بسمه
اعرف أشوفك في البيت قولت أجيلك الشركة
شعر بالندم لتقصيره معها فمنذ أن غادرت ابنته منزله واختارت العيش مع والدتها بعدما كابر وعاند الأمر ولكن في النهاية رضخ فلم يعد يطيق المكوث في المنزل
معلش يا حببتي الشغل كتير الفترة ديه
تعلم إنه ېكذب عليها ولكنها كانت تعطيه كامل حريته في الإبتعاد حتى يعتاد ولكنها لم تعد تتحمل بعده وقد أدركت أنها دونه لا شئ سليم أخبرها ذات يوم إنها ابنته قبل أن تكون زوجته وقد جاء الوقت لتنال حقها
لقد بدأت تشعر بالتحرر داخلها خاصه إنها صارت تتعامل مع الحياة بمفردها دون مساعدة أحد
هو ينئ بنفسه بعيدا عنها بعدما غادرت ابنته منزله جنات قد طالت رحلة سفرها وأحمس بات مندمجا في تدريبه بالمؤسسة والسيد حازم يتنبأ له بمستقبل رائع في هذا المجال حتى والدتها رحلت بشقيقها وعادت لبلدتهم بعد شفائه
ابتسم رغما عنه وهو يرى الحنق مرتسم فوق ملامحها
انا بقى عندي مغامرات كتير عايزه أحكيهالك
اندمج معها مستمتعا باستياءها وعلى ما يبدو أن صمتها وصبرها قد أنتهى وقتهما
مغامرات مجرد أيام بتسميهم مغامرات
أربعين يوم مش مجرد أيام ده شهر وعشرة أيام
ضاقت عيناه في ذهول فتون صارت تعد الأيام بل وبدقة
ضحكت وهي تتراجع للخلف بعدما استندت بذراعيها فوق سطح مكتبه طالعها مبتسما وهو يراها بهذا الإسترخاء
مش لدرجادي يا سليم هترجع بدري مش كده
طالت نظراته إليها إنه يشتاقها ولكنه أصابه بعض الفتور فبات يبتعد عنها وهي اخذت دور الصمت كعادتها ولكن اليوم يرى الشوق يفيض من عينيها
سليم أنت بقيت بعيد عني أوي من ساعت ما خديجة مشيت من البيت
اطبق فوق جفنيه بقوة فهو حتى اليوم رافض فكرة إبتعاد صغيرته عنه
خديجة عندها حضڼ تاني يا سليم لكن أنا معنديش غيرك
فتح عيناه يراها تطالعه بنظرة جعلته يجذبها إليه غير عابئ بتلك الأوراق التي تناثرت أسفل مكتبه
خاېف تبعدي أنت كمان عني
سليم ېخاف من إبتعادها عنه ولكنها هي من كانت تخاف لقد تجاوزوا الكثير من المراحل معا ولكن إبتعاد ابنته عنه وإنسحاب شهيرة عنهما بطريقة متحضرة كانت أصعب مرحلة لم تظن إنها ستكون فيها الطرف المنتصر وتظل معه حتى لو أصاب علاقتهما بعض الفتور
صار لديها مهمه أخرى عليها فيها أن تثبت وجودها كزوجة
كنت جاية عشان الحضن ده إظاهر إننا المرادي بدأنا نتغير فعلا
داعبها بحديثه الذي أشتاقت إليه فحاولت التحرر من أسر ذراعيه والابتعاد عنه حتى تتمكن من ترتيب سترتها الأنيقة وبلوزتها
فعلا كنت محتاجة لحضنك يا سليم
تعالت ابتسامته وهو يستمع لتصريحها دون خجل عن توقها إليه
لكن في سبب تاني سبب وراه إستغلال بس إستغلال جميل وعارفه
إنك مش هترفضه
ارتفع حاجبه الأيمن لأعلى في دهشة فمن التي تتحدث معه اليوم
عادت تقترب منه تخبره بحديث سريع عما تريد إستغلالها فيه
لكن الموضوع هيكون صعب شويه لو وفرت فرصه اكيد هتكون إلا لناس تستحق ده
أنت هتوفر فرصه او فرصتين شريك ليك هكذا وشريك لشريك ليك هيعمل كده هتلاقينا عملنا حاجة مؤثرة وساعدنا ستات وبنات محتاجه شغل ارملة مطلقة بنت بتعول أسرتها او بتعول نفسها لأنها ملقتش اللي يساعدها
داعبت ابتسامة واسعة شفتيه وهو يراها ملتصقة به تتلاعب بأزرار قميصه دون شعور منها أن حركتها صارت مغرية
