الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 80 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


كانت أبعد عن ظنه
حضرت كل حاجة فاضل بس الحلو في الفرن
حرك رأسه وهو يحدق في الأصناف متسائلا
كل ده عملتي لوحدك 
وبابتسامة واسعة كانت تجيبه
أنا ست بيت شاطرة
وهو لن ينكر هذا الأمر فقد اصبحت هي من تعتني بالمنزل بعدما صرف الخدم ظنها ستعترض او ستفر هاربة بعد أن تجد لا شئ تملكه معه إلا الإهانة فلو كانت امرأة تشعر وتهتم لكرامتها لكانت رحلت دون أن تلتف خلفها ولكنها مستمرة معه وهو أصبح مرحب حتي ينال مبتغاه  

اقترب منها وهو يريد أن يري سطوته عليها شعرت بذراعيه تأسرها يلامس جسدها ببطئ فاغمصت عينيها مسترخي تشعر بانفاسه قرب عنقها
كاظم
ابتسم وهو يقتنص منها قبلة طويلة سلب معاها أنفاسها
حطي كل حاجة هتتقدم في المطبخ واطلعي علي اوضتك علطول 
مش هستقبل معاك ضيوفك
وبنظرة باردة ممتعضة كان يجيبها
نبقى نتكلم في الموضوع ده بعدين 
طيب وموضوع الشغل قولتلي برضوة هنتكلم فيه ومتكلمناش
ضجر من تساؤلاتها و لولا هدفه من أستمرارية هذا الزواج الذي ستكون نهايته بنيل وريثه ما كان تحمل وقوفها أمامه ومجادلته
قولت بعدين يا جنات الضيوف علي وصول
وفور أن أنهى عبارته كان رنين هاتفه يتعالا مشيرا إليها بالصمت
وبعد دقائق كانت تصعد الدرج كما أمرها وقد اقتنعت بعض الشئ بعدم تفضيله لوجودها
فضيوفه جميعهم رجال بالتأكيد 
ولكن وقفت مكانها أعلى الدرج وهي تستمع لصوت امرأة 
هبطت قليلا بضعة درجات حتي تتضح لها الصورة عن قرب ولم يكونوا إلا خمسة أفراد امرأتان وثلاث رجال وعلي ما يبدو إنهم زوجاتهم اما الرجل الثالث هي تعرفه تماما وقد رأته في عقد قرانهم
رحب بهم بلطف وحفاوة وقد تسألوا عنها بعدما أصبح لديهم علم بأمر زواجه ولكنه تجاهل سؤالهم ومضى بهم نحو غرفة الطعام 
انسابت دموعها رغما عنها فقد صرفها وكأنها لا شئ في حياته لقد عرضت عليه استقبال ضيوفه معه وصنعت له الطعام بحب حتي تشرفه أمامهم كان من الممكن أن لا تهتم ولا تعرض عليه أن تقوم هي بالعزيمة
أرادت أن تريه إنها لا تريد شيئا إلا أن تعيش في جو أسري يملئه الدفئ أرادت أن تريه جنات الحقيقية وليست تلك التي تحدته وتزوجته 
أسرعت في خطاها نحو غرفتها بعدما مسحت دموعها بقوة التقطت أرقى ثيابها ودلفت للمرحاض حتي تزيل عنها أعباء اليوم وتستقبل الضيوف بأناقة فعلت كل شئ بسرعة قصوى وكأنها تتسابق مع الوقت 
وبخطوات هادئة وكعب حذائها يطرق فوق الأرض كانت تتحرك نحو غرفة الطعام
مش لما يعتبرها كاظم زوجة الأول يبقى يعرفها عليكم
القاها جلال لاحد الأصدقاء بعدما تسأل عن زوجة كاظم لتتعرف عليها زوجته  
وقفت مكانها تحدق بضحكاتهم وهي تستمع لحديثهم الذي يخصها 
الفصل الثالث والأربعون
بقلم سهام صادق
وفي أوقات تحتاج لأن تتلاشى كل شئ من حولك أن تلقى ما تسمعه خلفك أن تقف بثبات وترسم ابتسامتك وأن تتقدم لتحارب في جبهتك لتحارب في منطقتك نحو طريق انت من سعيت لأجله 
تعلقت عيناها بذلك الذي نهض فور دلوفها وقد رمقها صديقه بقوة وابتلع باقية حديثه والتقط الماء يرتشق منه لعله يخرج من حرجه  
رمقته جناتوهي تتمنى أن تقف رشفة الماء بحلقه وېموت من شدة سعاله وقد تحققت دعوتها وأخذ جلال يسعل بشدة  
تقدمت منه وعيناه لم تحيد عنها ينظر مترقب ردة فعلها ومن نظرتها الواثقةخشي أن تحرجه أمام ضيوفه لم يفكر كيف چرح كرامتها بل فكر في وضعه أمام ضيوفه
مساء الخير يا جماعه
القت تحيتها بابتسامة هادئه واقتربت من ذلك الواقف تنظر لترقبه وانتظاره لرؤية ما سوف تفعله
