الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 41 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


يأست من إجابته عليهاجلست على الفراش ولم تشعر بدموعها التي انسابت على خديها 
لديها شعور قوي أن هناك شئ سيحدثشئ سيعكر صفو حياتها الهادئه 
مسحت دموعها تبث في نفسها العزيمة 
أنتي قوية يا ملكسامعه أنتي قوية
نهضت من فوق الفراش تلتقط هاتفها وحقيبتهاوقد اتخذت قرارها أخيرا ستذهب لرؤية أولاد مها ستذهب لتجلبهم حتى يعيشوا معها وستقف أمام تلك العائله التي جارت عليها يوما 

كل شئ تم إعداده بدقةوالمطعم أصبح مهيأ لإستقبال الوافديننظرت نحو ساعتها بقلقف جنات قد تأخرت عليها وأيضا أحمس 
تعلقت عينيها بالسيارات التي اصطفت خارج المطعم فارتجف قلبها تهتف بصوت قلق تخاطب حالها 
اتأخرت عليا ليه يا أحمس هعمل إيه دلوقتي 
ثواني وكان الوافدين يدلفوا المكان ينظرون إليه بنظرات فاحصة مما زاد توترها فعلى ما يبدو أن مطعمها البسيط لم يروق لهم اسرعت نحوهم بأدب ترحب بهم 
فابتسم البعض إليها محركين رأسهم بتحيه متمتمين بلهجة لم تفهمها هتفت داخلها وقد ازداد توترها بشدة 
هتعملي ايه يا فتون لوحدكدول شكلهم ناس تقيلة وأجانب 
حاولت تجاوز خۏفها تمسح يديها المتعرقة في ثوبها طالعها الرجل الذي أتى أمس لحجز المطعم يسألها 
كل حاجة اتعملت زي ما طلبت 
اماءت برأسها تنظر نحو الطاولات والمقاعد واسرعت إليهم حتى تساعدهم مع ابتسامة لطيفة جلعت دقات قلبها المتسارعة تهدء
أدركت فداحة خطاءها بعدما نظرت نحو الطاولتين فأين زجاجات الماءعادت بأدراجها نحو المطبخ بنظامه المفتوح حيث يكون كل شئ يتم إعداده أمام الزبائن كالنظام الأوربي 
شكرا ليكي 
واخيرا نطق أحدهم بعدما أرتشف من زجاجة الماءاتبعت الأمر بوضع السلطة والشربة وما يخص وجبة الأسماك الدسمة  
شهقت بفزع عندما ارتطم جسدها بشئ صلب فهتفت أسفه وهي تخفض عينيها أرضا
أسفه
خدي بالك
وهل نسيت صوته يومارفعت عينيها نحوه وقد إرتجفت اهدابها تبتلع ريقها تقاوم تلك الرجفة التي انتقلت لسائر جسدها
سليم بيه الضيوف
نظر خلفه نحو مساعده وكان يوما ما صديقهحركة من عينيه جعلت الأخر يتقدم من الضيوف والمترجم بدء دوره في ترجمة كل شئ يريدونه 
اندفع أحمس داخل المطعم ولكن سرعان ما تمالك إندافعه ورتب هيئته بعدما علقت به أعين الجالسين  
رحلة طويلة دامت بينهم عندما تلاقت عيناهمالكلمات تريد أن تخرج من بين شفتيه يريد أن يخبرها كم إشتاق إليها وافتقدها وبحث عنها
فتون معلش أتأخرت عليكي المواصلات صعبة
افاقها صوت أحمس من تلك الحالة التي أصبحت فيهاويا للأسف مازال يحمل ذلك السحر الذي اسقطه فيها يوما ولكن هي ليست فتون الضعيفه الخادمة التي ترى العالم من نافذة صغيره
