اروي
ضحكات والده الساخرة و هو يقول
مغلطش اللي سماه الشبح داه باعثلي
أسماء البنوك اللي والدتك الله يرحمها
قالها بسخرية حطت فيها فلوسها دي كانت
ناوية تهرب لليونان يلا اديها إرتاحت و ريحت
ضغط سيف على أسنانه و هو يكاد ينفجر
من شدة الڠضب ليستدير نحو والده هاتفا
پحقد
بكره هندمك على كل كلمة قلتلها إنت و سيف
تابع كامل قراءة الأوراق مردفا بلا مبالاة
أعلى ما في خيلك إركبه بس يا ريت
ما أشوفش وشك ثاني كانت خلفة مهببة
غادر آدم مكتب والده و هو يغلي من شدة الغيظ
دلف المصعد و الذي اوصله إلى مرآب الشركة
حتى يستقل سيارته فتح الباب لكنه تفاجئ
بمن يغلقه مما أثار غضبه اكثر
المتطفل ليتفاجئ بوجود صالح رمقه ببرود
قبل أن يحدثه قائلا
عاوز إيه إنت كمان
إبتسم له صالح بزيف و هو يجيبه
أنا كنت عاوز أتكلم معاك في موضوع مهم
آدم بملل
ورايا مشوار مهم و مش فاضي للسخافات بتاعتك
صالح بضيق مصطنع
يعني انا سخيف إخس عليك يا دومي
أخرج هاتفه من جيبه ثم فتح أمامه احد
الفيديوات و جعله يشاهده توسعت عينا
آدم بړعب و هو يرى فاطمة جالسة على
كرسي في مكان أشبه بقفص كبير فمها مغطى
بشريط لاصق و يديها مربوطتان إلى الوراء
دقق النظر جيدا ليرى أسدين ضخمين يزأران بصوت مخيف و يدوران حول القفص
و يحاولان الوصول إليها بينما كانت هي
رفع وجهه ببطئ نحو صالح ليجده يبتسم له
إبتسامة مختلة جعلت دماءه تتجمد
الفصل التاسع و العشرون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني
توقفت سيارة سيف في حديقة القصر ليسرع
أحد القاردز و يفتح له باب السيارة ترجل
منها سيف و أعطاه المفاتيح ثم إستدار
ليجد سيلين قد سبقته نحو باب القصر
إحنا مش قلنا بلاش تنطيط نسيتي إنك
حامل
سيلين و هي ترتب ملابسها و انا أنسى
إزاي و حضرتك كل دقيقة بتفكرني متنطيش
متجريش متمشيش بجد زهقت
ضحك سيف و هو يمسك بيدها هاتفا
بتسلية
أصلي مبسوط اوي فاكرة آخر مرة
رحنا الجزيرة لما وعدتيني إننا هنجيب
رفعت حاجبيها ترمقه بدهشة قبل أن
تجيبه فكرتك نسيت
سيف لا بالعكس بس إنشغلت بالمشاكل
اللي حصلت في العيلة
فتحت لهم سعدية الباب و رحبت بهم
ليهمس سيف في أذن بأن تسبقه للداخل
و هو سيلحق بها لأنه يريد الحديث مع
سعدية و إخبارها بأمر إبنتها فاطمة
أومأت له و هي ترمق المرأة بنظرات
مشفقة قبل أن تتجه نحو صالون القصر
بحثا عن أروى
توجه سيف نحو المطبخ ليجدها مع صفاء
تعملان في المطبخ كعادتهما طلب منها ان
ترافقه إلى مكتب جده في الطابق السفلي
لانه يريد الحديث معها في أمر هام جدا
دعاها لتجلس و جلس مقابلا لها ثم أخرج
هاتفه و فتح أحد الفيديوهات شهقت
سعدية بدهشة و هي ترى إبنتها تجلس على
إحدى الكراسي الخشبية و تنظر أمامها
تحدثت سعدية بفزع و هي تشير نحو
إبنتها قائلة
فاطمة بنتي
قاطعها سيف بصوت هادئ
لما تخلصي الفيديو هتفهمي كل حاجة
بدأت فاطمة بسرد جميع چرائمها
في البداية تحدثت عن هوسها بصالح
و رغبتها في أن تصبح زوجته حتى
تنعم بالثروة و الحياة الرغيدة التي
سيقدمها لها كما حكت عن أفعالها هي و هانيا
في حق أروى و نيتهم في قتل جنينها
و التفريق بينها و بين فريد وصولا إلى
خطتها مع آدم و قټلهم ليارا و هانيا
مع كل كلمة كانت تقولها كانت سعدية تشعر بأن
روحها تسحب منها رويدا رويدا لا تصدق ان
إبنتها
فاطمة قد قامت بكل هذه الچرائم
لا طالما سمعتها تتذمر من حياتها الفقيرة
و كرهها للعمل و الشقاء في القصر
لكنها لم تكن تعتقد أبدا انها من الممكن أن
يصل طموحها إلى قتل أناس أبرياء
