بسمه
كما خدرتها لثواني وسرعان ما نفضت عقلها وانكمشت ملامحها تطالع تلك الراقدة
فاسرعت بسمة بالهتاف بعدما رأت حنقها
باعتبار ما سيكون يعني بتبصيلي كده ليه
طالت نظراتهم لبعضهم وبعدما كانت الابتسامة تشع عينيه انطفأت عندما رأها كيف زجرة بسمة التي هربت منهم بالنوم
غادر رسلان الغرفة يتنهد بتعب من شدة إرهاقه
لم يمهلها وقت للحديث بل اسرع في خطاه يغادر الشقه بأكملها
هل أصبح مطعمها الصغير له روح مبهجة ام تلك الصغيرة اللطيفة هي من جعلت مطعمها يشع بهجة
وضع أحمس الفطائر مع كوبين من الشاي على الطاولة وعينيه عالقة نحو فتون والصغيرة الجميلة تركض خلفها
روحي اقعدي شوية وارتاحي انتي من الصبح رايحه جايه غير طلبات الليدي خديجة
وداعب رأس الصغيرة مشعث لها خصلاتها فتذمرت الصغيرة عابسة
اسمك وحش يا أحمس
رفع أحمس عينيه نحوها يزجرها بنظرات غاضبة مصطنعة يضع بيده فوق قلبه
اسمي وحش طب تعالي هنا
تعالت ضحكات الصغيرة كما تعالت ضحكات فتون فتحولت نظرات الزبائن القلائل نحوهم
هوووس
والصغيرة كانت تجيب عليه بمشاغبة
هوووس
لا أنا بقول اروح قدم أنا الطلب بدل ما الزباين تطفش
اتجهت فتون تعد الوجبة المطلوبه وعينيها تلمع بالسعادة
المطعم أصبح خالي في وقت بعد الظهيرة تنهدت فتون بإرهاق تضع الطعام فوق الطاولة وأحمس جلس وأجلس خديجة أمامه يقص لها عما يدرسه
ضحك أحمس على عبارتها مداعب وجنتيها الشهيتين يريد قضمهما
لا أنا بابا بتاعي مش بيجبلي حاجه حلوه تحسي إني مش أبنه
لوت الصغيرة شفتيه تحاول أن تستوعب حديثه وصاحت بحماس
بابي
بتاعي أنا احلى من بابي بتاعك بيجبلي كل حاجة حلوه عايزاها
فلطم أحمس صدره ينظر نحو الصغيرة التي تعلقت عينيها بفعلته تستمع لصياحه
نكزته الصغيرة فوق صدره تصيح باسم فتون التي تقدمت نحوهما بأكواب العصير
فتون أحمس مش بيحب بابا بتاعه
اتسعت عينين أحمس ينظر نحو فتون التي انفرجت شفتيها في ضحكة صاخبة
البت ديه هتوديني في الداهية خدي تعالي هنا
حملها فوق كتفيه يلاعبها بطريقته تعالت ضحكات الصغيرة تهتف اسمه
اتجهت فتون إليها تخلصها منه ومازالت تضحك على أفعالهم
كفاية يا أحمس خديجة مش متعودة على الهزار ده ديه مش زي ولاد اختك العفاريت
أنتوا بتعملوا إيه في بنتي
بهتت ملامحهم يلتفون نحو ذلك الصوت طرقت شهيرة بكعب حذائها تنظر للمكان بمقت ثم عادت تنظر إليهم الټفت للخلف تشير نحو سائقها الذي أتبعها كما أمرته وبإشارة واحدة كان يفهم ما تريده سيدته
حمل الصغيره بين ذراعيه فتعالا صړاخها
فتون فتون
تحركت فتون خلفها وكاد أحمس أن يسبقها ولكن تجمدت عينيهم نحو ثلاثة رجال أصبحوا يقفون خلف شهيرة
أنتم بتعمل إيه هنا أنا هتصل بالشرطة
ولكمة قوية كان يتلقاها أحمس فوق خده الأيسر ترنح بجسده وكاد أن يسقط ولكن يد أحدهم قبضت فوق ذراعيه ثم كتم فمه ليخرسه
أحمس
صړخت فتون باسمه وقبل ان تندفع إليه كان الرجل الأخر يكبلها
اتسعت ابتسامة شهيرة وهي ترى هيئتها الضعيفة
أهلك معلمكيش إن دخولك مكان مش ادك وأكبر من حجمك غلط عليكي
رمقتها فتون بنظرة جامدة فصدحت ضحكات شهيرة وهي تراها كيف تتلوي بين ذراعين رجلها تحاول الصړاخ ولكنها تفشل
بنتي أنا واحده زيك تاخدها تربيها بنت شهيرة الأسيوطي خدامة تربيها
حاولت دفع الرجل عنها ولكنه كان يزيد من محاوطتها وكتم فمها
لو كنت سكت على جوازه منك ف بنتي لاء
وابتسمت بإنتشاء وهي تراها كيف تتلوي هي وصديقه بين ذراعين رجالها