إيه كمية كلمة شريك اللي اتقالت في كلامك أنت فرعتي أوي الموضوع يا حببتي ديه مجرد حفلة سنوية للشركة والشركاء بيكونوا ضيوف مش أكتر مقدرش أجبر حد فيهم يقدم مساعده
طالعته في عبوس فهل ضاع ما تحمست إليه
أنت مش هتجبر حد يا سليم لكن هتكون أنت البداية لينا لما تعلن تقديمك فرصة زي ديه لفردين مثلا هتلاقي غيرك بيعمل كده هو أنا برضوه اللي هقولك
ارتفع هذه المرة كلا حاجبيه فهل اختلاطها مع أعضاء الجمعية وطلبه من السيدة سحر أن تدمجها في الكثير من الانشطة والاجتماعات أثمر بهذه السرعة
فتون يا حببتي أنت فتحتي نص ازرار القميص وأنت مش حاسه والموضوع كده هيروح في ناحية تانية
طالعته دون فهم تنظر إليه ثم إلى موضع يديها انتفضت عنه لا تستوعب أين كان عقلها
ومنذ مدة لم يضحك هكذا ألمته معدته من شدة الضحك ينظر إليها وهي تمسح فوق خديها
يا حببتي أنا بوضحلك الموضوع لكن أنا مرحب والله
سليم
هتفتها وهي تشيح عيناها عنه ولكنها كانت سعيدة لأنه عاد يهتم بها ويتجاذب معها الحديث
عموما موافق يا فتون رتبي الموضوع مع سكرتيرتي ورشحي ليا العدد بس متوعديش حد بحاجة لسا مش مضمونه وانسي إنك مراتي في الحاجات ديه لأن الشغل محتاج حد جدير ويستحق
ركضت الصغيرة نحو والدتها بعدما فتحت لها الخادمة ورحبت بها
أنت كذبتي عليا كمان النهاردة يا مامي وقولتيلي هترجعي بدري
ارتسم الندم فوق ملامح شهيرة فالأعمال متراكمة والشركة تحتاج لوجودها فلن تنهزم أمام شقيقها ولا أمام ذلك الشريك الذي اجبرها شقيقها على تحمله وبالطبع لم يكن إلا ماهر الذي بات يعاملها كند له بعدما فشلت محاولته معها بالزواج
أسفه يا حببتي! مامي ڠصب عنها اوعدك بكرة اخدك ونروح النادي ونتغدا كمان هناك
ابتعدت عنها الصغيرة فذلك الوعد صارت توعده به دوما ولكنها في النهاية تقضي يومها مع مربيتها
كل مره تقوليلي كده بابي مكنش بېكذب عليا
أسرعت الصغيرة نحو غرفتها تجر خلفها دميتها هي باتت تصدق أن سليم كان أجدر منها في رعاية الصغيرة ولكنها ستحاول حتى تفهم صغيرتها أن كل ما تفعله من أجلها
زفرت أنفاسها بأرهاق ليت كانت حياتها سهلة ليتها كانت مجرد أمراة بسيطة لا يثقلها الأعمال والصراعات
أحضر العشا يا هانم
اماءت برأسها للخادمة وعادت تلتقط أنفاسها ترسم فوق شفتيها ابتسامة واسعة تتجه نحو غرفة صغيرتها
ديدا
اشاحت الصغيرة عيناها عنها فاقتربت منها وقد اورثها سليم من طباعه العناد والتذمر السريع
مامي تعبانه ومش هتخف غير لما تاخد منك حضڼ كبير
اخذت شهيرة تقص لها عن يومها المشحون حتى بدأت الصغيرة تستمع إليها
أنت بتعملي ده كله يا مامي لوحدك
حركت شهيرة لها رأسها ولم تكن تنتظر من صغيرتها إلا النظر إليها وتفهمها
ورغما عنها كانت دموعها تنساب فوق خديها وهي ترى أبنتها تحاوطها بذراعيها
خلاص يا مامي أنا مش زعلانه مټخافيش بكره لما اكبر هساعدك ومش هتتعبي تاني
ودع كاظم ذلك الصديق الذي لم يراه منذ زمن
وكان من حظه أن يراه هنا في إيطاليا
صديقه غادر بعجالة بعدما تلقى إتصالا هاما معتذرا منه فقد أراد الجلوس معه لفترة أطول
طالع هاتفه بتوجس بعدما رأي رسالتها وقد ضاقت عيناه مدهوشا من طلبها
عايزة برقوق يا كاظم
ركز بالرسالة لمرات هي تصف له حجم ولون وطعم البرقوق الذي تريده
ورغما عنه كان يبتسم مجيب على رسالتها
برقوق لونه أخضر وطعمه مزز اجيبهولك منين ده يا جنات
اصطدم دون قصد منه بأحد الأشخاص فالتف معتذرا منه
