بقلم ياسمين كااامله
تصبح رئيسة قسم أمراض القلب بالمستشفى منذ العام الأول من إلتحاقها بالعمل هنا و هي أيضا إمرأة جميلة تبلغ من العمر 31 سنة مطلقة منذ سنتين بعد زواج دام أربعة سنوات و إنتهى بالطلاق بسبب مشاكل مع زوجها
هزت وفاء رأسها من على شاشة حاسوبها لتتأملها ببطئ
طويلة القامة بجسد ممشوق ترتدي تنورة عملية قصيرة باللون الأبيض تصل إلى تحت ركبتيها و قميص ازرق سماوي خفيف رغم برودة الطقس و حذاء بكعب عال
لإكمال عملها بتذمرمش ناقص غير العقربة دي عشان تكمل تلف عليه انا بقالي سنتين هنا و مالقيتش و لا فرصة عشان اتقرب فيها منه كل يومين بتلف عليه واحدة و
في الآخر إتجوز طول عمره حظك زفت يا وفاء اوورف عاوز إيه داه كمان
في الداخل
وضع أيهم سماعة الهاتف بعد أن طلب فنجان قهوة لهند و يعود للحديث معها
إبتسمت هند و هي تعيد خصلات شعرها الشقراء إلى الوراء قائلة داه واجبنا يا دكتور أيهم و بعدين إحنا معملناش حاجة عشان حضرتك كنت مرتب كل الأمور قبل ما تسافر
أومأ لها أيهم ثم فتح ملفا ما و قربه منها ثم قال و هو يشير بإصبعه إلى رسومات ما في الورقة طيب داه مخطط عشان قسم الأمراض النفسية اللي ناويين نزيده في المستشفى الاسبوع اللي جاي إنشاء الله حنبتدي الأشغال عاوزه يكون جاهز في أقرب وقت
أيهم مؤيدا أيوا فعلا انا مش عاوزه يكون أقل من الأقسام الثانية داه غير الطلبات الكثيرة اللي جاتنا من ناس كثير اول ما سمعوا إني حضيف قسم الأمراض النفسية للمستشفى هند بفخر طبعا يا دكتور دي مستشفى البحيري يعني داه شيئ طبيعي
سمح لوفاء بالدخول لتضع فنجان القهوة أمام هند و هي تخفي ضيقها لوجودها
إرتشفت هند قهوتها قبل أن تهتف باستدراك انا نسيت أسأل حضرتك هو انت حتقدر تيجي بكرة عشان الإجتماع الشهري لرؤساء الأقسام
أيهم أيوا طبعا داه إجتماع مهم جدا خصوصا المرة دي علشان موضوع القسم الجديد
أيهم بلا مبالاة لا خلاص انا أجلت الاجازة عشان عندي شغل كثير و لازم اكون موجود هنا تقدري تتفضلي على شغلك دلوقتي
هند بتذكردكتور أيهم انا كنت بعتلك ملفات ثلاث مرضى منهم طفل عمره خمس سنين دول محتاجين عمليات جراحية مستعجلة بس للاسف هما مقدروش لحد دلوقتي يدفعوا كامل تكاليف عملياتهم قاطعها أيهم و على وجهه علامات الضيقو لما هما مش قادرين يدفعوا التكاليف حضرتك قبلتيهم ليه في المشفى
دلك أيهم جبينه بإرهاق قائلا طيب مفيش مشكلة أنا حبقى أتكلم معاه تقدري تتفضلي دلوقتي
رمقته هند بنظرة شاملة قبل أن تغادر المكتب و في رأسها عدة أفكار عزمت على تنفيذها 4
ليلا في شقة أيهم الخاصة
إجتمع الأصدقاء الثلاثة كعادتهم لقضاء السهرة لكن هذه المرة مختلفة فقد منع شاهين حضور النساء مما ضايق أيهم الذي كان يترشف كأسه بتذمر
هو انا جاي هنا ليه طالما مافيش بنات
يحلوا السهرة
ضحك عمر علي صديقه قبل أن يجيبهيا إبني إرحم
نفسك بقى إنت بقيت راجل متجوز يعني أيام الشقاوة و العك خلاص راحت لحالها