بللت شفتيها بلسانها تتمالك حالها ثم تجاوزتهنعم تجاوزته سليم النجار تجاوزته امرأة قبض على كفيه بقوه يلتف نحوها وكيف اتجهت نحو ذلك الشاب الوسيم ذو العينين الخضراوين
أنتبه على نظرات ضيوفهفجاهد نفسه للعودة لهيئته المنمقة الجادة
مالك يا فتونوشك مخطۏف كده ليه
وضعت يديها فوق الرخامة تلتقط أنفاسها تنظر نحو أحمس الذي اسرع في ارتداء ثياب المطعم وعاد إليها يحمل معها الأطباق ويخرج الصواني من الفرن
مافيش يا أحمسخلينا نشوف شغلنا
وها هم أعدوا كل شئ كما تم طلبه منهم والضيوف منهمكين بتلذذ ومتعة في تناول وجبتهم أما هو كانت عيناه عليها من حينا إلى أخر وكيف تتهامس مع ذلك الشاب ويضحكون
تجمدت يده فوق شوكته وقد علقت عيناه بأحمس وهو يلتقط منها الورقه والقلم بعدما دفعها بيده برفق
سليم بيهالضيوف بيقولوا لحضرتك أد إيه اختيارك للمطعم نال إعجابهموإنهم أحبوا بساطة المكان
أنتبه على صوت المترجم بعدما اخذ شادي مساعده يتنحنح حرجا حتى يلفت إنتباه
أماء برأسه إليه يحاول تمالك نفسه ولكن عيناه أبت ان تبتعد 
نهض عن مقعده بعدما مسح شفتيه بالمنديل وعينين مساعده عالقة به 
اندفع إليها ينظر إلى ذلك الشاب بمقت 
فتون 
طالعه أحمس مدهوشا من نطقه لاسمها وكأنه يعرفها وكيف اشاحت هي عينيها منشغلة في ترتيب اطباق الحلوي التي ستقدم بعد قليل 
افندم يا سليم بيه في حاجة ناقصه او مش قد المستوى 
فتون بصيلي
اقترب منها حتى يجذب ذراعها ولكن أحمس وقف بينهم يحدق به 
حضرتك ممكن تكلم معايا أناأنا هنا المسئول لو في مشاكل مع الزباين 
تعلقت عينين سليم بيد أحمس
التي قبضت فوق ذراعه اغمض عينيه ثم ازاح قبضة أحمس 
هنتكلم يا فتونهنتكلم كتير أوي 
وعاد لطاولته يبتسم بدبلوماسية إلى ضيوفه ثم مال نحو مساعده يهمس بخفوت 
تحاول تتصرف مع الولد اللي واقف هناكقبل ما الضيوف يمشوا تكون اتصرفت فاهم يا شادي 
وشادي يفهم وينفذ في صمت 
هل ما يسمعه من خادمته حقيقي أم هو أصبح يتوق لذلك لم ينتظر سماع المزيد من خادمته واندفع نحو غرفة صغيريه ينظر إليها متلهفافالخادمة لم تخطئ 
تلاشت لهفته عندما تلاقت عيناهم ولم يجد في عينيها إلا الخواء 
نهضت من جوار الصغيرين بعدما قبلتهم ومسحت فوق وجنتيهم والتحدي وحده ما كان يحتل كيانها 
جيت عشان أخد ولاد اختي يعيشوا معايا يا دكتورياريت نعرف نتفاهم بهدوء لأني مش هتنازل عنهم 
ضيق عينيه وهو يقترب منها بخطواته يشير للمربية أن تنصرف حتى يسمع ما تخبره به ثانية 
مسمعتيش اللي قولتيه يا مدام ملك 
ضغط على أحرف كلماته ينظر إليها بشوق استطاعت عيناه إخفاءهم ولكن قلبه خانهاقتربت منه تعيد عليه حديثها 
ولاد اختي أنا اللي هربيهماظن إنك سامع كويس 
ومين اللي هيسمحلك بكده
أنتوده الأفضل ليهم 
واردفت متهكمه ترمقه بتحدي 
أنت لسا فاكر إن ليك ولاد يادكتور 
غامت عينيه ينظر نحوها بملامح قاتمة
