بسمه
عليهما
هنعمل إيه يا سليم بيه رسلان بيه من كام ساعه غير كل الترتيب وخلانا نقبل كل الضيوف في القاعه الكبيره من غير فصل وسيادة الوزير مضايق من اللي حصل
ولكن سليم قطع حديثه يهتف حاسما الأمر
اعمل زي ما رسلان أمر
التمعت عيناها وهي ترى ضخامة الحفل بل و أوفي أيضا بوعده لأهل الحارة وأستقبلهم بالعرس دون حرج علقت عيناه بها كلما تحركوا خطوتين وسط الموسيقي الهادئة والإنارة الخاڤتة المنبثقة حولهم
عيشي يا ملك كل لحظة حلوه عايزك تفرحي يا ملك
وهل كانت تنتظر تلك الكلمة منه إنها بالفعل كانت ستعيشها
تعالا التصفير كما تعالت الموسيقى لتبدء رقصتهم المتناغمة مع خطواتهم ومشاعرهم
أخذها الحنين لذكريات جمعها الحب واللهفة ولكن الغصة استحكمت حلقها فتعلقت عينيها ب جسار الذي وقف سعيدا برؤيتها عروس فهز رأسه إليها كأنه يخبرها أن حكايتهم لم تكن إلا محطه عبر كل منهما خلالها ليتجاوز محنته
همس بها رسلان وفي لحظة خاطفة كان يوثق كلمته وهو يدور بها وسط الجميع
لمعت عينين كاميليا بدموع الفرح وهي ترى سعادته وقد تناست تلك اللحظة حنقها من فعلة رسلان وحضور اهل الحارة الزفاف ضمھا عزالدين إليه كما ضمھا ولده البكر الذي جاء لحضور زفاف شقيقه هو وزوجته من تلك البلد الاوربيه التي يعمل بها سفيرا
فتون وقد استجابة في طلب الصغيرة بوقوفها فوق الطاولة كي ترقص عليها بنشاط مفرط
مش ديه بنت شهيرة الأسيوطي
حدقت السيدة الأخرى بالصغيرة تدقق النظر فيها
هي فعلا اومال فين شهيرة ومين البنت اللي معاها ديه
وسرعان ما كانت تشهق السيدة وتضع يدها فوق فمها وهي تجد سليم يقترب من الطاوله ويحمل صغيرته ويضم فتون نحوه متجها بهما نحو العروسين
طالعت السيدة الأمر بوجة ممتقع تنظر حولها
شكلنا هنشوف ونسمع كلام كتير الايام ديه خصوصا بعد الفرح الغريب اللي حاضرينه
صافحت فتون العروس وهي تتذكر ملامحها الجميلة وقد خشت أن تعاملها بأزدراء إذا تذكرت إنها تلك الخادمة الصغيرة التي كانت تخدمهم في بيت المزرعه ولكن ملك ادهشتها حينا عانقتها تبارك لها هي الأخرى عن زواجها ب سليم
جلست بسمة في ذلك الصف المخصص لأهل حارتها تطالع تلك اللقطات الجميلة تتمني يوما أن ترتدي ثوب زفاف وتجد من يرضى بها
وزفرة طويلة محملة بالألم كانت تخرج من بين شفتيها فما تتمناه تشعر بأستحالته فمن سيرضي يتزوج فتاة مثلها
شعرت بيد تجذبها فوجدت ميادة تلتقط ذراعها تهتف بصوت عالي حتى تسمعه
ملك مصصمه تكوني جانبها ومش مبطله سؤال عنك رسلان بدء يغير منك يا بسمه
القت ميادة عبارتها بمزاح لتدمع عينين بسمة فرغم صغر مدة الصداقه بينهم إلا انها أصبحت لا تتخيل حياتها دون ملك
وعند تلك النقطه كان قلبها يؤلمها فرغما عنها هي راحله حتى تهرب من برثان شقيقها
توقفت خديجة في مكانها وهي ترى نظراته نحوها كانت نظرات الإعجاب تظهر بوضوح في عينيه
تراجعت للخلف قليلا تلوم حالها لقبولها دعوة العشاء معه فكيف لها أن تقبل دعوته وهي لم تكن تقبل دعوة رجلا إلا في إطار العمل
أعادت رباط جأشها تزفر أنفاسها وتعود لثباتها تخبر حالها
إنها لم تقبل الدعوة إلا لكي تضع أمامه حد لتصرفاته الغير مقبوله فكيف يبعث لها يوميا باقة ازهار مع بضعة كلمات غزل يرفقها مع الباقة
وبخطوات ثابتة عادت تتقدم منه وقبل أن تهتف بشئ كان
