الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 24 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


كنت شريفة مكنتش فكرت فيكي كده لكن كلكم صنف واحد
تلك الطرقات كانت طوق النجاة لهاحاولت الصړاخ ولكنه كتم أنفاسها 
مافيش حد هنا  
صوت جارتها الجديدة تلك العروس التي لا تعرف عنها شيء إلا إنها عروس جديدة سكنت في شقة السيدة إحسان 
خلاص يا هناء أنا هطلع أسأل الجيران اللي فوقينا إذا كان الميه مقطوعه عندهم هما كمان ولا إحنا بس 

الأصوات قد أبتعدت كما أبتعد هو يرتب ملابسه بعدما دب الذعر في أوصاله يرمقها 
لينا لقاء تاني  
غادر بعدما إطمئن أن الجيران دلفوا لشقتهم والوضع أصبح آمن 
حدقت بالباب الذي أغلقه خلفه لا تقوى على الحركة ولا تستطيع أن تتنفس ولم تشعر بحالها إلا وهي تلطم خدها وسائر جسدها 
يغرز الشوكة بالكعكة ينظر نحو القطعة الصغيرة التي علقت بها لقد عاد حتى يصرفها دون عودة مهما بكت وتوسلت ولكنه وقف مذهولا أمام الكعكة بعدما فتح البراد يجلب لنفسه زجاجة ماء
عيناه ظلت عالقة بالكعكة فما السبيل أمامه وكل شيء يجعله يعود للنقطة التي هرب منها عاد يغرز الشوكة بقوة داخل قالب الكعكة الخادمة تتلاعب به أم شيطانه الذي بات يتلاعب به هو يعرف النساء من أعينهم وفتون أبعد عن أن تكون بتلك الصورة فتون مازال داخلها قلب طفلة بريئة لم تكتشف قسۏة الحياة بعد ولا نوايا البشر وخاصة الرجال ولو ظهر سليم الذي يحميها منه لكانت اليوم ساقطة معه في بئر الخطيئة وستكون خير مرحبة بهذا 
حدق بالكعكة مجددا وكأنه يحدق بها ولم يشعر بنفسه إلا وهو يتذوق طعمها الذي وضعت فيه سعادتها وهي تصنعها له نظر نحوها بعدما إلتهم نصفها وكأنه ليس ذلك الشخص الذي كان عليه منذ ساعات 
العبارة أخترقت أذني كاميليا التي كانت جالسة في البهو تتصفح إحدى المجلات النسائية 
ياريت يا ماما تبلغي خالتي أننا هنزورهم بكره 
القى عبارته وأكمل سيره نحو الخارج فانتبهت كاميليا على حالها ونهضت مسرعة تلحقه 
رسلان أستنى فهمني طيب إيه الزيارة المفاجأة ديه لخالتك 
وقف جوار سيارته ينظر نحو ملامح والدته المستكينة 
تفتكري يا ماما هنحدد ميعاد مع خالتي ناهد ليه
ابتلعت كاميليا ريقها تتمنى أن تسمع ما يتمناه قلبها 
ليه يا رسلان 
هطلب أيد بنت خالتي 
والسعادة تراقصت على ملامح كاميليا غير مصدقة أنه فاق أخيرا من غفوته وأدرك أن ملك لا
تناسبه ولم تغفل عيناه عن تلك السعادة التي رأها فوق ملامحها
تمام يا حبيبي هكلم خالتك 
ياريت يا ماما متقوليش تفاصيل الزيارة لخالتي خليها مفاجأة 
اتسعت أبتسامة كاميليا وعقلها يأخذها للطريق الذي انتظرته أحتضنته بقوة فضمھا إليه يسمع مباركتها 
مها عروسة هايلة يا رسلان وبنت خالتك ومتربية قدام عنينا وعارفين أصلها اللي يشرف أي حد 
مها وهل مها وحدها هي أبنة خالته
يتبع 
بقلم سهام صادق
الفصل التاسع عشر حتى الفصل الرابع والعشرون
الفصل التاسع عشر
بقلم سهام صادق
طالع عقارب ساعته ينظر إلى فنجان قهوته التي بردت وكلما مر الوقت كلما زادت تساؤلاته لما تأخرت اليوم
فدائما تأتي قبل موعدها زفر أنفاسه حانقا من نفسه فكيف أصبح ملهوفا نحو الخادمة إنه إعتياد لا أكثر خاطب عقله الذي أقتنع فصمت 
عاد النظر إلى ساعة معصمه فلم يعد أمامه مجال للإنتظار أكثر
حمل حقيبة أوراقه وهاتفه فقضيته تستحق كامل تركيزه وليست تلك الخادمة التي قرر أمس إعفاءها من خدمتها
وقف حسن أمامها بحبة الدواء وكأس الماء ينظر إليها ولأول مرة تكون نظرته مختلفة لو كانت بكامل قواها لكانت أنتبهت أن حسن من جنس البشر لديه عاطفة
