الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 137 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


كاظم في التحديق بهاتفه يزفر أنفاسه يأمل أن يصدق شقيقه في وعده وألا يأتي البلاد إلا بعدما يتمكن من الحديث مع خديجة النجار بنفسه 
كاظم
أتاه صوتها فهاهى زوجته العزيزة التي لا يحكمها شئ قد أتت 
اقتربت منه بخطوات بطيئة تأن من الألم الذي لا تعرف له موضع
أنت كنت بتكلم أمير خلي ينزل خديجة في المستشفى لازم يكون جانبها في وقت زي ده

حاولت إخراج كلماتها بترتيب حتى لا تخطئ وتفصح عن حمل خديجة فقط عليها أن تخبره إنها بالمشفى وسبب مكوثها لا تعرفه فليبحث هو عن السبب بعلاقاته 
استمر تحديقها به وقد ضاقت عيناها في حيره لما يقف هكذا دون أن يلتف نحوها أو يتحدث
أنت واقف زي الجماد كده ليه يا كاظم
وسرعان ما كانت ترتسم أبتسامة بلهاء فوق شفتيها تخبره عن معاناتها في طفولتها في تلك اللعبة التي تمثل التماثيل وعلى الرابح أن يظل لأخر اللعبة كالتمثال حتى يكون الفائز
وقفتك ديه فكرتني بلعبة كنا بنلعبها وإحنا صغيرين كنت ديما بطلع أول واحده من اللعبه عمري ما كسبت
سرحت في ذكريات طفولتها فلم تشعر بحركته ومتى أصبحت عيناه الجامدتين عالقة بعينيها
حمدلله على السلامه يا هانم ما كنتي قضيتي باقي اليوم بره البيت 
سقط حذائها من يديها وقد خلعته عند ترجلها من سيارة الأجرة بعدما أزداد ألم قدميها
تصدق كنت بفكر في كده انا مصدقت رجعت مصر حاسه إن كل الشوارع وحشاني
تجهمت ملامحه وكأنه كان يحتجزها في الصحراء
أنت بتتعمدي تخرجي أسوء ما عندي يا جنات
اماءت برأسها تضحك داخلها وهي ترى الڠضب مرتسم فوق ملامحه ولكنه يجاهد في السيطرة على غضبه
جنات
صړخ بها يجتذبها إليها بقوة إنها تزيد غضبه بصراحتها فكيف لها أن تتعمد أفعالها معه
جنات أنا معنديش حد عزيز مش معنى إني بقيت مستحمل تقلباتك وبراضيكي وعايز حياتنا تنجح يبقى خلاص تفتكري هكون لعبه في أيدك تقدري تتحكمي فيها أنا كاظم النعماني 
تجمدت في وقفتها رغم وقع الكلمات عليها تنظر إليه بعتاب 
انتظر حديثها ومناطحتها بعدما اخرج ما قبع داخله من ڠضب تستحقه 
استدارت بجسدها تجر قدميها بصعوبة
أنا خلصت كلامي لسا صوتك مش طالع عشان عارفه نفسك غلطانه
تعالا صياحه فاكملت خطواتها تعلم إنها مخطئها ولكنه هو من جعلها تعود لشخصيتها القديمة قوية لا يهمها إذا فارقها أحد
جنات 
قبض فوق ذراعها يديرها نحوه زافرا أنفاسه بقوة هى لا تتعمد الخلافات فقط بل
تتعمد تجاهله
مش بتكلم معاكي 
ولكن بقية الحديث توقف على طرفي شفتيه وهو يرى ترقرق الدموع في مقلتيها
أنت تجاهلتني أول ما وصلنا فضلت أرن عليك وأنت مبتردش
ارادت الحديث ولكن الكلمات علقت في حلقها وهي تراه يتحسس خديها برفق
وطبعا قولتي تردي ده ليا وزي ما تجاهلتك تتجاهليني
رغما عنه كانت تشق ابتسامة خاطفة شفتيه وهو يراها تحرك رأسها تأكيدا على حديثه
لكن ديه مش هتكون حياة يا جنات المفروض إننا بنصلح علاقتنا
انكمشت ملامحها وهي تستمع له حتى ضاقت عيناه وهو يرى الألم مرتسم فوق ملامحها
طبعا تعبانه بعد مغامراتك طول اليوم ورحلة سفر طويله عايزه تكوني عامله إزاي ارحميني يا جنات وياريت مسمعش صوتك
هو لم يعطيها فرصة للحديث حتى يسمع لها صوت انحنى يحملها برفق ويتحدث بهدوء بعدما كان الڠضب يحركه فهذا الرجل يحيرها
يخبرها أنه ليس لديه عزيز ولا تنتظر منه المزيد من الصبر وهاهو يحملها ويسير بها نحو الدرج ورغم معاتبته إلا أن
عتابه أصبح لينا