مط أيهم شفتيه متمتما بعدة شتائم قبل أن ېصرخ بصوت عال قليلا حتى يسمعه شاهين الذي كان يحضر زجاجة مشروب أخرى من الداخل لا ياعم الكلام داه
يتطبق على الشيطان اللي جوا انا مليش دعوة انا راجل حر و حبقى طول عمري كده
صفعه شاهين على رأسه بمزاج عندما كان مارا بجانبه متجها إلى كرسيه قائلا قصدك إيه يا دكتور
ايهم بتذمر قصدي إن حضرتك تجوزت و قررت إنك مش حتجيب بنات ثاني لسهراتنا طيب داه قرارك إنت و انت حر فيه انا ذنبي إيه
رمقه شاهين بجمود قبل يتحدث بصوت صارم ذنبك إنك خلاص بقيت راجل متجوز يعني الحاجات اللي إنت كنت عاوزها من البنات دي بقت عندك إنظف بقى و بلاش قرف
أيهم بانزعاج انا حر يا أخي إنت مالك انا بمۏت في القرف داه و عاوز أستمر فيه ملكوش دعوة بيا
أشار له شاهين بيده غير مبال فهو يعلم طباع صديقه العنيد و لن يستطيع تغييره مهما قال له اما عمر فقد حاول التدخل بعد أن لاحظ توتر الأجواء بينهما قائلا إهدوا بقى في إيه أيهم معاه حق كل واحد حر في نفسه سيبه يعمل اللي هو عاوزه أكيد حييجي يوم و يقتنع بغلطه لوحده
إبتسم شاهين باستهزاء قائلا بعد عمر طويل إنشاء الله صاحبك داه الستات بتجري في عروقه بدل الډم و مستحيل حيتغير مش بعيد تلاقيه في دماغه واحدة جديدة
عمر بنفي تؤ مش للدرجة دي داه لسه عريس
شاهين بسخرية و إيه يعني
قاطعها أيهم قائلا بعصبيةبطلوا تتكلموا عليا
و كأني مش موجود و إلا أقلكم انا رايح سهرتكم بقت مملة بجد
اوقفه عمر هاتفا بكذب أقعد بس رايح فين إحنا بقالنا كثير مقعدناش مع بعض دي حتى شقتك و إحنا اللي ضيوف
جلس أيهم مرة أخرى تحت إصرار عمر الذي تمسك به بقوة ليقنعه بالمكوث قريب جدا انا كمان حتجوز و ساعتها مش حعبركم
شاهين باهتمام أنا نسيت أسألك عملت إيه في موضوعكهز عمر كتفيه بيأس مردفا بقلق ظهر جليا في عينيه و لا حاجة ابوها و حپسها في البيت و انا مقدرتش أتدخل كل أما أجي أعمل حاجة تمنعني خاېفة من الناس إنهم يعرفوا بللي بينا و مستحملة قسۏة أهلها و اللي بيعملوه فيها بس انا مش حسكت و لو إضطريت إني أخطفها
شاهين ببرود طيب مستني إيه
عمر مستني هبة توافق و انا حخطفها و نتزوج على طول
أيهم بضحك داه إنت واقع بقى
عمر دون خجل هبة هي حب حياتي انا عمري ما حبيت بنت غيرها كل يوم بيمر عليا و كأنه سنه و هي بعيد عني خصوصا و انا عارف إنها دلوقتي بتعاني بسببي
شاهين روح لأبوها و إتكلم معاه و لو ماوافقش خذها ڠصب عنه داه أكيد زمانه بيفكر يجوزها لواحد ثاني انا عارف دماغ الناس اللي زيهم مش بيفكروا غير في سمعتهم و مكانتهم بين جيرانهم
قبض عمر على كأسه بقوة و قد أثرت به كلمات شاهين فهو لا يستطيع حتى تخيل ان تكون حبيته لرجل آخر غيره ليهتف بإصرار مستحيل انا عمري ما حسمح لحاجة زي دي إنها تحصل هبة حتبقى مراتي و لو إضطريت إني ابوها انا أصلا مستحلفله عشان مد إيده عليها و