أمير ينهض عن مقعده يحمل باقة أزهار أخرى يقدمها لها
مكنتش أعرف إنك مبتحبيش زهرة النرجس البري لكن لما عرفت حبك لزهرة الغردينيا متفجأتش بصراحه قولت ازاي
مفكرتش
إن ست بالجمال والذكاء ده كله مش هتكون الزهرة ديه خصوصا مفضله عندها
تناولت منه خديجةباقة الازهار ونظرت إلى ما ارفقه معها من كلمات ارتفع حاجبيها ثم عادت تطالعه
تعرف إنك بياع كلام ومش شبه كاظم ولا السيد جودة والدك
طالعها أمير بنظرة ودودة يتأمل جمالها الفاتن رغم بلوغها منتصف الأربعين
أنا فعلا بياع كلام لكن صادق في كل كلمة بقولها
وتقدم منها يزيح المقعد قليلا ينظر إليها يدعوها للجلوس طالعته في صمت وجلست فوق المقعد تسترخي بجلستها وقبل أن يهتف أمير بشئ كانت تتمتم بجدية
ممكن افهم ليه بتعمل كده أظن اللي بينا شغل
اتسعت ابتسامة أمير فكما توقع أمرأة بذكاء خديجة النجارلن تسير معه بطرقة المراهقة تلك مال نحو الطاولة يعانق عينيه بعينيها
عايزك
تجمدت عينين خديجة من وقاحته التي نطق بها كلمته فلم يخشى على الصفقات التي تجمعهم ولم يضع اي حساب وإحترام كما يضعه الكثير وقبل أن تهتف بشئ كانت وقاحته تزداد
عايز اتجوزك
علقت عيناها به طيلة الحفل لا تعلم لما هذا الرجل تنظر إليه بتلك الطريقة الحالمة نفضت رأسها حتى تفيق من حالتها المغيبة تهتف لحالها
أنت في إيه ولا إيه يا بسمة دلوقتي مبقاش في وقت لازم تفكري هتهربي أزاي
ولكن قلبها أبي الأنصياع فعادت عينيها تتسلط نحو جسار الواقف بهالته القوية مع بضعة رجال يتحدث بجدية
جسار كان ظابط شرطة يا بسمة لكن الحاډثه اللي حصلت ليه زمان اجبرته إنه يسيب شغله في الداخليه
ارتكزت عينيها عليه وحديث ملك عن جسار يقتحم عقلها همست لحالها وقد وجدت ملاذها
جسار بيه كان ظابط شرطة
وعادت تكرر عبارتها ثانية
جسار بيه كان ظابط شرطة
وفي دوامة أفكارها كانت تلمحه وهو يصافح الرجال الواقفين معه وعلى ما يبدو إنه سيغادر الحفل علقت عينيها بخطواته تراقبه فتسارعت أنفاسها فالفرصة لا تعوض
القت بنظرة أخيرة نحو ملك تودعها بعينيها واسرعت بخطاها ومن حسن حظها إنها كانت الاقرب لباب القاعة توارت بجسدها خلف أحد الأركان حتى غادر هو الأخر القاعة
اتبعته بخطوات خاڤتة إلى أن وصلت للساحة الواسعه التي تصطف فيها السيارات
ابتلعت لعابها وهي تجده يتوقف ثم التف خلفه بعدما شعر بأن أحد يتبعه توارت سريعا خلف أحد السيارات فأكمل خطواته نحو سيارته لتتعالا صافرتها على بعد منه
شعرت بسمه بأن فرصتها قد ضاعت دارت بعينيها
بالمكان لتتجمد عينيها نحو القطه الصغيرة التي تنام بعمق أسفل السيارة التي تتواري هي خلفها حدقت بها للحظات تنظر إليها أسفا عما ستفعله بها ولكن لم يكن يوجد طريقه أمامها إلا هي
صړخت القطة عاليا كما صاح جسار بصوت عالي وهو ينفضها من عليه يلتف حولها في ضيق وهستريه انتبه عامل الجراح على ذلك الصړاخ فأندفع نحوه مصډوما عما يراه فرجل بهيبة جسار يخشى قطة صغيرة
ابعد القطه ديه عني
والقطه قد ابتعدت بالفعل راكضة خائڤة منه اقترب منه العامل يخبره ببساطه
ديه قطة يا بيه
امتقع وجه جسار وهو يسمع تهكم الرجل منه
ما أنا عارف إنها قطة
وبخفة صعدت بسمة السيارة بعدما حددت مكانها تنفست الصعداء فور أن أغلقت الباب الخلفي ومن حظها أن أحد أصحاب السيارات كان يدلف الجراح بموسيقى صاخبة فلم ينتبه لصوت إغلاق السيارة ومن هنا كانت الرحلة تبدء