خدي الحباية ديه عشان درجة الحرارة تنزل
طالعته پضياع كما طالعها هو بترقب فليلة أمس قد عاد بمزاج عالي بعدما أمتعته عشيقته ليجدها مكتومة على الأريكة يرتعش جسدها من شدة الحمى لا تشعر بشىء حولها 
فتون خدي حباية الدوا 
ضجر من منادته لها وتلك النظرة التي تطالعها بها فمال عليها يدس الحبة بين شفتيها يقرب كأس الماء منها 
أرتشفت القليل من الماء وعادت تتسطح على الفراش تدثر جسدها بالغطاء لعله يتوقف عن الانتفاض 
أنتي هتفضلي كده على الحالة ديه ما تنطقي أيه اللي وصلك لكده  
واتسعت عيناه فجأة يتذكر تلك المرة التي أتهمها السيد سليم بالسړقة فأقترب منها يهز جسدها
أوعي يكون سليم بيه طردك وعملتي عاملة مهببة وخاېفة تاخدي واجبك مني 
أبتعد عنها حانقا بعدما وجدها تنكمش أكثر على حالها ولا إجابة حصل عليها ولا يظن أنه سيحصل 
ماشي يا فتون أنا هسيبك دلوقتي عشان شكلك فعلا تعبان لكن لو حصل اللي في بالي أعرفي أن ليلتك سودة 
أبتلع لعابه وقد تعلقت عيناه نحو شاشة هاتفه الذي يضىء
سليم بيه فتون هي عملت حاجة يا بيه لا يا بيه هي بس تعبانة شويه بكرة تبقى زي الحصان وتكون عندك 
والكلمة أخترقت أذنيه مريضة يسترجع هيئتها أمس لم يكن عليها أى من بوادر المړض 
انهى اتصاله بسائقه ينظر نحو هاتفه الذي وضعه للتو على ملف القضية التي يجب أن يدرسها بكل تركيزه أستجمع نفسه نافضا تفكيره عنها فهل الخادمة ستحتل كامل عقله 
والعبارة الدائمة تتردد في أذنيه
أفيق إنها الخادمة وأنت السيد 
رمقها حسن قبل أن يغادر الشقة يفحص وجهها الشاحب وإرتجافها 
سمعتي البيه قال بكره تكوني عنده وتشوفي شغلك 
لم تكن تسمعه ولا ترى شيء أمام عينيها إلا عينين مسعد تشعر كأن أنفاسه مازالت عالقة فوق جلدها اغمضت عيناها بقوة تضم جسدها بذراعيها حتى تشعر بالأمان ولكن المشهد ترسخ في عقلها ستعاني منه كل ليلة في كوابيسها وما عليها إلا الصمت والصوت يتردد داخلها
حسن لا يرحم حسن لا يصدقك 
لم تعطي كاميليا إجابة صريحة لشقيقتها ولكن ناهد قد فهمت فما السبب لذلك العشاء الذي سيجمعهم جميعهم نظرت نحو خادمتها التي تتلكع في مهامها تزفر أنفاسها حانقة 
مالك يا سعاد هنقضي اليوم كله في التنضيف 
حاضر يا هانم قربت أخلص أه 
رمقتها ناهد ممتقعة الوجه تدور حول نفسها تفكر هل مها لديها ثوب يليق بتلك المناسبة هل بشرتها نضرة اليوم هل ستكون جميلة وتسلب عقل رسلان وټخطف الأعين كعادتها
ماما أنا رايحة الجمعية وممكن أتأخر
توقفت ناهد عن الدوران تنظر إليها بتحديق 
تمام يا ملك
هو في ضيوف جيالنا النهاردة 
توترت ناهد بعدما أشاحت عيناها عنها فعدم وجود ملك اليوم جاء في صالحها أنبها ضميرها للحظات أصبحت تنفيها عنهم لم تعد تريد لها أن تأخذ المزيد مما أعطته لها وجودها بينهم أصبح ثقيل عليها إجابات لم تعد تعلمها ولكن كما أخبرها عبدالله إنها لم تعد ناهد القديمة 
عازمة خالتك وجوزها على العشا النهاردة أنت محتاجة حاجة 
أنا ممكن ألغى مشوار الجمعية عادي 
لا لا روحي ياحببتي متعطليش نفسك 
دفعتها برفق نحو الباب تتمنى لها يوما سعيدا تخبرها أن لا بأس إن تأخرت 
أغلقت ناهد باب الشقة تضع يدها فوق قلبها الذي زادت دقاته 
بنتي هي اللي تستحق السعادة ديه مش حرام أكون أنانية حتى لو مرة واحدة في حياتي 
تعلقت عيناه بتلك الجالسة أمام سكرتيرته حاول تذكرها ولكنها كانت أسرع منه وهي تنهض من على مقعدها مقتربة منه تعرفه
بحالها 
أنا دينا رياض أرملة صالح مراد رجل الأعمال أتقابلنا في النادي الرياضي مش معقول تكون نستنى بالسرعة ديه 
