بقلم ياسمين كااامله
رحنا الصبح و إطمنا على البيبي
شاهين بصرامة بطلي عند بقى وشك تعبان اوي
و إنت مش قادرة تقفي على حيلك و لسة بتكابري
مش حنخسر حاجة لو رحنا المستشفى
قاطعته بصړاخ إنت ليه بتخوفني منك انا
معتش قادرة أستحملك أكثر من كده قلتلك مش عاوزة اروح هو بالعافيه
زفر شاهين الهواء عدة مرات قبل أن يتمتم
بدون صوت أستغفر الله
جلس إلى جانبها ثم احتواها
بقوة رغم ممانعتها وهو يهمس في أذنها بعبارات
الأسف والعشق لتبدأ كاميليا في الهدوء تدريجيا
لثم جبينها قبل أن يسألها إحكيلي إيه اللي حصل معاكي بالتفصيل
مدت كاميليا كفها لتمسح دموعها قبل أن تستأنف
حديثها بمرارة كلهم كانوا بيبصولوا بغرابة الطلبة و
حتى الدكاترة كمان البنات اللي كنت بتكلم
أكثر واحدة بقعد معاها رغم إن ابوها غني و عنده
شركة صغيرة بس هي متواضعة و دايما بتتكلم
معانا انا وهبة النهاردة كانت خاېفة تقعد معايا
و مجاتش تسلم عليا إلا لما ناديتها قعدت معايا
عشر دقائق وهربت كلهم خايفين مني
عشان تجوزتك انا كنت طالعة من الكافيتيريا
بس سمعت بنتين بيتكلموا عني قالوا إني
عيليتي من الفقر و إنت قبلت تتجوزيني عشان
أنا حلوة بس
حييجي يوم وتزهق مني و
تطلقني
شعرت بتصلب جسده و يديه التي بدأت بالضغط اكثر حولها و صوت انفاسه الذي أصبح
مسموعا لشدة غضبه لتتوقف عن الحديث
قليلا وترفع عينيها نحوهه ليبتسم شاهين لها
رغم غضبه الحارق الذي يشعر به بداخله
قائلا بجدية عينيكي الحلوة دي مش
بكرة حروح معاكي بنفسي للجامعة و خلي
حد يتجرأ يبصلك بصة مش مضبوطة و حياتك
عندي لكون دافنه مطرحه و البنات دي انا
حتصرف معاهم حخيليهم ييجوا لعندك و يعتذرولك
و يبوسوا رجليكي كمان إنت بس متفكريش
في حاجة غيري و خلي الباقي علياإتسعت عينياها بړعب من تهديده لتنفي برأسها
قائلةباندفاع لالالا انا مش عايزة حاجة انا اصلا
اروح لما هي تيجيانا انا كويسة صدقني
بس تعبانة شوية و داه شيئ طبيعي في حالتي
همهم شاهين باستمتاع على كلامها قبل أن
يهتف بتعمد مالها حالتكتقصدي إيه
إبتلعت ريقها بصعوبة و هي تجيبه بتردد عشان الحمل و كده
تحدثت بصوت خاڤت و هي تنظر للأسفل
ليقهقه هو بصخب وهو
يداعب ارنبة انفها
بتردد كده
توقف عالضحك قبل أن يحتويها فجأة إليه بقوة
متنهدا بصوت مسموع يتفحصها
پخوف من فقدانها خاصة بعد ما حدث
معه تلك الليلة الكئيبة و ردة فعلها بعد
إكتشافها لخبر حملها
أغمض عينيه ليتكلم بصوت دافئ
حنون من أحلى الحاجات اللي حصلتلي في
حياتي ولادة فادي و جوازي منك و البيبي
الجديد اللي جاي في السكةمهما قلت
و تكلمت مش حقدر أوصفلك
فرحتي مش قادر اتخيل حياتي من غيرك
عاوزك معايا في كل لحظة و كل دقيقةكل
حاجة في حياتي بقى ليها معنى و روح
انا بيكي ببقى إنسان ثاني لدرجة إني رافض
أسيبك و انا عارف و متأكد إنك بتكرهيني
و مش عاوزاني بس أنا قريب جدا
حخليكي تغيري رأيك و حتبقي تحبيني و
تعشقيني كمان وعلى فكرة و انا في المكتب
النهاردة فكرت في كذا حاجة لازم نعملهم
مع بعض و أول حاجة شهر عسل طويل جدا
بسطت كاميليا يديها على صدره قبل أن
تتكلم بنبرة متسائلة شهر عسل
شاهين بابتسامة طبعا و مش حنرجع قبل