تقبل العامل اعتذاره فتوقف مكانه للحظات يحملق في جسد المرأة التي أخذت خطواتها تقترب من المصعد هي لم تراه لانشغاله بمطالعة الهاتف
وعبارة واحدة عادت ټقتحم ذاكرته هذه المرة بأهتمام صديقه الذي التقاه وغادر قبله الفندق اخبره إنه
رأي شقيقه أمير فهو يتذكر شكله ولم يتمكن من مصافحته وتذكيره بنفسه لأنشغاله بمكالمة هاتفيه
أمير هنا في الفندق و خديجة النجار تخفي عينيها بإحدى النظارات تسير بخطوات مرتبكة بعض الشئ
معقول خديجة النجار عشيقة أمير
الفصل الثامن والخمسون
بقلم سهام صادق
احتضنت الكتاب خاصتها ببعض الخجل تقاوم تقدم قدميها نحو غرفة مكتبه تخشى أن تجد الإهانة منه والتقليل ولكن هو من أخبرها هذا الصباح بعد أن اخبرته عن صعوبة دورة اللغة الإنجليزية بالنسبة
لها
فهي تجد صعوبة في نطق الكلمات وحل القواعد منذ الدراسه ولم تكن تنجح بها إلا بالكاد لولا هذه المادة لكانت حصلت على مجموع أعلى
اكتشفت إنها سريعة الفهم في دورة الحاسوب لكن أمر اللغة كان صعب عليها
طرقت غرفة مكتبه فخرج صوته سامحا لها بالدلوف
ظنها السيدة سعاد ولكن فور أن علقت عيناه بها ابتسم إليها وهو يطالع ما تحمله وقد تذكر عرضه الصباحي لها وقد أعجبه إصرارها في التعلم وتطوير ذاتها
أنا قولت إنك هتكابري كعادتك
هتف مازحا يريد مداعبتها بالحديث فهي منذ أن ربطتهم وثيقة الزواج وهي خلقت لحالها عالما بعيدا عنه تأكل جواره صامته إلا إذا حدثها تحادثه
إذا أرادت شئ منه تبلغ السيدة سعاد أولا
اطرقت رأسها بحرج وهي تتقدم منه تتلاشى أي تواصل بصري بينهم
مش عايزه اتعب حد معايا ميادة على قد ما بتقدر بتوجهني وملك رغم كل اللي فيها بتشجعني وأنت كمان بتساعدني بفلوسك
طالعها بنظرة كان يخص بها ملك وحدها إنه بات يقدرها بشدة عزة نفسها التي لم يراها في الكثير من الناس حتى تحديها لظروفها إنه بالفعل فخور بها فهي دفعت حالها نحو ما لا يختاره إلا القليل
اختارت أن تثبت حالها في عالم رفض وجودها كغيرها مما لا ذنب لهم
تعالي يا بسمة وخليني أشوف إيه اللي مش قادرة تفهمي وبلاش كل شوية تقولي فلوسك متنسيش إنك قدمتي ليا قبل كده مساعدة في الحملة الإعلانية ولولا دورك فيها مكنش بقى عندنا هدف من حملتنا الترويجية
طالعته وهي ترسم فوق شفتيها ابتسامة لم تنفرج معها شفتيها إلا قليلا ثم وضعت أمامه الكتاب
أنا محتاجاك تنطق قدامي الكلمات لأن مهما بحاول اسمع واصحح لنفسي لساني بيخوني وبحس بحرج قدام زمايلي
خرج حديثها ببعض الحزن ولكن سرعان ما تذكرت مديح المحاضر الذي يدرس لها دورة الحاسوب
لكن أنا شاطرة في الكمبيوتر وبتعلم بسرعه أوي حتى إني عايزة اتعلم التصميم على الفوتوشوب
كانت سعيدة وهي تخبره إنها تحب هذا المجال رغم إنه سيكون بعيدا عن مجال دراستها
هيكون بعيد عن مجال دراستك يا بسمه لكن مش مهم أهم حاجة تحبي اللي بتعملي
وضاقت عيناه يفكر في شيئا ما ينظر إليها مبتسما
أتمنى إنك تحترفي المجال ده ووظيفتك عندي
تهللت أساريرها تنظر إليه غير مصدقة إنها تسمع منه هذا العرض ولكن سرعان ما أخذ يتلاشى حماسها تتذكر ذلك اليوم عندما أخبرها أنها لا تصلح للعمل معه
مالك يا بسمه شايفك كنت متحمسه أنت مش عايزه تشتغلي معايا
تسأل وهو يقترب منها يستعجب تحولها السريع
حاولت نفض أفكارها تتحاشا النظر إليه ملتقطة أشيائها متجهة نحو الأريكة