أنا سيبهولك بس يتسلى بيكي شويه ويدوق طعم الرمرمة وبعدها هو بنفسه هيرميكي
واقتربت منها تلطم خدها برفق بعدما عادت محاولتها في الخلاص مهمهمة بأنفاس متقطعة
اندفع الرجل الاخر الذي كان ينتظر إشارة من سيدته ينفذ الأمر اتسعت حدقتيها وهي تشاهد حطام مطعهما أمام عينيها
حاول أحمس الخلاص من الرجل الذي يكبله وعندما نجح في محاولته أخيرا كان كل شئ قد تم هدمه وانسحب الرجال بعدما اتخذوا اسلحتهم دفاع وهم يحاوطون سيدتهم
فتون فتون
صړخ أحمس باسمها بعدما عاد إليه ولم يستطيع اللحاق بهؤلاء الرجال
فتون ردي عليا
وهي لم تكن سوي في عالم آخر جاحظة العينين تطالع حطام مطعمها بأنفاس مسلوبة
ليلا وفي نفس الليلة والچرح لم يندمل بعد الشقة مظلمة ساكنه ولكن ذلك الضوء الاتي من غرفتها يخبره بوجودها
السيدة ألفت غادرت المنزل بعدما أمرها أن تعود للمنزل الأخر وتكون جوار صغيرته بعد فعلت شهيرة وقد أجل الحساب بينهم لغد
دلف للغرفة بأنفاس لاهثة ينظر نحو جسدها المكوم فوق الفراش
مبترديش على التليفون ليه يافتون أنتي عارفه انا عملت إيه من قلقي عشان ارجع مصر
رفعت عينيها نحوه وقد انتفخت جفونها من شدة البكاء فاقترب منها يجذبها إليه وقد إزداد وعيده لشهيرة وهي يراها هكذا ساهمة تنظر إليه وكأنها لا تراه
فتون ردي عليا
المطعم
هتفت كلمتها بحړقة فمسح فوق خديها يقسم بصدق
هعمله ليكي من تاني كل حاجه في المطعم هترجع احسن من الاول وشهيرة أنا هعرف اتعامل معاها كويس
طالعته بنظرة لم يفهمها وفي لحظة خاطفة كانت تجذبه إليها اتسعت عيناه ذهولا وهو يراها كيف تدعوه صراحة في نيلها بل وتبادر هي
فتون أنتي بتعملي إيه
ولكنها كانت في عالم
أخر عالم لا تسمع فيه إلا صوت شهيرة وهي تخبرها إنها لا شئ سيناله ثم سيلقيها من حياته وها هي قررت أن تعطيه ما يريده لعلها تخرج من خيوط لعبته
فتون فوقي من اللي انتي بتعملي
ضاع مع چنونها وكرجل عاشق متعطش كان يمنحها ما تريده ويريده هو
الفصل الثالث والثلاثون
بقلم سهام صادق
تعلقت عيناه بها بأنفاس لاهثة وبرقة بالغة كانت يده تتحرك نحو غرتها يرفعها ببطئ فوق خصلاتها
اغمضت عينيها وهي تشعر بأنامله تسير برفق وتروي على ملامحها ثقلت أنفاسها تقاوم شعورها تقاوم ذلك الإحساس الذي لا تريد الشعور به سليم ليس بطل سليم رجل كباقي الرجال وحديث شهيرة مازال يعود ويقتحم عقلها
أنا سيباه يدوق طعم الرمرمه
التف ذراعه خلف جسدها يجذبها إليه ويضمها نحو صدره بحنان بالغ غير مصدقا مع حدث بينهم
لقد ظن أن الطريق مازال طويلا ولكن الطريق قد قصرت مسافته وها هو غارق في لذة سعادته
هدأت أنفاسه رويدا رويدا يشعر بسكونها بين ذراعيه والحديث الذي أراد قوله قد تبخر وضاع كل حديث كان يرغب به وبغفلة منه كان سلطان النوم يمتلكه
طالعته وهو غافي جوارها وشئ خفي داخلها كان يقودها لترفع يدها كي تلامس ملامحه
نفضت عقلها وهي تقبض فوق يدها بقوة وهتاف واحد يستوطن عقلها لقد انتهى الأمر ونال ما طمح له منذ زمن
ظلت طويلا جالسه هكذا تنظر إليه تارة وتارة اخري كانت تحيد بعينيها بعيدا عنه تحارب أفكارها وضعفها وفي النهاية كانت تسقط جواره غافية
في الصباح الباكر فتح عينيه ببطء لعله لا يفيق من حلمه ولكن الحلم كان حقيقة وهو يراها غافية جواره وأنفاسها قريبة منه اتسعت ابتسامته شئ فشئ يزفر أنفاسه بتنهيدة طويلة
