الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 131 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


بعدما جهزت جلستها الاسترخائية وارتدت ملابس الرياضة ووضعت زجاجة الماء قربها تزفر أنفاسها ببطئ قبل أن تضغط على زر التشغيل بالجهاز اللوحي وقد وضعته أمامها لتشاهد أحدى الحلقات الرياضية المخصصة للنساء في شهور حملهم  
انصتت لكل حرف تنطقه المدربة تلتقط كل حركة تقوم بها حتى تطبقها
بدأت تطبق كل حركة تشعر بثقل جسدها الذي امتلئ بالفعل حانقه من نفسها لأنها لا تفعل شئ سوى أكل الطعام ومشاهدة التلفاز تخبر حالها لو إنها كانت بالوطن لخرجت للترفيه مع فتون أو ربما كانت مازالت تعمل أو فتحت مشروعها الذي كانت تخطط له مع أحمس وفتون وقد ضاعت جميع الخطط لأن الجميع أنشغل بحياته

ضحكت عليا يا كاظم وقولتلي مجرد رحله وأنت كنت مخطط إننا نفضل هنا فتره
وكلما أخطأت في فعل إحدى الحركات وتطبيقها كان حنقها يزداد منه
لم تسمع غلق الباب ولا بصوت إلقاءه لأشيائه بسبب سماعة الأذن التي وضعتها في كلا أذنيها للتو مع بدء التمرين الأخر الذي يحتاج لموسيقي تمنح الاسترخاء  
ضاقت عينين كاظم وهو يراها بتلك الوضيعة وكأنها في نادي رياضي بتلك الملابس التي ترتديها وذلك الحذاء 
فاقترب منها يدقق النظر في حركتها
جنات
صوته خرج قويا پحده لشدة ما يشعر به من ضيق ولكنها لم تسمعه
جنات
هذه المرة خانتها ذراعيها فانبطحت أرضا تنتبه على حذائه اللامع ترفع عيناها نحوه تقطب جبينها في دهشة لمجيئه بهذا الوقت  
أزالت عنها سمعت الأذن تنظر إلى يده التي يمدها لها
أولدي الأول وبعدين مارسي كل أنواع التمارين حتى لو هتتشعلقي في السقف
امتقعت ملامحها من فظاظة عبارته تمد له كفها ساخطه
وهي الست الحامل متنفعش تعمل رياضه
ارتفعت زواية شفتيه وهو يراها تنهض بصعوبة
ردك يا حببتي ديما جاهز
التوت شفتيها في سخريه وقد عاد الدوار يداهمها فاطبقت فوق جفنيها بقوة تقاوم ثقل رأسها
أسرع في إسنادها ولكنها كالعادة عليها أن تظهر له بأنها قوية ولا تحتاج له
زفر أنفاسه بضيق فهو ليس اليوم بمزاج يسمح له بتقبل مزاجها السئ
جنات ممكن منتجادلش النهارده
ابتلعت حديثها تنظر إلى ملامح وجهه التي لا تحتاج لتفسير
صمتت عن الحديث ولا تعلم لما ألح هذا السؤال في عقلها التو رغم إنها تعلم أن كاظم لن يمنحها جواب يسعدها
كاظم هو أنا جميلة 
ضاقت عيناه ينظر إليها يستعجب سؤالها
طالت نظراته نحوها فكيف له أن يعرف الجواب ولم يهوى من قبل أمرأة فالنساء جميعن كانوا شيئا واحد بالنسبه له
ابتعدت عنه وقد علمت الجواب دون أن ينطقه شعرت بيده تجذبها إليه وسرعان ما كان يحاوطها بكلا ذراعيه يقربها نحو صدره يدفن رأسه في تجويف عنقها هامسا
ولو قولتلك إن كل حاجه فيك جميله ياجنات
اصابها الذهول وهي تسمع ما كانت تراه مستحيلا تلتف بجسدها إليه لعلها تتأكد مما سمعته أذنيها
كاظم
وضاع باقية الحديث بين شفتيه 
علقت عيناه بها وهي تحمل قهوته وعيناها عالقة نحو عبدالله الصغير تبتسم على حركاته وسقوطه الذي يتعمده ثم نهوضه 
صغيرها الجميل الذي يحاول الترفيه عنهم مستمتعا معهم بالجو العائلي الذي افتقدوه يخفف عنهم ما يشعروا به من فقد فهو وحده من يحتاج هذا وعلى ما يبدو أن نعمه الصغر لها تأثير كبير في النسيان وإستعاب ما يدور حولهم
الولد مبسوط أوي
تمتم بها رسلان وهو يلتقط منها فنجان قهوته وعيناه هو الأخر أتجهت نحو صغيره الحبيب
بقاله مده محسش بإهتمامنا بيحاول يبسطنا
قاومت ملك ذرف دموعها تشعر بيده تقبض فوق يدها بقوه داعما لها
