الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 139 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


في حياتك مع حبك ليها لأن الإنسان مهما وصل حبه لشخص بيزهق
غادر سليم الغرفة بعدما وجدها اختارت النوم وانهت الحديث بينهم ولكن النوم كان أبعد عنها وعن قلبها وعن ذلك الصراع الذي تعيشه خاصة بعدما علمت السبب الخفي من رفض سليم بشدة لزواجها من أمير وعدم تقبله 
وقد عاد صدى كلماته يتردد داخل أذنيها
كان متهم في قضية نسبعارفه يعني إيه

طالعها وهي تتجه نحو الفراش تتجاهل النظر إليه تسحب الغطاء نحوها وتبتعد بجسدها إلى الطرف الأخر من الفراش
اقترب منها يجتذب الغطاء من فوق جسدها
أنت عارفه أي كلام بقوله مقصدهوش ولازم تتعودي يا فتون لأني مش هغيرك ولا هتغيرني خلاص
تجاهلت حديثه وكأنها لم تسمعه تجتذب الغطاء ثانية
زعلانه عشان بسألك عن سبب وجود جنات
عاد يجتذب الغطاء من فوقها ينظر إليها بعدما انتفضت من فوق الفراش غاضبه
بلاش يا سليم تسأل أنا زعلانه من إيه لأني لو اتكلمت هتزعل أوي
حدقها بنظرات متلاعبه يدقق النظر فيما ترتديه
فتون مش واخده بالك من حاجه الاسبوع خلاص مبقاش فيه غير يومين
لم ينتظر أن تفهم ما يرمي إليها من كلمات فالتفسير صار واضحا في عينيه
وقف مدهوشا وهو يراها تبتعد عنه نافرة
أنا خلاص زهقت يا سليمعايز ترجعلها ارجعلهاوربوا بنتكم سوا لكن متحملنيش فوق طاقتي
تجمدت ملامحه ينظر إليه في دهشة وقد وضحت الصوره له
من ساعه ما شهيرة اخدت خديجة وأنت بتحملني سبب بعدها عنك حتى لو مقولتهاش يا سليم أنا مش غبيه عشان محسش بكل ده
بعد ما اطمن على خديجة هروح لأهلي يمكن لما أبعد عنك تقرر أنت عايز إيه
غادرت الغرفة وتركته يقف مكانه في جمود يحدق بالصورة المعلقة فوق الجدار  
رفع عيناه عن
الأوراق التي أمامه وقد ضاقت حدقتاه وهو يراها تقترب منه
كاظم أنا نفسي في الفطير
ارتفع حاجبه الأيسر في دهشة وقد ازداد ضيق حدقتاه فعن أي طعام تتحدث هذه الساعه
فطير إيه دلوقتي يا جنات روحي نامي يا جنات وبكره هجيبلك كل اللي أنت عايزاها وارحميني شويه انا مش فاضي
عاد لمطالعة الأوراق التي أمامه متجاهلا وجودها 
دقائق مرت وهي تقف مكانها صامته تحدق به
روحي نامي يا جنات وبلاش واقفه كتير عشان متتعبيش
يأمرها بالمغادرة دون أن ينظر إليها ويراعي شعورها هكذا خاطبها عقلها
اڼفجرت في البكاء كعادتها مؤخرا فاطبق فوق جفنيه بقوة ضاغطا فوق شفتيه ماقتا تلك الحالة التي لم يعد يفهمها ولم يعد لديه طاقه ليتحمل كل هذا الجنون
قولت بكره يا جنات هجبلك اللي أنت عايزاه جنات أنا بدأت اتخنق صدقيني 
ازداد بكائها وقد جرحتها كلماته فالقى بالأوراق التي بيده بقوه فوق سطح مكتبه يفرك رأسه لعل صداع رأسه يزول 
أنا هلم هدومي وهمشي من هنا 
صډمته عبارتها الحمقاء فهل ستترك البيت له لأنه لم يأتي لها بالفطائر التي داعبت أنفها منتصف الليل
زفر أنفاسه بقوة ونهض عن مقعده فلم يعد يتحمل صوت بكائها وإذا استمرت بالبكاء سيفقد سيطرته على حاله وربما يأخذها هو لبيت أهلها ويبعث إليها بورقة طلاقها
اقترب منها بملامح واجمة وقبل أن يتخذ أي ردة فعل وجدها تتعلق بعنقه وقد توقفت عن البكاء
هو إحنا بقينا بليل خالص يا كاظم خلاص مش مهم بكره هتجبلي كل الفطير اللي في الفرن مش كده
اتسعت حدقتيه في صډمه من تبدل حالها السريع 
كاظم أنا حاسه إني وزني زاد أوي
دارت أمامه بجسدها الذي صار ممتلئ في المناطق
الصحيحة وقد بدأت عيناه للتو تنتبه على ما ترتديه
من الأكل يا حببتي
