بسمه
عليه يزفر أنفاسه لعله يستعيد ثباته
تعلقت عيناها بعينين عزالدين الذي عاد لغرفتهما فاتبعته صامتة
بلاش يا كاميليا تحربي أبنك عشان أختك أبنك راجل وأد قراره
كلكم صغرتوني قدام أختي ياعز الدين عمري ما هنسالك الموقف ده
اقترب منها يضم جسدها بين ذراعيه فحاولت دفعه بعيدا عنها ولكنه أصر على إحتضانها
ملك بنت من الشارع يا عز الدين
وهي اختارت مصيرها ده يا كاميليا
ملك إحنا اللي ربينها أوعى تنسى ده يا كاميليا ملك بنتنا يا كاميليا وبكره مها تلاقي الإنسان اللي يحبها ويقدرها
دفنت رأسها بصدره ټصارع دواخلها
صوت الضحكات الخاڤت وتلك الأشياء التي تتساقط بالخارج أفاقتها من غفوتها وضعت يدها على رأسها من شدة الصداع تنظر جوارها فحسن لم يعود بعد ولكن لمن هذه الأصوات
أرتجف جسدها ف بالتأكيد سيكون حسن و أصدقاءه ظهرت صورة مسعد أمامها فندفعت نحو باب الغرفة حتى تغلقه بإحكام عليها من الداخل ولكن يدها تجمدت على مقبض الباب وهي تسمع تلك الضحكة الرنانة التي لا يمكن أن تكون إلا لإمرأة
فتحت الباب برفق فالتقطت بعينيها ظهر حسن وقد أغلق باب الغرفة الأخرى خلفه بقدمه
الصورة كانت واضحة لها حسن ومعه إحداهن وفي بيتها
وضعت أذنها على الباب تسمع تلك الهمهماتفتسارعت دقات قلبها مما تسمعه تسمرت في وقفتها للحظات تستوعب ما يحدث داخل الغرفة وصوت الهمهمات يخترق مسمعها
عقلها أراد إكتمال الصورة فتحركت يدها على مقبض الباب لتفتحه والمشهد كان من أبشع ما عاشته لم تتخيل أن ترى يوما رجلا وإمرأة هكذا اتسعت حدقتاها وهي تراه يلتف إليها يلتقط بنطاله ويسرع نحوها
تعلقت عيناها بالمرأة التي نهضت من على الفراش ترتدي ملابسها بتلكع وكأن الأمر لا يعنيها قبض على كتفيها يهزها بقوة فتعلقت نظراتها الخاوية به
أنت پتخوني يا حسن پتخوني في بيتي
سحبها خلفه خارج الغرفة يدفعها نحو غرفتهما دون أن يعبأ بهذيانها وصډمتها
ودفعها نحو المرآة يقرب وجهها من سطحها
شايفة عاملة إزاي بذمتك ده منظر ست ردي ده منظر ست
لطم رأسها بالمرآة فشعرت أن الدنيا تدور أسفل قدميها
وصوته يصم أذنيها
واتعودي على كده من هنا ورايح
تجمدت عيناه عليها بعدما دفعته عنها بكامل قوتها تصرخ به
طلقني يا حسن انا مش عايزه أعيش معاك تاني
سرعان ما تلاشي صډمته يجذب ذراعها ينظر لها بوعيد
طلاق لا ضحكتيني فوقي لنفسك يا فتون وأعرفي قيمتك كويس وأحمدي ربنا أن أنا لحد دلوقتي مرمتكيش بعد ما بقيتي ولا تسوي حاجة
مش كفاية لحد دلوقتي مش شايف ملامح لمشروع أبوك ويا خۏفي يكون خسارني القرشين اللي كانوا حيلتي
هطلت دموعها تنظر إليه بعدما تشبثت بطرف الفراش
سليم بيه هيساعدني هو اللي هيعرف يطلقني منك
هتفت عبارتها بصوت ضعيف لم تكن تظن إنه قد سمعه أرادت أن تطمئن نفسها ولكنه عاد إليها يقبض على خصلات شعرها
فاكراني هخاف من البيه لا فوقي لنفسك ولعلمك البيه اللي طالعه بي السما زي أي راجل اى ست بتعجبه بيقضي معاها كام ليلة حلوة يبسط نفسه
تركها بعدما لفظ تلك الحقيقة التي هشمت أخر جزء داخلها كان يراه بصورة ليست مشوها ولأول مرة قلبها كان يخبرها أن رب عملها رجل كباقي الرجال ك حسن و مسعد
دفنت رأسها بالفراش ترثي حالها وصورة حسن وتلك المرأة ټقتحم عقلها الصغير مشهد رسخه الزمن داخل عقلها كما رسخ الكثير
