الأحد 24 نوفمبر 2024

اهابه

انت في الصفحة 13 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز

ليه بس 
كانت تبحلق بعينيها محذرة إياه بنظراتها الغاضبة وهي تقول من بين أسنانها
خلاص يا زوجي العزيز انا قولت أني مش زعلانة ثم أكملت بخفوت
أنت هتستهبل علي الله تقرب أكتر من كدا 
رد سعيد المبتسم وهو يقول بمشاكسة 
خلاص يا واد يا مهاب انت ما صدقت ولا ايه 
تنفست هي الصعداء عندما وجدته ينصاع لذلك المړيض الذي يبدو أنه فاقد للذكرة 
مهاب وهو ينظر لسجي بمكر
ليه بس كدا يا عم سعيد ثم أستطرد بجدية
علي العموم ماشي يا سيدي لازم بقي تأخد العلاج ده ثم ناوله تلك الحبوب وكوب الماء الموضوع علي الطاولة التي بجانب الفراش وأسترسل 
ونام شوية وأنا هبقي أعدي عليك 
أنصاع سعيد له وكأنه طفل صغير يسمع من والده 
هو في إيه بالظبط ممكن تفهمني قالتها سجي عندما خرجا من غرفة ذلك المړيض
وضع يديه في جيوب معطفه الطبي الناصع البياض وهو يقول بتأثير
ياستي عم سعيد ده ولاده جابوه المستشفى هنا وبعد كدا معرفناش نوصل لحد منهم بمعني أصح رموا أبوهم وهربوا وهو طبعا عرف انهم عملوا معاه كدا لما محدش فيهم بقي يسأل عليه فحصل عنده أكتئاب وتحول الي فقدان للذكرة وانا أتوليت مسئولته علشان كدا تلاقي بيحبني وانا الصراحة مش بحب أزعله وبحب انفذ كل اللي يقولي
عليه قال كلمته الاخير وهو يغمزها 
ولكنها كانت في وادي أخر حتي انها أنهمرت دموعها كالشلالات علي وزادت حتي أضحت شهقات تفطر القلب 
ا خطوتين وهو يقول بقلق 
إيه ده مالك يا سجي بټعيطي ليه!
ردت من بين بكاءها المرير
ناس بترمي أبوها وناس قالت كلمتها وهي تركض من أمامه هاربة من أسئلة تعرف تماما أن الأيجابة عليها سوف تكون الأصعب 
في منطقه شعبية في احدى الحواري التي تتكدس بالطبقة الفقيرة وبالتحديد في شقة متهالكة يطرق الباب فيقوم محمد ذلك الاب مريض القلب الذي كان القلق ينهش بقلبه عندما أخبرته زوجته ان سلمى ابنته مريضه و انها سوف تذهب لكي تاتي بها هي وصديقتها سمر 
ايوه جاي حاضر حاضر قالها محمد بلهفة قلقة 
ثم اقترب من الباب وفاتحه ليرى زوجته وصديقة ابنته يسندان وحيدته التي يظهر على ملامح وجهها الاعياء الشديد بل القهر والاسى الذي حاولت سلمى ان تكمنه بشبه ابتسامة 
ايه يا حبيبتي مالك انت مش كنت نازلة كويسة الصبح!!! ايه اللي حصل ده 
دلفوا الى الداخل وجلسوا على ذلك الصالون المتهالك 
في حين قالت سلمى بمزاح يحجب خلفه مرارة لاذعة
مافيش حاجة يا بابا انت عارف اني فرفوره وبدوخ من اقل حاجة 
رد پتعنيف ابوي محبب
علشان قولتلك قبل ما تنزلي تاكلي أي لقمة وانت دماغك ناشف 
خلاص بقى يا ابو سلمى المهم ان البنت بخير وكمان في خبر حلو قوي بخصوصها قالتها ام سلمى والفرح يتقافز من وجهها 
خبر ايه ده يا
ام سلمى!!! ما تقولي على طول قالها محمد مستفهما سبب فرحة زوجته ردت الام بحماس وفرحة
سلمى جايلها عريس بس ايه حاجه كده علوي على الاخر 
عريس مين ده يا ام سلمى ما تتكلمي على طول قالها محمد بنفاذ صبر 
ادمعت عينيها وشعرت بالتقزز من مجرد ذكر والدتها لياسين فكيف لها ان تتزوجه وتقبع معه في منزل واحد انتفضت وهي تستاذن وتقول انا هدخل اخد دش وارتاح شوية 
رمقتها سمر التي تريد معرفة الحقيقة وهي تقول بنظرة ذات معنى
انا هستناك في اوضتك يا سلمى خدي دش براحتك و تعالى عشان عايزاك في حاجة تنهدت سلمي بحزن وقالت
ماشي يا سمر 
ثم استدارت متجهة الي غرفتها وتبعتها سمر 
دخلت سلمى المرحاض وكانها شيء المرحاض 
تعرفي إيه يا سمر ما كل حاجة كانت علي يدك قالتها سلمي بوجه مبهم وثبات تحسد عليه 
ردت سمر بدهشة 
يعني أنت عايزة تفهمني أن ياسين حبك وجاي علشان يخطبك ياسين اللي بنات الجامعة كلهم هيموتوا عليه يتجوزك أنت!!!!!