شهرين ثلاثة حخليكي تلفي العالم كله
كاميليا بهمهمة طب و فادي
شاهين بمزاح ماهو حيبقى مع ماما و كمان
حخلي عمر ييجي كفاية عليه اسبوع
كاميليا أنا مش عاوزة أسافر خلينا هنا
انا حبقى مبسوطة اكثر انا أصلا مش بحب
السفر و البعد بالعكس انا برتاح لما اكون
مع الناس اللي بحبهم و كمان فادي و طنط ثريا
حيزعلوا لو إحنا سبناهم لوحدهم هما
ملهمش غيرك و انا مش عاوزة ابعدك عنهم
و لو يوم واحد
لثم فروة رأسها قبل أن يجيبها بفخر
حاضر يا قلبي حعمل كل اللي إنت
عاوزاهو انا إن شاء الله حعوضك عن شهر
العسل عشان من حقك يلا دلوقتي قومي
عشان تغسلي وشك و تغيري هدومك و
انا حخلي زينب تحضرلنا الغدا المتأخر
داه اصلي حموت من الجوع و مش بعيد
آكلك دلوقتي
خرجت هبة من الحمام تنشف شعرها
بمنشفة بيضاء صغيرة متجاهلة نظرات
عمر المتفحصة لها رمت المنشفة على الأرض
بإهمال قبل أن تتجه نحو ركن الغرفة
لتحضر إحدى الحقائب و تضعها على السرير فتحتها ثم بدأت بوضع ملابسها فيها دون تنظيم
جعد عمر حاجبيه بعدم رضا قبل أن يقول
بسخرية مخفية بتعملي إيه يا بيبة
أجابته دون أن تتوقف عما تفعله زي ما إنت
شايف بلم شنطتي عشان راجعة مصر
ضحكة صغيرة فلتت من شفتيه قبل
ان يقف من مكانه و يسير مقتربا منها
ليغلق الحقيبة و يرميها جانبا لتصرخ هبة
سيب الشنطة و ملكش دعوة بيا انا مش
حقعد هنا دقيقة واحدة و إنت مش
حتجبرني
هز عمر يديه باستسلام قبل أن يقول طيب
ممكن أفهم السبب و انا أوعدك إني مش
حمنعك عن حاجة
نظرت نحوه پغضب قبل أن تجيبه مزاجي
كده عاوزة أرجع مصر مين غير سبب
شهقت بقوة عندما شعرت بنفسها
مکبلة بين يدي عمر الذي حاصرها
بينه و بين الخزانة تلوت پعنف محاولة
التخلص منه لكنها لم تستطع لتهتف بحنق
إنت تجننت بتعمل إيه سيبني
قيد عمر يديها بيد واحدة بينما إمتدت يده
الأخرى لتلهو ب خصلات شعرها الندية
التي غطت وجهها بسبب حركتها العڼيفة
قائلا ببرود كل الدراما دي عشان شوية
هزار انا لو كنت عارف إنك حتتضايقي
كده مكنتش هزرت معاكي و لو إني متأكد
إن مش داه سبب زعلك
وجهت هبة رأسها للجهة الأخرى ليرفع
عمر اصابعه عنها قليلا قبل ان يمسك
بذقنها و يعيد وجهها نحوه قائلا إتكلمي و
قوليلي مالك بقالك ساعة و إنت بتقولي
كلام غريب مش لايق على عروسة في
شهر عسلها
تنحنحت هبة قليلا قبل أن تجيبه بصوت هادئ ماما وحشتني اويحاسة إن في حاجة
ناقصاني و منغصة عليا فرحتي مش قادرة
أفرح و عيلتي زعلانة مني
توقفت عن الحديث بسبب إختناقها ببكائها
و دموعها التي بدأت تنهمر على خديها
ليحرر عمر يدها و يحتويها
برفق محاولا تهدئتها قائلا بلاش تبكي
عشان خاطري مش بستحمل أشوفك
كده اوعدك اول ما نرجع حاخذك عندهم
و نصالحهم
هبة من بين بكائها بابا مش حيسامحني
داه بقى بيكرهني اوي و مانع ماما إنها
تكلمني انا عاوزة ماما ارجوك يا عمر دي
واحشاني اوي
عمر بحنان و هو يسير بها نحو السرير حاضر
يا
قلبي حاضر إهدي و كل حاجة حتتصلح
بإذن الله
في مشفى البحيري
إبتسم أيهم بخبث و هو يطالع الأوراق
أمامه متمتما بوعيد تستاهلانا حخليها
عبرة للجميع بقى واحدة زي دي
تتحداني انا
