بسمه
حد ينضفلك البيت
قربها منه يقبل رأسها فهذه المرأة افنت شبابها في خدمة عائلته ورعايته
كنت هجيب حد ينضف البيت يا داده
لم يعجبها الحديث فلوت شفتيها متذمرة
وكنت هتلاقي حد ينضف البيت كده ولا يعملك أكله حلوه زي أنا وبسمه
تجمدت عيناه وقد تلاشى إنبساط ملامحه
داده أنا خلصت كل حاجه قولتي عليها
الټفت نحوها السيدة سعاد تطالعها بنظرة راضيه
نظراته الجامدة حملقت بها بعدما حاول تجاهل وجودها فشعرت بالتوتر من نظراته واطرقت رأسها
كل وقت ولي أوان يا داده
اقتربت منها السيدة سعاده وكادت أن تتحدث عن ذلك المعلم الذي يدرس لها في المعهد حيث تأخذ دوراتها
لا أنا قلبي حاسس مش هتعدي السنه ديه إلا وهتلاقي اسمه إيه بيخبط علينا
أسرعت بسمه في تغير الحديث تتحاشى النظر نحوه فالسيدة سعاد من بضعة نظرات حكت لها عنها افترضتها بدايه لقصة حب ستنتهي بالزواج ألا ترى إنها ليست جميله لتجتذب أنظار الرجال لها
داده جسار بيه شكله جعان خلينا نحضر الأكل
انصرفت بسمة من أمامهم بعجالة فرمقتها السيدة سعاد ضاحكة
ازداد جمود جسار وهو يشعر أن هناك ما يخفى عنه
في حد دخل حياتها
تسأل پغضب لا يفسره إلا إنها لا تحترم فترة زواجهم المؤقته فطالعته السيدة سعاد بابتسامة واسعه
اصل المدرس اللي بيدرسلها في المعهد عينه منها الحمد لله كده قلبي هيطمن عليها بعد ما تطلقها وتشوف حياتك واه تروح لراجل يضلل عليها كلاب السكك كتير يا بني لكن خاېفه لمحدش يفهم بعد كده إن جوازك منها فترة مؤقته وإنها يعني
رمقته السيدة سعاد بحيرة بعدما ابتعد عنها وقصد غرفته صاعدا لأعلى يتسأل داخله
أكانت تحلم بهذا الرجل الذي يدرس لها وبهذه السرعه أجتذبت أنظاره إليها
ابتسمت خديجة بوهن بعدما فاقت أخيرا وبدأت تنتبه على ما حولها مدت يدها بصعوبه نحو فتون تشجعها على الأقتراب منها
نزل مش كده
حركت فتون رأسها ترى اللهفة في عينيها على سماع تلك العبارة
لا منزلش إن شاء الله مش هينزل مش أنت عايزاه
تسألت فتون ورغما عنها ولمعت عيناها بدموع لا تعرف سببها
بحركة خفيفه حركت خديجة رأسها ثم اغمضت عيناها متسائله
لم تعرف بما تجيبها فشعرت بالتوتر
مش عايز يشوفني عمري ما خبيت حاجه عنه تعرفي زمان كان بيجيبلي هو العرسان ويقنعني عشان أتجوز
هو مصډوم شويه لكن سليم حنين ومتفهم
فتحت خديجة عينيها تطالعها بوجه شاحب
لكنه مش هيوافق على أمير ولا الناس هتوافق عليه
تجمد مكانه يحملق بالجدار أمامه متراجعا بخطوات متعثرة فهل تأكد من شكوكه للتو شقيق كاظم ذلك الذي لا يعده رجلا بل مجرد شخص بلا نفع يركض وراء النساء ولديه سجل حافل من النزوات
تحرك من أمام الغرفه مبتعدا لا يصدق أن عمته بعد هذا العمر تقع في غرام شاب لا يراه إلا
طامعا بها بل وحامل منه
ارتسمت ابتسامة ساخرة فوق شفتي مسعد وهو يراها تحدق بهاتفه بعدما تمكنت من التقاط الرمز منه
هي بالفعل أمرأة ذكية يريد التصفيق لها ولكن أفعالها باتت مكشوفه له تظنه احمق مازال يلهث نحو جسدها ولكنه ضجر منها ولكن لا بأس أن تظل بحياته قليلا هذه المتلاعبة
كنت قولتيلي وأنا أفتحه ليك
تجمدت يدها فوق الهاتف بعدما أجفلها صوته تشعر بالصدمة لأنه لم يغلق صوت المياة وكأنه فعلها قاصدا
ببطئ استدارت نحوه تزدرد لعابها تبحث عن كذبه سريعه
بدور وراك عشان بدأت أشك فيك يا مسعد حاسه إن في ست تانيه في حياتك