ردت سلمي بحدة طفيفة 
أيه يا سمر مالي يعني ثم أسترسلت بنبرة تخفي في طياتها السخرية
ايوا يا ستي هتجوز ياسين اللي البنات ھتموت عليه أرتحتي كدا 
لم تجد سمر شيء لتضيفه فقالت
ماشي يا سلمي ربنا يتمملك علي خير 
مساءا في قصر الالفي
ساد جو من التوتر بين مصعب وياسين ومهاب فكانوا يجلسون على طاولة الطعام وكلا منهم يعبث في طعامه بدون شهية والصمت هو سيد الموقف تعجبت ماسة التي شعرت بشيء غريب لتقول وهي عاقدة حاجبيها
هو في ايه يا جماعة و مالكم ساكتين كده ليه ومش في طبيعتكم في حاجة حصلت! تحدث مصعب وهو ينظر الى اولاده بنظره ذات معنى
مافيش حاجة بس في موضوع يخص ياسين ولازم تعرفيه 
خفق قلب ياسين بشدة وهو يشعر بالقلق هل سيخبر والده ويقص علي والدته ما حدث وسيفتضح امره 
قطع تفكيره صوت مصعب وهو يقول 
في بنت زميلة ياسين هنروح نخطبها بكرا ومش هتكون خطوبة وبس هيكون كتب كتاب ولو اهلها وافقوا هنعمل الفرح على طول 
تقابلت نظرات لورا بوالدتها وهما يمطان بدهشة لتقول ماسة باستهجان
ياسين!!!! ازاي يعني يتجواز اذا كان اخواته الاكبر منه لسه حتى ما خطبوش!!!
وقف مصعب بثبات ولم يظهر على ملامحه اي تعبير ليقول ناهيا الحديث
زي ما قلت كده يا ماسة وحضروا نفسكم على كده 
ثم وجه حديثه الى ياسين ومهاب مسترسلا
وانتم حصلوني على المكتب انصاعا لامر ابيهم 
في حين قالت ماسة بحنق 
هو ايه اصله ده ما حد يفهمني ايه اللي بيحصل بالضبط!!! عرف مصعب أن ماسة لن تهدأ حتى تعرف ما حدث فقرر استعمال ذكاءه فقام بغمزها وهو يقول بحب
هبقى افهمك لما نطلع اوضتنا 
ابتسمت
له وهي تحرك راسها بالايجاب 
اللي حصل النهاردة مش عايز حد يعرفه نهائي غيرنا مفهوم قالها مصعب الذي كان يجلس على مقعد مكتبه وامامه يجلس مهاب وفي مقابله يجلس ياسين وهو مطأطأ راسه بخجل ليسترسيل مصعب
طبعا امكم هتحاول تعرف اللي حصل بالضبط بس انا هقول لها ان البيه بيحب زميلته ومستعجل وعايز يتجوزها و يكملوا تعليمهم وهم متجوزين رافع ياسين راسه ينظر لابيه بخجل وهو يقول بنبرة حزينة
والله يا بابا اللي حصل ده كان ڠصب عني 
رد مصعب بنبرة يشوبها الخذلان
ڠصب عنك او بمزاجك فهو حصل و احنا معنا بنات واللي مش هنرضاه على اخواتك البنات مش هنرضاه على سلمى وانت هتعمل قرد المهم البنت اللي انت كسرتها دي تراضيها باي شكل من الاشكال وتستحمل منها اي حاجة مهما حصل مفهووووم 
رد ياسين
وهو يهز رأسه 
حاضر يا بابا اللي تشوفه حضرتك 
ثم أشاح مصعب بوجهه ينظر لمهاب قائلا
في حد في المستشفى خد خبر عن اللي حصل يا مهاب
رد مهاب نافيا 
لا يا بابا أطمن حضرتك هما معرفوش غير اللي احنا قولناه وبس 
هز رأسه وهو عاقد حاجبيه ثم نهض وهو يقول بأمر محدثا ياسين
مفيش مرواح الجامعة غير علي الامتحانات و من بكرا هتنزل الشركة تشتغل زي أي عامل عندي وهتأخد مرتب زي أي حد فحاول تأقلم نفسك علي كدا لاني سحبت كل رصيدك اللي في البنك وسيب مفاتيح العربية وأعمل أشترك بقي في الاتوبيس او في المترو زي ما أنت عايز المهم أنك تعتمد علي نفسك وتنسي خالص أنك إبن مصعب الألفي 
بهتت ملامح ياسين وهو ينظر الي مهاب ومن ثم أخفض بصره وطأطأ رأسها وهو يقول
بإستسلام
ماشي يا بابا ثم أخرج مفاتيح سيارته ووضعها علي سطح المكتب أمام والده وأستطرد
بعد أذنك ممكن أطلع أوضتي 
أوماء له مصعب ثم أنصرف ياسين من الغرفة وتباعه مهاب 
في هول القصر
أنت فاهمة حاجة يا لورا قالتها ماسة بفضول موجهة حديثها الي إبنتها 
والله يا مامي ما فاهمة حاجة بس حاسة ان الموضوع في حاجة غريبة قالتها لورا متعجبة
ريثما هما يتحدثان سمعا طرقات على الباب خرجت الخادمة في اتجاه الباب ثم فتحته ليتفاجئ الجميع بليث وبجواره ديمة 
في حين خرج ياسين وتابعه مهاب من المكتب ولكنهما توقفان عندما وجدا الخادمة تفتح وليث وديمة يدلفان الى الداخل 
مالك يا حبيبتي بټعيطي ليه كففت دموعها وهي تقول بطفولية
مافيش يا بابا بس انتم وحشتوني قوي 
ربت على ظهرها
بود وحب ابوي وقال
وانت كمان وحشتينا قوي بس انتم ما لحقتوش ورجعتوا بدري ليه!!!