الفصل الخامس والثلاثون
بقلم سهام صادق
كتمت أنفاسها بكل استطاعتها ومع صغر حجم جسدها
و اتساع السيارة بعض الشئ ساعداها في الانكماش نحو حالها
انبثقت صوت الموسيقى في ارجاء السيارة مما جعل ابتسامتها تتسع وهي تستمع لكلمات اللحن الذي تحبه ومطربها المفضل
فاغمضت عينيها حالمة وقد تناست كل شئ قادمة عليه
حتى إنها تناست حشرتها في سيارته وانفاسها التي أخذت تضيق ولم يبقى أمامها إلا صورة جميلة رسمتها في مخيلتها
أخذها خيالها لأحلام تعلم استحالتها مع حبيب تتراقص معه ترتدي له ثوب الزفاف ويعانقها بحب
فتحت عينيها وهي تكتم صوت شهقاتها بعدما ارتطمت السيارة بمطب هوائي فنظرت حولها فقد اختفى المكان الجميل الذي كانت تحلم به منذ للحظات وهاهي تجلس كالقرفصاء في الخلف لا ترى شئ من معالم الطريق
حكت رأسها قليلا ثم وضعت يدها فوق معدتها تدلكها وتهمس لحالها
أنا جعانه أوي ياريتني كنت اكلت في الفرح
وسرعان ما كانت تتبدل ملامحها للدهشة وقد انتبهت أخيرا أن صوت المذياع قد توقف التقطت أذناها اسم إحداهن فقطبت حاجبيها متسائله
جيهان ديه مراته طيب ليه بيتكلم معاها كده
ركزت جميع حواسها معه تستمع لحديثه بأنصات ومرة أخرى كانت تتحول ملامحها من الدهشة والتساؤل إلى ملامح سعيدة مسترخية وهي تستمع لحديثه
جيهان كل اللي بينا أنتهي خلاص وعدم طلاقنا الفترة ديه أنت عارفه سببه كويس فبلاش تهتمي بقى ارجع او ما ارجعش البيت ايوة اشتريت
مكان تاني اعيش فيه الشقة أنا كاتبها بأسمك مش هو ده اللي كنت عايزاه من جوازتك مني
صدح صړاخ الأخرى عبر الهاتف وقد كان الصوت مسموع إليها بررت وبكت ولكنه كان قاسې معها وللمرة الثالثة كانت ملامحها تتغير مع مشاعرها فبعد سعادتها التي لا تعلم سببها كانت ملامحها تتحول للمقت والڠضب
رفعت كفها عاليا تريد صفعه فوق مؤخرة رأسه ولكن في اللحظة الأخيرة قبضت فوق كفها وقد انتبهت على حالها متراجعة لوضعها خلف مقعده
لولا الخبر اللي نشرته الصحفية كنا زمانا أطلقنا يا جيهان
جسار أنا بحبك هان عليك حب ليك ليه بتعمل كده فيا قولتلك لما اتجوزت محمود كنت صغيرة كنت عايزه اشوف الدنيا مكنتش عايزة أعيش في الفقر تاني
كان حديثها يلامس وتيرة قلبه أحيانا شئ داخله يبرر له منطقها فهو لم يعيش حياة الفقر يوما دائما كان يحظى بكل شئ يريده وهي بالفعل كانت صغيرة حينا تزوجت الاخر
نفض عقله فلو كان عقله من يتخذ دور الاقناع فقلبه يرفض ذلك هو لم يعد يشعر بذلك الانبهار ولا ذلك التشابه بينها وبين زوجته الأولى كل شئ قد اختفى ولم يبقى أمامه إلا إنها أمرأة مخادعة خدعته
كانت بسمة تستمع لمحادثتهم بملامح حزينه تسب داخلها
جسار وقد شعرت بالندم لأنها هربت في سيارته فهو رجل سريع الڠضب وعلى ما يبدو أن حديث ملك عنه كان مبالغ فيه وهي كالحمقاء كانت مبهورة بشخصيته
لا تعلم متى وكيف انتهت المكالمة بينهم ولكن كل ما تعلمه وتراه تلك اللحظة أن عينيه تحدق بها بعدما حشر هاتفه دون قصد منه بين موضع التحكم بعحلة القيادة ومقعده
التقط هاتفه واعتدل سريعا في وضعه حتي يتحكم في القيادة مجددا وقد ظن للحظات أن تلك العينين مجرد تهيأت بالنسبه إليه ولكن تجمدت عيناه في مرآة سيارته نحو الوجة الذي أصبح مألوف بعدما اتضحت الملامح له
أوقف سيارته دفعة واحدة