الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 48 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


بس من المليون وأنا موافق اجوزهاله اه تغور من وشنا بدل ما جيبالنا الفقر 
التمعت عينيها پحقد تستمع لحديثه المتهكم الذي يطعن أنوثتها ابتعدت عن والدها مقتربة منه بعدما رأت نظراته إليها فابتلعت غصتها المريرة بعدما استحكمت حلقها
أنت السبب محدش بيرضي يتقدملي عشان رد سجون ونصاب 
تجمدت عينين فتحي وسرعان ما كانت كفه فوق خدها

بت عايزه تتربى صحيح
صړخت پقهر بعدما إجتذبها من حجابها يدفعها للأمام ثم للخلف
محدش راضي بيكي بسبب شكلك العفش
ودفعها نحو غرفتها بقوة كادت تسقطها لمرات ووقف بها أمام المرآة المتهشمة
ديه خلقة حد يبص عليها خلقة تسد النفس
سقطت دموعها پقهر فكل يوم تخبرها مرآتها إنها ليست جميله ليست كباقية فتيات الحارة لكنه هو السبب أيضا في رفض الخاطبين لها 
ابعد ايدك عن اختك يارب ترجع السچن تاني يا فتحي وتريحنا منك ومن شرك 
ارتطم جسدها بالأرض بعدما نفضها عن يده واتجه نحو والده يدفعه فوق كتفه 
بتدعي عليا يا راجل يا عاجز أنت طب والله لاربيهالك 
اغمضت عينيها نحو ما هو قادم وصڤعات فتحي تحط فوق جسدها صړخت پألم بعدما
دفعها بقدمه فوق بطنها ثم بصق عليها 
وكالعادة ينتهي الأمر بها هكذا ضمت جسدها بذراعيها بوهن وصوت والدها يعلو بالدعاء عليه مقتربا منها يضمها نحوه اسفا وقهرا
هسيبك لمين يا بنتي 
أنا مش عارفه مستحمله الذل ده ليه بلغي عنه البوليس 
رفعت بسمه عينيها
نحو ملك التي أخذت تضع الكمدات فوق كدماتها 
فتحي شغال مخبر مع الحكومة يا ملك 
واردفت متآوه بۏجع 
وفي النهاية هكون أنا الخسرانه وهاخدلي علقة محترمة
تنهدت ملك بضيق وهي تطالع حالتها تلك 
هبلغ عنه أنا 
لا يا ملك اوعي فتحي ده شړاني ومؤذي ھيأذيكي 
ميقدرش 
اسمعي كلامي يا ملك لو حصلك أي مشكله عمر رسلان ما هيوافق تربى ولاده ولا هيجيبهم ليكي الحارة 
مسحت ملك فوق خدها بحزن على حالها 
طيب قوليلي اعملك إيه قلبي وجعني عليكي 
ضحكت بسمة ولكن سرعان ما صړخت متآوه 
منك لله يا فتحي اشوف فيك ايام الأسبوع كلها 
دمعت عينين ملك من شدة الضحك 
والله يا بسمه انتي ينطبق عليكي المثل اللي بيقول هم يبكي وهم يحزن 
بقولك إية متعمليلي من العصير الحلو اللي بتعملي وتعالي فكري معايا في حل في المصېبة اللي عندي 
تأهبت كل حواس ملك إستعدادا لسماع تلك المصېبة فطالعتها بسمة مبتسمه
لا مټخافيش هي مش مصېبة أوي أنا اتطردت بس من شغلي 
يا شيخه حرام عليكي خضتيني 
هتفت بها ملك وابتعدت عنها حتى تصنع لها العصير الذي تحبه 
اتبعتها بسمه تقص عليها ما حدث لوهلة ظنت ملك إنها تعيش في حكاية من حكايات المسلسلات التي تشاهدها مؤخرا 
پيتحرش بيكم وانتوا ساكتين 
أطرقت بسمة عينيها 
اكل العيش يا ملك 
ورفعت عينيها نحوها بقوة
