اليوم الاول في القاهره
اثناء وجود صافى فيه ليقبض على الجميع بمن فيهم صافى لتجد نفسها داخل سجن قديم ومظلم .رائحته النتنة تسيطر عليه .طوال يومين احست بان نهايتها قربت وان لا مفر خاصة بعدما اخذوا منهم كل اوراقهم وهواتفهم المحموله .
حتى الطعام اكتفوا بتقديم بعض من قطع الخبز الجافه وشوربة خضار طعمها لاذع من فساد الخضار فيها .
اړتعبت صافى لمجرد الفكرة .حتى انها كانت ترتعش كلما سمعت خطوات الضباط يقتربن
فاقت فوجدت نفسها نائمة على سرير وثير ونظيف .نظرت حولها فى هلع والى ملابسها التى ترتديها خاصة حين وجدت نفسها ترتدى قميص رجالى .وقفت فوق السرير وامسكت بالاباجورة التى بجانبها استعدادا للدفاع عن نفسها فى حال ظهور احدهم .وفجأة تسمرت مكانهاوهى تجده امامها بتيشرت ابيض ضيق وشورت قصير .يحمل صينية طعام وعصير
صافى انا فين وايه اللى جابنى هنا وانت ....
قاطعها قائلا وهو يضع الصينية امامها بنفاذ صبر
سارى اقعدى كلى بسرعه وغيرى هدومك بسرعه عشان لازم نسيب البلد دى النهاردة
اعادت الاباجورة مكانها وجلست على السرير الا انها لاحظت انها لاترتدى الا قميصه وان ساقيها تظهران .ابتسم حين وجدها تشد القميص اكثر للاسفل فقال وهو يقدم لها شطيرة
تناولت الشطيرة منها والتهمتها بنهم قائله بفضول
صافى ممكن تقولى انا جيت هنا ازاى انا اخر حاجة فاكراها انهم ......
عبست فور تذكرها وتوقفت عن المضغ فى حزن .علم ما تفكر فيه فطمأنها قائلا
سارى مټخافيش محدش لمسك
سارى بثقه الحيوان ده بالذات غار فى داهية ومش هيقدر يضايق اى واحدة تانى
صافى بهلع قټلته
سارى قصدك قټله واحد زميله ..احنا مالنا ..انا يدوبك قلت له يخرجك بأى طريقه ..والطريقه الوحيدة اللى فهمها تقريبا هى القټل
سارى بهدوء وعيناه تنظران اليها بتمعن تقدرى تقولى اللى يخليكى مديونه ليا عمرك كله
عادت لمصر وحدها بعدما اطمأن
لاقلاع الطائرة بها بينما سافر هو الى بلدته
الجزء 567
جلس خلف مكتبه الفخم واضعا قدمه فوق المكتب ينفث دخان سيجارته الغاليه فى هدوء مراقبا دخانها يتطاير امامه
اقترب منه فهد صديقه حاملا فنجان قهوته قائلا له
فهد يااه كل ده تفكير ..اول مرة اشوفك بالحال ده يا سارى ..كل ده عشان البنت دى
سارى بهدوء اللى غايظنى انها ولا كأنها موصومة ..وقحة وبترد بجرأة لاء بوقاحة وكانها ندا ليا
فهد مفكرا يمكن من وجهه نظرها عادى ..يعنى انت عارف فى ناس عايشين بالفكر الامريكى اللى هو عادى انى اعيش مع واحد من غير جواز ..وعادى انى اخلف واربى ابن لوحدى حتى لو مش ابن شرعى ..الفكر العلمانى المتحرر اللى سيطر على عقول بعض المثقفين فى مجتمعاتنا العربية بتوع حرية الانسان والهبل ده
سارى مش عارفه ..شكلها ميديش ده ..يعنى لبسها محتشم ..وبتاعه شغل بس جايز
فهد طيب كبر دماغك منها ..هو انت ناقص نسوان ..دول تحت رجليك بالعبيط
سارى بشغف لاء ..دى غيرهم
..عاوزها ولو لليله لا ليله مش كفاية ..عاوزها لحد لما الاقيها مکسورة اودامى ..اشوفها بټعيط وتبوس ايدى عشان بس احن عليها
ضحك فهد قائلا بس خلى بالك لاحسن تقع فى حبها ياخفيف
سارى ساخرا انت مچنون ..دى حشرة اخد منها غرضى وارميها زى غيرها
فهد ورهف زوجتك وضعها فين من كل ده
سارى بضيق موجودة ومش موجودة ...ولا يفرق معاها اللى زى رهف دى اهلها فهموها ان الراجل مادام بيلف ويرجع لبيته مش مهم اى حاجة تانية
فهد يعنى مبتحبكش
سارى ولا انا عمرى حبيتها طول عمرها كانت بنت عمى ودلوقتى ام العيال وشريكتى اللى مسكانى من رقبتى
فهد ضاحكا انت عارف انت ايه مشكلتك انك عمرك ماحبيت بجد يمكن لو كنت حبيت من قلبك مكنتش تبقى بتخبط بالشكل ده وانت فى الاربعين
ضحك سارى قائلا احب !!! انت مچنون حب ايه اللى بتتكلم عنه انت قلتها بنفسك محبتشى قبل كده هجى وانا فى قمه نضجى ووضعى ده واحب واضيع هيبتى ومكانتى عشان واحدة بس وانا قادر اجمع حواليا جيش من الستات بفلوسى
فهد بفلوسك !!! بس مش عشان شخصك هو ده الفرق بين الحب وبين المتعه واحده هتحبك وتعشق تراب رجليك من غير مقابل وواحدة هتبقى عبده ليك مقابل قرشين
سارى طيب ياحكيم عصرك يلا تعال نتغدى عشان جعت
الجزء الخامس
عاد للقاهرة بعد غياب شهر تقريبا ..
