الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 20 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


ياهانم 
ألتفت إليها تلك الجميلة تتأملها متفحصة هيئتها 
هي ألفت فينأنت خدامة هنا
مدام ألفت مشيت وأنا هنا مكانها نقول للبيه مين يا  
لم تنتظر سماع المزيد وأندفعت نحو غرفته تهتف بأسمه 
سليم أيه ده مالك ياحبيبي 
تعلقت عيناها بالأدوية التي تجاور فراشه وتلك المنشفة المبتلة على جبهته 

جيتي أمتي من السفر 
أحتضنته قلقا 
أنت كويس أطلبلك دكتور 
يا بيه الهانم هي 
روحي أنتي المطبخ يافتون أنا بقيت كويس خلاص 
تعلقت عيناها بهم لقد أصرفها دون أن يطالعها أو يسمعها فيبدو كما ترى أن الضيفة الحسناء غالية بشدة علي قلبه 
أنسحبت من الغرفة بعدما أطالت النظر إليهم وعادت للمطبخ فهذا هو مكانها حقيقة أضحت تحفظها 
نظر لهاتفه بضيقبعدما أجمع حاجته من الفندق الرسالة التي بات يكرهها بل وكره الهواتف بسببها 
برضوه يا ملك تليفونك مقفول 
ألتقط حقيبته مغادرا يتوعد لشقيقته ويتوعد لتلك التي كانت سبب في غضبه عليها 
تجمدت عيناها نحو المشهد وقد اهتزت يداها بطبق الحساء الساخن
المرأة الحسناء التي شبهتها بذلك الوصف منذ أن وقعت عيناها عليها تميل نحوه تعدل له وسادته وقد تحررت من معطفها وتلك الرابطة التي كانت تلفها حول عنقها جسدها الفاتن أصبح واضح أمام نظرات عينيها المذهولة فبدت إليها كعارضات الأزياء ونجمات السينما 
اتسعت حدقتاها والتمعت عيناها صدمة إنها تقبله على جبينه الذي كانت منذ ساعات تضع عليه الكمادات الباردة بيدين مرتعشة بعد أن نصح الطبيب بهذا
الحرارة نزلت أنت متأكد أنك كويس يا حبيبي 
حبيبي الكلمة اخترقت أذناها فأخذت ترددها على لسانها لمرات حبيبها الفاتنة حبيبة السيد سليم 
أنتبه أخيرا لها بعدما تمكن من رؤيتها ووقفتها العجيبة يصوب عيناه نحو يديها المرتجفة وعيناها الزائغة 
فتون مالك واقفة كده عندك
الفصل السادس عشر
بقلم سهام صادق
وهل يسألها لما تقف هكذا إنها تقف لترى حياة أناس كانت بعيدة عن خيالها أن تحيا داخلها يوما
كرر سؤاله للمرة الثانية ولحظها أنها قد فاقت من شرودها اللعېن تنظر إليهم وسرعان ما أطرقت عيناها نحو ما تحمله 
جيبالك الشربة يا بيه أنا سخنتها زي ما الهانم طلبت مني
أقتربت منها تلك الضيفة الحسناء تحمل منها الطبق تؤكد على كلامها 
أيوة يا سليم ما ينفعش تفضل كده من غير أكل روحي شوفي شغلك أنت ولو احتاجنا حاجة هناديكي 
وقطبت حاجبيها تعود النظر إليها تحاول تذكر أسمها الذي أعجبها 
يا
أسرعت في إجابتها قبل أن تغادر عائدة للمطبخ 
فتون يا هانم 
أعتدل سليم في رقدته يبحث عن هاتفه حتى يرى الوقت فاڼصدم إنها مازالت في خدمتها رغم أن ميعاد عملها قد أنتهي 
المفروض كنتي روحتي من ساعتين وفين حسن أزاي مقلقش عليكي ولا جيه ياخدك 
أنت كنت تعبان يا بيه ومينفعش أسيبك 
رمقها حانقا من تصرفها الساعة اقتربت من الحادية عشرة وهي مازالت تخدمه حاول الاتصال برقم حسن حتى يأتي لأخذها فامتقعت ملامحه وهو ينظر إليها 
حسن مبيردش 
سليم الشربة هتبرد أشربها الأول وبعدين نشوف موضوع حسن السواق 
توقفت عيناها نحوها السيدة الجميلة التي تطعم رب عملها باهتمام فيرتشف معلقة الشربة منها مستاء
ديدة أنا بعرف أشرب لوحدي الشربة مش طفل قدامك 
فتون أستنى في المطبخ ومتروحيش قبل ما حسن يجي ياخدك من هنا 
سليم أشرب بقى وبطل دلع 
التقطت بعينيها الواسعتين تلك اللقطات كما التقطت أذناها الاسم ولم تعد بعد ذلك مرئية بينهم 
الحسناء تضحك ورب عملها يتذمر من أفعالها ولكن في النهاية ينفذ أوامرها 