اسفه علي تأخيري وعدم استقبالي ليكم 
وبنبرة مازحه وهي تسلط عيناها نحوهم تتمتم بابتسامة واسعه
المطبخ للأسف سرق اليوم كله مني وملحقتش اجهز قبل وصولك
وببطئ كانت تلتف نحو الذي يجاورها وقد تصلبت ملامحه
اتمنى يكون الأكل عجبكم واكسب الرهان من كاظم إني طباخه هايله
امتدح الجميع طعامها وبالطبع عدا جلال الذي التقط أنفاسه اخيرا للتو من أثر السعال واخذ يرمقها ويرمق صديقه منتظرا ردة فعله مع تلك التي يعرف مدى كره صديقه لها
شايف يا حبيبي صحابك بيشهدوا بطبخي بس بصراحه هو مبيحبش يتعبني في أي حاجة 
ضحك الجميع وبدأت الزوجات يتحدثن عن
اطباع أزواجهم وحنقهم الدائم منهم لعدم اتقانهم للوصفات 
مالك يا حبيبي لسا واقف مكانك كده
رمقها حانقا وعاد لجلوسه متمتما لصديقه جلال بعدما وجد ضيوفه ينتظرون جلوس سيدة المنزل اللطيفة
جلال من فضلك 
لم يفهمه جلال في البدايه ولكن سرعان ما تدارك حاله ونهض من فوق المقعد يسمح لها بلباقه رغم حنقه الداخلي
طبعا طبعا اسف يا مدام جنات اتفضلي
جلست بينهم وقد التمعت عيناها بثقه وهي تري نظراته المصوبه نحوها ابتلعت غصتها وهي تشعر باستياءه من وجودها ولكنه لم يكن يفكر إلا إنها بالتأكيد تسعي لتحقيق شيئا ما فباحثة مثلها علي الثراء لن تظل في حالة الضعف طويلا
أصبحت الجلسة مواضيع لا تدور إلا عليها كيف تعرفت علي كاظم كيف جعلت هذا الرجل يتزوج أخيرا بعدما كان مضربا عن الزواج
اتقابلنا في شركة سليم النجار
التمعت عينين الجالسات وقد جعلوا جميع حواسهم منصبه عليها يسمعون منها كيف كان اللقاء 
نسجت في علقھا حلما بعيدا تمنته في مراهقتها قصت عليهم بعض مقتطفات استطاعت ترتيبها بواقعية وهو كان جالس يستمع في جمود اما جلال ينظر إليها بنظرة ساخرة فهذه المرأة ليست سهله ولديه كل الحق في أن يجعل صديقه يكرهها
مالك يا كاظم ساكت ولا يا سيدي مكسوف تعترف لينا إنك اخيرا حبيت وجات الست اللي خليتك تفكر تتجوزها
القاها احد الأصدقاء مازحا فتنحنح بعدما قاوم مشاعر حنقه ومقته نحو تلك التي أصبحت هي محور الجلسه
المدام حالمية شويه عن اللازم يا جماعه وبتحب تتكلم كتير 
أخص عليك يا حبيبي
التقطت كفه فتجمدت عيناه علي فعلتها وطالعت الجالسين ببراءة لا يعرف كيف اجادة اصطناعها
ده مقليش بحبك غير يوم فرحنا 
صحيح يا مدام جنات ليه معزمتوش حد علي فرحكم ولا عملتوا في أوتيل فخم
رمقها بتشفي منتظرا سماع جوابها فهي من وضعت حالها في هذا الموقف
كاظم مبيحبش الحفلات ولا الدوشة وبصراحه وانا كمان ف احتفلنا بجوازنا وسط بعض الأهل
طالعته بانتصار وهي تري نظراته القاتمة تخترقها ابتسم جلال متهكما فكم هي ذكيه ماكرة
أنت لسا بتشتغلي في مجموعة النجار ولا دلوقتي طبعا انضميتي لمجموعة النعماني
واتبع الصديق عبارته ضاحكا وهو ينظر نحو كاظم منتظرا جوابه
حتى يخبر زوجته أن الراجل معظمهم لا يحبون عمل زوجاتهم معهم
لا كاظم سيبلي القرار لكنه مرحب جدا إني اشتغل معاه
احتدت ملامحه وقبض بقوة فوق شوكة طعامه فقد تجاوزت جميع النقاط وجعلته يظهر أمام أصدقاءه وزوجاتهم كم هو زوج محب عطوف إنها تتلاعب به تلك الماكرة
تلاقت عيناه بعينين جلال الذي انتظر أن يتخلى صديقه عن صمته
مش هنكمل اكلنا يا جماعه ولا هتفضلوا مع حكايات المدام 
وبنرة حاول جاهدا أن يخرجها مازحا تمتم وهو يرمقها بوعيد
اصل المدام بتاعتي مش هتسكت خالص
ضحك الجميع كما ضحكت معهم وابتسمت بزهو وهي تشعر برغبته في إنهاء هذه الضيافه بأسرع وقت 
انتهت الضيافه كما كان يأمل ولكنها استنفذت منه طاقته 
