مصدقتش نفسي لما قالولي في المطبخ إنك هنا
وسرعان ما كانت السيدة سعاد تنظر حولها تبحث عن أمتعتها متسائله
فين جوزك يا بنتي وفين شنطكم
اخذت السيدة سعاد تتسأل ولكن هي كانت منشغله بعينيها في البحث عن بسمه
رسلان ظروف شغله منعته لكن وأخت جوزي جينا ونازلين في فندق هي فين بسمة يا دادة سعاد أنا مش شيفاها يعني في المكان
صمتت السيدة سعاد تنظر إليها تستعجب جهلها بأن بسمة هي العروس
بسمه في أوضتها فوق يا بنتي بتجهز عشان الحفله ما هي 
توقفت السيدة سعاد عن الحديث وتلك مرة كانت عيناها تتعلق بالواقف
انصرفت السيدة سعاد بعدما فهمت من نظراته بأن تتركهما 
أنا كده اتأكدت إن بسمه هي العروسه يا جسار
حمدلله على السلامة يا ملك أومال فين الدكتور
مراوغ هو تعلم هذا ولكنها أصبحت متأكده بأن بسمة هي العروس
اتجه نحو غرفة مكتبه فاتبعته حانقه من عدم جوابه 
ليه بسمه يا جسار واوعى تقولي إنك بتحبها لأنك لو ضحكت على كل الناس مش هتضحك عليا
ولو قولتلك إني بحبها يا ملك
الجمها إعترافه فاقتربت منه بنظرة يعلمها تماما
عايزه إيه يا ملك
لاحت ابتسامة خفيفة فوق شفتيها سرعان ما تمكنت من إخفائها
ليه بسمه يا جسار وإيه اللي حصل خلاك تاخد قرار زي ده
زفر أنفاسه يشعر بثقل اليوم على روحه مشيرا إليها بأن تجلس وتسمعه
بنتقم من جيهان يا ملك الهانم فاكره إنها سابت أثر فيا وممكن أرجعها لعصمتي من تاني
ديه غلطتك أنت من الأول يا جسار أنت اللي اتسرعت في جوازك منها
أحتقنت ملامحه يتذكر من كان سبب في دلوف جيهان حياته ولكنه لن ينكر أن رسلان حاول إصلاح الأمر وكشفه له ولو علق فداحة خطأه على الأخرين لن يكون رجلا
سرد لها تفاصيل ما حدث بداية من إقتحام عنتر حياته وعودة جيهان بعدما بدء يشاع في شركته عن وجود نفس الفتاة التي استخدمها في حملته الدعائية في بيته
طليقتك تيجي تفضحك في شركتك تقوم بمنتهى البساطه تعلن جوازك منها تدخلها لعبه هتكون هي الخسرانه فيها
تجهمت ملامحه من عبارتها الأخيرة فما الذي ستخسره بسمه فهو وحده الخاسر
هتخسر عايزه تقوليلي فرصة مكنتش تحلم بيها تسميها خسارة
إنها تتجوز واحد زيك فهي فعلا خسرانه
ملك
ضغط فوق شفتيه ماقتا إھانتها يشيح عيناه عنها
جسار أنا أكتر واحده عارفاك عيشنا مع بعض تلت سنين طبعك صعب يا جسار وبسمة أضعف من إنها تتحمل طباعك
نهشها الندم لتركها لها تحت رعايته ولولا حياتها المضطربه وما كانت تعيشه في الفترة الماضيه قبل إستقرار علاقتها هي ورسلان لكانت أخذتها للعيش معها أو إيجاد لها مأوى بعيدا عن فتحي شقيقها
بسمه أحلامها بسيطه طول عمرها نفسها تتجوز راجل يحبها راجل بسيط مش معقد مش صعب الفهم راجل يفهم ظروفها راجل ميعايرهاش بظروفها رجل تلاقي معاه الحنان والحب فستان فرح بسيط وبيت دافي حتى لو أوضة واحده تجمعهم 
اسبل أهدابه يخترقه الندم يقبض فوق كفيه بقوة وقد أصاب الحديث قلبه
ليه تضيع منها أحلامها البسيطه ليه تهدم الحلم الوحيد اللي كان فاضل ليها استخترته عليها ليه يا جسار
صمت لأنه بات يدرك جرمه كي ينقذ سمعته ويعاقب طليقته استغلها حتى إنه استغل نفوذه وابعد عنتر عنها
هو ليس
نادم لأمر عنتر لأنه رجلا ويفهم أمثال عنتر تماما كما يفهم حاله
ندمت دلوقتي ويا ترى الجوازه هتفضل لأمتى لحد ما تشوف عروسه من مستواك تليق بيك
بسمه فوق يا ملك تقدري تطلعيلها وتكوني جانبها
استدار بجسده ينهي نقاشهم فغادرت الغرفة بعدما وجدت أن الحديث لن يجني شئ فالزواج قد تم 
صعدت الدرجات نحو الغرفة التي ارشدتها إليها الخادمة فوقفت لثواني تستجمع أنفاسها قبل أن تطرق باب الغرفه التي توجد داخلها وتستعد بها كعروس
استمعت لصوت احداهن تنهي الواقف عن الدلوف إلى أن تفتح إليه هي الباب 