قولنا هنحاول يا ملك هنحاول عشانه
حركت رأسها مؤكدة على ما اتفقوا عليه ليلا ولكن قلبها ېخونها رغما عنها وهي تتذكر فقدها للأخر وشوقها له وجنينها الذي فقدته قبل أن تعرف بوجوده  
داعب لحيته مشمئزا من طولها حتى يغير حديثهم نحو شيئا أخر يلهيهم قليلا
حاسس
إني بقيت زي رجل الكهف
ورغما عنها كانت تبتسم وهي ترى نفوره تمد يديها نحو لحيته
محتاج تحلقها يا رسلان كده المرضى هيبدئوا يخافوا منك
فلتت ضحكته بصوت مسموع وهو يرى صغيره يهرول نحوهم بعدما رأى تقاربهم ډافنا رأسه في حجرها ثم التف نحوه جاذب له من ملابسه حتى يحمله ويداعب هو الأخر لحيته
بابا بتشوك  
خرجت قهقهت الصغير بعدما شعر بخشونتها يضم كفيه إليه ثم يمسحهم في ثيابه
أعاد الصغير الأمر ثانية وهذه المرة رغما عنهم شاركوه الضحك
داعبه رسلان دامغا خديه ببعض القبلات والصغير ينفر ويبتعد عنه ضاحكا
ملك رسلان هيعورني
ضحكت ملك تسرع في ضمھ إليها تبعده عن قبلات رسلان
يلا نهرب ونجري بعيد عنه
والصغير أعجبته اللعبه يطلب منها الركض بعيدا والإختباء عن قبلات والده المتوحشة  
صدحت الأصوات في الحديقه فوقفت الخادمة والمربية ينظرون نحو سيدهما يستعجبون تبدل الحال وعلى ما يبدو أن المنزل لن يعد مهجورا بعد الأن رغم وجود أصحابه 
ارتسمت الابتسامة فوق شفتي الخادمتين وهم يروا سيدهم الطبيب يركض خلف زوجته وطفله الذي صمم أن يترك حضڼ والدته ويركض معها 
التقطه رسلان من ملابسه قابضا عليه 
بقى أنا وحش يا عبدالله هتشوف الۏحش هيعمل فيك إيه دلوقتي 
والصغير ېصرخ هاتفا باسم ملك التي وقفت تلتقط أنفاسها ضاحكة تنظر نحو صغيره وهو معلق بالهواء ويحرك ساقيه 
ملك الۏحش مسكني 
اقتربت منهم ملك لا تقوى على إلتقاط أنفاسها من شدة الضحك فصغيرها الحبيب يستنجد بها 
نزل الولد يا رسلان مالك معلقه كده حبيب ماما متخافش هاخدك منه وهنعاقبه 
عضيه يا ملك عضي الۏحش 
لم تتمالك ملك ضحكاتها التي شعرت معها وكأنها تعود للحياة  
حدقت بها السيدة سعاد بنظرات حائرة وهي تراها ترتب الأغراض التي جلبها العم جميل بذهن شارد حبات البطاطس تضعها مع حبات الطماطم وعلب العصائر تتركها جوار علب الزيت
اقتربت منها السيده سعاد بعدما سقط منها طبق الفاكهة وتناثرت حبات الفاكهة حولهم
خدي بالك يا بسمة
توترت بسمة وهي ترى ما أحدثته بسبب شرودها تنظر نحو السيدة سعاد بملامح تحمل الصدمة
أسرعت في لملمت ما أحدثته من فوضى
خليكي أنت يا داده متوطيش عشان ضهرك
أنا مش عارفه مالك يا بنت مسهمه مع نفسك مع إنك كنت الصبح بتضحكي وتزرعي الورد في الجنينة
هتفت السيدة سعاد عبارتها تنظر لها وهي تلملم ما تناثر تتسأل عن السبب الذي جعلها شاردة هكذا
هو أنت سمعتي حاجة عن ملك هانم الواحد قلبه وجعه على اللي حصلها غلبانه وطيبه واميرة في نفسها متستهلش كل اللي
حصل معاها
ملك بخير يا داده
توقفت السيدة سعاد عن ثرثرتها ف ملك بخير فما الذي يشغل بالها ويجعلها شاردة وقبل أن تتسأل السيدة سعاد عن السبب
وضعت بسمه طبق الفاكهة فوق المنضدة
أنا عندي أمتحان بكره في المعهد وهيقيمونا عليه وخاېفه مانجحش
حاولت بسمة أن تخرج حديثها مرتبا بتلك الكذبه التي صدقتها السيدة سعاد على الفور
كده يا بسمه يكون عندك مذاكره وواقفه معايا تساعديني في المطبخ
أسرعت السيدة سعاد في دفعها من أمامها محذرة
أطلعي على اوضتك وذاكري يا بنت علامك هو اللي هينفعك عايزاكي تعملي اللي أنا معرفتش اعمله يا بنت ويكون ليكي قيمة وسط الناس يا بنت
جلست بسمة بغرفتها بعدما أصرت السيدة سعاد على أن تصعد وتذاكر دروسها تشعر بالندم لأنها كذبت عليها ولكن بماذا كانت ستخبرها