غادر أصدقاءه بزوجاتهم فوقف جلال معه بالخارج وضحكاته تتعالا بقوة
ديه مطلعتش سهله خالص
تجهمت ملامح كاظم يتمتم پغضب
اتفضل يا جلال أنت كمان السهره خلصت وياريت بعد كده تحافط علي لسانك مهما كان هي مراتي
رمقه جلال وهو لا يصدق حديثه
مالك يا كاظم هي بدأت تسيطر عليك ولا إيه مهما الستات كده يدحلبوا لحد ما يوصلوا لهدفهم
أنت عارف كويس إن مافيش ست تقدر تضحك عليا لكن بغباءك وبكل بساطه تقول إني مش معترف بيها زوجه قدام صحابنا ليه 
هو أنت خاېف منها يا كاظم عشان سمعتني ما هي ديه الحقيقة ده غير الحقيقة التانيه اللي أنا واثق إنك بتعاملها بلطف لحد ما تاخد اللي عايزه
جلال بلاش تلعب معايا يا جلال
صړخ به بحدة فتراجع جلال للخلف قليلا وقد علم إنه تعدي نقاطه مع صديقه
خلاص يا كاظم فاهم ولو عايزني اعتذر من المدام مافيش مشكله عندي
تجهمت ملامح كاظم فاسرع جلال بالمغادرة مودعا
سلام يا باشا 
التف العم جميل حوله بعدما جلس أمام طاولة الطعام الصغيرة التي اعدتها سعاد من أجل أن يتناولوا وجبتهم كعادتهم في المطبخ
فين بسمة يا سعاد
وضعت
سعاد الأطباق وجلست فوق مقعدها وشرعت في تناول طعامها
بتنضف الفيلا
رمقها جميل وقد استعجب ما تخبره به ف سعاد لم تحب أن تجعل بسمة تعامل كخادمة بالمنزل كانت تعاملها كالضيفة المرحب بها ومهما عرضت من مساعده كانت تجعلها تساعد باشياء بسيطة ولكن أن تنظف وتمسح كان الأمر عجيب عليه فهذه كانت مهمة إحدى السيدات التي تأتي يومان بالأسبوع
بتبصلي ليه يا جميل مستغرب ليه يعني إنها بتنضف هو وجودها إيه هنا غير كده لا هي ضيفه ولا قريبة هي مجرد واحده جابها جسار بيه رفقا بيها و إكراما لطليقته الست ملك
خلصت أخيرا البيت كبير ما شاء الله وتنضيفه صعب ده أنا كنت بكلم نفسي وأنا بنضف وأقول الله يعينها
الست اللي بتنضفه 
هتفت بها بسمة وهي تدلف المطبخ بملامح مرهقة تمسح يديها في عباءتها المبتلة علقت عيناها بالطعام وقد نغزها الجوع بشدة فهرولت نحو الطاوله تقبل وجنتي سعاد التى تجهمت ملامحها من فعلتها ولكنها اخفت مشاعرها سريعا
تسلم ايدك يا احلي سوسو في الدنيا
ابتسم العم جميل وهو يراها تأكل بجوع يمازحها كعادته
هتزوري يا بسمة براحه يا بنتي
جعانه اوي يا عم جميل سوسو النهاردة حبت ترجعني للشقي بعد ما كنت بدأت اتعود علي الراحه
هتفتها بمزاح ولكن سعاد لأول مرة كانت تراها شكوى وكأنها مرأة شريرة ظالمة
ما ديه حياتنا ولا أنت فاكرانا هوانم هنا إحنا بنشتغل عشان ناكل لقمتنا بالحلال
تمتم بها سعاد پحده فطالعها جميل وقد توقف عن مضغ طعامه ينظر نحو ملامح بسمة التي سكنت
مهمتك تنضفي البيت كل يومين لحد ما ترجع العامله من تاني
دلف للغرفه بملامح متجهمة سرعان ما تحولت للذهول وهو يراها تلتقط متعلقاتها وتمر من جواره 
التقط ذراعها بعدما فاق من ذهوله يتسأل وقد راودته الشكوك
رايحة فين
نفضت ذراعها عنه بطريقه صډمته تنظر إليه بتحدي
هنقل حاجتي الاوضه التانيه لحد ما يعدوا ست شهور علي جوازنا ومتقلقش هتصحي الصبح تلاقيني مشيت
ورغم المرارة التي علقت بحلقها وهي تهتف بها إلا إنها بدأت تفيق وكأنها الفترة الماضيه لم تكن هي
نعم! 
وباستنكار كان يتمتم عبارته يلتقط منها حاجتها يلقيها أرضا
القرار ده أنا اللي اخده مش أنت
لا يا ابن جودة النعماني لو كنت في البدايه ساكته ومتقبله إهانتك ليا وفكان عشان اكسبك واخليك تعرف إني مش وحشه ولا طماعه
انسابت دموعها رغما عنها تنظر إليه وهي تتذكر كيف لم يرغب بها أن تستقبل ضيوفه وكيف تحدث عنها صديقه
يمكن
 

79  80  81 

انت في الصفحة 80 من 186 صفحات