إبتسم شاهين باستهزاء و قد تذكر ما فعله البارحة مع زوجته المسكينة قبل أن ينتبه لايهم الذي قال محدثا عمر بثقل و قد بدأ يظهر عليه بوادر الثمالةبكرة حتتجوزها و تزهق زينا كده إنت مش شايف صاحبك داه بقاله يومين متجوز الظاهر إن مراته طلعت نكدية بالرغم من إنها حلوة اوي و أي راجل
لم يكمل أيهم كلامه بسبب لكمة
قوية من قبضة شاهين أطاحته أرضا بسبب ضعف جسده الذي كان تحت تأثير المشروب
أمسكه شاهين مجددا من مقدمة قميصه ليرفع جسده المترنح قليلا عن الأرض و ېصرخ فيه قائلا بصوت محذرإياك تجيب سيرة مراتي على لسانك إلا مراتي يا أيهم إنت عارف إنها خط أحمر انا بحذرك مش حرحمك حتى لو كنت أعز أصحابي
أسرع عمر إليه ليزيحه عنه و قد تفاجأ من هجوم شاهين المفاجئ عليه ياعم سيبه داه سکړان و مش عارف هو بيقول إيه اصلا أكيد مش قصده اللي هو قاله
رماه شاهين على الارضيه ثم إستقام من مكانه و هو ينظر لعمر بعيون حالكة من شدة الڠضب فهمه يا عمر المرة الجاية مش حيفلت من إيدي سليم انا مش زيه اي راجل حيتكلم على مراتي حدفنه
أومأ له عمر بإيجاب محاولا تهدئة غضبه و هو يتجه لإسناد أيهم الذي كان في عالم آخر بسبب
شربه لزجاجة كاملة من المشروب و هذه ليست من عادته وضعه علي الاريكة ثم سارع إلى شاهين
الذي كان يرتدي معطفه إستعدادا للمغادرة و هو يتمتم أيهم الغبي بوز كل حاجة انا إزاي ححيبله سيرة الموضوع اللي كلمتني عليه طنط ثريا دلوقتي داه مش بعيد يكمل عليا احسن حاجة أخليه لبكرة شاهين إستني إنت رايح فين
نزل شاهين الدرج بخطوات غاضبة غير مبال بنداءات عمر الذي يئس من اللحاق به و عاد إلى داخل الشقة للاطمئنان على أيهم الذي إستسلم لنوم عميق على الاريكة
الفصل التاسع عشر
إستيقظ أيهم صباحا يكاد رأسه ينفجر من شدة الألم
فرك رقبته المتشنجة بسبب نومه الخاطئ على الاريكة ثم تجلس في مكانه و هو يتطلع حوله باستغراب ليجد نفسه في شقته
فوضى عارمة تعم المكان قوارير الخمر مرمية بإهمال على الطاولة المنفضة مملوءة بأعقاب السجاير أطباق الطعام هنا و هناك
أغمض عينيه شاتما بضيق عندما تذكر ما حصل البارحة قبل أن يتمتم بخفوتاووف إيه اللي انا عملته داه زمانه زعلان مني وقف من مكانه مستندا على ذراع الاريكة ليترنح في وقفته حتى كاد يقع لو لا تمالك نفسه في آخر لحظة لېصرخ پغضب يلعن ابو على اللي بيشربوا
توجه بخطوات مترنحة ناحية أحد الإدراج ليبحث عن علبة المسكن تناول قرصين و كأس ماء ثم تابع سيره
إلى الحمام لينعم بشاور دافئ حتى يريح عضلاته المتشنجة و يزيح عنه آثار الثمالة
خرج بعد عدة دقائق و هو يلف منشفة كبيرة على نصفه السفلي و اخرى فوق رقبته جلس على حافة السرير ثم أخذ هاتفه ليجد عدة إتصالات من عمر و ووالدته و إخوته
زفر بحنق و هو يتلاعب بخاتم
زواجه قائلا بهمس طبعا تلاقيها ماصدقت خلصت مني و الله لربيكي يا ليليان و اخليكي ټندمي على كل اللي بتعمليه معايا
أجرى عدة إتصالات خاصة بالعمل قبل أن يقف و يرتدي ملابسه المكونة من بنطال أسود و قميص أسود يعلوه معطف شتوي باللون البيج
اخذ مفاتيحه