الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 89 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


وسط جاراتها حينا عودتها 
انقضت الجلسة العائلية في ساعه مبكرة فاهلها لا يحبون السهر وقد وزعت اشقاءها علي الغرف وقد ازداد ذهولهم نحو هذه الحياة التي تعيشها شقيقتهم الكبرى
وها هي تجلس وسط شقيقاتها اللاتي يصغرونها بالعمر حالمين بحياة كهذه
جوزك حلو اوي يا فتون
والأخرى تهتف ممتعضة وهي تنظر نحو دبلة خطبتها

ياريتني ما كنت قبلت بخطوبة الواد سيد وكنت جيت عيشت معاك هنا ويا سلام لو لقيت واحد حلو وغني من معارف جوزك
واصغرهم سنا تهتف بتعقل
انتوا تافهين كده ليه اهم حاجة الحب والسعادة مش الفلوس
دلفت والدتهم الغرفة فجأة بعدما اهتمت بنوم أصغر صغارها تنظر إليهم وهي لا تصدق أن ابنتها الكبرى تجلس هكذا منذ ساعات دون أن تذهب لرؤية زوجها
أنت لسا قاعده وسطيهم وبتسمعي كلامهم الفارغ
تذمروا من حديث والدتهم فرمقتهم السيدة عبلة بمقت
مش عجبكوا كلامي قومي يا بنت بطني روحي شوفي جوزك وسيبك منهم
سليم عارف إني هبات معاهم النهاردة
لطمت السيدة عبلة صدرها مع شهقة خرجت من بين شفتيها غير مصدقة ما تسمعه
تنامي بعيد عن جوزك إيه الخيبه اللي بقيتي فيها ديه قومي تعالي عايزاكي في كلمتين
واقتربت منها تنتشلها من مكانها وقد هتفت إحدى شقيقاتها معترضه
ما هي طول الوقت معاه إحنا مش بنشوفها خالص
ولكن من نظرة واحده رمقتهم بها السيده عبله ابتلعوا حديثهم وانشغلوا في العراك مع بعضهن
اقتربت فتون من والدتها تعترض ثانية علي نهوضها من بينهم
بلاش خيابه الست الناصحه تفضل ديما جانب جوزها مش كفايه لحد دلوقتي بطنك ما شليتش منه حتت عيل 
واستطردت في حديثها تخبرها عن سبب إنجابها الكثير بمعتقداتها القديمة التي عفا عنها الزمن
الراجل لازم يتربط بالعيال وأنت يا بنت بطني مش متجوزه أي راجل 
عشان كده جبتينا تمانية وظلمتينا
امتعضت ملامح السيدة عبله وهي تستمع لعبارتها
اومال اربط ابوكم إزاي وهو شايف نفسه عليا بسبب حلاوته ده انت متعرفيش انا عملت إيه عشان اتجوزه
ارتفع حاجبي فتون في ذهول فلأول مرة تخبرها والدتها عن هذا الأمر ولكن قبل أن تسألها ماذا فعلت حتى تحصل على والدها 
كانت السيدة عبلة تدفعها لخارج الغرفة
روحي لجوزك وبلاش خيبة مش هتفرحي لما تطلقي مرة تانية
طعنتها عبارة والدتها ولكنها تجاوزتها كما تجاوزت الكثير من قبل  
دلفت للغرفة بملامح متجهمة وقد أخذ ينهي مكالمته مع صغيرته التي باتت الليله برفقة والدتها خارجا
طالعها في دهشة فقد قررت أن تغفو الليلة جوار شقيقاتها
مش قولتي هتنامي مع اخواتك
سألها وقد اقترب منها ينظر داخل عينيها بعدما لم يسمع جوابها 
مالك يا فتون
حاولت نفض بعض المشاعر السلبيه عنها وعادت لدروسها التثقيفيه تبتسم إليه
سليم أنا بحبك اوي
التمعت عيناه وهو يسمع عبارة حبها ثم ضافت هذه المرة بمرح
مش عارفه هحبك اكتر من كده ازاي قلبي ممكن ينفجر فجأة
وهنا لم يتحمل المزيد من حديثها فجذبها إليه في عناق يبث فيه مشاعره وقد تناسي شعور الحنق خاصة بعد حديثهم داخل السيارة  
فتحت جنات باب المنزل الخاص بها في البناية القديمة التي كانت تقطن بها قبل زواجها منه وقد ظنتها السيدة صباح مجددا 
فمنذ دقائق قد أتت إليها بطبق طعام حتى إذا جاعت ليلا تخرجه من البراد وتسخنه ولكن تلك المرة
لم تكن السيدة صباح بل كان هو اخر من توقعت أن يهتم لامرهافقد ظنت سيكون خير من سعيد لبداية ابتعادها عنه بعدما الصقت حالها به واجبرته علي زواجها
كاظم! 
