الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه انا لها شمس

انت في الصفحة 29 من 122 صفحات

موقع أيام نيوز

خلال نظارتها الطبية بينما تتحرك أناملها فوق لوحة الكتابة بسلاسة وطلاقةقطع إندماجها صوت رنين هاتفها الجوال لتتوقف وتنظر عليه وبلحظة اعتلت إبتسامتها ثغرها ليضيء وجهها تلقائيا حين وجدت نقش حروف اسمه التي زينت الشاشة لتحول من قلبها الهادئ لمتراقصخلعت عنها النظارة ثم أمسكت الهاتف لترد بصوت بذلت قصارى جهدها ليبدوا هادئ 
ألو
هتصدقيني لو قولت لك إن دي أرق ألو سمعتها في كل حياتي نطقها بصوت يفيض رجولة لتبتسم قائلة بعدما أرادت مشاكسته 
وبعدين معاك يا سيادة المستشاربالراحة عليا أنا مش قدك
بصوت صادق أجابها 
ده سيادة المستشار هو اللي طلع غلبان ومش قدك
ليسترسل مخبرا إياها بملاطفة 
بقى أنا افضل طول الليل سهران علشان طيف عيون سيادتك ملازمني ومش سايبني في حالي ولما بصعوبة أنام الساعة تلاتة الفجر ألاقيك جاية لي كمان في أحلامي
ابتسمت بسعادة ليتابع باستنكار مصطنع 
لا واللي أفظع من كده إني ولأول مرة في حياتي من ساعة ما
اتعينت في النيابة أعمل مكالمة شخصية من مكتبيعلشان تتأكدي إنك قدرتي تسيطري على كل جوارح فؤاد علام وتخليه يكسر ويخالف ثوابت حياتهمش عارف هتوصليني معاك لحد فين
تنهد وبدأ بلف مقعده يمينا ويسارا باسترخاء ليتابع مستطردا بنبرة رجل يذوب عشقا 
غيرتيني قوي يا إيثار غيرتيني لدرجة تخوف
بقي إيثار المسكينة عملت كل ده في فؤاد علام! نطقتها بدلال جعل من قلبه هائجا متوهجا ليرد عليها بمراوغة 
والله ماحد طلع مسكين غير فؤاد علام 
ابتسمت وتحمحمت قبل أن تقول باستئذان متهربة من كلماته التي تسحبها لعالم مليء بالحالمية وليس هذا بالمكان المناسب لتلك المحادثات 
لو قولت لك إني مضطرة أقفل تزعل مني
مقدرش أزعل منك قالها بصوت حنون ليتابع مفسرا موقفه 
أنا أسف بجد أنا كنت مكلمك علشان أشتكي لك من طيف عيونك اللي عڈبني معاه طول الليل وكنت مقرر أقفل بسرعة علشان معطلكيش عن شغلك
واستطرد بصوت متأثر 
بس كعادتي معاكالكلام مبيخلصش وجملة بتجر جملة وموضوع بيجيب موضع وبنسى الوقت وياك 
إيثار نطقها حين طال صمتها كي يطمئن عليها ولكنإين هي إيثار لقد ذابت الفتاة كقطعة شيكولاتة وقعت بكوب من الحليب الساخن لتنصهر وتذوب في الحالانتبهت فور نطقه لاسمها لتقول ببحة مؤثرة بصوتها
نعم
عنيك حلوة قوي قالها قاصدا وهو يبتسم بخبث بعدما تيقن من إنصهار مشاعرها من أثر كلماته الساحرة ليتابع مسترسلا بعدما قرر أن يرأف بحالتها 
انا هقفل علشان تشوفي شغلك وهكلمك على الساعة عشرة بالليل
وافقته فأنهى المكالمة لتتنفس بعمق وباتت تتفقد حرارة وجنتيها التي توهجت جراء كلماته التي نقلتها لعڼان السماء 
بينما وقف هو ليتحرك حتى وصل لنافذة مكتبه الزجاجية ووقف يتطلع للبعيد بعينين لامعتين بوميض الهوىانتشى داخله وبلحظة تعجب وبات يلوم حالهكيف سمح لعقله الواعي بالإنجراف كالمغيب خلف مشاعره الهوجاءمازالت مخاوفه من تكرار الماضي تلاحقه برغم محاولاته بالمضي قدمابالنهاية قد وقع صريعا لعيناها لكنه سيوازن اموره بالتأكيد ولن يسمح لأخطاء الماضي بأن تتكرر 