وانتى كنتي فينمش المدام برضوه پتكره العيلة بكل افرادها
واستطرد بجمود يقطع عليها حديثها حتى يستفزها 
ولادي أنا هعرف كويس أربيهم هما مش محتاجين غيري 
واولاها ظهره مغادرا الغرفة 
نورتي البيت يا مدام ملكوتقدري تشوفي ولادك أختك زي ما أنتي عايزه 
ولكن توقف في مكانه ينظر نحو قبضة يدها فوق ذراعه مدهوشا من فعلتها 
من أمتي انت حبتهمأنت كنت سيبهم ومسافر بره وعايش حياتككفايه أوي عليهم لحد كده مع عيلتك ومعاككفايه ظلم ليهم 
التف إليها وقد أنتبهت للتو إنها مازالت تقبض فوق ذراعه وقريبة منه للغاية 
قولتلك انا أبوهمسامعه كويس ولا محتاجه اكرر كلامي 
وأنا خالتهممها عايزانى انا أربيهم 
طالعها بنظرة غامضه فاشاحت عينيها بعيدا عنه 
أقول للخدامة تحضر العشا ولا معندكيش وقت 
إستطاع إثارت حنقها من تلك البرودة التي يتحدث بها فمال نحوها ينتظر سماع إجابتها 
ولاد اختي هعرف اخدهم منك كويس يا رسلان بيني وبينا المحاكم 
صدحت ضحكته عاليا فلم يعد يتمالك حاله من ثقتها 
شوفي انتي هتعملي إيه وبلغيني 
أندفعت من أمامه حانقة نحو غرفة الصغار تلتقط حقيبتها ثم عادت تتخطاه راحلة 
تشبثت قدماها مكانها دون أن تلتف إليه 
في طريق أقصر من التحدي ومن كل ده يا ملك  
واردف ساخرا يلوي شفتيه إستنكارا 
أنتي طول عمرك بتضحي عشان الناس فمجتش من مره تالتة تقدمي الټضحية ديه كمان
الفصل التاسع والعشرون
بقلم سهام صادق
السعاده كانت تملئ فؤادها وهي تري نظرات الرضى فوق ملامحهم بعدما أنهوا وجبتهم توردت وجنتيها وأخذت تفرك يديها تستمع لمديحهم نحو كل شئ تم تقديمهتناست وجوده بل أجبرت عقلها أن
يتناسي ويفكر فقط في نجاحها وإنها لم تعد فتون الخادمة التي كان يبرحها زوجها ضړبا بل هي اليوم إمرأه مستقله لديها مطعم وزبائن يمدحون فيها وعقود مع شركات من أجل تحضير الطعام وقريبا كما يخبرها أحمس وجنات أن مطعمها سيصبح ذات سيط وله زبائنه  
رمق سعادتها تلك وعينيه اخذت تلمع بوميض عجيب وقلبه بدء يخفق بقوة أراد أن يجتذبها من بينهم يضمها إليه بشوق يخبرها إنها الوحيدة التي ظلت في قلبه ولم ينساها يوما قاوم شعوره يخبر قلبه أن يتمهل ف دقائق والمطعم سيكون خالي إلا بهما وسيخبرها كما إشتاق إليها 
ودعت الزبائن وانتظرته أن يتحرك من أمامها ولكنه ظل جامد في مكانه ينظر إليهااشاحت عينيها بعيدا فقد اكتفت اليوم من تحمل رؤيته وتلك الذكرى التي عادت ټقتحم عقلها 
خلاص هنقفل المطعم يا فندم 
وفي سرعة لا تعرف كيف حدث هذا كان يغلق هو المطعم عليهما بعدما اطمئن من إنصراف السيارات وخلو الشارع من الماره سليييم 
طالعها سائقه بهيئتها الفزعة فأثارت ريبتهحدق بها وبإلتفافها حول نفسها ثم هرولتها وتركها للمطعم دون غلقه ترجل من سيارته وعبر الطريق بخطوات سريعه واندفع نحو الداخل بعدما شعر بوجود خطب ما فأين هو رب عمله