رمقها كاظم بنظرات قوية يتأمل هيئتها ثم دفعها للداخل ماقتا تلاعبها معه
الأستاذة حظرت رقمي مش كده
طالعته في توتر قليلا و اجبرت حالها علي الثبات ثم رفعت عيناها إليه تحادثه في قوة
ولا كلمه عايز اسمعها تدخلي تغيري هدومك من سكات وحسابنا في بيتنا يا جنات هانم
ضاقت عيناها وهي تسمعه ورغما عنها كانت تضحك بقوة
بيتنا قصدك بيتك لوحدك يا كاظم باشاوانا اه بطلع من حياتك ولو سامحت ميصحش وجودك هنا ناس كتير متعرفش إنك جوزي
ضاقت عينين كاظم وهو يرمقها يعقد ساعديه أمام صدره متسائلا
وده دور جديد بتلعبي معايا يا جنات
تجهمت ملامحها وهي تسمع عبارته ودون شعور منها كانت تدفعه بقبضتيها
أنا ازاي كنت غبيه ومش شايفه اد إيه انت راجل سئ ومعقد ومعندكش مشاعر انت فعلا صورة اپشع من جودة النعماني
احتقنت ملامحه وهي يستمع لتلك الحقيقة التي يعلمها هو بالفعل اپشع من والده هو لا يرحم لا يسمح لاحدا ان يقف أمامه و يناطحه
فكيف يصبر علي تحملها هل بعد كل ما فعله بها لم يكسرها التقط قبضتيها في قبضه واحده ينظر إليها بقوة
اللعبه أنت اللي بدأتيها وأنا اللي هنهيها يا جنات
مريض
بلاش تشوفي الصوره البشعه مني يا جنات
هو في اپشع من كده
تراجع للخلف ينظر إليها يطالع ذبول ملامحها يعطيها خيارا أخر
وممكن تشوفي وش أفضل من كده
تعلقت عيناها به تنظر إليه منتظرة أن تسمع المزيد من حديثه فالتمعت عيناه واقترب منها
خروجك من حياتي متوقف علي حاجة واحده يا جنات
وانتظرت سماع هذا الشئ الذي سيكون مقابل حريتها لتتجمد ملامحها في ذهول غير مصدقة ما تسمعه منه 
لم يأتي في مخيلتها يوما أنها ستهوي أرضا من شدة الضحك بل و سوف تسلب الضحكات أنفاسها وتسقط دموعها دون أن تعرف لها معنى
حدقها بنظرات طويلة وهي يستمع لصوت ضحكاتها التي اشعرته بمدى استخفافها بحديثه فتوقفت عن الضحك وهي تراه مكفر الوجه يقبض فوق كفيه بقوة 
اعتدلت في وقفتها تحاول التقاط أنفاسها وقد زين ثغرها ابتسامه واسعة
مكنتش اعرف إن كاظم باشا بيعرف يقول نكت زي الناس العادية
ازدادت تقسيمات كاظم تجهما من عبارتها فاسرعت في وضع يدها فوق شفتيها قبل أن تعود لهسترية الضحك التي رافقتها منذ لحظات
مش قادرة اتمالك نفسي
والټفت بجسدها تتحاشا النظر إليه تعيد عليه حديثه
عايزني اخضع واستسلم ليك عايزني مجرد ست بتلبي رغباتك لحد ما تزهق مني فتقولي مع السلامة مع مبلغ مالي حلو عشان اقدر اعرف كويس اد إيه أنت راجل كريم  
ومخرجتنيش من الجوازة ديه خسرانه
عقد ساعديه أمام صدره ينتظر فروغها من حديثها الذي رافقته بلعناتها عن حقارته
إزاي بتقدر تكون بالحقارة ديه ازاي للحظه افتكرت إن عندك قلب ممكن يحب
جنات
صړخ اسمها عاليا واقترب منها يقبض فوق كتفيها بقوة يزجرها بنظراته الحادة
أنت ليه فاكراني راجل مغفل وهصدق الدور اللي عايشاه
اتسعت عيناها ذهولا وهي تسمع كلماته هل لهذه الدرجة هو أعمى البصيرة
اوعي تكوني فاكرة إني مصدق الدور اللي عايشه فيه البطولة مهما عملتي هفضل شايفك في صورة واحده وأنت اكيد عارفاها
دمعت عيناها وهي تري نظراته القاسېة نحوها بعد سماعها لعباراته القاسېة 
اختارتي تلعبي معايا رغم إني حذرتك عرضت عليك الفلوس لكنك كنت 
بس كفاية
دفعته عنها صاړخة لا تستوعب مدي القسۏة التي تغلف قلبه تنظر إليه فتصدمها نظراته المستخفه
طماعة مخادعة صائدة ثروات مش هو ده اللي أنت عايز تقوله
تقدم منها
يشبع عينيه من صورتها المهزومة أمامه يمد كفيه هذه المرة نحو وجنتيها فانتفضت عنه ولكن تمكن في جذبها إليه بتصميم فحاولت نفض جسدها عنه تنظر إليه بملامح جامدة 
في يوم قولتلك بلاش تدخلي عرين الأسد لكنك صممتي يا جنات
تلاقت عيناهم وقد عادت قوتها الواهية تضج في عينيها تسأله بنبرة تحمل الأمل 
ليه
وسؤالها كان مبهم بالنسبة إليه طالعها وقد ضاقت عيناه وكأنه لا يفهم عبارتها المنفردة فابتلعت لعابها قبل أن تمنحه تكملة عبارتها وقد ضاع أملها 
ليه عايز تكمل معايا حتى لو كوضع مؤقت 
وبمرارة اردفت وهي تتحاشا النظر إليه
عشان تشبع غريزتك وتكتفي مني رغم إنك تقدر تعمل كده حتى لو هتتجوز كل ليلة ست وتطلقها
انتظرت ان تسمع جوابه شعرت وكأنها تسير لأميال بعيدة وهي تنتظر سماع جوابه 
السبب إنك عجباني يا جنات
وقبل أن تقودها عبارته نحو الأفق كان يتمم حديثه
في كيميا غريبه بينا كيميا الجسد لكن اكيد ده ليه وقت وينتهي
بالبساطة ديه!