بس أنا مسكتش فرجت عليه المصنع كله وفي الاخر اتطردت بس اتطردت بشرفي 
واردفت بعدما رفعت يديها تدعي عليه 
منه لله صبحي الكلب عامل زي الكلب السعران ما بيصدق يلاقي واحده ينهش فيها هو أنا وحشه يا ملك 
طالعتها ملك بعدما لم تفهم سؤالها فاستطردت متنهده 
لما صړخت وفضحته قالي كويس إني بصتلك تعرفي يا ملك أنا نفسي حد يبصلي بصه حلوه بصة الراجل للست أنتي فهماني 
في الصباح وفي الموعد المحدد الذي اتفقوا عليه وقفت بسمه خلف إحدى السيارات تنتظر قدوم ملك فلمحتها أتيه من بعيد فتنهدت براحة واعتدلت في وقفتها حتى تراها 
اقتربت منها ملك بعدما أزالت نظارتها عن عينيها ترمقها بنظرات فاحصة 
لا مش معقول أنتي كنتي مخبية الجمال ده كله فين يا بسمة 
هندمت بسمة ملابسها التي اعطتها لها ليلة أمس تقلب شفتيها لاسفل بعبوس مصطنع 
هو المثل بتاع لبس البوصة تبقى عروسة انطبق عليا ولإية 
انفرجت شفتي ملك بضحكة صاخبة سرعان ما انتبهت لحالها فوضعت يدها على فمها 
ھموت من كتر ما بضحك ليل نهار منك 
واجتذبت ذراعها نحوها بعدما الټفت بعينيها حولهما خشية 
مش قصدي حاجة بس حقيقي أنتي جميلة أوي النهاردة شوفتي كان مجرد إهتمام بالشكل بس
واردفت متسائله 
فتحي شافك وأنتى خارجه 
لوت بسمة شفتيها إستنكارا 
فتحي ده بيصحي الضهر مش فالح غير إنه عامل فيها راجل عليا وليل نهار ضړب وهو قاعد في البيت وأنا أنزل اتبهدل عشان أجيب فلوس 
ودمعت عيناها رغما عنها وهي تتذكر صعوبة الإهانات التي كانت تتلقاها في المصنع من أجل لقمة العيش 
وياريت عاجب 
ضمتها ملك نحوها تمسح عنها دموعها 
محل العطور اللي هتشتغلي فيه محل راقي وفي مكان نضيف ومتقلقيش صاحبته معرفه قديمة وأنا موصياها عليكي 
ارتسمت ابتسامة واسعه فوق شفتي بسمة وسرعان ما كانت تعبر عن سعادتها باحتضانها بقوة دون إهتمام لتلك الأعين المتلصصه حولهم 
أنا بحبك أوي يا ملك
وكما اتفقت وحددت معه الوقت والمكان أتت وضعت فوق خصلاتها حجاب صغيرا طالعت هيئتها في مرآة السيارة وزفرت أنفاسها بضيق 
مش عارفه طلعتيلي منين يا محمود كنت فكراك مت وارتحت منك 
وتناولت تلك الحقيبة التي وضعت بها المال وترجلت من السيارة بعدما اغلقت إضاءتها 
التفتت حولها قلق وقبل ان ترفع هاتفها تدق عليه كان صوته يأتيها من خلفها 
جيبتي الفلوس 
رمقته بمقت وألقت نحوه الحقيبة 
ياريت مشوفش وشك تاني 
صدحت ضحكته بقوة بعدما فتح الحقيبة 
الفلوس اهي اخدتها ياريت تبعد عن حياتي 
رفع عينيه عن المال محدقا بها پحقد 
بنتك ماټت ماټت عشان مكنتش عارف اجيبلها الدوا 
قالها بغصة وپحرقة استوطنت قلبه منذ سنوات خمس سنوات مروا ولم ينسى يوما تلك المرارة 
القى المال عليها فتراجعت للخلف لا تستوعب فعلته 
مال الدنيا
عمره ما هيعوضني عن بنتي ولا مستقبلي اللي ضاع بسببك 
صمتت جيهان لثواني تنظر إليه وللمال 
ومدام مش عايز فلوس جايبني ليه هنا 
عشان أعرف حقيقتك يا هانم! 
