الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 152 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


المشټعلة داخله فعن أي وعيد يتوعده لها وهو من كان يخبرها أن حياتها الخاصة ملك لها وأن زواجهم ما هو إلا فترة مؤقتة
هل اهتم يوما أن ينظر في اصبعها الخالي من خاتم الزواج هل فكر أن يعرف بماذا تخبر الناس عن حياتها بسمه الفتاة أم بسمة الزوجة المؤقتة في حياة رجل يرفضها في عالمه 
هل جاء اليوم ليبحث عن حقه فيها وأين كان حقها هى 

اطبق فوق جفنيه لعلا يمنح عقله السلام من ذلك الصراع الذي صار يعيشه بعدما زالت الغشاوة عن عينيه وقلبه 
استدارت إليه بعدما انتبهت على وجوده بالغرفة وعادت تنظر للمرآة تكمل تمشيط شعرها الرطب بفتور
أصوات أنفاسه الهادرة اخترقت أذنيها ولكنها ظلت مثله واقفة مكانها تمشط شعرها فى شرود  
فتح جفنيه بعدما هدأت عاصفة أفكاره وقد التقطت عيناه حركتها نحوه بخطوات تحمل الفتور اقترب منها وهو يرى عدم قدرتها على تمشيط خصلاتها المجعدة 
خليني اسرحهولك يا بسمه 
لم ينتظر منها أن تمنحه قبولها بل بادر بأخذ المشط منها وببطئ اخذ يحرك المشط الذي تشابك مع خصلاتها
عيناها تعلقت بأنعكاس صورته وقد ازداد قربه منها حتى يتمكن من تمشيط خصلاتها
شعري وحش
خرجت الكلمات منها بالصعوبة تغمض عيناها تتذكر سخرية فتحي الدائمة عن شعرها المجعد
توقف يده عن عملها ينظر إلى عينيها المغلقتين وضغطها بقوة على طرفي شفتيها حتى تمنع ارتعاشهم
مين قالك إن شعرك وحش يا بسمه بالعكس شعرك جميل وطويل أنت جميله يا بسمة بجمال خاص بيك لوحدك 
احتضن كفه خصلات من شعرها يرفعهم نحو أنفه يستنشق رائحة الغسول المنبعثة منه
صوت فتحي بدء صداها يتلاشى عنها بعدما اخترق صوت اخر أذنيها صوت دافئ انتشلها من صراعها مع لمسات حانية هى في حلمها الجميل مع ذلك الرجل الذي نسجه عقله لها 
فتحت عيناها لترى صورة الرجل الذي اقترب منها لتتجمد عيناها وهى تراه واقف أمامها
أصابه الجمود من شدة الصدمة وهو يراها تنتفض مبتعدة عنه وكأنها فاقت للتو من تلك الغيبوبة التي يأخذها إليها عقلها
عاد الخۏف يحتل عيناها تنظر حوله تبحث عن طيف هذا الرجل
هو راح فين
بنبرة متعلثمة مهزوزة خرج الحديث من شفتيها تدور بعينيها هنا وهناك
كان شبهك صوته زي صوتك لكن مكنش أنت
إنها عادت تتحدث تتحدث بكلمات أډمت قلبه 
مافيش غيرنا في الأوضة يا بسمة 
اقترب منها فاخذت تتراجع مبتعده عنه وقد علقت عيناها بالمشط الذي قبض عليه بيده المچروحه
ازدرد لعابه في مرارة فعيناها النابضتين بالحياة انطفئ بريقهم 
أنا خذلتك زيهم لكن ڠصب عني أنت ډخلتي حياتي في الوقت الغلط كنت بنتقم فيكي من نفسي ومن جيهان جيهان اللي دفعها رسلان في حياتي عشان يرجع ملك ليه جيهان كانت شبه مراتي يا بسمه حاولت اعيش معاها اللي كان نفسي أعيشه مع ريماس كل حاجه في حياتي خسرتها لكن المرادي مش هخسر تاني يا بسمه انا فعلا غبي لأني فاكر ديما عقلي هو اللي صح في اختياراته 
جسار ابن عبدالرحمن الراجي لازم يختار كل حاجه مميزة يدخل الشرطة عشان يفضل اسم العيلة ديما مرموق ويبقى زي باقي أفراد العيله اختياره للزوجة لازم يكون مميز ما هو مش أي حد هو جسار الراجي عقلي رفضك يا بسمة رفضك في كل مرة كان قلبي بيحركني ليكي قلبي شايفك البنت الشريفه بنت كبرت قبل أوانها بنت بتحلم تلاقي ابسط حقوقها في الحياة اختارتي ليه واحد زي يا بسمه يدمرك بغروره 