أنغلق باب الشقة بقوة فعلمت إنه قد غادر المنزل مرت الدقائق على إنصرافه لتسمع طرقات خاڤتة على باب الشقة فتحركت نحو الباب
تضم جسدها بذراعيها وصوت مسعد الخاڤت يخترق سكون روحها الممزقة
افتحي الباب يا فتون
طالع سقف حجرته ولأول مرة لا يكون لديه طاقة للنهوض نظر نحو هاتفه الذي وضعه على وضيعة الصامت الوقت مازال مبكرا ولم يكن لديه رغبة في النوم ثانية اجتذب أذنيه ذلك الشئ الذي سقط أرضا فنهض من على فراشه يفتح باب غرفته فمن سيأتي في ذلك الوقت فتون مريضة وكما أخبر حسن أن تظل في بيتها حتى تتعافي
تعلقت عيناه بها وهي جاثية على ركبتيها تنظر للكأس الذي ټحطم وتناثر شظايا زجاجة أسفلها وقد جرحت يداها
فتون سيبي الإزاز من أيدك
لم تكن تسمعه بل كانت في بحر عالمها المظلم لا ترى ولا تسمع إلا طلاتم الأمواج بقوة
انحني نحوها يلتقط يدها بعدما نداها لمرات دون إستجابة منها وتلك الرجفة التي سارت بجسدها جعلته يشعر وكأنها تسير داخلهابتعد عنها ينظر إليها بعدما دفعت يده عنها وانزوت على حالها تلتصق بالجدار
فتون أنت لسا تعبانه أنت سمعاني مالك بتبصيلي كده
أنت زيهم كلكم زي بعض
قطب حاجبيه دهشة مما يسمعه فعن عن أى شىء تتحدث هي التف بجسده حتى يغادر المطبخ
روحي بيتك يا فتون ولما تخفي أبقى تعالي شغلك
أندفعت خلفه تقبض على قماش قميصه من الخلف
أنت زيهم محدش فيكم طيب
تجمدت عيناه والتف نحوها ببطء ينظر إليها وقد تراجعت للخلف
فتون أنت شكلك مش طبيعية النهاردة أنت نسيتي نفسك ولا إية
أنا خادمة يا بيه منستش نفسي خدامة بالنهار وممكن بليل أكون زي ما أنتوا عايزين
الكلمة جعلت عيناه تجحظ على وسعهما فاقترب منها ينظر نحو عينيها وقد فهم مقصدها
أنت بتقولي إية إنت اټجننتي لمى حاجتك وأمشي من هنا مفهوم
غادر المطبخ يلعن اللحظة التي أستمع فيها للسيدة ألفت منذ البداية
وقفت تطالع المكان الذي كان يقف فيه للتو تمسح دموعها العالقة بأهدابها جمعت أغراضها تنظر للمطبخ تودعه وكأنها تودع شخصا تلتقط حقيبتها وسارت بخطى بطيئة تجر أقدامها شاردة
أستنى عندك
وقفت أمام باب الشقة لتلف إليه تحدق بذلك المظروف الذي يمده إليها
ده مرتبك ومكافأتك
تعلقت عيناها بالمال ورفعت عيناها إليه ثم عادت تنظر نحو المال مجددا وقد وقف يراقبها بعينيه
ده كتير يا بيه
عادت تنظر نحو المال ثانية والكلمة التي اعتادت أن تسمعها على شاشة التلفاز ولم يعد أحد يخشاها
هي الفلوس دية يا بيه تنفع تطلقني بيها من حسن
واقتربت منه تتوسله بعينيها قبل لسانها
أنت مش محامى شاطر يا بيه وكل الناس بترفع قضاياها عندك
أنت بتقولي إيه يا فتون
لم يستوعب ما نطقته فاليوم هو في حالة صډمه مما يسمعه ويراه منها بداية من حديثها معه وإتهامها له بأنه يشبههم لم تبكي كعادتها ولم تتوسله عندما أخبرها بنهاية خدمتها لديه وها هي تطلب منه أن يطلقها
لو الفلوس قليلة يا بيه أنا معايا حلق صغير ممكن أبيعه
ووضعت يداها على قرطيها تحاول أن تزيلهما وتترجاه
لو معايا أكتر من كده كنت دفعت أه أه التليفون ده ممكن أبيعه
لم يتفوه بكلمة إنما وقف يشاهد ما تفعله پصدمة هناك شىء قد حدث لخادمته الصغيرة
انجدني منهم يا بيه وحياة أغلى حاجة عندك
والصدمة الجمت لسانه يطالع كدمات ذراعيها وذلك الحړق الذي مازال له أثر على ساقها وباطن قدمها
