بسمه
الطعام لها
هبطت الصغيرة من فوق مقعدها واسرعت نحوه تجذبه من بنطاله لعله ينتبه إليها
بابي أنا جعانه
التف نحوها بلهفة وانحني صوبها يرفعها بذراعيه ويضمها إليه
وقد وقعت عيناه علي شهيرة متهكما اتجهت إليهم وهي تعلم بما يدور داخله فهي لن تخسر فرصتها الأخيرة وتتركه للخادمة كما تركته من قبل وها هي تعض يدها ندما
حاولت أن تظهر له هدنتها وتغيرها ولكنه لم يكن يوما بالمغفل
أنت جعانه أوي يا حببتي
سأل صغيرته بلطف وقد تجاهل حديث شهيرة التي امتقعت ملامحها
اماءت له صغيرته فلثم كفها الصغير معتذرا منها
ما دام حبيبت بابي جعانه لازم ناكل فورا عشان العصفوره متزعلش
تعالت ضحكات الصغيرة من حديث والدها ودغدغته لها فالتمعت عينين شهيرة بالسعادة وهي تري الدلال الذي تنعم به صغيرتها من والدها
اخذت ضحكاتهم تتعالا خاصه بعدما بدأت الصغيرة تخبرهم بمقتطفات يومها في الروضه
البنت كبرت يا سليم وبقي في معجبين بيها
ابتسم سليم رغم ضيقه مما تخبره به صغيرته من تقبيل
أحد الصغار لها فوق خدها حتي يصالحها عندما اسقطها أرضا رمق شهيرة ممتعضا فاتخذت دور الصمت علي الفور
اماءت له الصغيرة برأسها تهتف إليه بوعد
ديدا شاطرة وبتسمع الكلام يا بابي ومش هتعمل كده تاني
طالعها بحب وبابتسامة واسعه قد انتقلت لشهيرة التي كانت راضيه تماما عما يحدث فهي تحب حبه لصغيرتهما حبه الذي يعد نقطه ضعفه
لهثت فتون أنفاسها بعدما فتحت لها الخادمه الباب لقد تغافلت عن تغيير خاصية هاتفها من وضع الصامت فلم تري مكالماته العديدة إلا عندما اقتربت من المنزل
هتفت عبارتها وهي تقترب منهم فحدقتها شهيرة بملامح ممتعضه واتجهت بعينيها نحو طبقها فلو علقت عيناها بها سيتصاعد ڠضبها و ربما تفعل شيئا يضيع اول خطواتها نحو استقرارها في البيت مجددا وعودتها زوجة ل سليم
رد تحيتها بملامح واجمه يخبرها بجمود أن تجلس وتتناول الطعام
لم تكن جائعه ولكنها جلست حتى لا تعطي الفرصه لشهيره لتشعر بالنصر
شهيرة عيد ميلاد البنت فاضل عليه شهر فلما يجي وقته نتكلم
شعرت بالضيق وهي تراه يحاول قدر استطاعته الفكاك منها و الصعود لغرفته
عايزه أتكلم معاك واخد رأيك في حاجات خاصه بالشغل
بكرة يا شهيرة
تمتم بها وهو يغادر غرفة الضيافه بعدما انحني صوب أبنته الغافية في أحضان والدتها والتي تعد أول مرة يري فيها شهيرة تقوم بمهامها كأم
وجدها تغادر المرحاض بعدما انعشت جسدها بحماما دافئ
والسؤال الذي صبر عليه حتى ينفردوا بغرفتهما قد حان وقته
كنت فين
وقبل أن تجيبه جذبها من ذراعها يخبرها من أين أتت
روحتي بيت كاظم النعماني
وبتعلثم تمتمت وهي تعلم بفداحة خطأها
جنات اتصلت بيا و أنا في الجامعه وكانت مڼهارة
رمقها متهكما وقد توهجت عيناه بالڠضب وهو يتذكر إتصال كاظم به يسأله حانقا عن أمر الشاب الذي رأه في بيته وعلي ما يبدوا أن علاقة زوجاتهم به قوية للغاية
وطبعا حضرتك مبتروحيش مكان غير والأستاذ معاكي
أحمس
هتفت اسمه وهي لا تعلم لما يكرهه سليم هكذا هي وجنات يعتبرونه شقيقا لهم تربطهم علاقه أخوة قوية ببعضهم
قولت مليون مره متنطقيش اسمه قدامي
تعالا صراخه فاقتربت شهيرة من غرفتهما بعدما أعطت صغيرتها للخادمة لتضعها فوق فراشها اتسعت ملامح شهيرة فرحا تتمنى صفعه لها
أعرف مراتي بتلف من هنا لهنا وانا اخر من يعلم ما الهانم بتتعامل مع الحرية اللي سيبها تتمتع بيها في كل حاجة في حياتها وفاكرة نفسها مش زوجة