راقب حضورها من خلال زجاج مكتبه المطل على صاله التحرير .كانت جميله لا يستطيع ان ينكر هذا حتى مع انكارها هى نفسها لجمالها بتلك التسريحة الغبية التى تلملم بها شعرها الاسود بإهمال فوق رأسها وتلك النظارات الطبيه الحمقاء التى ترتديها .وملابسها الطفولية والتى تقتصر على الجينز والبلوزات البسيطة ...تخيلها وهو يراقبها ترتشف كوبا امامها .بفستان سهرة مثير يظهر مفاتنها .نفث دخان سيجارته الكوبى امامه وابتسم فى خبث لمجرد تخيله لها
ضغط على زر سكرتيرته ريم قائلا لها
سارى ابعتيلى الاستاذة رئيسة قسم صفحة المرأة حالا
تراجع بعض خطوات للخلف سمع طرق على الباب اجاب بالدخول
دخلت اليه كانت هادئه على عكس عادتها منذ عرفها اقترب منها قائلا لها
سارى مفيش حمدلله على السلامهاستنيتك تيجى تسلمى زى باقى زمايلك على الاقل عشان تشكرينى على انى انقذت حياتك
تضايقت لكلماته وهى تنظر اليه بعينان غاضبتان قبل ان تسيطر على ڠضبها قائله بهدوء
صافى متشكرة جدا وحمدلله على السلامة اى اوامر تانية
استدارات لتنصرف الا انه امسك بيدها فإنتفضت وتلبكت وظهرالغضب اكثر على وجهها قائله بعصبية
صافى لو سمحت مش معنى ان انقذتنى ان ده يديك الحق انك تتخطى حدودك معايا انا كنت فى مهمة تبع شغلى يعنى انقاذك ليا واجب عليك او على الجريدة لانى فى النهاية محسوبة عليكم بإعتبارى موظفه عندكم
قاطعها قائلا انتى عارفه انا دفعت كام
اجابته بهدوء لو حابب تخصمه من مرتبى ...