أخذت ديمة تقص عليهم كل ما حدث 
اما ياسين فنهض و استاذن حتى يصعد الى غرفته 
هو ياسين ماله قالها ليث بعد صعود ياسين فقد لاحظ ليث تغير أخيه فهو لم يعد مرح كعادته 
مافيش حاجة يا ليث اطلع انت رايح مش بتقول هتمشي تاني بكرا رد بها مصعب بملامح مبهمة 
أوماء له ليث ثم صعد الجميع كلا على غرفته 
دخل ليث غرفة ياسين ليجده يفترش المضجع واضعا ذراعيه أسفل رأسه وشارد الذهن مبحلق في سقف الغرفة 
مالك يا دنجوان عصرك شكلك مش طبيعي! قالها ليث ريثما جلس علي الاريكة ساندا بذراعيه علي قدميه منحني قليلا الي الامام ليحاول قراءة ما يكمن في داخل ياسين 
أعتدل ياسين وقد أدمعت عينيه وهو يقول بنبرة مخڼوقة
مخڼوق اوي يا ليث صمت قليلا ثم استرسل بغصة مريرة 
هو ينفع أبكي يا ليث
نبرة أخيه جعلت
قلبه يخفق خوف عليه وهو يقول 
ليه يا ياسين فيك إيه
وأخذ يبكي ويبكي وما أغلي دموع الرجال 
ليقول بغصة مريرة
يا ليث مستحقش اني أعيش عايز أموت وأخلص من عڈاب الضمير اللي خنقني ده أنا ضيعت بنت ملهاش ذنب في حاجة كل ذنبها أنها محترمة ورفضت تستجيب ليا لما حاولت أتكلم معاها يا ليث 
أتسعت حدقتي ليث و أعتلي وجهه الذهول ليقول وهو يبعده
أنت بتقول إيه يا أنت!!! أزاي تعمل كدا!!!!
قص ياسين كل ما حدث لليث الذي نطق پغضب ولاد
كانت تتقلب في الفراش وقد جفها النوم فكلما تغلق عينيها تراه أمامها تتذكر 
أدخل أقعد معاها شوية أنت مسافر بكرة وهي هتوحشك أوي 
نفض رأسه وهو يقول
لا لا لا دي أكيد نايمة بس ملحقتش تنام بلاش تهور يا ليث يا سيدي أقعد
معاها شوية صغيرين ثم عزم الامر ورجع ليقف أمام غرفتها طرق الباب بخفوت حتي لا يسمعه أحدا 
جاءه صوتها الأنثي العذب وهي تقول
أدخلي يا لورا أنا عارفة أنك مش هتنمي لوحدك أدخلي يا قدري 
أدرا مقبض الباب ودخل ليجدها نائمة ولكنها أنتفضت عندما وجدته لتقول بدهشة
أحم آبيه ليث!!!!! في حاجة ولا إيه!
لم يعرف ماذا يقول ولكنه وجد نفسه يخترع أي حجة ليقول بجدية مصتنعة
في برنامج في تلفوني مش راضي يفتح ممكن تشوفيه 
ردت بدهشة
دلوقتي!!!
رد بزعل مصتنع 
خلاص واضح اني أزعجتك 
لا لا مفيش أزعاج انا أصلا مش جايلي نوم قالتها ديمة سريعا ونهضت بخجل فكانت ترتدي بچامة من خامة 
أتفضل يا آبيه أقعد قالتها ديمة وهي تشاور علي الاريكة التي بلون الزهر الوردي جلس ليث بأريحية علي الاريكة وجلست هيا بجواره وهي تقول
فين الفون 
أخرج الهاتف من جيب جاكيته وهو يقول بكلماته المبطنة من جديد
مش عارف معذبني معاه ليه نفسي بس يفهم عليا 
عقدت حاجبيها وقالت مستفهمة
هو مين ده يا آبيه 
نظر لداخل
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 35 صفحات