لفظت عبارتها الأخيرة بمزاح وهي تتأمله بعينيها تمد له يدها تصافحه 
أهلا يا فندم 
وبنبرة عملية كان يرحب بها يخبرها أن تتقدم أمامه مهنته تتطلب منه اللباقة وهو خير من يكون بتلك اللباقة 
جلست على المقعد بعدما جلس هو خلف مكتبه يسترخي في جلسته يخبرها أن تسرد له تفاصيل قضيتها 
شريك جوزي الله يرحمه سرق نصيبه في أرض كانوا متفقين أنهم هيبقوا شركاء فيها ومش بس كده سرق منه فكرة المشروع أكيد سمعت عنه حامد الأسيوطي 
الاسم سقط على مسمعه فانتبه بكامل تركيز لما تقصه عليه ولو كان سيرفض القضية فبعد معرفته بهوية من سيرفع القضية عليه زاده الأمر متعة فهو وحامد مازال بينهم ثأر تلك الحاډثة التي بعث له فيها رجاله ليبرحوا ضړبا
مافيش ورق يثبت بكده
أخرجت بعض الأوراق من حقيبة يدها تمدها له 
طلب يتجوزني عشان أسكت لكن أنا رفضت ده حق جوزي الله يرحمه وحقي وحق أبني الأرض تساوي عشرة مليون ده غير سرقته لفكرة المشروع 
أنا شايف إن أوراقك مظبوطة أي محامي يقدر يكسب القضية يا مدام 
طالعته بتدقيق تنظر نحو وسامته وتلك الرجولة التي تشع منه فتجعلها تزداد رغبة 
حامد بيهددهم فبيرفضوا القضية أنا عارفه ومتأكدة انا قدام مين دلوقتي سليم النجار أكبر محامي في البلد ولا أنا سمعت غلط عنك 
أعجبته تلك الثقة التي تتحدث بها فابتسم وهو يتراجع للخلف قليلا يدور بمقعده ثم أخذ يدق برأس القلم على سطح مكتبه
تشربي إيه يا مدام
دينا من غير ألقاب قهوه مظبوطة 
وابتسامة واسعة كانت ترتسم على شفتيها يفهمها تماما هتف بسكرتيرته عبر الجهاز الموضوع أمامه 
فنجان قهوة مظبوط لمدام دينا وياريت تبعتيلي أستاذ حازم 
والصدمة أحتلت ملامح الجالسة وهي تجد رجل أخر يصطحبها نحو مكتبه أشار لصديقه بأن القضية له
كادت أن تعترض ولكن أبتلعت عبارتها فمن هو حتى يصرفها هكذاجميع الرجال يتمنون إشارة منها وهذا المغرور يرفض تولي قضيتها بنفسه 
عاد حازم إليه بعدما أنصرفت وقد علم منها كل التفاصيل ولاحظ حنقها وتأففها وكأنها لا تطيق الجلوس أمامه 
أنت عملت فيها إيهھموت وأعرف ليه كل قضايا الستات مبيحبوش غير يكونوا معاك أنت عامل للستات إيه 
ضحك رغم إنه لم يكن بمزاج يسمح له ولا يعرف السبب فما الشىء الذي يستحق أن يشغل باله فهو سليم النجار وسليم النجار لا يعيش إلا لنفسه وهذا يعجبه وقد وجد راحته فيه منذ سنوات فما الشىء الذي تغير فيه والإجابة كانت مفقودة 
أنا كل تفكيري في القضية الحالية المهم القضية ديه لازم نكسبها مهما حصل أنت عارف هتترفع ضد مين 
عارف طبعا حامد الأسيوطي الراجل ده ريحته فاحت أوي أنا مش عارف ليه الحكومه سيباه لحد دلوقتي بقولك أيه صحيح رانيا عزماك على العشا النهاردة 
ضحك ملء شدقيه لا يصدق أن رانيا زوجة صديقه تدعوه لوجبة
العشاء 
مش مراتك برضوه مش بطقني إيه اللي حصل أوعى تكون رانيا تعبانه ولا حاجة يا حازم 
ضحك حازم هو الأخر فهو مثله لم يصدق دعوة زوجته له ولو عرف صديقه سبب الدعوة لأنفجر ضاحكا 
بلاش أصدمك وأقولك أنها عايزه تقرب بينك وبين زينب بنت عمها 
وقد تبدل مزاجه بعد تلك المزحة رانيا تجلب له عروس ياله من رجل محظوظ 
وضعت كل طاقتها في ذلك العمل ولكن التعب كان يتلاشى وهي ترى نظرات البسطاء إليها وهي تمد لهم يداها بتلك المساهمات التي من حينا لأخر تمنحها لهم الجمعية الناس حولها كانوا سعداء وسعادتها هي أيضا كانت لا توصف 
جاء وقت راحتهم فتعلقت عيناها بزملائها في الجمعية
الكل يضحك ويتثامر 
فلما هي منزوية دائما عنهم 
أقتربت منهم وقد تشجعت ولم يكونوا إلا كما توقعت أشخاص
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 186 صفحات