واسرعت في الأقتراب منه تجذبه إليها تقبل شفتيه حتى تثيره
ابعدها عنه فليس لديه وقت لما تريده يمسح فوق شفتيه يرمقها ساخرا من كذبتها
هي ست واحده عايزها حتى لو ليله واحده وأنت اللي هتساعديني ف ده بدل ما تدفعي تمن خېانتك ليا
احتلت الصدمه ملامحها تنظر إليه تحاول ابتلاع لعابها
أنا اخونك يا مسعد
داعب خدها بكفه يرمقها بنظرة اخبرتها إنه كشف امر تلاعبها مع شريكه وتلك العلاقة التي نشأت بينهم
اختارتي الشخص الغلط اللي تلعبي عليه يا دينا أنا اه ابان راجل مغفل لكن أنتوا المغفلين يا حببتي
ارتسم الړعب
فوق ملامحها فتراجعت للخلف
تنفذي اللي هطلبه منك بالحرف الواحد
أنت عايز مرات سليم النجار عايزه الخدامه
اتسعت ابتسامة مسعد يصفق لها على ذكائها
عايزها زي ما هما الاتنين خدوا حقهم منها
وضعت بيدها فوق بطنها من شدة الجوع فلم تعد تستيطع النوم
حكت رأسها بتردد ليتها تناولت الطعام قبل صعودها دون أن تتحجج بحاجتها للنوم لكنه هو من أجبرها فكيف كانت ستبتلع الطعام وهي تراه لا يطيق وجودها هنا
بكره تبعدي عن حياته يا بسمه ويكون ليك حياة تانيه محدش يشوفك فيها قليله ولا دخيله على حياته لازم تفوقي وتعرفي إنك لازم تستغني عن كل حلم هيضعفك
نهضت من فوق الفراش ترتدي خفها الخفيف تجذب حجابها لتضعه فوق ذراعيها لتغطي ما يعريه ثوب نومها
بخطوات خفيفه تحركت فوق الدرج المنزل كان معتم بعض الشئ فالكل نائم وها هي تقف تبحث عن طعام يسد جوعها
البراد الذي كان خالي من الطعام قد امتلئ بالطبع قد أعطى اوامره لاحد رجاله ليجلب الطعام
هكذا وقفت بسمه تحادث نفسها ورغما عنها ارادت تقليد نبرته الخشنه وحديثه المقتضب بصوت ساخر
لا كلوا أنتوا هبقى أكل بعدين
ولما أنت جعانة رفضتي لي تاكلي
تجمدت في حركتها تمضغ لقمه الطعام بصعوبه فهل ما تسمعه صوته
ماظنش صوتي سئ بالطريقه ديه
بصعوبه استدارت صوبه تحاول إخفاء ربكتها وفزعها
كويس إنك صاحيه عايز افهم منك إيه حكايه المحاضر اللي بيبص ليك بنظرات إعجاب
ظن حاله إنه يسأل من باب الفضول ولكن كان هناك شئ أخر يدفعه
تعجبت من سؤاله تطالعه في دهشة تمضغ بقية اللقمة فانحشرت في حلقها
سعلت بشدة وقد احمرت وجنتيها من شدة السعال
أصابه الفزع وهو يراها تسعل ولا تتحكم في إلتقاط أنفاسها أسرع نحو كأس الماء يملئه ويدفعه إليها حتى ترتشف منه
سقط غطاء الرأس الذي كانت تلفه حول ذراعيها تشعر بيده وهو يحاول الربت فوق ظهرها حتى يهدء السعال
هدأ السعال تنظر إليه مبتعده عنه بعدما ألتقطت أنفاسها أخيرا
الحمدلله كنت حاسه إن روحي كانت هتروح مني
حاول أن يستجمع نفسه من ذلك الشعور الذي شعر به يعطيها كأس الماء ثانية حتى ترتشف منه
ارتشفت بضعة قطرات وارخت اهدابها قليلا تحاول التنفس ببطئ
انتبهت على سقوط غطاء رأسها اسفلها فاسرعت بالأنحناء تلتقطه حتى تسرع صاعده لغرفتها
نظراته رغما عنه تحركت معها وقد كشف الثوب على بضعة تفاصيل من جسدها
الأمر بدء يتعدي الرغبة ما الذي يراه فتنه في أشياء رأها من قبل في أجساد النساء
أسرعت في وضع غطاء الرأس فوق ذراعيها بأحكام وتحركت من أمامه ولكن يده كانت الأسرع في جذبها يعيد سؤاله الذي ظنته نساه
إيه حكاية المحاضر داده سعاد مش هتقول كلام من فراغ متنسيش إنك مراتي مهما كان جوازنا إحنا أتفقنا على الأحترام