توقف كاظم منتصف الدرج يستمع لصوت صديقه جلال وهو يسأل الخادمة عن مكان وجوده وقد كان الجواب واضحا أمام عينيه 
صديقه صار في الطريق الذي لا عودة منه 
وضعها كاظم أخيرا فوق الفراش في غرفته الخاصة التي كان لا يسمح لها بالدلوف إليها من قبل
كاظم ديه اوضتك أنت
استاءت ملامحه فعن أي غرف تتحدث هذه الحمقاء 
معلش تعالي على نفسك واعتبريها أوضتنا إحنا الاتنين
وسرعان ما كانت تسمع همهمته داعيا الله بالمزيد من الصبر 
ابتعد عنها ف جلال ينتظره بالأسفل
تعرف إني كسبت الرهان مع احمس قولتله كاظم هيغضب شويه لكنه هيكون حنين
لما عرف إني فضلت بره البيت عنادا فيك
صراحتك تجلط يا حببتي
توقفت عن الحديث وقد الجمتها عبارته التي هتف بها
القوة والعند حبالهم قصيرة يا جنات
غادر الغرفة وتركها في حيرة مع كلماته كاظم يتهاون ولكنها تعلم تهاونه هذا حتى يستمر زواجهم  
ظلت تتقلب فوق الفراش وقد غادر النوم جفنيها رغم إرهاقها
دلف كاظم الغرفة بملامح مرهقة يتذكر تعليق جلال الذي ينبع من كرهه على جنس حواء بأكمله
عشت وشوفت ابن النعماني شايل ست ومش أي ست ست كانت طمعانه في فلوسه وفرضت نفسها عليه  
وقبل أن يستمر جلال في سخافته كان يبتلع بقية كلماته فكرهه الشديد لطليقته يرغمه أن يرى جميعهن ليسوا إلا عاھرات ولكن أن تخدع أمرأة كاظم النعماني وتجعله يسقط في نفس ما سقط فيه يوما فهذا ما لا يستوعبه عقله كاظم اقسم ألا يخضع لجنس حواء
طالعته وهو يلتقط ثيابه بعدما ازال عنه قميصه يقطب جبينه بقوة
أنت لسا صاحيه
تمتم بها بعدما انتبه على وجودها مستيقظه
مستنياك تحكيلي عملت إيه مع أمير
ضاقت عيناه وهو يستمع لها عن سبب استيقاظها
وتفتكري أنا من النوع ده من الرجاله
حركت رأسها تزفر أنفاسها بضيق فكاظم لا يرى الفراش إلا لغرض واحد وكلما قل الحديث بينهم كان الأمر أكثر نفعا لكلاهما
نامي يا جنات بيتهيألي إنك تعبانه
اتجه نحو المرحاض دون كلمة أخرى هى بالفعل متعبة ولكنها لن تغفو إلا عندما يخبرها بما حدث وكيف سيحل المشكله 
وهاهى تنتظره أن يتحدث ولكنه يعطيها ظهره
عشان تعرفي كويس تردي ليا تجاهلي يا جنات
أنت بتعاقبني يا كاظم
جنات أنا تعبان ولازم أكون في الشركة من بدري
اغمض عينيه يستمع لتنهيداتها القوية تطالع ظهره في مقت
كاظم أنا عايزه ارجع إيطاليا
فتح عيناه يستدير إليها فمن التي تتحدث عن العودة لإيطاليا
انت هنا رجعت لنسختك القديمة
ارتسمت الحيرة فوق ملامحه وسرعان ما كان يجدها تدفعه فوق الوسادة تحاصره بجسدها
هتحل مشكلة أمير وخديجة النجار إزاي وتفتكر ممكن بسبب الخلافات ديه سليم يبعد فتون عني أعمل حسابك أنا مش هخسر فتون عشانك 
أنا شايفه إنك عندك طاقه مفرطة يا حببتي تفتكري ممكن نضيعها في إيه
سؤال لم ينتظر له جواب فالجواب أصبح في قيد التنفيذ
الصغيرة تخبره إنها اشتاقت إليه واشتاقت للعمة خديجة وهو يبرر لها
وقفت فتون أمامه تنتظر أن ينهي المكالمة حتى يذهبوا للمشفى يجلبون العمة
بكره يا حببتي هاجي أخدك عشان تشوفي ديدا الكبيرة
تعالا حماس الصغيرة فطالعتها شهيرة بنظرة دافئة التقطها الجالس قبالتها
كفاية يا ديدا كلام بابي مش فاضي
حاولت شهيرة التقاط الهاتف منها ولكن الصغيرة تشبثت به فمازال لديها المزيد مما ستخبره به
بابي عمو ماهر اخذني الملاهي أمبارح لما عرف من مامي إني زعلانه منك والنهارده اخدني النادي 
تجمدت ملامح شهيرة وهي تستمع لحديث أبنتها ونظرات ماهر اللامعة عالقة بها يلتقط جميع خلجاتها بنظرات ثاقبة
تصلبت ملامح سليم ينظر لفتون الواقفة أمامه بنظرات جامدة صغيرته تمتدح رجل أخر تخبره إنها احبته فأي هدف تسعى خلفه شهيرة
