الخميس 19 ديسمبر 2024

روايه انا لها شمس

انت في الصفحة 61 من 122 صفحات

موقع أيام نيوز

علام زين الدين
هدأت قليلا ليتابع تهدأتها بكلماته الصادقة 
أنا وعدتك إن مفيش مخلوق هيقدر ياخده من حضنك حتى لو هستعمل نفوذي ونفوذ أبويا
واستطرد بثبات وذو مغزى 
بس إن شاء الله مش هحتاج لكده
تمسكت بكفيه بقوة لتنطق بنظرات توسلية 
إوعدني إنك مش هتتخلي عني ومش هتخلي حد ياخد يوسف مني يا فؤاد
أوعدك يا قلبيأرجوك إهدي بقى قالها بنظرات حنون لتهز رأسها بطاعةإقترب منها وضمھا لأحضانه بقوة وتعجب باستغراب لتجاوبها معه فقد شددت من عناقة وكأنها تطمأن حالها بالقرب من قلبه التي تستمع لدقاته العاليةشدد من ضمته وكأن كلا منهما وجد ملاذه الأمن داخل أحض ان الأخر ابتعد قليلا ليتطلع عليها فوجدها تتمعن بعينيه بحالة من الهيامحكت العيون وقامت بڤضح كلاهما وما شعر بحاله إلا وهو يقترب وأخيرا ابتعدا كلا منهما مجبرين لحاجتهما القوية للهواءباتا يأخذا أنفاسهم اللاهثة بقوة وصدريهما يعلوان ويهبطاهدأت أنفاسهما قليلا لينظر من جديد لها فقد كان بحاجة للقرب أكثر وجاهد حاله كي لا يجعلها تنفر منه أو تحزن عندما يراودها شعورا بإستغلاله لحالة ضعفها تلك بعد ان تعي لحالها تحمحم ليتحدث بنبرة عاقلة لقلب يذوب غراما 
أنا عارف إنك بتحبيني ومتأكد من إنك عوزاني زي ما أنا عاوزك بالظبط
واستطرد بنبرة تشع حنان كي يزرع داخلها شعور الطمأنينة 
وعارف إنك مشوشة وإن اللي حصل لك بعد ۏفاة عمي غانم مأثر على تفكيرك وأنا عاذرك خدي الوقت اللي يكفيك وأنا هفضل مستنيكعمري ما همل من الإنتظار
ابتسمت بحنان ليسترسل متعمقا بعيني تنطق عشقا وتفيض حنانا 
عاوزك تعرفي إني عمري ما حبيت قبلكوإن إنت الست الوحيدة اللي قدرت تسيطر على قلبي وتملك زمامه يا إيثار
بلهفة نطقت بعيني متشوقة للإجابة 
بجد يا فؤاد 
بجد يا عيون فؤاد فبرغم تجربة الزواج السابقة لكل منهما إلا أنه يتذوق كل شئ مع الحبيب وكأنه يحياه للمرة الأولىصدق من قال أن كل شيئا مع الحبيب مختلف 
قاد السيارة من جديدعادت تلك الحالمة إلى المنزل لترتمي فوق الفراش وكأنها فراشة تهيم في سماء العشق وما كان حاله ببعيد عنهابعد قليل نزلا ليتناولا العشاء ثم انتقلا إلى الحديقة وقضيا ليلتهما يتبادلان اطراف الحديث فيما بينهما أمام حوض السباحة حتى تأخر الوقت كثيرا فاضرا للصعود كي يغفوا هو بضعة ساعات قبل ذهابه إلى العمل
فاقت من نومها في حدود الساعة العاشرة تناولت إفطارها وصعدت من جديد لترتدي ثيابها كي تستعد للذهاب إلى شقتها الخاصة لجلب بعض الثياب التي تحتاج إليهاولجت عزة لتسألها باستفسار 
استأذنتي من سيادة المستشار
أجابتها بلامبالاة ترجع لعدم اعتمادها على أحد منذ البعيد 
هستأذن منه في إيه يا عزةهو أنا مسافرة أنا رايحة بيتي اجيب شوية حاجات ناقصاني وراجعة على طول
يا بنتي ليزعل قالتها بارتياب لتجيبها الاخرى وهي تتحرك للأمام 
متقلقيش فؤاد عقله كبير
ذهبت إلى شقتها جلبت بعض حاجتها الخاصة بها وبيوسف وايضا عزة وعادت سريعالم يعد فؤاد ظهر هذا اليوم لانشغاله بقضية غاية في الأهمية عاد ليلا ليوقفه رجل الحراسة ليقول له 
فؤاد باشامدام إيثار خرجت النهاردة وأنا حاولت أخلى حد من الحراسة يروح معاها بس هي رفضت
تحولت عينيه لحادة ليسأله بنبرة هلعة 
يعني إيه خرجت لوحدها! 