قاطعها مرة اخرى قائلا وهو يتقدم ناحيتها اكثر قائلا
سارى انا مستعد ادفع لك قد اللى دفعته ولو ان كده البيعه تبقى خسرانه اووى معايا
نظرت اليه بهدم فهم قائله بيعه ايه مش فاهمة حاجة
تفحص جسدها بوقاحة قبل ان يقول انك تبقى ليا ..ملكى يعنى فى العادة بحدد الوقت أد ايه بس معاكى هسيبها مفتوحه يعنى عقد مفتوح المدة
عقدت حاجبيها فى ضيق قائله انت سامع نفسك بتقول ايه يعنى مستوعب انت بتعرض عليا ايه
سارىبعرض عليكى الجواز
صافى جواز عرفى !!! ده انت لو عرضت عليا جواز رسمى اودام الناس والله هرفضك ..انت فاكر نفسك ايه دون جوان عصرك
انت بالنسبة مش اكتر من راجل تافه معاه قرشين وفرحان بطوله وعرضه وبشوية الستات التافهة اللى بتجرى وراه ولعلمك انت من غيرك فلوسك دى ولا تسوى حاجة
قالتها وخرجت من امامه تاركة اياه واقفا مكانه متوعدا اياها بإذلالها عما قريب
فى الايام القليله التى تلت اخر مواجهة مباشرة لهم سويا تلاشت صافى اى مكان قد يجمعهما سويا وان كانت نظراته الناريه اليها كلما مر بصاله التحرير اثناء دخوله اوخروجه او حتى اثناء جولاته بين اروقه المكاتب
ذات يوم دخل طارق طليقها الى صاله التحرير استقبله عبدالحميد واوصله بنفسه الى مكتب سارى
جلسا ثلاثتهم فى المكتب يحتشون القهوة ثم تحادثا حول عقد الاعلانات الجديد
ظل سارى طوال الجلسه يتفحص طارق وهو ينفث دخان سيجارته بهدوء كان شابا فى منتصف الثلاثين على مايبدو من هيئته وسيم رغم لونه القمحى عريض الكتفين يبدو انه رياضى مواظب من عضلات صدره والتى تبرز تحت قميص بدلته الفاخرة
وضع طارق بعض الشروط من اجل تجديد العقد خاصة فى صفحات المرأة والتى طالب فيها ان تهتم اكثر بعرض ازياء مجموعه شركته الجديدة للفاشون
ظل سارى صامتا يستمع اليه والى عبدالحميد والذى ناقشه بهدوء فى استحاله وضع مثل هذه المواد فى صفحة المرأة التى تديرها صافى نظرا لكونها صفحة تحقيقات اكثر منها صفحة ترفيهية تهتم بالموضه وخلافه
وقتها طلب طارق ان يبعثوا للمختص بإدارة الصفحة ليتواجد بينهم من اجل مناقشه الامر معه
فهم سارى
مايدور برأس طارق الا انه وافقه وطلب من ريم ان تبعث بصافى اليهم ربما أراد أن يرى رد فعلها حين ترى طليقها الذى رمى اليمين عليها ليله زفافها واتهمها پتهمة بشعه تمس اخلاقها
دقائق ودخلت صافى ...زمت شفتيها فى ضيق فور رؤيه طارق الا انها تماسكت وجلست قبالته فى هدوء ورزانه كما لو انه شخص غريب لم تعرفه من قبل .
بدأ عبدالحميد الحديث بعرض طارق عن اضافه متطلباته للصفحة التى تديرها صافى مقابل تجديد عقد اعلانه والذى يساوى الملايين
جاء رد صافى فجأة بهدوء ونظرات حقد تجاه طارق قائله
صافى وان قلت لاء
عبدالحميد بلهجة توسل ليه بس ياصافى يعنى ماهو كله
للمرأة
صافى بحدة لاء حضرتك الماكياج والفاشون واحدث صيحات الوان الروج لهم صفحة لوحدهم تقدر تحط اى اعلان فيهم انما صفحتى بتهتم بقضايا المرأة اللى هى اكبر من اللون الكشمير موضه ولا البينك
تكلم طارق موجها حديثه اليها قائلا وانتى بقى صلاحياتك هنا ايه عشان تقررى تحطى
اعلاناتى اللى بتدخل ملايين للجرنال فين ولا ايه يااستاذ سارى
تدخل سارى قائلا فى جدية بص يااستاذ طارق مش هنكر ان اعلانات شركاتكم بتدخل عائد كويس للجرنال بس ده زمان كان يفرق اووى مع المالك السابق انما فى الوقت الحالى يستحيل هفرض المادة الاعلانية على المحتوى التحريرى للصفحات يعنى حضرتك عاوزنى افرد لك صفحات لاعلانات شركتك اعمل ملحق كامل معنديش مانع بس مش على حساب جودة مواضيع الجرنال
نظرت اليه صافى غير مصدقه لما يقوله بينما صعق طارق وبرزت عروقه من الڠضب قبل ان ينظر لصافى ثم لسارى قائلا وهو ينهض واقفا بلهجة ټهديد
طارق يبقى اراجع فكرة ان كنت هعمل اعلان فى جرنالكم من عدمه
وقف سارى قائلا وهو يمد يده اليه قائلا بثقه براحتك وعامة مكتبى مفتوح لك اى وقت
سلما على بعضهم قبل ان يستأذن طارق فى الانصراف وهو يرمق صافى بنظرات بينما ظلت هى فى نفس جلستها بثقتها المعهودة
اصرعبدالحميد ان يرافق طارق لباب الاسانسير نهضت صافى كى تغادر المكتب هى الاخرى الا ان سارى اغلق الباب ليمنعها من الرحيل نظرت اليه بتحدى فبادر قائلا
سارى