جلست فوق الفراش تلتقط أحد الكتب وهي تعلم إنها لن ترى حرف فعقلها شارد بتلك اللحظة كلما تذكرت تشعر بالحرارة تسري اغمضت عيناها وقد عادت الصورة ټقتحم ذاكرتها تتذكر نظراته التي علقت بها رغم إنها لم تكن إلا ثواني  
منذ أن وصل والجميع اليوم متأهب لتلك الأوامر التي يلقيها عليهم الكل يشعر بغرابه من حال رئيسهم 
جسار الذي توقف في القاعة الواسعة التي تضم عدد كبير من الموظفين وكل منهم يجلس أمام حاسوبه يطالع عمله ينتظرون مروره حتى يلتقطوا أنفاسهم
فلا شئ يعجبه اليوم والكل عليه إعاده عمله من جديد 
التقطوا جميعهم انفاسهم بعدما غادر القاعة عائدين إلى ثرثرتهم سويا ومزاحهم
دلفت سكرتيرته خلفه ولم يعد لديها جهد لتظل راكضة خلفه أو تنفيذ ما يأمرها به
في حاجه تانيه محتاجها مني جسار بيه
تمتمت بها وهي تتمنى أن لا يكون هناك بالفعل أمر أخر عليها تنفيذه
انصرفت براحه بعدما أخبرها إنه لا يحتاجها الأن وتستطيع أخذ إستراحتها
اغلقت باب الغرفة خلفها تزفر أنفاسها غير مصدقه أن حركة نشاطه العجيبه عليهم أنتهت أخيرا
هو إيه اللي جراله ماله النهاردة كتله من النشاط 
استند بساعديه فوق سطح مكتبه يمنح عقله الراحه قليلا قبل أن يفتح حاسوبه الشخصي ويرى ما أرسل على بريده 
اعتقد أن صورتها وهي عاړية غادرت عقله ولكن ما تمناه وظن قدرته على تجاوزه لم يغارد عقله حتى تلك السخونه التي شعر بها تعود وتغزوه مرة أخرى 
عادت هيئتها ټقتحم مخيلته
وذلك الشعور الذي حتى هذه اللحظه لم يفهمه بل يمقت حاله من أجله فكيف لها أن تؤثر به هكذا كيف انحبست أنفاسه وخانته عيناه 
ومع من مع بسمه التي لا يراها إلا حالة يشفق عليها فتاة جعلها في حياته قليلا حتى تهدء الأحاديث عن سمعته ويقهر جيهان التي بالفعل وجدت صيدا أخر لها بعد أن ثارت قليلا غير مصدقه أن حبه وولعه بها قد انتهى إنه بالفعل حتى اليوم لا يصدق إنه انخدع في شخصية جيهان تلك التي يرى إنها بحاجه لمصحة نفسية
معقول يا جسار معقول غريزتك اتحركت لما شوفتها كده لا لا ده مجرد إحتياج مش اكتر
حاول التبرير لحاله ولكن عقله كالعادة كان يمنحه التساؤل
وأنت من أمتى بتفقد سيطرتك على نفسك ده حتى ملك مهما كانت بتظهر قدامك عمرك ما لقطه ليها اقټحمت عقلك كده 
عادت السخونه تتدفق إلى سائر جسده يزفر أنفاسه بضيق فما الذي حدث له هو لن ينظر لبسمة بتلك النظرة التي ينظر بها الرجال للنساء راغبين بهم  
دلفت سيرين غرفة مكتبه تحمل التقرير الذي طلبه منها عن الخطه التسويقية الجديده لحملتهم مبتسمة كعادتها
حبيت اسمع رأيك عن وجهة نظري قبل ما أعرضه على أبيه شريف
انتبهت على خطأها في نطق لقب زوج شقيقتها هكذا دون أحترام لمكانته بالشركة كشريك أخر
اسفه قصدي شريف بيه ڠصب عني بنسى إننا في مكان شغل
خرج جسار من أفكاره على حديثها وسرعان ما كنت تتداعب شفتيه ابتسامة عذبه فهذه الفتاه كتله من النشاط واللطافه ولن ينكر إنها ذكية جدا وماهره في عملها
مد يده إليه فاقتربت منه تمنحه التقرير منتظرة أن يطلع عليه ويعطيها رأيه
هحاول اطلع عليه في البيت يا سيرين وبكره نتناقش في الأفكار المطروحه
عبست سيرين بشفتيها فهي كانت تتوقع إنه سيعطيها اليوم وجهت نظره وهل سيوافق على خطتها أم ستحتاج للتعديل والمزيد من الدراسة
أنا كنت فاكره إني هاخد موافقة مبدئيه النهاردة
موافقه مره واحده على فكره أنا مبقتنعش بسهوله يعني هتلاقيني بتناقش معاكي في كل أقتراح معروض
ابتسمت رغما عنها صحيح عملها معه لم يمر عليه
 

130  131  132 

انت في الصفحة 131 من 186 صفحات