الټفت خلفها وقد ارتسمت الصدمة فوق ملامحها تنظر نحو الواقف على مقربة منهما 
جسار! 
دلفت الشقة بعد يوم طويل ومرهق تجمدت في وقفتها وهي تستمع لذلك الضجيج القادم من المطبخ سارت بخطوات بطيئة فبدء الأمر يتضح لها إنها أصوات ضحكات وهناك ضحكة طفولية تسمعها وقفت على أعتاب المطبخ فتعلقت عينيها بتلك الصغيرة التي تأكل طعامها بنهم وأمامها جهاز لوحي تشاهد عليه فيلمها المفضل من الرسوم المتحركة 
رفعت
الصغيرة عينيها عندما شعرت بوجود شخص ما رمقتها الصغيره في صمت
خديجة مالك سكتي ليه يا حببتي اجبلك العصير بتاعك 
الټفت السيدة ألفت نحو الصغيره وقد فهمت سبب صمت الصغيرة 
فتون 
بخفوت خرج صوت فتون وقد اقتربت منهما 
مدام ألفت 
ابتسمت ألفت بسعادة وقد أدركت فداحة الخطأ الذي اقترفته للتو من نطقها لاسمها مجرد 
أسفه ياهانم 
ولكن إقتراب فتون منها ثم إحتضانها لها جعلها لا تصدق فعلتها 
ضمتها السيدة ألفت بقوة وقد دمعت عيناها ابتعدت عنها فتون فمسحت السيدة ألفت دموعها تشير نحو الصغيرة التي أخذت تطالعهما بترقب 
ديه خديجة بنت سليم بيه!
الفصل الثاني والثلاثون 
بقلم سهام صادق
علقت عيناها بها طويلا دون سبب والصغيرة كانت مثلها تنظر إليها وتنتظر أن تعرف هوية تلك التي تقف تطالعها بفضول ظنت السيدة ألفت للحظات أن فتون لم تتقبل الصغيرة 
وشيئا فشئ كانت السيدة ألفت تلتقط أنفاسها وملامحها تنبسط بل وتتسع إبتسامتها وهي ترى المبادرة من الصغيرة التي تركت مقعدها وهندمت ثوبها كسيدة إستقراطية وليست طفله لم تبلغ بعد أربعة سنوات
أنا ديدا سليم رأفت النجار 
مدت الصغيرة يدها إليها ببراءة تنظر نحو فتون التي سرعان ما كانت تنحني نحوها وتمد يدها هي الأخرى إليها 
وأنا فتون 
فتون إية 
سألتها الصغيرة كما أعتادت أن تسأل حينا تخبر أحدا باسمها كاملا ضحكت السيدة ألفت فالټفت الصغيرة نحوها حتى ترى لما مربيتها قد ضحكت 
خديجة فتون مرات بابا وتعتبر ماما الجديدة مش بابا قالك تسمعي كلامها 
عادت عينين الصغيرة تتسلط نحوها فابتسمت فتون تجيب على سؤالها وقد وقعت بالفعل في حب الصغيرة 
اسمي فتون عبدالحميد اجاوب على أي سؤال تاني 
ثم اردفت مازحه وهي تلتقط منها قبلة من فوق وجنتها الشهية 
أي سؤال من خديجة هانم أنا هجاوب علطول 
طالعتها الصغيرة بضيق فلم تتقبل مزحتها ببساطة ورفعت كفها الصغير تمسح قبلتها وعادت نحو مقعدها تجلس عليه
اڼصدمت ملامح فتون من تصرفها كحال السيدة ألفت بعدما ظنت أن الصغيرة تقبلت فتون ببساطة 
خديجة مش عيب كده 
عقدت الصغيرة ساعديها أمام صدرها تطالع مربيتها بعبوس
أنا عايزة أكلم بابي 
إحنا لسا مكلمينه من شوية يا حببتي 
لا أنا عايزة اكلم بابي دلوقتي 