أومأ له بإيجاب ليقول بنبرة غاضبة 
وإنت لزمتك إيه قدام البوابة يا بيهأنا مش قايل لك لو حصل أي حاجة تتصل بيا فورا وتبلغني! 
يا سعادة الباشا أنا اتصلت بيك كتير جدا وجنابك كنت بتكنسل عليا قالها الرجل بجسد مرتعش ليدخل سريعا بعدما وبخ الرجل وتوعد له بالعقاپ صعد السلالم بطريقة اظهرت كم غضبه ليقطع طريقه هبوط إحدى العاملات وحظها السئ الذي واجهها بذاك الثائراستشاط ڠضبا ليقول بملامح وجه لا تبشر بخيرا 
بلغي إيثار هانم إني مستنيها في اوضتي عشر دقايق وتبقى قدامي مفهوم
اړتعب جسدها لتهز رأسها ببلاهة وتسرع خلفه ولج هو لغرفته لتدخل هي بسرعة وهي تقول لتلك الجالسة فوق فراشها تتطلع على جهاز الحاسوب بتعمق 
فؤاد باشا مستني جنابك في جناحه وبيستعجلك يا هانم
قطبت جبينها متعجبة طلبهارتدت معطفا فوق المنامة البيتية وتحركت إليه دقت الباب بهدوء لتستمع لصوته الحاد من الداخل فتحت الباب لتجده مواليها ظهره المتصلب من شدة غضبه وخوفه عليهاتحمحمت لتنطق بصوت هادئ 
مساء الخير يا فؤاد
باغتها بإلتفافه السريع ليرمقها بنظرات حادة كالصقر وهو يسألها متجنبا تحيتها 
إنت خرجتي من البيت النهاردة
تحمحمت لتجيبه بتلقائية 
أهروحت شقتي علشا 
قاطع حديثها بقوة لينطق متجاهلا أسبابها بطريقة فظة أشعرتها بالإهانة 
ميهمنيش رايحة فين وليه أنا اللي يهمني هو إزاي تخرجي من البيت من غير إذني لا وبتعاندي مع الحرس اللي حب يعرفك إني منبه محدش يخرج من غير ما أكون عارف وأنا بنفسي اللي مدي أوامر للحرس بخروجه
واستطرد پجنون عندما جال بخاطره فكرة أن نصر أو عمر كان يراقب تحركاتها وأصابها بمكروه
ده أنت من جبروتك رفضتي إن الحرس يرافقك
هتفت تسأله بحدة بعدما أثارت طريقته المقللة لشأنها لحنقها 
هو أنا تحت الإقامة الجبرية ولا إيه سيادة المستشارولا اكونش محپوسة وأنا مش واخدة بالي
هتف بنبرة مشټعلة من طريقتها الحادة
الغلطان بيعتذر يا مداممش بيرد على مواجهته بأخطائه ببجاحة
صاحت بنبرة غاضبة ترجع لعدم تقبلها لطريقته المهينة لشخصها 
أنا ما أسمحلكش تكلمني بالطريقة دي 
اتسعت عينيه ليرمقها باشتعال وهو يقول پغضب متعجب 
إنت إزاي بجحة كده لا بجد إزاي يعني غلطانة وخرجتي بدون إذني وعرضتي نفسك للخطړده غير إنك خليتي شكلي زي الزفت قدام الحرس وكمان مش عاجبك!
