الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 125 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


القرب الذي بينهم فهي لم تعد إلا جالسة فوق ساقيه يأسرها بذراعيه مستمتعا بنظراتها الهاربة منه ومقاومتها الواهنة
هو إحنا كده مقربين يا جنات
طالعت الوضع الذي أصبحت به تحاول دفعه
عنها حتى تفر إلى غرفتها
أنت بتلعب بيا يا كاظم
داعبت ابتسامة ماكرة شفتيه هي تراه يتلاعب وهو يرى حاله يعيش تلك اللحظات التي أصبحت تداعب مخيلته معها هي وحدها من جعلته يحب ما لم يرى حاله سيفعله يوما

هو إحنا كده بنلعب يا جنات لو ديه لعبه فهي لعبة جميلة
ارادت أن تتحدث ولكنه كان الأسرع في إثبات لها جمال لعبته وشعور أخر كانت تدركه معه اليوم
ضاعت مقاومتها كما ضاعت في ليلة أمس وهو كان يغرق معها في طريق اللاعودة فلم يعد قادرا على الإبتعاد عنها ولولا خوفه على طفله لكان اثبت لها حتى أشرق الصباح بأنه بالفعل لم يرتوي منها  
تهاوى بجسده فوق الأريكة خلفه وقد اختفى كل شئ من حوله من هول الصدمة أصواتهم حوله كانت تتعالا في تساؤل
ناهد والولد حصلهم حاجة يا رسلان
خرج صوت كاميليا بصعوبة بعدما سقط كأس الماء وحبة الدواء من يديها
أنفاسه بدأت تنسحب رويدا يستمع لأصواتهم وكأنها أتية من بعيد
رد عليا يا رسلان
اقتربت منه ملك وقد خانتها ساقيها فسقطت قرب قدميه تطالعه في رجاء أن يجيبها 
اوعى تقولها يا رسلان اوعى توجع قلبي
تظن أنك وحدك من تتلقفك الأمواج العاتية ولكن حينا تلقي عيناك بنظرة خاطفة نحو من حولك ستجد أن الجميع مثلك يصارعون الحياة وأنفسهم بضراوة  
داعبت نسمات من الهواء خديها رغم حرارة الجو وقد احتضنت الشمس كل ما حولها بحرارتها 
كعادتها باتت مؤخرا تستيقظ في الرابعة فجرا تصلي فرضها ترتل بخشوع وردها اليومي وتظل مستيقظة حتى يشرق الصباح بنوره ثم تقف في وقفتها التي اعتادت عليها منذ أن أتوا لهذا المنزل الذي اشتراه رسلان بعيدا عن صخب المدينة 
اختارت العزلة وأختار هو أن يمنحها ما اختارته وأرادته وقد عادت إلى وحدتها وألامها وقد أبى كلاهما مفارقتها 
صوت الطيور بدء يتعالا من حولها وقد اختفت تلك الزقزقات اللطيفة التي تداعب أذنيها في الصباح الباكر حتى تلك النسمات الباردة بعض الشئ غادرتها البرودة 
ليت الضجيج وذلك اليوم يغادر ذاكرتها اغمضت عيناها وهي تشم رائحته وقد اقترب منها بخطوات هادئة
هتأخر النهاردة في المستشفى
أخبرها بعبارته الروتينية فاستدارت بجسدها إليه ودلفت من الشرفة تنظر إليه دون حديث 
إنها تحتاجه كما يحتاجها ولكن كل منهما عزل نفسه عن الأخر منذ ما حدث 
محتاجه حاجة
وبحركة من رأسها كانت تخبره إنها ليست بحاجة لشئ بل ما تحتاجه هو الراحة وعدم الشعور بالذنب لقد اخلفت وعدها لشقيقتها ولم تحافظ على أحد صغيريها
احتضنتها ذراعيه يمنحها ويمنح حاله بعض السلام شعرت بقبلته فوق رأسها ثم ابتعده عنها يسمح هذه المرة لكفيه أن يداعبا خديها بتعلثم هتفت وهي تعلم الجواب
مش هتفطر
هفطر في المستشفى
غادر المنزل فعلقت عيناها بطيفه هو يتألم أكثر منها ولكنها أضعف من أن تزيل عنه ألمه وتسانده 
خرج بسيارته من بوابة المزرعة الصغيرة التي ابتاعها في مدينة الفيوم بعد ما حدث منذ شهرا كان مثلها يريد الإبتعاد عن الجميع وعن كل شئ  
اتخذ جانب الطريق ووقف بسيارته يسمح لانفاسه الهادرة أن تتحرر لعلها تخفف ما يشعر به وأغمض عيناه للحظات يستعيد ذكرى تلك الليلة  
يهرول داخل المشفى بأنفاس لاهثة بعدما هاتفه والده وأخبره أنهم وجدوا خالته و عزالدين ثم انقطع الاتصال 