بكت الصغيرة فانحنت السيدة ألفت نحوها تحاول تهدأتها ولكنها استمرت في البكاء تراجعت فتون للخلف قليلا وقد ألمها نفور الصغيرة منها وخاصة عندما مسحت قبلتها وها هي تبكي دون توقف كادت أن تغادر
المطبخ وتنسحب ولكنها عادت تنظر نحو الصغيرة واقتربت منها 
تعرفي إنك جميلة اوي زي خديجة هانم 
كفت الصغيرة عن البكاء عندما استمعت لاسم خديجة العمة 
ديدا الكبيرة حلوه زي ديدا الصغيرة 
هتفت الصغيرة عبارتها بأعين باكية وطالعتها وكأنها تنتظر سماع المزيد عن عائلتها لتتأكد أن التي تتحدث معها ليست غريبة عنهم ابتعدت عنهم السيدة ألفت فأخذت فتون تخبرها عن مزرعة الجد عظيم وعن الفرسه سكرة 
كانت الصغيرة مندمجة بشدة رغم إنها لم تذهب إلى تلك المزرعة إلا مرة واحدة منذ أشهر وذاكرتها الصغيرة لا تتذكر إلا مجرد مقتطفات بسيطة 
ديدا الصغيرة مشفتش جدو عظيم بس بابا بيقول إنه كان هيحبني اوي لو كان شافني 
ورفعت كفيها الصغيرين عاليا كما علمها والدها حينا تدعو لأحد 
ربنا يرحمه هو عند ربنا 
تلاقت عينين
السيدة ألفت بفتون التي أخذت تحملق بالصغيرة 
احضرلك العشا يا بنتي 
واردفت متسائله بعدما أطرقت عينيها أرضا 
لو عايزانى اقولك يا هانم زي ما كنت بقول لشهيرة هانم 
لاء أنا مش هانم يا مدام ألفت أنتي نسيتي أنا كنت إيه زمان فتون مرات السواق الخدامة
رفعت السيدة ألفت عيناها نحوها فابتلعت غصتها وهي تراها كيف تدور بعينيها في المكان وكأنها تتذكر السنوات الماضية نعم المكان قد اختلف ولكن الذكريات ظلت عالقة 
تثاوبت الصغيرة بعدما اخذ النعاس يحتل جفنيها فاغلقتهما 
ولكنها ظلت تردد 
احكيلي حدودة يا دادة 
التقطت السيدة ألفت يدها حتى تنهضها عن مقعدها 
ما أنتي عارفه إني مبعرفش احكي حواديت يا خديجة زينب هي اللي بتعرف تحكي وهي مش هنا دلوقتي في الفيلا 
زمت الصغيرة شفتيها تحدق في عينين مربيتها العجوز كما تخبرها السيدة ألفت بحالها دوما عندما تطلب منها أشياء فوق إستطاعتها بسبب سنوات عمرها ولولا رغبة سليم بتربيتها لطفلته لكانت تركت تلك المهمة لغيرها 
علقت عينين فتون بهما فقد سارت الصغيرة صامتة جوار السيدة ألفت دون أن تجادل وكأنها تقبلت الأمر 
مسحت فوق وجهها بإرهاق فاليوم كان طويلا قاسېا عليها وخاصة إنها أصبحت تتعامل مع جنات في المطعم وكأن لا شئ قد سمعته وجنات بدأت تشعر بتغيرها 
إحنا ممكن نطلب من فتون تحكيلك حدودة يا خديجة 
وعلى بعد خطوات قليلة كانت تقف السيدة ألفت تنظر في عينين الصغيرة التي عادت بعينيها الواسعتين ذو اللامعة البريئة الصافية تنظر نحو تلك الغريبة وكأنها تنتظر منها جواب 
ابتسمت
السيدة ألفت وهي ترى نظرات فتون السعيدة وقد اماءت لها برأسها 
حطم كل شئ حوله پجنون قڈف وركل كل ما أمامه ملابس مبعثرة في
 

47  48  49 

انت في الصفحة 48 من 186 صفحات