سقط الهاتف من يدها بعد أن عجزت
عن الإمساك به ثم تحدثت بلوعة
بنتي
نظرت نحو سيف بعيون دامعة و فقد
القدرة حتى على الكلام أو النطق كانت
متأكدة من حياة إبنتها قد إنتهت إما في
السچن أو على يد صالح
تحدث سيف باختصار فرغم شعوره بالشفقة
على سعدية إلا أن إبنتها
أظهرت بأفعالها انها
شيطانة لا تستحق الرحمة
للأسف إنت عارفة صالح بيه
صړخت و هي تلطم وجهها بقوة إبنتها مچرمة
و هي الآن تعاقب و ربما تكون قد قټلت
لكن حسب معرفتها بصالح فإن القټل
سوف يكون رحمة لها مقابل ما سيفعله فيها
إستدار سيف وراء المكتب و اخرج
من جيبه دفتر شيكاته و كتب فيه مبلغا
كبيرا ثم وضع إمضته وضعه أمامها
و هو يقول
إنت ست طيبة و متستاهليش
بنت زيها خذي الشيك داه مكافأة
نهاية الخدمة بتاعتك في القصر
عشان انا متأكد إنك مش هتقدرى
تكملي شغل هنا
أخذ هاتفه و خرج متجها نحو المطبخ
ليطلب من صفاء الذهاب إليها فهي كانت
في حالة صعبة و تحتاج لمن يساعدها
كانت سيلين مندمجة في الحديث مع
أروى التي كانت تحكي لها عن شعورها
بالكآبة في هذا القصر و رغبتها في الرحيل
لكن فريد يرفض لأنه لا يريد ترك والديه
هنا
عبست سيلين بضيق فهي كانت تريد
من أروى ان تنتقل إلى الفيلا قريبا منها
حتى تأتي لزيارتها دائما ثم أردفت مقترحة
طب خلي انكل امين و طنط سناء ينقلوا
معاكوا
أروى رافضين طبعا
تدخل سيف الذي أتى للتو قائلا
متقلقيش انا هعرف اقنع فريد إزيك
يا أروى عاملة إيه و فين لوجي
إبتسمت له أروى مجيبة الحمد لله لوجي
نايمة لو عاوز تشوفها هطلع أصحيهالك
حرك سيف يده نافيا
لا متتعبيش نفسك بس هي ممكن
تصحى تلاقي نفسها لوحدها
أروى طنط سناء معاها اه بالحق
ألف مبروك عالبيبي
إلتفت سيف نحو سيلين التي كانت تضع
طبقا من الحلويات فوق ساقيها و تفترسه
قائلا
الله يبارك فيكي
أروى بضحك لازم تتعود على المشهد داه
أومأ لها و هو يتأمل سيلين بشرود و التي
ما إن وجدته ينظر لها حتى رمشت بعينيها ببراءة
و تلون وجهها بخجل كطفلة امسكتها والدتها تسرق الحلوى
ألقت نظرة وداع على الطبق قبل أن
تضعه على الطاولة ببطئ ثم مسحت وجهها
و يديها من بقايا الطعام و كأن شيئا لم
يكن
حرك سيف جسده ليقترب منها ثم إنحنى
ليأخذ الطبق و اضاف له عدة أنواع
أخرى من الحلويات ثم ناوله إياها قائلا
بصرامة اوعي تعملي كده ثاني إنت حامل
و داه شيئ طبيعي لو نفسك في اي
أكلة ثانية قوليلي هجبهالك
فرحت سيلين و اخذت منه الصحن
و إنشغلت من جديد بالطعام ضحكت
أروى و هي تنظر لهما ثم تذكرت
كيف أن فريد أيضا أصبح ېخاف عليها
كثيرا و يهتم بصحتها حتى أنه أصر على
إحضار ممرضة لكن أروى رفضت و خاصمته
صحيح انها سامحته لكنها لم تنس أبدا كيف
أفسد فرحتها بحملها بهواجسه الغير مبررة
تحدثت بعد أن تذكرت الأحداث الأخرى
التي حصلت الفترة الماضية
إنتوا عارفين إن شركة أنكل أمين و كامل
فلست بسبب ماجد عزمي والد يارا
إلتفتت سيلين نحو زوجها حتى تتأكد منه
فهي لم تكن تعلم بهذه الاخبار الجديدة
بالنسبة لها لكنها وجدته هادئا لتهتف
بتعجب إنت كنت عارف
حرك سيف رأسه بالموافقة مضيفا
معاه حق عاوز ينتقم لبنته فاكر إن
صالح هو سبب هروبها
إمتعضت أروى و قلبت عينيها بملل
مردفة بتصحيح ماهو فعلا هو السبب
رمقها سيف بحدة لتنكمش في مقعدها
و هي تستجدي بسيلين التي علقت
قائلة مش طايق كلمة في إبن عمه
على فكرة أروى معاها حق هو السبب في ااااا
خلاص انا مليش دعوة خليني أأكل البيبي
خفضت رأسها مرة أخرى نحو طبقها
لتهمس أروى من بين أسنانها جبانة