صاحت بحنق رافضة لفرض قيوده عليها 
أنا حرة وإنت والحرس بتوعك تروحوا تفرضوا أوامركم على أي حد غيري
هتف مزمجرا بعدما اتسعت عينيه بحدة من شراستها 
إنت مش حرة يا هانمالبيت ده ليه قوانين وقواعدوطالما قعدتي فيه يبقى سيادتك مجبرة تلتزمي بقوانينهمش سويقة هي علشان تتصرفي من مزاجك 
تراجعت للخلف وهي تبتلع ريقها بتوتر وقد کسى
الخجل والإحراج وجهها ليسترسل الأخر بطريقة أكثر عڼفا متغاضيا عن صډمتها من حديثه 
ليك حدود في البيت دهوياريت تلتزمي بيها علشان متشوفيش الوش التاني لفؤاد علام واللي أكيد مش هيعجبك 
كانت تستمع إليه ومقلتيها متسعتين للغاية تهز رأسها لاإراديا بعدم استيعاب لتلك الحالة التي ولأول مرة تراه عليها
أولته ظهرها لتسرع إلى الباب وتهرول للخارج بعدما اغلقته بقوة هزت أركان الحجرة بخطوات سريعة وصل إلي الباب وكاد أن يخرج خلفها ليلحق بها ويعتذر عما بدر منه بلحظة ڠضب ترجع لخوفه الشديد عليهالكنه تراجع باللحظة الأخيرة بعدما أمسك بمقبض الباب استعدادا لفتحه عاد خطوتين للخلف لتكفهر ملامحه وهو يهز رأسه باستسلام مطلقا زفرة حادة تنم عن مدى غضبه واشتعال روحه وضع كفه فوق شعر رأسه ليجذب خصلاته للخلف بطريقة عڼيفة اظهرت كم الڠضب الذي اعتراه
عودة لتلك التي ولجت لغرفتها المخصصة لها لتغلقها خلفها وترتمي على ذاك المقعد المجاور للتخت شرعت پبكاء مرير يقطع نياط القلب شهقت بقوة ولعنت حالها وغباءها الذي صور لها أنه بالفعل أصبح قريبا منها للحد الذي يسمح لها بالتحرك بحرية في المنزل خرجت منها شهقة قوية عبرت عن مدى القهر الساكن بداخلها لأول مرة بكامل حياتها توضع بمثل هكذا موقف شعرت بالمرارة على ما وصلت إليهلما فعلت هذاهي التي وضعت قوانينها بعدم السماح للاخرين بالقرب منها بعدما رسمت حدودها الخاصة بعدم الإقترابلما كسرت حاجزها التي شيدته طيلة تلك السنوات لتقترب منه لهذا الحد بل وتسمح له بالغوص بداخل أعماقها واستكشاف ما بهاباتت تسب وټلعن حالها على موافقته لعقد القران الذي من الواضح بأنه سيتخذه للتحكم بها وفرض قيوده عليها ضلت على هذا الحال لفترة طويلة حتى شعرت بتملل صغيرها بنومه فتحركت سريعا إليه بعدما وجدته يرفع رأسه لاعلى باحثا عن مصدر أمانه الوحيد بتلك الغابة الموحشة وما أن اسرعت نحوه وسحبته لداخل أحضانها حتى استكانت روحه وعلى الفور عاد إلى غفوته من جديد تنهدت بضيق ثم أغمضت عينيها لتطبق جفنيها بقوة وتسمح لدموعها الحارة أن تنهمر من جديد ازدردت لعابها ثم تنهدت بهدوء بعدما اهتدت لخطوتها التالية والتي لابد أن تقوم بها منذ الصباح لحفظ ما تبقى من كرامتهاأمسكت هاتفها الجوال وضغطت على رقم عزة وانتظرت حتى جاءها الرد من تلك التي كانت تنعم بغفوتها وانتفضت على أثر ذاك الإتصال لتجيب بصوت متحشرج من أثر النعاس 
خير يا بنتيإيه اللي مصحيك لحد الوقت دي الساعة عدت من اتنين! 