داخل الحديثة الخاصة بمنزل نصر البنهاوي
تتجاورتان سمية وياسمين الجلوس لتنطق الاولى بنبرة بائسة وقد اكتسى وجهها بالحزن واليأس 
أنا تعبت يا ياسمين ومبقتش عارفة أعمل إيهكل يوم بيعدي وبيقربنا من الإنتخابات بحس إن روحي بتتسحب مني مصيري بقى متعلق بالإنتخابات ونهاية حياتي مع عمرو بتقرب
وعلى حين غرة التفتت إليها لتهتف بنبرة حاقدة 
ده أصلا مش طايقني لا أنا ولا البنت لوحده تخيلي بقى لما اللي إسمها إيثار دي ترجع هيعمل فينا إيه ده الواد لما بييجي بينسيه الدنيا وما فيها أمال لما هي بنفسها تيجي هيعمل معاها إيه
تنهدت لتجيبها بما يطمئن قلبها 
إوعي تكوني فاكرة إنها لما هترجع البيت هتتعامل زي قبل الطلاق إيثار قيامتها هتقوم بمجرد رجوعها للبيت ده تاني وحب عمرو وجنونه بيها مش هيشفع لها عند ستهم اللي خلاص حطيتها في دماغها وناوية تطلع القديم والجديد كله على چتتها
لتسترسل بشفقة ظهرت فوق ملامحها 
طب تصدقي باللي خلقكرغم إن إبن إيثار بينغص عليا حياتي كل ما ييجي هناإلا إنها صعبانة عليا قويدي هتشوف أيام أسود من قرن الخروب وبكرة تقولي ياسمين قالت
رفعت كفيها وهي تنظر للسماء وتنطق بكلمات تقطر حقدا وغلا
إلهي ما تشوف غير الهم والحزن في حياتها إيثار بنت منيرةربنا
ينتقم منها بحق الظلم اللي شفته من جوزي أنا وبنتي بسببها
انتفضت كلتاهما على صوت مروة التي باغتتهما وهي تهتف من خلفهما 
يخربيتك ولية بجحة عديمة الحياإنت مصدقة نفسك وعاملة فيها مظلومة يا عقربة بقى إيثار هي اللي ظلمتك يا عرة النس وان! 
واسترسلت بنظرات
مذهولة 
أمال لو مكناش قافشين ك مع جوزها وفي قلب فرشتهاصحيح
اللي اختشوا ماتوا
قالت كلماتها الأخيرة وهي ترمقها بازدراء لتهب الأخرى من مكانها هاتفة وهي تلوح بأصبع كفها بنظرات كارهة 
تعرفي إيه أكتر حاجة حاړقة دمي يا مروة إني مش قادرة أمد إيدي عليك علشان ستهم مش هتسكتلولا كده كنت جبتك من شعرك وحطيتك تحت رجليا وعرفتك مقامك صح
لو بنت رجالة بصحيح إعمليهاومش هقول لك ستهم هتعمل فيك إيه لا نطقت كلماتها باستفزاز لتسترسل بكبرياء بعدما رفعت قامتها لأعلى 
أهلي هما اللي هيمحوك إنت والعرة أبوك اللي عرف بفض يحة بنته واتكتم علشان فلوس ونفوذ نصر البنهاوي ولا إنت نسيتي أنا بنت مين وإن عيلتي تاني أكبر عيلة في البلد بعد البنهاوية
ارتسمت ابتسامة ساخرة فوق ثغرها لتسترسل بإهانة 
ولا أنت فاكرة الناس كلها واقعة وملهاش أصل زيك
وصل داخلها لحد الاشتعال لتهرول مسرعة للداخل لعدم وجود كلمات تجابه بها تلك التي انطلقت بوجهها كمدفعية ألقت بقذائفها القوية بوجهها أطلقت ياسمين ضحكة عالية لتنطق باستحسان وهي تنظر لتلك الواقفة تتطلع على تلك البغيضة وهي تهرب للداخل بابتسامة نصر 
جدعة يا بت يا مروة نسفتي جبهتها وجبتيها الارض
الټفت لها لترمقها بنظرات قوية وهي تهتف پغضب 
ولما أنت شمتانة فيها كده قاعدة تسمعي لها وتشجعيها على كلامها الفارغ ده ليه!