شعور قاسې كان يقبض فوق فؤاده يشعر بأن أنفاسه تنسحب  
اقترب منه والده بعدما رأه قادم ثم احتضنه بقوة باكيا
أنت مؤمن يا بني بقضاء الله
وها هي الحقيقة تقال رحل صغيره رحل مع المرأة التي جعلته يعيش كل شعور سئ بحياته وأخذت معها أغلى ما لديه  
اقتربت ملك من الصغير تحاول رسم ابتسامتها طالعها الصغير بعدما ازاح يد مربيته عن إطعامه  
امتدت يديه الصغيرتين لها راغبا أن تمنحه حضنها توقفت عن الاقتراب تخشى أن يسألها ما أجبرها على تجنبه فما الذي ستخبره به إذا سألها مجددا عن توأمه 
ورغما عنها كانت دموعها تناسب فوق خديها فاسرعت في اشاحت وجهها عنه تمسح دموعها تزفز أنفاسها دفعات متتالية حتى تستطيع أن تأخذه بأحضانها وتخبره إنها لم تعد مريضة كما أخبروه فلذلك ابتعدت عنه
ماما أنت صحيتي من النوم متناميش تاني كتير
الكلمات خرجت من فمه غير واضحه ولكنها كانت أكثر من يفهمهم وقد ضاعت هم وبقى لها واحدا يهتف اسمها يناديها أن تقترب منه
نفضت رأسها عما تشعر به وعادت تقترب من الصغير انسحبت المربية التي تعتني بكل ما يخص الصغير منذ أن تم تعينها 
حبيبي ليه مخلصتش أكلك
والصغير يتمسح بها غير عابئ بطعامه
ماما أنا بحبك أوي
لم تشعر ملك بدموعها التي انسابت فوق خديها تبعده عنها لترى ملامحه وكم يؤلمها حينا تنظر إليه وترى لمعان الدموع بعينيه فهل يشتاق لتوأمه
وأنا كمان بحبك أوي يا قلب ماما سامحني يا حبيبي لو مكنتش سافرت وبعدت عنكم مكنش ده حصل
والصغير لا يفهم شئ من اعتذاراتها بل يرفع كفيه الصغيرين ليزيل
عنها دموعها حتى إنه كان اليوم رحيما بها ولم يسأل عن توأمه رغم بحثه عنه بعينيه 
نوبة من القيء اصابتها بشدة رغم محاولتها المستميته في تناول كل ما هو حامض هذا الصباح إلى أن يغادر ويتركها في إنهاكها فقد أوشكت على دخول شهرها الثالث  
اندفع خلفها دورة المياة بعدما افزعه هرولتها و توقف مكانه وهو يراها منحنية بجسدها تحاول النهوض عن تلك الوضعية بعدما افرغت كل ما في معدتها
عيناها علقت به وهي تستدير يراها تنظر إليه في خوف وترقب
هنروح للدكتور
وبتهكم اردف قبل أن تمنحه الجواب الذي لو القته على مراهق سينفجر ضاحكا
بيتهيألي إن دور البرد طول اوي معاك يا جنات
ازداد شحوبها فتلميحات كاظم المبطنة باتت تشعرها بل تؤكد لها إنه يعي كل شئ ولكنه يتخذ دور المتفرج
داهمها الدوار لكنها حاولت أن تقف ثابتة 
رمقها كاظم بجمود يقبض فوق كفيه بقوة فهي مازالت مصرة أن تضعه في الخانة التي وضعتها به مهما بات يفعل لها جنات لا تصدق مشاعره رغم تجاوبها معه بل تظن إنه يتلاعب بها يكاد يجن منها ومن عقلها الأبله  
انتبه على ترنحها في خطواتها فاسرع مقترب منها يسندها بذراعيه
كفايه عناد وخلينا نروح للدكتور
انسحبت أنفاسها فقد ضاعت جميع حججها وطالت رحلتهم هنا عليها أن تخبره بأمر الطفل ولكنها مازالت خائڤة من غدره
هنام شوية واصحى كويسة
حاولت أن تبتعد عنه حتى تثبت له صدق ما تقول ولكنه ضمھا إليه يسير بها نحو
الفراش
اتحرك براحه وبلاش كلام كتير
هتتأخر على اجتماعك 
سطحها فوق الفراش برفق متجاهلا ما تقوله يضع رأسها فوق الوسادة ينظر لوجهها الشاحب ضغطا فوق شفتيه بقوة إنه يسيطر على حاله بصعوبة ليثبت لها إنه غافلا عن خدعتها 
حاول تهدأت حاله من الڠضب الذي يحتله كلما رأها مستمرة في كذبتها عليه فهل ستنتظر حتى يولد الطفل لتخبره
أنا هنام متقلقش روح أجتماعك
تحاول صرفه حتى تتمكن من أخذ موعد لدى الطبيبة التي بحثت عنها عبر مواقع الانترنت