تحمحمت لتجلى صوتها ثم تحدثت بصوت باكي لم تستطع السيطرة عليه 
جهزي شنطة هدومك علشان هنرجع لشقتنا أول ما النهار يطلع
ضيقت عينيها لتسألها مستفهمة 
إيه اللي حصل يا إيثار هو أنت إتخانقتي إنت وفؤاد!
إسمعي الكلام يا عزة وبلاش أسئلة كتير الله يخليك أنا مش ناقصة نطقت كلماتها بنبرة بائسة فاستشفت الاخرى أنها قد وصلت لذروتها من الڠضب فقررت الاستجابة لحديثها كي لا تزيدها على إبنتها التي لم تحظى بإنجابها لتجيبها بطاعة 
حاضر يا حبيبتي أول ما النهار يشق هطلع أساعدك في توضيب شنطك إنت ويوسف
أغلقت معها بدون إضافة كلمة أخرى لتتنهد وتندثر بجسدها للاسفل واضعة رأسها فوق الوسادة لتقع صريعة للنوم بعد عدة ساعات بعدما أنهكها البكاء 
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل السادس والعشرون 
_أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين 
وممنوع

نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية 
متمردةعنيدة شرسة ومستفزة أنانية ولا تهتم سوى بحاله اشعارها المرفوع دائما فليذهب الجميع إلى الچحيم ما دمت أنا بخيرألقاب حصلت عليها ويعلم الله أني بريئة من جميعهاولو أنهم تأنوا وغاصوا بأعماقي لوجدوا فتاة صغيرة تحتضن حالها وتحتويها بساعديها الضعيفيننظراتها المړتعبة تجول هنا وهناك بهلع مترقبة للأخطار المحيطة بها دومابجوارها سيفا حادا صنعته من صبرها وسنته بسعيها لحماية قلبها الموضوع بين الضلوعمن تسول له نفسه بمجرد الإقتراب منه تبادر بهجومها الضاري بمنتهى الشراسة لتظهر روح المحاربة الكامنة بداخلهاهي لا تحمي حالها ولا تهتم من الأساسجل ما يعنيها هو قلبها البرئ وفقطذاك المتمثل بصغيرهايوسف هذا هو قلبها الساكن بالضلوع والمحاط بسياج حديدي صنعته بكامل قوتها لحمايته.
إيثار غانم الجوهري
بقلميروز أمين
أتى الصباح واشرقت الشمس لتعلن عن ميلاد يوما جديدا بأمل جديد للجميع إلا من تلك الحزينة ذات الحظ السئ حيث فاقت باكرا بعينين ذابلة وجفون منتفخة بفضل بكائها الحاد ليلة أمس فهي من الأساس لم تغفو سوى ساعتين فقطأمسكت هاتفها وتحدثت إلى عزة وطلبت منها الصعود وبغضون دقائق معدودة كانت تقف أمامها لتسألها بفضول وإصرار بعدما رأت ملامح وجهها المنطفأةزمجرت الاخرى وأبت لكنها أضطرت لإخبارها تحت إصرار الأخرى القويلتهتف عاتبة بحدة بعدما استمعت لكامل ما حدث 
غلطانة يا إيثاروأنا قولت لك قبل ما تتحركي إنك
60  61  62 

انت في الصفحة 61 من 122 صفحات