تحركت لتجلس بجوارها لتتحدث الأخرى وهي ترفع كتفيها بلامبالاة 
يعني هقولها إيه إديها بترغي وانا بسمع وبعدين انا لا بطيقها ولا بطيق اللي اسمها إيثار كفاية عليا إبنها اللي كل زيارة يقلب جوزي وحماتي علياوكأنه بمجيته بيفكرهم إني مخلفتش الولد
وهي إيثار وابنها ذنبهم إيه علشان تحاسبيهم بجهل دماغ جوزك وحماتك قالت كلماتها الصادقة لتسترسل بسخط 
وبعدين سيبك من إيثار إنت إزاي أصلا تقعدي مع واحدة خاطية زي ديدي واحدة خانت اعز صاحبة ليها يعني ملهاش أمان والله بستغربك قوي يا ياسمين
لاحت الاخرى بكفها بلامبالاة وهي تقول 
سيبك من الكلام ده شكل الدنيا هتولع في البيت بعد الانتخابات ومحدش عارف إيه اللي هيحصل
ربنا يسترها يا ياسمينبس شكل اللي جاي مفهوش خير لحد أبدا نطقت كلماتها بتأثر خوفا على تلك ال إيثار
ذهبت إلى مدرسة صغيرها كي تجلبه بعدما اخبرتها المشرفة بأن السيارة الخاصة بنقل الاطفال ذهبت إلى الصيانة فاضطرت للاستئذان مبكرا من عملها والذهاب إلى المدرسة وما أن ترجلت فوجئت بوجود ذاك ال عمرو الذي اتفق مسبقا مع المشرفة لتقول هكذا ل إيثار بعد أن أعطاها مبلغا كبيرا من المال لم تستطع رفضهزفرت بضيق وتحركت باتجاه بوابة المدرسة ليقترب منها قائلا بعد أن قطع طريقها 
إستني يا إيثارأنا عاوز اتكلم معاك في موضوع مهم
رمقته بنظرات حاړقة لتهتف بنبرة حازمة 
إنت شكلك مفهمتش كلامي كويس المرة اللي فاتت وبتصرفاتك الغبية دي هتضطرني أبلغ البوليس
إسمعيني لأخر مرة وبعد كدة إبقي إعملي اللي إنت عوزاه نطقها بعينين مترجيتين ليسترسل بذات مغزى
مش يمكن كلامي يعجبك
أخذت تقلب عينيها بضجر وسخط ټلعن بسريرتها غباء ذاك الحقېر ليباغتها قبل ان ترفض 
عندي عرض ليك إسمعيه وقولي لي رأيك
إتفضل غني وسمعني قالتها بسخرية ليبتلع غصته من جفاء معاملتها ويقول متجاهلا إھانتها 
أنا اشتريت فيلا في كمبوند هيعجبك قوي وهكتبها بإسمكوهنقل ليوسف في مدرسة إنترناشيونال هناك واخليه يعيش ولا الملوكبس إنت وافقي وخلينا نرجع ونعيش مع بعض ووعد مني مش هنزلك البلد أبدا هعيش معاك هنا حتى لو ابويا هيقاطعني فيها بس مش هسمح لحد يمسك بكلمة تأذيك
تنفست لتجيبه بعدما فقدت القدرة على المجابهة 
طب بص بقى يا عمرو علشان تريح نفسك وتريحني معاك لو أنت أخر راجل في الدنيا
وحياتي واقفة عليك ولو بقائي في الدنيا مرتبط بيك إنت بالذات أنا متنازلة عن حياتي ومش عوزاهافيه اكتر من كده
وكأنه في عالم موازي ولم يستمع لحديثها الكاره 