رايحة فين
همشي يا بيه أنا بقيت عارفه مصيري خلاص اللي زي ملهوش حق يتكلم
وتلك النظرة التي أعطتها يوما أملا في الحياة عادت تستوطن عينيه تذكرت تلك اللحظة التي أنتشلها فيها من الأرض بعدما دفعها حسن
روحي أغسلي وشك لحد ما أجهز
ودون أن يعطيها إجابة أخرى كان يتحرك نحو غرفته يدور داخلها يحسم قراره سيطلقها من حسن سيمنحها تلك الحياة التي حلمت بها سيلا يوما
تعلقت عيناها بالطريق الذي تجتازه السيارة إنها تتذكر ذلك الطريق كما لو كانت مرت به لمرات عديدة
إحنا رايحين هناك ليه يابيه
لم يجيب عليه إلا بتلك النظرة التي رمقها بها ثم عاد يسلط عيناه نحو الطريق
أنا هعمل إيه هناك يا سليم بيه
وأخيرا أجابها بعدما زفر أنفاسه
هتقعدي مع جدي هناك ولا عايزة ترجعي لحسن
لا لا يا بيه يعني
هطلقني من حسن يا بيه
عاد يرمقها وعقله يدور دون هوادة عاد لصمته يكمل قيادته تنظر إليه من حينا لأخر تسأل حالها لما عادت الطمأنينة إليها ثانية لما صورته عادت كما كانت لما تناست كل شىء وعادت تراه منقذها
نظرت نحو باب غرفتها المغلق وقد جفت دموعها على خديها ناهد تنتظر إجابتها إما تختارها أو تختار سعادتها مع رسلان
وضعتها أمام أصعب خيارين رسلان قالها لها صراحة قرارها هو النهاية لكل شئ عادت دموعها ټغرق خديها لما أسعد اللحظات تحولت لأكثر اللحظات قاتمة على الروح
زفرت أنفاسها بصعوبة ومازالت عيناها عالقة نحو الباب
لتختاري أمك اللي ربيتك أو تختاري حبك
وجعتي أختك ودمرتيها عشان نفسك
رسلان لو مبقاش لأختك يبقى مش هيكون ليك
قاسېة هي والدتها قاسېة لدرجة إنها لم تعد ترى إنها إبنتها ك مها ماذا فعلت لتكرهها هكذا
ليه كده يا ماما ليه بتعملي فيا كده
أنفتح باب غرفتها فجأة لتطالع والدها الذي وقف ينظر إليها بأعين حزينة يقترب منها ثم ضمھا إليه
أنا موافق يا ملك اتجوزي رسلان وأمشي من هنا وسافري
معاه يا بنتي
ابتعدت عنه تنظر إليه على أمل أن تسمع موافقة والدتها
وماما ماما موافقه
ناهد بكرة قلبها يصفي وتنسى متضيعيش سعادتك عشان حد يا بنتي
بس ديه ماما ازاي
والحقيقة وقفت على طرفي شفتيه ناهد لم تنطقها رغم إنه كان يأمل ذلك وكان يتوقعه ولكنها ظلت صامتة
ناهد
ناهد التي وقفت تتنصت على حديثهم بعدما شعرت به ينهض من جوارها يغادر غرفتهما بهدوء حتى لا تستيقظ تعلقت عيناها بالفراغ تحدق في اللاشيء وصوت تلك الصديقة يتردد داخل أذنيها
ده مبقاش شايف مراته ولا عياله بيقولوا إنها سحرته
وصدى الكلمة يتردد داخلها
الفصل الواحد والعشرون
بقلم سهام صادق
لم يخبرها عبدالله بالحقيقة كما كانت تنتظر الشك كان يراودها منذ أن بدأت تبتعد بمشاعرها عن ملك ولكن عبدالله حبه الأبوي لم يتغير يوما نحوها نظرات عينيه إليها تلك السعادة التي رأتها على وجهه عندما
طلب رسلان يدها تأنيبه الدائم لها وكيف أصبحت أنانية لا ترى إلا مها مها أبنتها وأبنته أما تلك الدخيلة فهي أكرمتها لسنوات طويل
في سر لازم أعرفه يا عبدالله ولحد ما كل الأسرار تظهر وتبان مش هسيبكم تقهروا بنتي لحد كده
وعينين تلك الصديقة كانت تترصد خلجات نفسها التي ظهرت على صفحات وجهها شامتة هي بل وسعيدة
ناهد صاحبة الأنف المرفوعة والطبقة الإجتماعية المرموقة تطلب منها خدمتها
جيه اليوم اللي هشوفك فيه زينا يا ناهد لا وكمان بتطلبي مني