توقفت عن الدوران تزم شفتيها في مقت حانقة من صراحته
بدل ما تقولي إنك لسا جميله وجسمك حلو 
وحتى يريح رأسه هذه الليله اختار ما سيريحها ويريحه
أنت مش مستنيه أقولك إنك جميله يا جنات لأنك بالفعل جميله
رفرفت أهدابها وقد داعبت الكلمات قلبها واتسعت ابتسامتها والتصقت به تهمس اسمه بأغواء تداعب عنقه
كاظم
بتستدرجيني يا جنات الله يسامحك يا شيخه مستقبلي المهني هيضيع بسببك ولو خسړت صفقة بكره
لم تنتظر أن تسمع منه بقية تهديده فزوجها الحبيب لسانه يقطر شهدا
تجمدت عيناه نحو الصوره المعروضة أمامه على أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي إنها صورة تجمع ملك و رسلان في الأراضي المقدسة يؤدون مناسك العمرة
ضاقت عيناه وهو يطالع التاريخ الذي نشرت فيه الصوره وقد اتضحت حقيقة واحده إليه بسمه لم تسافر لملك
الفصل الثالث والستون
بقلم سهام صادق
الظلام وحده ما كان يحيطها لا تسمع إلا صوت صړاخها أشخاص يقتربون منها ولكن ملامحهم مبهمة ملامحهم بدأت تتضح شئ فشئ يميدون أيديهم إليها ينظرون لها كنظرة الذئب حين يريد إفتراس فريسته ونهشها بأسنانه 
خرجت صړختها بقوه تشق سكون المكان تنظر حولها في هلع فلم تكن إلا الجدران ما تحاوطها وتلك الأجهزة المعطلة المتراصة في الغرفة
ضمت جسدها بذراعيها تحملق في اللاشئ وصوت لهاثها يعلو وكأنها كانت تركض لأميال بعيدة  
طفرت الدموع من مقلتيها وقد عادت الليلة تخترق ذاكرتها تشعر بأنفاسه ولمساته مازالت عالقة بجسدها تلك الليلة التي سطرت معها نهاية لحلم بحثت عنه طويلا حلم رأته في عينين فتيات حارتها
الزواج كلمة كبرت معها منذ أن بدء من يماثلونها بالعمر يتزوجون لا شئ يخلصهم من قسۏة ما يعيشوه إلا به 
أب ېصفع وشقيق يرى نفسه قد كبر وعليه تربية شقيقته وأم لا ترى إلا الزواج ستر وخلاص لحمل يزيد كل يوم على كاهلهم
مافيش حاجة هتخلصك من شړ فتحي غير الجواز يا بسمه
أمتى يجي ابن الحلال يا بنتي واطمن عليكي
شوفتي مهنيها إزاي ارتاحت من كل واحد بيتحكم فيها
عليها جسم لكن خلقه خليني في جسمها 
تدافقت العبارات عائدة بها للحظات حفرت داخلها
ولكن أين هو الخلاص الذي اخبروها عنه في الزواج وأين هو الحب والحكايات التي تحاكوا عنها
سبحت في مرارة ذكرياتها وقد أضافت لها الأيام مرارة لا تظن إنها ستغادر حلقها يوما 
أشرق ضوء الصباح ليعلن عن بداية يوم جديد وعليها النهوض وترتيب حالها قبل أن يأتوا الموظفين ويكتشفون أمرها فهى بصعوبة تخفي أمر بقائها هنا 
ومع تذكرها لأمر بقائها في تلك الغرفة جالت عيناها بالمكان في حسرة فلم يبحث عنها أحدا لقد صدقوا كذبتها 
إزاي يا فندم هنرجع والمفروض نمضي على العقود
رمقها ثم عاد يركز أنظاره نحو هاتفه منتظرا تلك الرسالة التي سيبعثها له أحد معارفه حتى يؤكد له هل هي موجوده في مدينة الأسكندرية أم غادرتها
زفرة سيرين أنفاسها بيأس وهى تراه يصب اهتمامه نحو هاتفه تتسأل داخلها عن السبب الذي ظهر فجأة لهم حتى تنتهي رحلة عملهم فلا يوجد مشاكل بمشاريعهم ولو كان هناك مشاكل لكانت علمت بالأمر من
زوج شقيقتها  
ازدادت دهشتها وهى ترى ملامحه تنبسط شيئا فشئ يزفر أنفاسه براحه هى لم تغادر المدينة ومازالت في عملها ولكن السؤال الذي مازال لا يعرف له جواب أين كانت تبيت ليلتها
أعذرني مستر جسار من سؤالي ليه قرارك جيه فجأة
طالعها جسار بنظرة خاطفة وسرعان ما كان يتحكم في ملامح وجهه
ظرف شخصي
بعبارات مختصرة منحها الجواب ينظر إليها بنظرة تحمل الثقة متسائلا
اقدر اعتمد عليكي يا سيرين
ازدردت سيرين لعابها تتحاشا النظر إليه تومئ برأسها مؤكده