أضافت سيلين باستفسار طب و صالح
رأيه إيه اكيد مش هيسيب باباه و عمه
يفلسوا دي مهما كان فلوسه هو كمان
رفعت إحدى قطع الحلويات نحو فمها
لتأكلها لكن سيف امسك بمعصمها و أمال
يدها نحوه لتضعها بفمه
ضحكت سيلين و همهم سيف بتلذذ
قائلا أحلى حتة بقلاوة ذقتها في حياتي
مصمصت أروى شفتيها معلقة محڼ
سمعها سيف ليحدث سيلين مقترحا
إيه رأيك ناخذها معانا الجزيرة المرة
اللي جاية
حركت الأخرى رأسها و هي ترمق أروى
بشفقة ثم قالت
لا حرام دي حامل
سيف و هو يرفع حاجبه مدعيا التفكير
اه صح بس فكريني بعد ما تولد ناخذها
للأسدات
حملقت فيهم أروى ببلاهة لجهلها ما يتحدثان
عنه لتأخذ هاتفها و تبدأ في تصفحه لكنها
سمعت سيف يخبر سيلين مجيبا عن سؤالها
صالح مش عاوز يتدخل هو كمان قال
إنه من حقه ينتقم لبنته
أروى بغيظ طب ما ينتقم منه هو و إلا
اللي مقدرش على الحمار يتشطر عالبردعة
شهق سيف بتمثيل و هو يكرر وراءها
حمار و بردعة إنت بتجيبي الألفاظ دي
منين
شوحت أروى بيدها و هي تضع هاتفها
بجانبها هاتفة بحنق يوووه إنت هتعمل
زي طنط سناء مصر كلها بتقول حمار
و بردعة و إلا بتسموها إيه عندكوا
تدخلت سيلين قائلة بغباء إنت قصدك
إن صالح هو الحمار صح بس أنا مش
فاهمة يعني إيه بردعة دي البقرة صح
ضحك سيف بينما صاحت أروى و هي
تضع يدها على جانب خصرها قائلة
اااه في حاجة هنا فرقعت شكلها المرارة
مرارتي الحاجة الوحيدة اللي نفذت من فريد
إنتوا إيه اللي جابكوا انا كنت قاعدة لوحدي
زهقانة اه بس الزهق ارحم منكوا إنت
بتعملي إيه ما تشوف مراتك دي خلصت
كل الأطباق مسابتش حاجة إنت كنت
مجوعها في بيتك هاتي هنا
إنحنت لټضرب يد سيلين التي إمتدت
لتأخذ طبقا آخر لتصرخ الأخيرة و تقوس
شفتيها و كأنها على وشك البكاء ثم نظرت
نحو سيف تشكو له و الذي برق عينيه
في أروى ثم إنحنى ليأخذ منها الطبق
عنوة و هو يقول
إنت من إمتى بخيلة كده هاتي الطبق
عتريس لسه جعان
صفقت أروى بيديها فرحا و هي ترى فريد
الذي دخل للتو لتقف من مكانها بصعوبة
و تتجه نحوه تشكوه هي الأخرى
تباكت بزيف و هي تحكي له ما حصل
تعالى شوف ابو و ام عتريس عاملين
فيا إيه بهدلوني
ضحك فريد و هو يحتضنها متظاهرا بالقسۏة
و هو يقول موجها حديثه لسيف و سيلين
إنتوا عملتوا إيه في بطيختي و مضايقينها
ليه يلا إعترفوا و إلا هسجنكوا مؤبد
دفعته
أروى عنها هاتفة بتبرم
متقولش بطيخة و إوعى كده انا هعرف
آخذ حقي بنفسي
جلس فريد بعد أن حيى سيف و سيلين
ثم قال امال لوجي فين
أروى نايمة فوق و معاها طنط سناء
ظهر على وجه فريد بعض الضيق و هو
يسألها هي ماما لسه في أوضة لوجي
أروى بأسف اه لسه زي ماهي بقالها ييجي
شهر مش بتخرج
من أوضة لوجي و رافضة إنها تتكلم
مع حد
سناء بعد مرض صالح و ۏفاة إلهام بدأت صحتها تتدهور تدريجيا حتى أصبحت منعزلة عن الجميع و لا تحدث أي أحد سوى لجين و قد أحضر لها
فريد و صالح أكثر من طبيب نفسي لكنها
لم تتحسن و رفضت التعامل معهم و بعد
تشخيص حالتها إكتشفوا ان لديها اعراض
الزهايمر المبكر
في الجزيرة
كان صالح يجلس داخل القفص على كرسي
مقابلا لفاطمة و آدم الذي كان لايزال مغمى
عليه ينتظره حتى يستيقظ
أزاح السماعات من أذنه بعد أن شاهد ذلك
الفيديو الذي صوره ليارا قبل هروبها بأيام
قليلة و هي نائمة ثم وضع الهاتف في
جيبه و إستقام من مكانه
طقطق رقبته إلى الجانبين حتى أصدرت
صوتا جعل فاطمة تنتبه له بعد أن كانت
على وشك ان تنام هي الأخرى
رمقها صالح بملل و هو يشير نحو آدم
ثم تحدث
أنا زهقت و الباشا