نفضت ذراعه عنها تشعر بالإهانة من طريقته التي يحادثها بها
مافيش حاجه داده سعاد بتفترض حاجات من نفسها ولو حتى بقى في حاجه بيني وبين أي شخص أنا حره
القت عبارتها الأخيرة بأنفاس متسارعه فهل يظن بها السوء
عاد لجذب ذراعها يدفعه نحو سطح الطاولة
متعودتش أسأل عن حاجه وماخدش إجابة
جسار بيه مش شايف إنك بتدخل في خصوصياتي ولو سامحت عايزه انام مينفعش وجودنا مع بعض كده لو سامحت ابعد
الفصل الواحد والستون
بقلم سهام صادق
بسمه أنا
خرجت نبرة صوته متذبذة يحاول جاهدا ترتيب الكلمات فما عساه أن يقول ويفسر فالتفسير بات واضحا هو أصبح ضعيفا أصبح يراها في صورة لم يظن يوما سيراها فيها
بسمة حالة يساعدها ويعطف عليها
أمرأة لا تناسب حياته الأجتماعية ولا حتى سنوات عمره تزوجها بعدما خانه لسانه في ذلة منه أمام طليقته
بسمة أنا مش عارف عملت كده إزاي
خرجت الكلمات من شفتيه مبعثرة وعادت عيناه تسقط فوق شفتيها
اقترب منها بخطوات متوترة يريد توضيح الأمر لها وقد اوجعته نظراتها
توقف مكانه في صدمة بعدما سقط كف يدها على خده ينظر لأثرها بعينين جامدتين
في الصباح الباكر وقفت السيدة سعاد بالمطبخ بملامح مشرقة تعد طعام الفطور ترتب داخل عقلها قائمة الأهل والأحباب ومن عليها زيارتهم لقد اشتاقت لأهل البلد وأحبابها
متعمليش حساب جسار بيه لأنه رجع اسكندرية
قطبت السيدة سعاد حاجبيها بعدما تركت تلك المعلقة التي كادت أن تخرج بها الزبدة
رجع اسكندرية إزاي هو قال هنقعد يومين
هو أنا هضحك عليكي يا سعاد أنا زيك استغربت لما سمعت صوت العربية
ازدادت حيرة السيدة سعاد فاسرعت تبحث عن هاتفها حتى تهاتفه وقد أصابها القلق
طالعها العم جميل يطرق كفيه ببعضهم وكأنها مازالت لا تصدقه
أكيد جاله اتصال مهم بلاش تزعجيه زمانه على الطريق
دلفت بسمة الغرفة تدلك عينيها ولم تذق طعم النوم ليلة أمس تتسأل بعينين شبه مغلقتين
دادة ملاقيش معاكي أي مسكن للصداع
مالك يا بسمة يا بنت
تمتم بها العم جميل بعدما استدار نحو بسمه في قلق
أيوة يا بني هو حصل
حاجة خليتك ترجع اسكندريه فجأه مش قولت هنقعد يومين
استرخت ملامح السيدة سعاد قليلا تستمع له وتحرك رأسها في تفهم وكأنه يراها
تراجعت بسمة للخلف وقد صدمها ما سمعته لقد غادر المزرعة في الصباح الباكر والسبب واضح لها وحدها
غادرت المطبخ تاركة العم جميل منشغلا في البحث لها عن مسكن لألم رأسها
غشت عينيها الدموع تلطم موضع قلبها
ليه لحد دلوقتي متعشم في حبه ليه عايز تتحب من راجل قاسې شايفك متساوش شئ اصحى بقى وافهم إنك غبي بتدور على اللي يوجعك
مش هتشفي من مرض حبه غير لو بعدتي عنه يا بسمه اوعي تكذبي على نفسك أنت بتحبي اتوهمتي بالحكايات وافتكرتي إنه ممكن يحبك
اندفع سليم لداخل غرفته بعدما تعالا صوته يأمر تلك التي نهضت عن مكتبها تخبره أن السيد كاظم أعطى أوامره ان لا يدلف إليه أحدا ولا ترسل له مكالمات حتى لو كانت هامة
أجفل كاظم من دخول سليم بتلك الطريقة الهوجاء وقد صډمه ذلك الوعيد الذي يراها في عينيه
قول لسكرتيرتك تطلع بره المكتب خالص ولا حابب كلامنا يوصل لموظفينك
ابتعد كاظم عن
مكتبه مشيرا لتلك الوافقة في ذهول من صفاقته فهي تعاملت مع سليم النجار مرات عدة من قبل ولكنها لأول مرة تكتشف هذا الجانب الفظ من شخصيته
نفذت الوافقة الأوامر تسحب حقيبتها من فوق سطح مكتبها فعليها تنفيذ الأوامر