لم يمنحها الجواب بل منحه لمديرة مكتبه يخبرها أن تلغي جميع مواعيده الهامة فهو لن يأتي الشركة اليوم
بلغي بشمهندس أمير يحضر اجتماع النهاردة والتقرير يكون عندي بكره بكل حاجة تمت
أنهى مكالمته
دون أن تحيد عيناه عنها فاخذت تزدرد لعابها ببطئ فقد ضاع أول موعد لها مع الطبيبة
ازال عنه سترته يتابع خلجات وجهها مستمتعا بلعبتهم السخيفة سويا
شايفك مش مبسوطة
أنا
تسألت وهي تتحاشى النظر إليه فابتسم وقد اتخذ مكانه قربها
يعني حاسس إنك مكنتيش عايزاني ألغي الاجتماع لكن يا ترى عشان مصلحتي ومصلحة الشغل ولا عشان حاجة تانية
أراد أن ينفجر ضاحكا وهو يراها تطالعه عقب عبارته تارة بشړ وتارة بعدم فهم
ازداد قربه منها فاصبح يحاوطها بذراعيه متلذذا من تلك الرجفة الخفيفة التي شعر بها عندما لمسه لجسدها
جنات أنت بتاخدي حبوب منع الحمل
تجمد جسدها أسفل لمساته فما الذي يفعله بها هذا الرجل هل هو فاهم لكل شئ أم جاهلا
ارتفع كلا حاجبيه بعدما أصبح وجهه مقابل لوجهها ينتظر سماع جوابها
كنت باخد لكن 
تعلثمت في نطق كلماتها نظراته كانت مراوغة لكنها لم تكن في موضع يسمح لها بفهم نظراته 
هي باتت هذه الأيام ضعيفة في كل شئ لا تفكر إلا في المخاۏف التي تقتحمها هذه العائلة تعلم تماما أن دمائهم خبيثة يجيدون التلاعب حتى ينالوا ما يريدون فعلها والده من قبل مع والدها وهي لعبتها معه حتى تتزوج بالحصان الرابح الذي اعجبها  
حمقاء هي حواء تظن إنها تجيد التلاعب في ساحة الرجال ولا تعلم أن تلاعبها ينبع من رغبتها في القرب
مش فاهم يا جنات يعني كنت و دلوقتي وقفتي الحبوب
اماءت برأسها تنتظر أن ترى ردة فعله التي ستشجعها في كشف سرها
أنت عايزني ارجع اخدها
وعلى ما يبدو إنه يوم إرتفاع صوت ضحكاته الصاخبة ألمته معدته من شدة الضحك 
فحاولت الإبتعاد عنه وهي تراه يضحك بتلك القوة تشعر بالإهانة من عدم جوابه
إيه يا حببتي هو أنت زعلتي عشان بضحك
حاول جاهدا تمالك حاله ولكن سرعان ما كانت ضحكاته تتعالا مرة أخرى
دفعته عنها ولكنه كان اسرع منها في تثبيتها بين ذراعيه
هي حبوب منع الحمل بقت تتاخد بعد ما الجهود العظيمة بتثمر
اتسعت حدقتيها فزعا وهي تراه يرمقها بنظرة شديدة القتامة
تعرفي كنت هشك في قدراتي يا زوجتي العزيزة
تسارعت أنفاسها تطالعه في صدمة كاظم كشف أوراقه
كنت عايز اكمل لعب معاك شوية لكن الموضوع بقى سخيف شايفك ساكته ومصډومة يا جنات
ضاقت عيناه وهو يراها ساكنة اسفله ولولا رؤيته لأنفاسها تعلو وتهبط لظنها فقدت وعيها
حببتي هو أنت لدرجادي شيفاني راجل مغفل مش بفهم
أنت هتاخده مني
حمقاء وغبية وعمياء هكذا كان ينعتها داخله هذه اللحظه 
اغمض عيناه قليلا لعله يهدء من وتيرة غضبه لقد بات يفعل لها كل شئ حتى يثبت لها حسن نيته صحيح لم يصارحها
بحبه صراحة والأفضل ألا تنتظر منه هذا الأمر ولكنه بات يعبر عن مشاعره بكل صراحة  
يعانقها يدللها حتى الأزهار اشتراها لها يستمع إليها في صبر يتركها تخرج عليه بعض من مزاجها السئ
إنه تغير لدرجة أصبح يشعر بالصدمة من حاله وقد صار لديه نقطة ضعف وذاق ما اقسم أن لا يذوقه يوما
فهل لفظ كلمات الحب ما ستجعلها تصدق إنه لم يعد يتلاعب بها ولن يأخذ منها الطفل
لأول مرة اكتشف إني صبور أوي يا جنات صبور لدرجة إني عايز اعمل تصرف مش هيعجبك لكني مسيطر على ڠضبي
حررها أخيرا من أسر ذراعيه وابتعد عنها ناهضا من فوق الفراش يطالعها وهي تزدرد لعابها في خوف
 

124  125  126 

انت في الصفحة 125 من 186 صفحات