الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 7 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


روحي شغلك من غير لكاعه 
حدقت به غير مصدقة انه سيحرمها من الطعام 
بس انا جعانه ياحسن 
اشاح عيناه عنها يلتقط رغيفه ويقطع لقمه يغمسها بطبق الفول 
عشان تحاولي تتمردي عليا تاني يافتونويلا على شغلك انا مش رايح بدري النهارده للبيه 
نظرت للطعام بحسرة تترجاه
طيب اكل لقمه بس ھموت من الجوع 

هي كلمه قولتها مافيش اكليلا وريني جمال خطوتك مش عايز اي غلطه عند البيه سامعه 
طيب هروح ازاي 
التقط كفها يضع بعض الورقيات بهما 
زي ما رجعتي معايا امبارح
واردف متهكما وهو يرمقها 
شغلي دماغك ولا مش فالحه تشغليها غير انك تتمردي عليا 
توسلته بعينيها ولكنه اصرفها بيده وعاد يلتهم طعامه 
خرجت من الشقه تطالع بابها بحسرة تضع بيدها فوق بطنهادارت بعينيها نحو شقة السيدة إحسان وتقدمت نحوها بضعة خطوات ولكن تراجعت تجر اقدامها نحو الدرجات المتهالكة 
طالعت الأطباق التي تعدها السيدة ألفت كفطور معتاد على تناوله يوميا السيد سليم 
زي ما انتي شايفه ده الفطار اليومي لسليم بيه وبعدها بياخد قهوته 
اماءة خافته حركة بها رأسها عاينت السيدة ألفت الصنية بدقة واعطتها لها متمتمه 
الاطباق تتحط زي ما فهمتك
ألتقطت الصنية منها تسير بها برفق نحو الصالة الواسعه التي تضم طاولة الطعام الأنيقة 
وضعت الأطباق بحذر فقد تعلمت درس الأمس ولم تعد تريد نيل المزيد من الإهانة 
تمام ياحازم القضية ديه مش لازم نخسرها 
رفعت عيناها نحوه تتأمله رغما عنها 
اغمضت عينيها تهيم برائحة عطره انها نفس الرائحة التي مازلت عالقة في انفها منذ تلك الليله التي التقط كفها ينتشلها من الأرض بعدما دفعها حسن دون رحمة 
صباح الخير 
صوته افاقها من حلمها الفقير فألتفت نحوه وقد اوهمتها الأحلام انه ينتظر رد تحيتها ولكنه كان غارق في تصفح جهازه اللوحي يطالع ما به بتركيز
صباح الخير ياسليم بيه 
تمتمت عبارتها بخفوت تنظر اليه لعله يمنحها نظرة حانية كما اعتادت منه في المرات السابقه التي لا تعد 
تؤمر بحاجه تانيه يابيه 
منت نفسها بنظرة تشعرها بأنها مازالت تحيا دون صڤعات حسن وذله 
لو احتاجت حاجه تانيه هبلغ مدام ألفت
عادت بأدراجها نحو المطبخ خائبة الأمل رمقتها السيدة ألفت متسائله 
اتأخرتي كده ليه 
والاجابه كانت معروفه ولكن السيدة ألفت أرادت ان تضيف المزيد من تعليماتها 
كنت بشوف البيه لو عايز 
وقبل ان تكمل باقية عبارتها أشارت لها السيدة ألفت بالصمت مقتربة منها 
سليم بيه لو عايز حاجه هيبلغنا بيها الاكل يتحط واول ما يقعد تمشي علطول 
حاضر 
ولم يكن عليها إلا أن يكون هذا جوابها 
مر النهار وهي بين ترتيب الأغراض غسل الخضار وتقطيعه والسيدة ألفت تشرف وتعلم وتحذر 
لا انتي النهارده كأنك مش جايه تخدمي بقالك ساعه بتنضفي الصاله 