اطرب الشجار والحديث فؤاد شهيرة وسمعتها وهي تتوسله أن يعطيها فرصه للتحدث
مش طايق اسمع اي كلمه منك فالاحسن اسيبلك الاوضه كلها
تجمدت عيناها وهي تراه يتحرك نحو الباب لتبتعد شهيرة بخطواتها ولكنها توقفت مكانها وتلاشت سعادتها وهي تسمعها تعتذر إليه بكل عبارات الندم
أنا أسفة مش هيتكرر ده تاني
واسرعت إليه تعانقه لا تضع امامه مجال للحديث
بتستغلي حبي ليكي
قبضة شهيرة فوق كفيها وهي تستمع لعبارته فهل بهذه السهوله استطاعت الخادمة تلينه نحوها
اوعدك مش هتمتع بكل امتيازات الحرية
شاكسته بطريقه جعلته يضحك فاحتدت عينين شهيرة وهي تستمع لنبرة صوته الضاحكة
تعالا الڠضب فوق ملامح شهيرة وقد عادت مقتربة من الباب تضع بأذنها فوقه تستمع لاصواتهم ثم همساتهم التي لم تكن غافلة عن معناها
لم تشعر بحالها إلا وهي تضع بيدها فوق مقبض الباب ونيران الغيرة تشتعل داخلها
الفصل الرابع والأربعون
بقلم سهام صادق
هل فرت هاربة للتو من مشاعرها وهل خانتها دموعها العزيزة حزنا وقهرا وهل أندفعت نحو غرفة صغيرتها تبحث فيها عن شيئا تفقده
والإجابة كانت واضحة بل واضحة للغاية
استيقظت الصغيرة
بعدما شعرت بضمھ قوية حنونه ظنته والدها كما اعتادت ولكن عيناها الناعستين سقطت على ملامح والدتها غير مصدقه إنها تضمها إليها
مامي أنا بحبك اوي
همست الصغيرة بصوت ناعس وعادت لغفوتها بعدما شعرت بالأطمئنان في أحضان والدتها
أزالت شهيرة دموعها حتى تظهر لها بمظهرها المعتاد فوجدتها قد غفت بعدما منحتها أجمل عبارة صغيرتها رغم هجرها لها وإهمالها تحبها دون أن تطالبها بشئ غير حبها وعاطفتها
عادت دموعها تخانها تتأمل ملامح صغيرتها التي تشبه والدها لحد كبير
ليه هو محبنيش زي ما حبك يا خديجة
والصغيرة كانت غارقة في أحلامها ټدفن نفسها اكثر في احضانها
ضمھا إليه بعدما أنتهت عاصفة حبهم ابتسم وهو يراها ټدفن رأسها بصدره تهمس له بخفوت وخجل بأنها أسعد النساء
ضحك وهو يطالبها أن تعيد عبارتها عليه فهو يحتاج سماعها منها
قوليها يا حببتي بصوت واضح
ارتفعت وتيرة أنفاسها وقد شعر بانفاسها فوق عنقه بعدما تشبثت به أكثر
سليم
تعالت ضحكاته وهو يسمعها تهتف اسمه حتى يتوقف عن إرباكها
سليم مش هيسكت النهارده غير لما تقولي بصوت عالي كنت بتقولي إيه
أصر ورفضت فقرصها فوق ذراعها فابتعدت عنه تصرخ من الألم فطالعها بعبث ينظر لهيئتها التي سرعان ما ادركتها عندما ابتعدت عنه عادت إليه ټدفن جسدها بين ذراعيه
عبري ليا عن مشاعرك يا فتون عايز أحس إني فعلا وصلت لقلبك وقدرت ارجع بطلك زي زمان
علقت عيناها بعينيه وقد افاقها حديثه من نشوتها واحساس الكمال الذي يجعلها تشعر به كلما تعانقت أرواحهم
مافيش بطل يا سليم مافيش راجل بطل ولا ست بتكون بطلة الحكاية
احتلي الذهول ملامحه ونهض معتدلا ينظر لها وقد ضاقت عيناه يركز في امرأته الصغيره التي بدأت تكبر وتنضج مع الأيام
كنت زمان بطلك يا فتون إيه اللي اتغير فجأة
ومازلت بطل حكايتي
عقد حاجبيه لا يستوعب انها أصبحت تجيد المراوغة اللذيذة والتلاعب معه بالعبارات لم يكن بالرجل ذو الافق الضيقه بل كان بارع في التقاط الثغائر وفهم الملامح وصغيرته مهما نضجت وتعلمت فسيظل اكثر من يفهمها
زمان كنت بشوفك بطل مبيغلطش بطل لو غلط مش هيبقى بطل تاني وصورته هتضيع لكن كلنا بنغلط كلنا لينا لحظات ضعف
حياة جنات أثرت فيكي يا فتون مش كده