كانت عيناها عالقة بصورتها المنعكسة بالمرآة كم تمنت هذا اليوم كلما رأت إحدى فتيات حارتها الأمنية قد تحققت بل
وتحقق معها الرجل الذي حينا رأته ببذلته المنمقة في بنايتهم المتهالكة قاصدا أحدى الشقق
تسألت هل مثيلاتها يحظون برجال كهذا 
تمنت رجلا كان بالنسبة لها حلما مستحيلا ولكن المستحيل بات حقيقة
دوامة من الأفكار اخذتها ولكن صوت مألوفا أجتذب أذنيها صوت اشتاقت لصاحبته
بسمة
نفضت حالها من فوق المقعد غير عابئة بتذمر خبيرة التجميل 
تنظر نحو ملك التي وقفت قرب الباب تطالعها بابتسامة واسعه
طالعه عروسة زي القمر يا بسمة
هرولت إليها بسمة تلقي حالها بين ذراعيها باكية
وحشتيني أوي يا ملك لما قالولي إنك مش هتيجي زعلت أوي قولت خلاص هي نسيتني
دمعت عينين ملك وهي تضمها إليها سعيدة بهذه اللحظة رغم كل شئ
أنا عارفه إن زيارتي جات متأخره يا بسمة لكن المرادي مش هسيبك
ابتعدت عنها بسمة تمسح دموعها تتذكر كم من المرات حذرها جسار من مهاتفتها حتى لا تتسبب لها بمشاكل عائلية فشقيقها فتحي لا يدخل مكان إلا وأستغل أصحابه
بټعيطي يا عروسة 
تمتمت بها ملك تضع بكفيها فوق خديها تمسح بقايا دموعها وصوت خبيرة التجميل يتعالا فوق رأسهما بسبب فساد زينة العروس
يا مدام خليني أشوف شغلي 
مجامل هو بطبعه بل بارع في مجاملته خاصة مع النساء يمتدح جمال وأناقة سكرتيرتها أمامها وكلما شعر بعدم قدرتها على سماع غزله لأمرأة أخرى غيرها كان يزيد من الجرعة
اظن عرفنا التعطيل جاي منين يا خديجة هانم
هتف بها كاظم بجدية بعدما ترك التقارير التي كان يفحصها بنظرة سريعة
حاولت خديجة رفع عيناها عن التقرير الذي أمامها تحاول السيطرة على مشاعرها من شدة ما تشعر به
مافيش تعطيل هيحصل تاني يا كاظم بيه وزي ما اتفاقنا المشروع هيخلص في الميعاد لكن كل واحد لازم يقوم بدوره
وعند كلمتها الأخيرة كانت عينين أمير تتركز عليها غافلا عن نظرات كاظم نحوه طيلة الأجتماع وذلك العرض الأخرق الذي يقوم به شقيقه في مغازله سكرتيرة خديجة النجار
اماء كاظم برأسه واثقا في ما تعطيه له من كلمه
ياريت تقبلي عزومة العشا بكرة هنستناكي أنا والمدام
قالها كاظم بعد نهوضه عن مقعده يرمق شقيقه بنظرات ضيقه
هحاول لكن اعذرني لو مقدرتش
لا مافيش أعذار يا خديجة هانم حتى تتعرفي على المدام
عيناه كانت مسلطة عليها بإستهزاء فاليوم كانت البداية في لعبتهم
انتظر مغادرة شقيقه متعللا برغبته في أخذ نسخة من اجتماع اليوم
يمكن النهاردة عرفتي تسيطري على مشاعرك يا خديجة لكن مظنش هتقدرى علطول
القى عبارته وانصرف بعدها فعلقت عيناها به پقهر تتذكر كل كلمة مدح بها سكرتيرته
حاولت إستعادة ثباتها مجددا فهي من أرادته أن يبحث عن امرأة أخرى بديلة عنها
وطلاقهم سيتم في نفس اليوم الذي سينتهي فيه المشروع الذي يجمعهما
انتبهت على إضاءة شاشة هاتفها ثم اسمه لتضغط على اسمه بلهفه تتمنى أن تكون رسالته فيها إعتذار وندم وكلمات حبه التي كان يمطرها بها
ومع كل حرف كانت تقرأه في رسالته كان قلبها ېنزف ألما 
يخبرها إنه سيبدء بمواعدة إحدى النساء الجميلات بل ويصفها لها متسائلا عن رأيها في أختياره  
العرس أنتهى بكل سخافته وبحملقة الضيوف بها والكل يتسأل أين عائلة العروس ومن كان يعرف ظروفها وحكايتها كان يخبر الأخر عنها
القليل نظر للأمر بأنه حظ والبعض الأخر رأى أن ربما حدث بينهم علاقة غير شرعية وأصبحت حامل منه فاضطر للزواج منها
عرس كان كارثي على كلاهما لكنه هو الوحيد الملام عليه 
حاول تمالك مشاعره وهو يسحبها معه بخفة كانت أطراف أناملها باردة تسير جواره بجمود
 

114  115  116 

انت في الصفحة 115 من 186 صفحات