ديه نص ساعه بس يامدام ألفت 
رمقتها السيدة ألفت
ممتعضه 
يعني انا بكدب يافتون يلا خلصي وتعالي ورايا 
حملت أدوات التنظيف بعدما تأكدت من لمعان كل شئ واتجهت نحو المطبخ تبتلع لعابها من رائحة الطعام الشهية 
تعالي كلي غداكي يمكن تعرفي تشتغلي بنشاط 
كانت سعيدة بطبق الطعام وكأنه أثمن شئ حصلت عليه التهمته جميعه تحت نظرات السيدة ألفت  
رفعت وجهها عن طبقها فوقعت عيناها على نظرات السيدة ألفت فأدركت انها كانت تشاهدها فأطرقت عيناها نحو الطبق ولكن السيدة ألفت تلك اللحظة كانت الطف مما كانت تتخيل سحبت الطبق من أمامها لتضع اخر 
كملي اكلك يافتون 
مازالت جميله ومازال هو غارق في عشقهاقبلها كان يظن انه عاشق لجارته ولكن عندما التقي بها بشركة والدها حيث كان يعمل بها كمهندس طار عقله بها ولم يعد القلب لتلك الجارة التي تساويه فقرا 
جاورته فوق الفراش بعدما أزالت مئزرها فتظهر منامتها الناعمة
سرحان في ايه ياعبدالله 
فيكي ياحببتي 
اتسعت ابتسامتها تميل نحوه بدلال لم تفقده مع مرور الزمن 
لسا شايفني جميله ياعبدالله وجميله الجميلات كمان ياناهد 
رفرف قلبها من سماع كلماته التي دوما كان بارع بهالقد حاربت أهلها من أجله حتى رضخوا لرغبتها وهاهي السنين مرت وعبدالله كان جدير بها ينفذ لها ما أرادت حتي لو لم يرغب حتى لو تراجع بكلمته 
عبدالله مها عايزه تغير عربيتها زي ميادة 
قطب حاجبيه وقد ظن انها ستطلب منه شراء سيارة لملك 
انا كنت فاكرك هتقولي هات لملك عربيه بدل ما مها واخدها لوحدها 
انقلبت معالم وجهها ولكن سرعان ماعادت لطبيعتها 
مها جامعتها بعيده لكن ملك المدرسه قريبه مننا مجرد ربع ساعه في التاكسي 
طالعها دون اقتناع فأردفت بالمزيد من العبارات كي تقنعه 
انت ناسي ان بنتك دكتوره وليها وجها اجتماعيه بين زمايلها 
مش ناسي يا ناهد ولا ناسي الكليه العريقه اللي صممتي تدخليها ليها عشان تبقى زي رسلان 
ابتسمت بتفاخر معبرة عن ما يدور بخلدها صراحة 
مش عشان تبقى زي رسلان بس لاء كمان تليق بي ياحبيبييعني رسلان ابن سيادة الوزير والجراح اللي اسمه ليه وزن ومستقبل مش اي واحده هتليق بي ياحبيبي 
احتدت عيناه بعدما فهم ما تحيك له زوجته 
واشمعنا مها ليه متكونش ملك ياناهد 
اشاحت عيناها بعيدا عنه تهرب من اجابته 
ها ياناهد ما تردي اشمعنا ملك ليه بتحرميها من كل حاجه بتديها لمهاولا انتي مبقتيش تحبيها عشان
صډمتها عبارته انها تحب ملك ولكن حبها لها مختلف عن مها هربت من الحقيقة التي لو واجهت بها نفسها ستدرك انها لم تصبح الا في تلك الصوره التي أخبرت نفسها يوما انها لن تكون عليها 
ايه اللي بتقوله ده ياعبدالله ملك ومها عندي زي بعض لكن انا شايفه ان رسلان ميال لمها 
أدارت جسدها عنه بعدما القت بكذبتها التي تصدقها 
تصبح على خير 