شعرت بالحرج من وقوفها الذي طال فانسحبت في صمت عائدة للمطبخ تجمع حاجتها لتنصرف فحسن لن يتذكرها ويأتي لأخذها وقد أقترب الوقت من منتصف الليل 
توقفت عند باب الشقة تنظر خلفها إلى أن حسمت قرارها ستذهب لغرفته حتى تخبره بانصرافها وهل يحتاج
لشيء قبل مغادرتها قلبها الصغير كان يحركها 
تجمدت قدميها تنظر إلى السيدة الجميلة وهي تزيل عنه قميصه
أسرعت في مغادرتها تهبط من البناية تلتقط أنفاسها بصعوبةلا تصدق أن رب عملها مثل باقية الرجال الذين سمعت عنهم
هزت رأسها يمينا ويسارا تنفي ما يدور بخلدها
السيد سليم عمره ما يعمل كده لا لا هو مش زيهم
كان غارق في لذته ينهل منها متلذذا شيطانه يقوده لتلك المتعة التي يرى فيها السعادة أخرج المال من حافظته يلقيه على الفراش المبعثر بعدما انتهت متعته ينظر لتلك التي وقفت ترتدي ملابسها أمام عينيه 
هشوفك تاني 
أزدرد حسن لعابه ينظر لتفاصيل جسدها الجميل الذي لم يكن جميلا بالفعل ولكن شيطانه كان يصوره له كما يريد أن يري  
اقتربت منه بعدما التقطت المال تنتظر منه إجابته التي طالت همست جوار أذنه ببضعة كلمات كانت بارعة فيهم سال لعابه بعدما ابتعدت عنه تغمز له بإحدى عينيها 
أنت بقيت عارف الطريقبس خد بالك أنا زبايني كتير وبيقدروا 
والكلمة الأخيرة كان يعرف معناها تماما وهو رجلا والرجال تدفع بسخاء وها هو شيطانه يتحدث إليه 
ده الأخر يا ابلة 
نظرت فتون خارج السيارة المحملة بالقليل من الركاب 
بس مش ده الشارع اللي بنزل فيه كل يوم 
ما أنا قايلك يا أبله أن ده مش طريقي أنت خدي الطريق ده كله مشي وهتوصلي للمكان يلا بقى عايزين نروح بيوتنا 
طالعت الطريق المظلم بقلة حيلة تنظر نحو سيارة الأجرة التي هبطت منها للتو التقطت أنفاسها عدة مرات تحتضن حقيبتها التي تضع بها أغراضها 
نباح الكلاب يعلو وكلما أزداد النباح كانت تلتف حول نفسها خوفا 
أرتجف جسدها وهي تشعر بتلك الخطوات التي تتبعها ولم تشعر ألا وهي تركض بكل سرعتها 
سقطت أرضا بعدما تجاوزها الكلبان فاغمضت عيناها من شدة الألم تنظر نحو يديها التي جرحت 
الشارع فارغ من المارة كحال قلبها أصبح فارغ من كل شيء الخواء بات يحتل روحها حتى عيناها لم يعد بريقهما كما كانوا إنها تنطفئ يوما بعد يوم 
صعدت الدرجات المتهالكة بعض الشيء في تلك البناية القديمة التي تقطن بها الساكن الجديد الذي أستأجر شقة السيدة إحسان يبدو أنه أتى اليوم ف القمامة التي أمام الشقة كانت واضحة لتخبرها أن رائحة ودفيء السيدة إحسان اختفوا من حياتها كحال صاحبتهم عادت عيناها نحو يديها المچروحة لتدلف بعدها الشقة المظلمة فحسن لم يأتي بعد وهذا أكثر شيء أصبح يسعدها 
الإفطار يبدو قد تم إعداده كما ترى أمامها فوق المائدة مهمتها قد اتخذتها الضيفة الحسناء طالعت المائدة وما تحتويه من أطباق تهمس لحالها 
شكل وجودك قرب ينتهي من هنا يا فتون صاحبة البيت شكلها شاطرة وبتعرف تطبخ 
فتون 
شهقت بعدما انتفضت مذعورة من سماع صوته فابتسم على هيئتها وكأنها أشبة بدجاجة 
مالك أتنفضتي كده يعني تفتكري هيكون في مين غيري يا فتون
أنت بقيت كويس يا بيه 
طالعت هيئته قميصه الصباحي ناصع اللون بنطاله الذي يلائم قميصه تسريحة شعره التي تليق به ورائحة عطره الجدير في اختيارها مع طي أكمام قميصه إنه كابطال الحكايات كما تسمع عنهم  
كاد أن يرد على جوابها الذي تنتظره ولكن عيناه توقفت على تلك القماشة التي تلف بها يدها 
مالها أيدك 
نظرت نحو يدها وسرعان ما وضعتها خلف ظهرها حرجا 
مافيهاش حاجة يا بيه دية وقعة بسيطة 
أنت من ساعة ما أشتغلتي هنا يا فتون وكل إجابتك كده أيه مافيش غيرك بيقع ده أنت أستحوذتي على خبطات البلد 
رغما عنها كانت تبتسم همها يبكي من يسمعه ولكنها اعتادت 