فأخيرا أصبحت له وملكه أخيرا استطاع أن يحدد مشاعره ويعرف هل كان يتوق لها حتى يشبع حاجته أم كانت له شئ مختلف وضع في طريقه والإجابة قد حصل عليها اليوم إنه لم يرتوي ولم يشبع ولم يشعر إنه نال ما يريده ليلقيه بعدما ينطفئ لهيب رغبته
تحسس وجهها بأصابعه يهمس اسمها بخفوت
فتون
وسرعان ما ابتسم وهو يطالعها تفتح عينيها بصعوبة ولكن تلاشت بسمته وهو يراها كيف انتفضت من جواره تحدق به صامته
حاول تجاوز ذلك الشعور الذي طعنه وقد خشي الإجابه قبل أن يعلمها
أنتي ندمانه على اللي حصل بينا يا فتون
أخدت اللي كنت عايزه من زمان فاضل إيه تاني عشان ادهولك وتبعد عن حياتي
تجمدت ملامحه لا يستوعب حديثها
فتون أنتي بتقولي إيه
وعندما بدء الأمر يتضح إليه هتف غير مصدقا
يعني أنتي كنتي بتسلميني نفسك عشان كده
وتلك نظرة التي رأتها احتلت عينيه جعلتها تتراجع للخلف تخشي بطشه ولا تعلم متي وكيف استحكمت ذكرياتها مع حسن عقلها ولو ظنت يوما إنها شفيت من ندوب الماضي لكانت كاذبه
ضعفك امبارح وإستسلامك لمشاعرك كل ده كان عشان تسلميلي نفسك وتشوفي أد إيه أنا راجل غامت عينيها بالضعف وهي تطالعه فأزداد صراخه بها
ردي عليا
أيوة أيوة عملت كده عشان تخرج من حياتي وادفعلك التمن اللي أنت مستنيه
استنكر عبارتها الأخيرة متمتما
تمن تمن إيه يا فتون
كفاية كدب بقى أنت اشتريت حياة كل الناس اللي حواليا اشتريت أهلي خليتهم عيشين عيشه مش بتاعتنا ويوم ما هترميني مش هيكون ليهم مكان في الدنيا ديه اشتريت جنات عشان توصل لحقها حتى المطعم كنت أنت الايد الخافيه يعني أنا ببساطه معملتش ولا نجحت في حاجة
واڼهارت باكية تجثو فوق ركبتيها تحملق في كفيها المضمومين ترى حياتها وكأنها بهما طالعها پصدمة هل ترى أفعاله بتلك الدنائة
سنه يا
فتون
باغتها بعبارته تلك فرفعت عينيها إليه لا تفهم مقصده حتى اردف بعدما اقترب منها
سنه من عمرك معايا يا فتون وبعدها هطلع من حياتك
سنه
وجوابه كان مثلما ارادت طالعته پصدمة اكبر وهي تسمعه
سنه من عمرك اظن مش هتكوني خسرانه حاجة حياتك مش هتتغير بعدها ولا حياة أهلك هتتخلصي مني مع مستقبل هكون ضامنه ليكي ولاهلك
طالعته بحقارة ها هو يثبت لها صدق طليقته في حديثها ونحن النساء حينا نريد الإقتناع يتهيئ العقل والقلب
والتمن نفس ليلة امبارح
ضحك ملء شدقيه يدور حول حاله
تفتكري راجل حقېر زي هيعوز إيه من ست يا فتون
طليقتك عندها حق انت مش عايز غير ترمرم وتشبع من رمرمتك وبعدين ترميني
ها هو الجواب يحصل عليه منها شهيرة تحرك بعيدا يومئ لها برأسه
أنتي وشطارتك في السنه ديه خليني ارمرم لحد ما اشبع ها إيه رأيك
أندفعت صوبه تدفعه فوق ظهره
حقېر أنا مش زباله عشان تشوفني حاجه ترمرم فيها
بقبضة واحده كان يقبض فوق يديها
كويس إنك مش شايفه نفسك زباله ولا حاجه برمرم فيها لاني مش برمرم يا فتون سليم النجار ايام شقاوته زمان يوم ما كان بيتجوز ست كنت باخدهم على الفرازة فاهمه يعني إيه
ترك يديها وتابع خطواته للخارج يحاول إلتقاط أنفاسه ولكن توقف في مكانه جامدا يسمعها
سنه واحده !
وقفت شهيرة أمامه تنتظر إنتهاء عاصفة غضبه واقتربت منه بهدوء تنظر إليه بعدما افرغ شحنة غضبه بوعيده
لو جات أكتر من فرصه اعمل فيها كده هعمل يا سليم
اتقي شړي يا شهيرة
اكملت خطواتها حتى أصبحت المسافه بينهم منعدمه تحاول مد يديها نحو ازرار قميصه ولكنها تراجعت هي ترى نظراته نحوها
عمرك ما هتقدر تأذيني يا سليم والسبب خديجة بنتنا
طالعها متهكما ينظر حوله وتلك المكانة التي اختارتها بدلا عن أبنتها
بنتك بنتك اللي بعتيها عشان أحلامك