رمقها زافرا أنفاسه وشئ واحد أصبح يدركه ان زوجته توهم حالها بشئ لن يحدث وهو خير من يعلم أن رسلان لن يختار الا ملك ولم يكن يوما مشاعر لمها 
حضنت هاتفها بسعاده بعدما أنتهت مكالمتهم حاربت مشاعرها وحاربته هو ذاته ولكنه احكم الحصار عليها ودق بابها بإلحاح وما كان على
قلبها الا ان فتح الباب له مرحبا يخبرها انه الحبيب الذي دوما استوطن أحلامها ونادته ليالي تتمنى لقاه
بحبك اوي يارسلان 
هتفت أسمه تحلق في سحابتها الوردية
انتفضت مذعوره من رقدتها فوق الفراش فور ان انفتح باب غرفتها 
ملكرسلان مش بيرد عليا ولا بيشوف رسايلي 
هتفت بها مها التي اقټحمت غرفتها وجعلت الډماء تتجمد في عروقها طالعتها پخوف وكأنها شاهدتها في جرم وليس في حلم جميل عاشه قلبها للحظات 
ابتلعت لعابها تطالع مها الواقفه أمامها
انا خاېفه يكون لسا زعلان مني ياملكيعني عشان
حررت ملك أنفاسها المحپوسة تنتظر سماع باقية حديث شقيقتها
عشان لما روحتله المستشفى اتعرفت على دكتور زميله هناكانا مكنتش فاكره ان رسلان بيغير عليا كده
وبعدما كانت تهيم كالطيور محلقة في أحلامها الحقيقه عادت ټقتل قلبهاهي وشقيقتها عاشقان لنفس الرجل
ناوله صديقه السېجارة التي اتم لفها حتى يعدل له مزاجه
وديتها تخدم في البيوت ياحسن
يعني انا كنت جايبها من بيت عز ماانا جايبها مش لاقيه تاكل ومعيشها عيشه مكنتش تحلم بيها
ياراجل ديه مراتك والبيه بتاعك راجل عازب
القى صديقه مسعد الكلمه له لعله يشعر بنخوته كرجل
سليم النجار يبص لفتونلا ضحكتني ديه خلقه حد يبص ليها
طالعه صديقه غير مصدقا
مراتك حلوه ياحسن وغلبانه بس انت مش حاسس بقيمتها
انت هتتغزل في مراتي قدامي يامسعد
يعني كلمتي ديه اللي زعلتك ياحسن
دفع حسن مقعده ناهضا من أمامه يسبه 
كلامك بقى يسد النفس يامسعدروح شوف نفسك بدل ما انت مقضيها مع كل ستات الحته 
التف مسعد حوله مذعورا يخشى
ان يسمع أحدا حديثه 
ياشيخ ڤضحتنا
لوح له حسن بيده وقد ضجر من نصائحه وهو ليس إلا شبيها له
عامل نفسك واعظ وانت مقضيها يامسعد
رتبت الملابس كما اخبرتها السيدة ألفت بحرص شديدا تنظر لكل ركن بعناية
غادرت الغرفة عائدة للمطبخ تكمل باقية اعمالها
تقدري تروحي النهارده بدري يافتون 
ونظرت السيدة ألفت لساعة يدها تنظر للوقت 
بعد ساعه من دلوقتي 
اماءت برأسها كحركة اعتادت عليهاالټفت السيدة ألفت نحو ما كانت تفعله فألتقطت هي قطعة القماش تنظف رخام المطبخ 
مرت الساعه وجمعت أغراضها راحلة فمهام اليوم قد انقضت وضعت محفظتها في الكيس الذي تحمله وقد اعطتها السيدة ألفت بعض الطعام ف رب عملهم لن يتناول طعامه اليوم بالمنزل 
بكرة اجازتك يافتون سليم بيه يوم الاجازه بيفضل يكون لوحده في البيت
انشرح قلبها بالغد الذي ينتظرها مع السيدة إحسان وحديثهن الطويل الذي اشتاقت له 
أوشكت على المغادره ولكن صوت السيدة ألفت جمد حركتها 
فتون 