ابتسم
وهو يري تعبيرات وجهها التي تطربه يمنحها رده
خدي الموضوع وكأنه صفقه والمرادي مش هتطلعي من الأتفاق خسرانه واظن إن من حقي استمتع بميزات
الجوازة 
تركته يهذي بحديثه الذي أصبحت تعلم تماما سببه كاظم النعماني رجلا معقدا معقدا بجدارة حتى إنه لن يمنحها يوما جواب يطرب به قلبها دارت بجسدها تبتعد عن نظراته التي تجردها من ذاتها 
وأنا ليه اقبل علي نفسي كده عشان طماعه مثلا وعايزه فلوس احب اقولك إني برفض عرضك يا كاظم باشا 
شعرت بانفاسه تداعب عنقها فجذبها إليه هامسا وقد اخذت يديه طريقها نحو جسدها
اوعي تقوليلي إنك مش بتحسي بالكيميا اللي بينا يا جنات
اغمضت عينيها وقد اخذ الضعف يغزو جسدها لكنها كانت قادرة علي التحكم باحتياجات جسدها تركته يشعر بانتصاره قليلا تركته يغزو جسدها وقد وجدت شفتيه طريقها
وفي اللحظه التي كاد أن يظن إنه اخضعها وانتصر كانت تنتفض من بين ذراعيه تلتقط أنفاسها بعدما دفعته بكل قوتها
لو كنت ضعفت من البداية قدامك لأنك فرصة اتحطت قدامي تسميها بقى فرصه استغلال بجري ورا الحصان الرابح اي مسمي عايز تسميه هقبله منك لأني لحد دلوقتي بسأل نفسي ازاي رخصت نفسي كده
تجمدت عيناه وهو يري خيوط اللعبه تنسحب من بين اصابعه هل رفضت عرضه للتو هل أظهر احتياجه الغريزي دون أن يحصل على ما يريده 
وببطء كان يدير جسده ويتجه نحو باب المنزل يتمتم وكأنه لم يسمع حديثها
مستنيك في العربية
غادر قبل أن تستوعب ما نطقه لتقف محدقة ب باب المنزل المفتوح تضغط فوق شفتيها بقوة
ده فاكرني هنفذ اوامره طيب يا كاظم باشا خليك مستني في عربيتك كتير
ولكن بعد نص ساعه كانت تخرج من البناية طالعت الطريق واتجهت نحو سيارته المصطفة تصعدها مغلقة الباب خلفها بقوة
اوعي تفتكر إني بنفذ اوامرك
وكاظم ينظر نحو ملامحها بتفحص قبل أن ينطلق بسيارته يخفى خلف ملامحه الجامده ابتسامة لو لم يتمكن من محوها لظنته إنه سعيد برضخوها وعودتها معها 
الساعة تعلن دقاتها في الثالثة والنصف فجرا وها هو يفتح عينيه ببطء يبحث عنها جواره بعدما شعر بأن دفئ جسدها تلاشي عنه  
وقعت عيناه عليها وهي تجلس أرضا وفوق ساقيها تضع جهاز الحاسوب خاصتها وجوارها مفكرة تدون بها معلوماتها اضاءه خافته تأتي من شاشة حاسوبها ومن إضاءة الشرفة وحدهما ما كانت تعتمد عليهم 
اعتدل في تسطحه متعجبا من قدرتها علي المواصله في هذه الإضاءة وكيف تجلس أرضا بكامل تركيزها فهمس اسمها بخفوت وهو يزيح الغطاء عنه
فتون
طالعته فور أن استمعت لصوته فاردف وهو يشعل الإضاءة حتى تنير الغرفة بأكملها 
ليه قاعده في الضلمة كده
عندي بحث لازم اعمله مش عارفه أنا نسيته إزاي
هتفت بها وهي تفرك خصلاتها وقد عادت لمطالعة ما أمامها
في الضلمة يا فتون بتعملي البحث في الضلمة كنت نزلتي المكتب أو فتحتي حتى النور
تنهد حانقا بعدما
 

88  89  90 

انت في الصفحة 89 من 186 صفحات