انسابت دموعها وهى تراه يغادر الغرفة تتهاوى بجسدها فوق الفراش تنظر ليديها الخاويتين هى لا تحمله ذنب ما عاشته هى من اختارت دخول حياته تمنته ليالي طويلة في أحلامها تمنت أن تكون له حتى لو لمرة واحده ثم تغادر بعدها حياته وهاهو الحلم صار حقيقة لكن حقيقة مؤلمة
دفعها كاظم داخل السيارة يغلق الباب بقوة لا يريد سماع كلمة أخرى منها 
صوتك مسمعهوش يا جنات سامعه
ابتلعت حديثها بصعوبة ترى الډماء تنساب من فوق جبينه لا تصدق ما حدث بالداخل 
طيب خليني أسوق بدالك
انطلق بسيارته بعدما زجرها بنظرات قوية فازدردت لعابها تستمع لسبابه
أنا فعلا استاهل قلة القيمة عشان بقيت بمشي ورا الستات والأستاذ تاني يحل مشاكله لوحده بعد كده علاقه فاشلة حطيني فيها 
أنت تخرسي خالص
أنا متكلمتش يا كاظم جرتني وراك قبل ما اطمن على فتون ومعترضتش 
ازدادت سرعة السيارة فاسرعت في تكميم فمها حتى لا يخرج حديث منها لا يعجبه
الصمت
كان أفضل حل لهم إلى أن وقفت السيارة أخيرا فأسرعت في مغادرة السيارة تلتقط أنفاسها الهادرة لا تصدق إنها خرجت من هذه السيارة بسلام
عيناه علقت بها وهى تهرول وقد فارت دمائه يتذكر ما حدث في منزل سليم النجار
اندفع خلفها فسقط الهاتف منها قبل أن تضغط على زر الاتصال وتهاتف فتون لتخبرها أن لا تهتم بأمر هذا الرجل وتتركه إليها
لو كان في إحترام ليا كنت اول ما قولتلك نمشي كنا مشينا لكن لازم تقفي وتجادلي الكلمه اللي اقولها بعد كده تمشي من غير جدال
تراجعت للخلف في توجس تحاول إلتقاط أنفاسها
ردي 
حاضر يا كاظم 
حوار أمير والاميرة خديجة النجار ملناش دعوة بي يحلوا مشاكلهم بنفسهم ولا لينا دعوه بسليم النجار ومراته 
التصقت جنات بالجدار خلفها ټصارع خۏفها من هيئته المرعبة تنظر لكدمة جبهته
مشكلة فتون اتحلت 
ابتلعت بقية حديثها تغمض عيناها بقوة بعد صراخه
أنا قولت إيه 
قولت ملناش دعوه بحد
فتحت عيناها لتطالع نظراته القاتمة نحوها استدار بجسده راغبا أن يخرج حنقه بشئ أخر ولكن توقف مكانه ينظر إليها بعدما ألتقطت ذراعه
خليني احطلك حاجه على الکدمة
لانت ملامحه قليلا وهو يرى اهتمامها به بعدما تحركت اناملها بخفة نحو كدمته
خفت شوية
زفر كاظم أنفاسه بقوة فكيف له أن يذهب لعمله غدا ويجتمع بموظفينه بتلك الکدمة
اشاح وجهه عنها فاقتربت منه أكثر بعدما أزالت علبة الإسعافات الأولية من جانبها
طيب قولي اصالحك إزاي
رمقها بنظرة خاطفة قبل أن ينهض من فوق الفراش ويترك لها الغرفة
أنا مكنتش عارفه إن كل ده هيحصل أو إننا هنقابل الست ديه هناك 
احتقنت ملامح كاظم فها هى عادت تذكره برؤية منال وكيف علقت عيناها بهم بأستخفاف
عجبك بقيت زوج الست بقيت في وضع سخيف قولتلك خلينا نبعد عن الطرفين لكن أنت
طبعا لاء
أراد الرحيل حتى يهدء قليلا فلم تشعر إلا بالذنب لأنها كانت الوحيدة من رأت تلك النظرة المستهزءة التي رمقته بها تلك المرأة بعدما رأتهم معا
وقفت أمامه تمنع خروجه تشب فوق اصابعها تلثم كدمته في هدنة دون جدال دون ان تخبره عن أحد 
أنا اسفه 
عيناه علقت بها يسمع اعتذارها ينظر نحو كفيها بعدما احتضنت بهم وجهه
تفتكر أبننا هياخد قوتك وحنانك يا كاظم
ارتفع حاجبه في تعجب هل تتلاعب به هذه المرأة التي صارت تتوغل داخله فأصبحت داء و دواء قلبه
وأنا برضوه حنين يا جنات 
أنت قلبك كله حنية يا كاظم
التوت شفتيه في سخريه
من كذبتها التي لا يستطيع ابتلاعها
مش مصدقني يا كاظم
عادت تشب فوق اصابعهاتخبره ان ينظر في عينيها
شوف عينيا وهيقولولك الحقيقة
والحقيقة كان يخبرها بها بنظرات عابثة 
عيونك بتقول إنك بتكذبي يا حببتي
أبدا أبدا
أبدا أبدا