تشبثت ادامها بالأرض تشعر پخوف لا تعلم سببه ولكن احساسها كان ينبئها بأن هناك شئ ينتظرها 
الټفت بجسدها تستمع لصوت السيدة ألفت 
متقلقش ياسليم بيه هنلاقيه 
واقتربت منها السيدة ألفت تلتقط ذلك الكيس منها تفتش في أغراضها وسليم يقف على مقربة يتابع الأمر بترصد 
التقت عيناها به تبحث في عينيه عن ذلك الرجل الذي انقذها من زوجها فقد رسمته بطل حكايتها منذ تلك الليلة 
فتون فين الخاتممحدش هنا بيدخل البيت غيرك 
اتسعت حدقتيها ذعرا تنظر نحو السيدة ألفت 
خاتم ايه 
ديه بتقولك خاتم ايه يامدام ألفت 
اهدي ياسليم بيه 
التف عائدا الي غرفته يبحث مجددا عن العلبة الأنيقة التي تحتوي على الخاتم الذي علي يقين تام انه احضره معه ووضعه فوق طاولة الزينة خاصته قبل أن يدلف للمرحاض
اجتذبت السيدة ألفت ذراعها تدفعها نحو المطبخ صائحة 
محدش دخل غرفه البيه غيرك يافتونانطقي فين الخاتم 
دارت حولها كالضائعة تنفض لها ثوبها وحافظة النقود حتى الطعام سكبته لها 
مأخدتش حاجه مشوفتهوش 
انتحبت وتوسلت ولكن السيدة ألفت لم يكن بيدها إلا قرارا واحدا بعد أن ترك لها رب عملها الأمر 
مش قدامي غير اني أبلغ البوليس 
اتسعت عيناها ذعرا تردد عبارتها 
البوليس !!
يتبع 
بقلم سهام صادق
الفصل السابع حتى الفصل الثاني عشر
الفصل السابع
بقلم سهام صادق
الضياع وحده هو من كان يجثم فوق روحها الهشة المنهكة ارتخت جفونها كحال ساقيها الواهنتين فسقطت أرضا غائبة عن الوعي لعلها تجد في تلك الظلمة المؤقتة راحة
صړخت السيدة ألفت بأسمها عدت مرات تلطم خدها برفق 
فتون فتون
ارتفعت عيناها قليلا عندما شعرت بخياله نظرت نحوه فوجدته يقف يطالعهما بنظرات غامضة 
رمقها بشفقة سرعان ما اخفاها من عينيه وأنحني نحوها يحملها مغادرا المطبخ نحو الردهة الفسيحة يسطحها علي إحدى الارائك
اتبعته السيدة ألفت تحمل زجاجة عطر مقتربه منها بعدما ابتعد عنها يدرس الأمر بعينيه 
مالت السيدة ألفت نحوها تحرك زجاجة العطر أسفل انفها ولكنه تناولها منها يضع بضعة قطرات فوق كفه ثم اخذ يحركها أسفل انفها ببطئ 
رفرفت اهدابها تستعيد وعيها تتمنى لو كان ما عاشته منذ لحظات ليس إلا كابوسا ولكن عيناه التي تتفرسها كانت تؤكد لها حقيقه ماعاشته 
مش انا اللي سړقت يابيه 
انتفضت من رقدتها تقاوم شعور الوهن تنظر حولها حتى تعلقت عيناها بأعين السيدة ألفت التي رمقتها للحظات بأسف 
اديها تمن شهر شغل يامدام ألفت
وعادت عيناه تطالعها بنظرات ثاقبة 
وخليها تروح 
انصرف مغادرا المكان فأقتربت منها السيدة ألفت تساعدها على النهوض غير مصدقة ان رب عملها اصفح عنها هكذا بل ومنحها راتب شهرا
قومي معايا يافتون 
طالعتها فتون بنظرات ضائعة تتوسلها
ابوس ايدك يامدام ألفت متودنيش السچنانا مسرقتش حاجه والله ما سړقت
خلاص يافتون البيه
قالك
 

انت في الصفحة 7 من 186 صفحات