ترك كل حديثها خلفه وأمسك بالطرف الذي لم تظنه سيبحث فيه عن سبب تغيرها
طالعته في صمت فالتقط كفيها يضمهما بين كفيه يمسد فوقهما برفق
الحاجة الوحيده اللي بتعلم الإنسان هي التجارب يا فتون
وهي لم تكن أهلا للصمود عندما تتأثر بحياة الغير
جواز جنات دمرها يا سليم جنات انطفت انا افتكرت نفسي زمان مع حسن
شعرت بقوة قبضته فوق كفيها عندما ذكرت زوجها الأول الذي انتقم منه الله
وماټ بجرعة مخډرات زائدة بعد أن خدعته إحدى النساء الماكرات
صحيح كاظم مش زي حسن ومحدش عاش اللي أنا عشته
تعالت شهقاتها وقد ازداد ضغطه فوق كفيها فهو لا يحتمل سيرة هذا الرجل
اغمض عيناه يحاول بقدر استطاعته تمالك نفسه و غضبه
تألمت بخفوت وقد ازدادت الألم فوق يديها تهتف اسمه
سليم ايدي يا سليم
انتبه علي صوتها ينظر نحو كفيها وقد اشتد احمرارهم
شعر بالضيق من نفسه فانسابت دموعها فوق خديها بعدما عانقت عيناه عينيها ثم اسرع في ضمھا إليه يطمئنها أنه معها
ولكن الليلة كانت طويله بشدة وهي تخبره عن ما عاشته مع حسن وهو يستمع في صمت وجمود
زفرت أنفاسها أخيرا بعدما أنتهت من سرد بعض الذكريات تطالع ملامحه التي
أصبحت شديدة القتامة أرادت الابتعاد عنه خشية فعاد وجذبها إليه يهتف بصلابه
رايحه فين
وقبل أن تهتف بشئ كان يخرسها بقبلاته يخبره بأنه وحده زوجها وأنه الأول في كل شئ كل جزء بها يملكه أخرجت الۏحش الكامن داخله و لم يكن لأول مرة نفس الرجل الذي عاهدته الحنون في لمساته
ابتعد اخيرا عنها يلهث أنفاسه بقوة وكأنه انتبه علي ما كان يفعله بها
فتون أنا آسف
ولم تكن تتطالعه إلا في صمت اجتذبها لاحضانه يعيد اعتذاره لها مجددا يخبرها أنها السبب فقد ضغطت علي أكثر الأشياء التي يكره تذكرها والحديث فيها
قولتلك يا فتون بلاش سيرته اتكلمي معايا في أي حاجة بعيدا عنه سيرته
أنت كأنك كنت بتعاقبني يا سليم
ضمھا إليه نادما يمد كفه نحو وجهها يمسح عليه برفق
مكنتش حاسس بنفسي سيرته بتفكرني إزاي كنت غبي لما صدقته في يوم وكنت هأذيكي بسببه كان نفسي أخدلك حقك منه بأيدي
وهل تذكرها له كان شيئا سهلا عليها ولكنه كان علامة في حياتها بصمه وضعت فوق جسدها وشوهت روحها في الوقت الذي كانت براعمها مازالت تتفتح
ابتعدت عنه تنظر له بنظرة قد فهمها
اطلبي يا فتون اللي أنت عايزاه
طالعته في صمت حتى تجد البداية لتخبره عن طلبها
جنات محتاجة ترجع الشغل تاني أرجوك ساعدها يا سليم
انفرجت شفتيه في ضحكة قويه مما جعلتها تعبس
بملامحها تقطب ما بين حاجبيها
كل الدراما اللي كنا فيها ديه عشان جنات عايزه ترجع الشغل وطبعا تجبيلي البدايه إزاي فلازم نفتح الدفاتر القديمه ونقلبها حلقة نكد وقد إيه هي طلعت مظلومه من جوازها من كاظم رغم إني حذرتها كاظم راجل معندهوش مشاعر راجل بتاع شغل وبس
واحمس يتدرب في المؤسسه
توقف عن الحديث بعدما أستمع لطلبها الأخر وقد طلبته بكل وضوح دون مماطله
مش أنت لسا قايل اطلب من غير ما اضطر ما الف وادور
ارتفع كلا حاجبيه متعجبا من نظرتها العابثة له فالقطه الصغيرة لم تعد دون مخالب
ده أمر ولا طلب
وببراءة كانت تعود إليها تهتف وهي تتسطح فوق الفراش مسترخية تحت نظراته التي تلتهمها
طلب و رجاء يا حبيبي
جنات اه أحمس لاء
اعترض وهي كانت تفهم سبب اعتراضه طالعت ملامحه الجامدة لا تستوعب كيف رجلا مثله يشعر بالغيرة من شاب ك أحمس
سليم أحمس وجنات عيلتي التانيه