هاتي أيدك وتعالي اطهرهالك وأيه القماشة ديه ده أنت كده تلوثي الچرح أكتر 
أجلسها فوق الأريكة التي خشيت يوما وهي تنظفها أن تجلس عليها حاولت النهوض ولكنه زجرها بعينيه 
خليكي مكانك فاهمة 
عاد بعد لحظات يحمل صندوقا به بعض الأغراض الطبية جلس جوارها فتجمد جسدها وهي تنظر إليه 
أنا هنضفه لنفسي يا بيه
ولكنه لم يكن يريد سماع المزيد من الإعتراضات أزال تلك القماشة من علي كفها ينظر إليها 
أسكت خالص وسبيني أشوف شغلي
مازحها بخفه فلم يكن أمامها إلا ترك يدها له لقد رأي حسن چرح يدها عندما عاد ولكنه لم يفكر أن يسألها عما بها وكيف حدث لها هذا أخبرته بأنها سقطت بسبب الكلاب ولما تتلقى منه إلا ضحكة صاخبة مستهزءه 
كلاب وقعتي بسبب الكلاب والله الكلاب شاطرة 
كده تمام نضفنا الچرح وعقمنا ولفنا شاش طبي 
طالعت الضمادة الطبية التي لف بها يدها تنظر إليه وقد علقت بعينيها الدموع 
شكرا يا بيه 
أبتسم بلطافة ينظر نحو يدها الصغيرة 
أنا المفروض أشكرك يا فتون على رعايتك ليا أمبارح 
بطل حكايتها طيب القلب حنون لطيف بل ويشكرها على ما فعلته معه رب عملها ليس له مثيل هناك رجال حقيقين وليس كحسن هكذا كان عقلها يخاطبها أتسعت أبتسامتها ولكن سرعان ما اختفت وهي تتذكر ما رأته أمس فانتفضت ناهضة من فوق الأريكة 
هروح أشوف شغلي يا بيه
التقطت عيناه نفضتها بأستغراب ولكن سرعان ما تبدلت نظراته للجمود وقد أدرك للتو بخطأه فمهما كان أمتنانه لما فعلته أمس فأنه في النهاية يعطيها المال وسيزود لها راتبها هذا الشهر تقديرا لها 
أفيق يا سليم لا تعود للسنوات الماضية كما كنت طيب القلب 
أعمليلي قهوة وهتيهالي مكتبي واعملي حساب فرد تاني على الغدا 
وقفت تطهو الطعام وقد عانت من يدها بشدة ولكنها كانت سعيدة في النهاية عندما نظرت إلى محتوي ما أعدت رتبت الأطباق على المائدة وتوقفت يدها عن وضع أخر طبق كانت ستضعه وهي تسمع رنين الجرس 
أنا هفتح يا فتون  
بادر هو بالمهمة والضيف لم يكن مجهول عنها إنها السيدة الحسناء التي دلفت بأناقتها المبهرة 
ريحة الأكل تجنن يا سليم 
الكلام ده تقوليه لفتون 
أشار نحو خادمته الصغيرة المنهمكة في وضع لمستها الأخيرة
لا وكمان عامله أكل صحي وحطاه قدامكلا ده أنت تمسك في فتون بأيدك وأسنانك
هتفت بها الواقفة التي تعلقت عيناها بأطباق الطعام ليحدق هو فيها كما حدق بما صنعته لأجله 
فتون فعلا مافيش زيها 
عادت بأدراجها للمطبخ بعدما أستمعت لمدحه ورأت تلك النظرة في عينيه ولكن كل شئ تلاشى ومشهد تلك المرأة وهي معه في غرفته تزيل عنه قميصه أنها كانت تراه بصورة نقية كاملة ولكن الصورة قد تشوهت بعقلها 
جلست على مقعدها في المطبخ تنظر نحو يدها تتسأل داخلها هل ستظل حياتها هكذا مجرد خادمة لا قيمة لها فأين هي أحلامها الصغيرة التي رسمتها ها هي تقترب من السابعة عشر ولم تجني شيء إلا الألم 
أحدهم كان ينادي أسمها من بعيد لتدرك أنها انغمست في شرودها والسيد سليم يهتف باسمها 
هرولت إليه تخفض عيناها عنهم تنتظر ما سيأمرها به 
ديدة عايزة تشكرك على الأكل يا فتون 
تسلم أيدك يا فتون الأكل طعمه يجنن حقيقي تفوقتي على مدام ألفت 
طالعها يدقق النظر في تفاصيل ملامحهالقد أصبحت شفافة بالنسبة إليه ويشعر أن هناك شيء بها 
لسا أيدك بټوجعك 
اهتمامه بها جعل خديجة ترمقهما بعينين ثاقبتين 
لا يا بيه هروح أجيبلكم الحلو 
انصرفت من أمامهم وقبل
أن تتحدث خديجة بشئ 
من غير ما شيطانك يلعب في دماغك يا خديجة أنا عمري ما هكون زي صفوان باشا مش هكون رمرام زيه وأبص للخدامة بس زي ما أنت شايفة البنت
صغيرة
 

19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 186 صفحات