له ثقته بها 
انا عارف إنك قد الثقة ديه
ارتفعت دقات قلبها في خزي مجرد كلمات منه ترفعها لأعلى تشعرها بأنه ينظر إليها كما تنظر له ولكن هناك حقيقة مؤلمة تؤرق مضجعها 
إنه لأخرى أخرى رغم عدم التباعد والتوافق الذي تشعر به إلا إنها زوجته هو حق لها وهى حق له هذا الأمر يجعلها كارهة لنفسها
رمقها وهى تتناول طعام فطورها دون شهية فتنهد بضيق وهو يراها تتحاشا النظر إليه والحديث معه
بيتهيألي إننا كبرنا على الخصام ده يا فتون
مضغت لقمتها ببطئ دون إهتمام فتعالت زفزات أنفاسه يحاول التحكم فيما صار يعيشه إنه اليوم تأكد إنه بالفعل يعيش حياة زوجية كاملة فما كان يعيشه من قبل ويحسده عليه الرجال ما كانت إلا رحلة قصيرة يمتع حاله فيها
يتذكر في أحدى زيجاته القديمة عندما لوت إحداهن شفتيها متذمرا تلومه لأنه تناسى تاريخ اول لقاء جمعهم كانت نهاية هذه الليلة الطلاق فهل جاء عليه الزمن بالفعل كما يخبره حازم ويشمت فيه كما كان يشمت به وبحالته المزاجية التي تختلف يوما عن يوم
فتون
هتف اسمها محاولا السيطرة على ذلك الشعور الذي يذكره بعهوده القديمة فأين هو سليم النجارهل
اربع سنوات غيرت منه
وتفتكري إحنا كده ممكن نحل أي مشكله بينا يا فتون ده شغل أطفال
ضاقت عيناها وهى تطالعه فهل أفعالها بالنسبه له تعد أفعال أطفال هو لا يشعر بما تشعر به وتعيشه يكفيها ذلك الشعور الذي تشعر به يوما بعد يوم
أنا طفله يا سليم
لم تشعر بحالها ولا بتلك القوة التي لطمت بها سطح الطاوله إلا عندما رأت إهتزاز الأطباق وتناثر بضعة قطرات من فنجان الشاي الخاص به
اه ده أكبر دليل إنك طفله يا فتون بيتهيألي أنك تعتذري عن عضويتك في الجمعيه لحد ما تنضجي وتعرفي
تحلي مشاكلك الأول
أنا يا سليم
ضاقت حدقتاه يسحب أنفاسه في عدة زفزات متتالية مشيحا عيناه عنها لعله يتمكن في السيطرة على غضبه فلا داعي ليغضب منها ويستمر هذا الجفاء
هكذا حاډث نفسه وهو يغمض عيناه يذكر نفسه إنه وعدها ذات يوم إنه سيراها بعينين الأب حين يغضب منها سيدللها كما يدلل خديجة أبنته
تذكر صغيرته وصباحهم معا في شوق قبل أن تعود شهيرة لرشدها وتطالب بها بمنطقها الجديد إنه سينجب غيرها من زوجته الصغيره ولكن هى لن تنجب ثانية حتى لو تزوجت بأخر فلم يعد العمر يسمح لها بالأنجاب فلما لا يكون منصفا مرة واحدة في حياته
قڈف كل ما يعتلي فؤاده من ضياع واقترب منها يضمها إليه دون المزيد من الأحاديث التي أصبحت لا تنتهي إلا بخلاف أكبر
أنا فعلا ضايع الفترة ديه يا فتون لكن الحاجه الوحيدة اللي متأكد منها إنك الست الوحيدة اللي حبيتها
ازداد من إحتضانه لها يغمض عيناه مسترخيا بذقنه فوق رأسها
عايزه تبعدي عني يا فتون
هزت رأسها بقلة حيله فحتى لو ابتعدت ستذهب للمنزل الذي يعيش فيه والديها من أمواله وستأكل من أمواله أين لها الخلاص وهى وأهلها يعيشون على ما يقدمه لهم
وتفتكري هتخلصي مني يا فتون
هذه المرة كانت هزت رأسها مختلفه فابتعدت عنه تمنحه الجواب
كل حاجه ملكك يا سليم حتى انا بقيت ملكك لكن شئ مملوك من غير فايدة
ارتسمت الصدمة فوق ملامحه ينظر إلى دموعها العالقة تحاول إستكمال حديثها تحاول إخباره إنها صارت تخشى عدم إنجابها منه لم يدعها لتتحدث عن تلك النقطة التي باتت بالفعل تؤثر على حياتهم
جذبها نحوه يحتضنها هذه المرة بقوة يهمس لها بأن تتوقف عن الحديث وتثق به
أنا اللي اختارتك بنفسي يا فتون عملت الحيل عشان اتجوزك فأوعي تفتكري اقدر أسيبك في يوم
 

138  139  140 

انت في الصفحة 139 من 186 صفحات