يا إيثار أرجوك حاولي تفهميني أنا مش قادر أكمل حياتي من غيركمن يوم ما سبتيني وأنا حاسس إني مېتمبقتش بحس بأي حاجة ومبقاش فيه حاجة تفرحنيإنت الست الوحيدة اللي انا حبيتها في عمري كله
وعلشان كده خن تني مع ژبالة البلد كلها نطقتها بتهكم لتتابع بسخط 
الژبالة اللي إنت متجوزها مكنتش أول واحدة تخ ني معاها
هز رأسه بنفي كي لا يفقد إحترامها اكثر من هذا ليقول بتضليل 
لا يا حبيبتي صدقيني ده كانت أول وأخر غلطة في حياتي
صاحت وهي ترمقه باشمئزاز 
كذاب الحقېرة اللي إنت خن تني معاها بعتت لي رسايل ژبالة بينك وبين الاشكال الشمال اللي كنت ماشي معاهم في الوقت اللي كنت بتستغفلني فيه وتقول لي إني حب حياتك واسترسلت بنبرة تحمل الكثير من الإشمئزاز 
إنت أول واحد إدي له الأمان واسلمه روحيبس طلعت خاي ن وطعنتي وغدرت
بياجاي تلعب عليا وفاكرني مغفلة وهصدقكقولتها قبل كده للحقېرة مراتك لما كلمتني تحذرني من إني أحاول أقرب منكوهقولها لك إنت كمان ويارب تفهم
واستطردت وهي تشمله باحتقار
محدش بيرمي نفسه في الوحل تاني بعد ما ربنا رضي عنه وخرج منه سالم
سمية كلمتك إمتى سؤالا
وجهه لها بعينين تطلق حمما چحيمية لتجيبه باشمئزاز
روح إسألها بنفسك وبالمرة خليها تبعد عني وإنسوني بقى وخرجوني من دماغكم إنتم الاتنين
لتسترسل بنبرة ټهديدية 
وقسما برب العزة يا عمرو ما هعمل حساب لإبني اكتر من كده ولو ظهرت قدامي تاني حتى لو صدفة لأبلغ عنك واللي يحصل يحصل
قالت كلماتها لتنصرف للداخل وتركته غارقا في أفكاره وما فعلته تلك الحقېرة
ليلا بمسكن عزيز ونسرين الخاص 
كان يتمدد فوق فراشه الخاص بغرفة نومهساندا برأسه على ظهر التخت يتطلع أمامه بشرود تام وملامح وجه مكفهرة ليلتفت لتلك التي ولجت وبيدها صينية تحمل فوقها كوبين من الشاي الساخن لتضعها فوق الكومود وتعتدل تجاور زوجها الجلوس فوق الفراشناولت زوجها كوب الشاي لتسأله بعدما لاحظت امتعاض ملامحه 
مالك يا عزيز 
إعتدل جالسا ليتناول منها كوب الشاي وهو يزفر بقوة أظهرت كم الڠضب الكامن بداخله ليهتف بنبرة حادة 
الحالة كل مادا بتضيق ونصر مش راضي يرجعني انا ووجدي مع رجالته إلا لما أرجع له الهانم للبيه إبنه
واستطرد بأعصاب مشټعلة 
وابويا حط لنا العقدة في المنشارقفلت

زي الدومنا ومش لاقي لها حل خلاص
لوت فاهها واستدارت بجسدها تتناول كوب الشاي لترتشف منه بعض القطرات ثم تنهدت بصوت عالي لتقول 
عم غانم ده راجل غلبان واختك عاملة
28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 122 صفحات