ارتسمت الصورة داخل عقله يقبض فوق كفه بقوة ينظر أمامه بنظرات خاوية
طالعتها السيدة سعاد بملامح سعيدة وهي تستمع لتلك التفاصيل الدقيقة عن أول يوم لها في عملها الجديد
الناس هناك
متعاونه أوي يا داده ولا بشمهندس حسام راجل ابن ناس ولطيف
امتدحته بسمه بصدق بسبب معاملته لها وحديثه الذي ترك أثر داخلها عن تقديره لأي شخص يتمسك بأي فرصة حتى يصل لأحلامه  
التمعت عينين السيدة سعاد وهي تسمعها وقد تناست أمر ذلك القابع داخل غرفة مكتبه ينتظر قدومها وقد أمرها أن تخبره بعودتها عندما تعود
اطلعي غيري هدومك يا بنت لحد ما أجهز العشا جسار بيه هنا من بدري وسأل عنك قولتله إنك في الشغل
أسرعت السيدة سعاد في لطم جبهتها فهى تناست أن تخبره بعودتها
اطلعي أنت أوضتك وأنا هبلغه إنك وصلتي أكيد هيسأل عن تفاصيل الشغل وهيشكر الست ميادة وملك
تبدلت ملامح بسمه فور أن استمعت لسؤاله عنها
أنا مش جعانة يا دادة أكلت مع زمايلي في الشغل هطلع انام لان بكره اليوم هيكون طويل لاني هروح المعهد كمان بعد الشغل
غادرت بسمه المطبخ تجر قدميها في أرهاق تحلم باليوم الذي
ستغادر فيه هذا المنزل 
هانت يا بسمه من شغلك تقدري تلاقي مكان تعيشي فيه والجامعه خلاص كلها اقل من شهر وتبدء 
التقطت ثيابها ولم تكد تحل بضعة أزرار من بلوزتها حتى وجدت الباب يفتح ثم أغلقه خلفه بقوة يتسأل پغضب
كنتي فين
أدارت جسدها لتغلق ما احلته من أزرار بلوزتها
كنت في الشغل بيتهيألي دادة سعاد قالتلك
وأنت مبلغتنيش ليه بنفسك
استدارت إليه ترفع حاجبيها في دهشة تتجاهل سؤاله
جسار بيه مش شايف إن وجودك في أوضتي ميصحش
ردي على سؤالي يا بسمه
جسار بيه أنت ليه شايف نفسك وصي عليا أنا هنا مجرد ضيفة وقريب همشي السؤال ده تسأله لاختك او مراتك
تعالا تصفيقه بشدة ترتسم فوق شفتيه ابتسامة ارجفت جسدها 
أحب اقولك إنك وصلتي لهدفك يا بسمه
ضاقت عيناها في حيرة فعن أي هدف يتحدث
كنتي عايزة بأفعالك تشغلي عقلي بيكي وأنا اه بقولك إنك نجحتي
أصابها الذهول ما الذي يتحدث عنه هذا الرجل
أنت بتقول إيه
بقول إني عايزك وحطي المقابل اللي أنت عايزاه
الفصل الثاني والستون
بقلم سهام صادق
طالت وقفته كما طال سكونها الصدمة ارتسمت فوق ملامحها وقد طال أنتظار الجواب الذي يريده إنه يريد ويعرض المقابل لم تدخل حياته أمرأة بعد زوجته الأولى إلا وكان لها مقابل حصلت عليه حتى ملك أعطاها ثمن السنوات التي قضتها معه و جيهان لم تبتعد عن حياته إلا بعدما نالت المزيد من المال وأصبحت دلائل قذارتها تحت قبضته 
قبل ما تفهميني غلط يا بسمه ده من حقك إحنا متفقين إن جوازنا مجرد زواج على ورق لكن أنا دلوقتي بخرق بنود العقد
توقف عن حديثه ينظر إليها يرى الصدمة مازالت مرتسمة فوق ملامحها
بسمه انا عارف إن عرضي كان صډمه أنا مكنتش فاكر إني هفكر في يوم فيكي 
وكلما أراد إكمال حديثه المخزي كانت الكلمات تقف في حلقه عالقة
نظراتها كانت خاوية وصمتها الذي زاد عن حده أزاد ربكته يبحث عن كلمات لا ټخونه فهو قد عجز عن إيجاد حل وأصبح دون إرادته يشتهيها 
محدش هيكون فينا خسران يا بسمه 
لا أحد سيكون خاسر عباره اخترقت قلبها فهل يعرف هو الخسارة ومعنى الألم 
الخسارة كتبت عليها في كل شئ وعليها أن تكمل ما تبقى وتخسر أخر شئ لديها 
ببطئ بدأت يديها تحل أزرار قميصها وقد وقعت عليه صدمة من موافقتها إنها تدفع جسدها لتنال المقابل
ازدرد لعابه وقد ضاع الحديث وهو
يراها تتحرر من ملابسها أمامه ستمنحه ما سيخلصه من ذلك الشعور الذي صار
 

136  137  138 

انت في الصفحة 137 من 186 صفحات