حركت رأسها وقد ازاد التصاقه بها لم يتركها لتنطق بالمزيد 
وبعد وقت كانت تتعالا ضحكاته 
اعرفي من فتون اسم مسعد بالكامل او صوره ليه وسيبي الموضوع عليا
فيك حاجه مش طبيعيه مخبيه عني إيه يا فتون 
انتظر أن يسمعها فلم يعد الأمر مقتصر
عن تلك الفعلة التي تآمرت بها مع جنات هناك شئ خفي سيكتشفه
كل ده عشان عايزه اروح لاهلي أنت وعدتني
عادت تردد نفس عبارتها وعلى ما يبدو أنها قررت أن تفعل ما فعلته عمته
الفكره في التوقيت يا فتون أنت مسمعتيش الدكتور قال إيه الحمل ضعيف يعني ممكن ينزل في اي وقت وحضرتك واقفه تجادلي معايا
انسابت دموعها دون شعور فلم تعد تطيق كل شئ حولها لقد عادت الذكريات تحتل عقلها رغما عنها عادوا بها لتلك الليالي الموحشة
ارجوك يا سليم أنا عايزه اروح لأهلي هو أنا مش من حقي اشوفهم
لم يتحمل رؤية دموعها يقسم داخله إنه سيعرف الحقيقة غدا لقد اطمئن على عمته ومكان وجودها حتى لو لم تعلم أنه علم بمكان اختفائها
امتدت انامله يمسح دموعها لا يستوعب ما صار يعيشه هذه الأيام
هخليهم يجوا ليكي بيتنا مفتوح ديما ليهم يا فتون
أنا عايزه اروح ليهم يا سليم عايزه بيتنا البسيط ليه عايز تحرمني من أبسط حقوقي 
عيناها حملت الألم تنظر إليه لعله يفهمها لمرة واحدة يفهم فتون تلك الفتاة التي أتت من قريتها متعلقة بذراع رجل أخبروها إنه زوجها رجل ذبح طفولتها ورسخ داخلها ذكريات ظنتها اخمدها ما صار يمنحه هو لها  
أنا مش عايزه اعيش معاك ولا عايزه اكون فتون مرات الباشا أنا عايزه فتون فتون عبدالحميد
فتح عيناه يبحث عنها جواره اجتذبه ذلك الضوء الاتي من المرحاض فنهض من فوق الفراش يفرك عينيه لعله يطرد النعاس عن جفونه
توقف خلفها فعلقت عيناها بصورته المنعكسة
شوفت ناهد في الحلم ومها بتصرخ بتقولي سامحيها وسامحيني يا ملك
عادت دموعها تنساب رغما عنها كل أحلامها صارت تراهم فيها يطالبونها بالسماح 
أنا سامحتهم سامحتهم 
تركها تخرج ما يجثم فوق روحها كلما عادت تلك الأحلام إليها 
البكاء يرحيها ولا يهنأ لها بال حتى الصباح كما صار مؤخرا يخبرها ليشاكسها
حلم حياتي اصحى من النوم على ابتسامة حلوه لكن طول عمري محظوظ
فهو بالفعل محظوظ بالزواج من امرأة ليس لديها في حياتها إلا الكوابيس او
الحكايات التي لا تحمل إلا المرارة
للأسف طلعت محظوظ في كل حاجه في حياتك يا دكتور إلا الجواز
التوت شفتيه في تهكم الحمقاء تظن نفسها إنها ليست أجمل حظوظه في الحياة
نفسي اعرف ليه بتقولي كلام على لساني مين قالك يا هانم إني مش محظوظ
عيناها الضاحكتين كانوا يخبروه كم هو رجل محظوظ بها
لو الألم ينفع يتاخد من القلوب كنت اخدت كل الألم من جواكي وحطيته في قلبي
قاومت ذرف دموعها تأخذ حديثه بمزاح حتى لا تبكي مجددا
كلامك طرب يا دكتور
دفعها برفق بعد مزحتها هى تتعمد أن تخرجه من حالة هيامه بها
خلينا ننام يا ملك خلينا ننام عشان انسى إن بعد ساعات هشوف طليقك يا بتاعت الطرب يا عديمة المشاعر
ضحكاتها الجميله تعالت بصخب تشق السكون فيتردد صوت صداها
اجتذبها إليه يخبرها إنه بحاجة لرشوة حتى يتحمل رؤية طليقها في منزله فهو ليس برجل متحضر ولكنه يحاول من أجلها وعليها تقديم العربون
انتفضت الغافية أرضا فوق تلك الفرشة التي افترشتها كما أمر هو تنظر إليه وهو جاثي فوق ركبتيه قربها ويكمم فمها قبل أن يخرج صړاخها
صوتك لو خرج هقطع عيشك وهشردك أنت وأهلك سامعه
أسرعت فرحه في تحريك رأسها لا تفهم شئ لتجحظ عيناها بقوة بعدما سارت
 

151  152  153 

انت في الصفحة 152 من 186 صفحات