التف حول نفسه يبحث عنه بعينيه ويهتف باسمه 
سليم
بيه سليم بيه 
تجمد جسده بعد سماع أنين خاڤت وسرعان ما فاق من جموده يلتف ثانية حول نفسه وصوت الأنين ينخفض حتى تلاشي 
توقف مصعوقا من رؤية سيده غارق في دماءه إنحني صوبه يناديه بفزع 
سليم بيه
تأوه سليم بقوة بعدما أنتهي رسلان من تقطيب جرحه 
خلاص خلصت 
بلاش ضحكتك ديه يا رسلان 
زجره سليم بعينيه بنظرة قاتله بعدما رأي نظرته نحوه 
رسلان 
لم يتحمل رسلان هيئته فصدحت ضحكته يضع أدوات التعقيم جانبا 
اعملك إيه جيلي مضړوب لا ومن واحده ست كمانسليم النجار في عمره ده اضرب من ست
واردف مازحا 
يا مراهق 
ولكن علقت عينين رسلان به عندما تذكر شئ ما وذلك الاسم الذي كان يهتف به لسائقه ويخبره ببعض الأوامر في تنفيذها 
فتون ظهرت في حياتك من تاني 
اشاح سليم عينيه يحاول النهوض من فوق الفراش الطبي في عيادة صديقه 
ليه اخدت الخطوه ديه بسرعه كده يا سليم 
رمقه ساخرا وقد
عاد الألم يحتل رأسه بقوة بعد نهوضه 
هضيع اد إيه من عمري تاني يا رسلان
مش قصدي يا سليم بس أنت لسا مطلق شهيره وطالع من صډمه 
تجهمت ملامحه وهو يردد عبارة صديقه مستنكرا 
صډمه!! أنا تجوزت شهيرة يا رسلان عشان بنتي تعرف أنا كنت خاېف أظلم شهيرةبس في الاخر اكتشفت إنى مظلمتش غير بنتي ونفسي وعشان نفسي هتجوز فتون لأن راحتي وسعادتي مع فتون زمان قولت لنفسي هتجوز خدامه لا وكمان مرات السواق بتاعيضيعتها مني وعمري في يوم ما نسيتها 
وخفق قلبه بحنين يتحسس جرحه الذي يؤلمه
عمر قلبي ما دق لست لغيرهاأنا خاېف أظلمها في العالم بتاعي لكن مش قادر ولا قدر اتنازل عنهافتون ليا مهما حصل 
طالع رسلان إصراره وقد تلاشي مزاحه الذي يجاهد في رسمه حتى يعود لحياته القديمه 
عرضت على ملك نتجوز 
واردف متهكما 
عشان تربى ولادي 
حدق سليم به لا يستوعب لقاءه بملك بل ومجيئها إليه 
ملك 
طول عمرك بتضحي
ابتسامة ساخرة ارتسمت فوق شفتيها عندما عادت عبارته ټقتحم عقلها رسلان يعرض عليه الزواج بطريقة أخرى بطريقة اعتادوا عليها منها حتى ظنوا إنها ستظل هي من تعطي وحدها دارت حول نفسها وشعور قوي يمتلكها الماضي عاد يقتحم حصونهاعبارات ناهد عادت تغرز السکين بقلبها والدها الذي ظلمها وظلم والدتها بسبب ضعفه وحبه لناهد تقبل أن تظل لقيطه في أعينهم وهي أبنته من دماءه
انسابت دموعها وتهاوت بجسدها فوق الفراش وشعور القهر يدمي قلبها وهي تتذكر حكاية والدتها وقد أخبرها بها محامي والدها بعدما اعطي لها ذلك الخطاب الذي يخبرها فيه بكل شئ وعن حكايته بوالدتها 
امل تلك الجارة البسيطة التي ټوفي والديها وتركوها في رعاية جارتهم الطيبة تزوجها عبدالله من أجل إرضاء والدته
 

40  41  42 

انت في الصفحة 41 من 186 صفحات