شرد قليلا و هو يتذكر مظهر هند المثير
للشفقة أمام جميع العاملين بالمستشفى
و يديها المكبلتين بالاصفاد و هي
تصرخ و تبكي رافضة الإتهامات الموجهة
إليها بعد أن طلب لها أيهم الشرطة پتهمة
السړقة و تزوير وثائق تخص معدات
المستشفى أثناء فترة إدارتها للمشفى
أثناء غيابه
قهقه پشماتة و هو يتخيل إسمها الذي
سيصدر عناوين الصحف و الأخبار
بڤضيحة مدوية
رمى الأوراق من يديه ثم امسك هاتفه
ليطلب رقما ما و هو يتمتم بداخله إنتهينا
من هند و جا وقت ليليان
ايوا يا رحمة الهانم موجودة
رحمة أيوا يا بيه في أوضتها
أيهم و هو يقف من مكانه و مين في البيت
رحمة
ايهم بمكر طيب إديها التلفون و خليها تكلمني
بعد دقائق
قبلت ليليان التحدث معه بعد أن أخبرتها
الخادمة بأنه
يريد التحدث معها حول إجراءات
الطلاق
ليليان باختصار مش عاوزة منك حاجة
أنا حتنازلك على كل حقوقي مش عاوزة
غير ورقة طلاقي
أيهم بكذب مخفيوانا حعمل كل إللي إنت
عاوزاه اصلا انا زهقت و بقيت مقتنع إن
انا و إنت
مننفعش لبعض
ليليان بعدم تصديق إنت بتتكلم بجد
أبهم بتافف طبعا انا حاولت معاكي كثير بس
إنت مش عاوزانيانا حطلقك بس لازم
تعرفي إنك حتندمي على قرارك داه
ليليان باندفاع متقلقش مش حندم إنت بس
قلي عاوز إيه دلوقتي
أيهم بكرة الساعة عشرة عاوزك تكوني قدام
مكتب المحامي عشان الإجراءات إنت عارفة
إن ماما و بابا مش عاوزينا نطلق فيا ريت
متقوليلهمش عشان مش عايز ۏجع دماغ
لما نخلص كل حاجة إبقى قوليلهم براحتك
ليليان بتأكيد إطمن محدش حيعرف باتفاقنا باي
أغلقت الهاتف و رمته بعيدا و هي تتمتم بداخلها
و أخيرا حخلص منك
حدق أيهم في شاشة الهاتف الذي أعلن إنتهاء
المكالمة پغضب مكتوم قبل أن يهتف بوعيد
بكرة تكوني بين إيدي يا ليليان و ساعتها
حخليكي ټندمي على كل حاجة
جفف رئيس الجامعة جبينه و وجهه للمرة
الخامسة على التوالي خلال دقائق قليلة
و هو يستمع لكلام شاهين الذي كان غاضبا بشدةحمد الله في سره
انه إكتفي بتحذيره على الهاتف و لم يأت
إلى الجامعة بنفسه و إلا لكانت العواقب
وخيمة
تلعثم و هو يحاول تبرير ما حصل قائلا يا شاهين
بيه انا بقدملك إعتذاري بالنيابة على
كل الدكاترة و طلبة قسم الهندسة بس هما
اكيد مكانش قصدهم إنهم يعملوا حاجة
تضايق حضرتك
قاطعه شاهين بصرامة مراتي طالبة عندكم
في الجامعة و من حقها تعملوها باحترام انا مطلبتش حاجة خارجة عن قدرتكم او إنكم
تعاملواها بإستثناء انا بطالب بحقها
الطبيعي و بس إمبارح روحت البيت
مڼهارة و النهاردة رفضت تروح الجامعة
عشان الطلبة و الدكاترة اللي عندك محسسينها
و كأنها غريبة عنهم و بيتكلموا عليها في الرايحة
و الجاية و كأنها عاملة حاجة غلط
العميد بتوتر حضرتك انا مليش علم باللي
حصلبس اوعدك إني ححل المشكلة متقلقش
شاهين بصوت واثق اصلا داه اللي لازم
تعملهتحل المشكلة دي في أقرب وقت
و لو لزم الأمر إنك تنبه على الأساتذة و الطلبة
كلهم واحد واحد محدش له دعوة بمراتي داه تنبيه ليك
و ليهم و المرة الجاية اقسم بالله لكون
مطربق الدنيا فوق دماغكم كلكم
تن تن تن حدق العميد أمامه بفزع و صوت
صړاخ شاهين مازال يرن داخل رأسه كالمنبه
وضع السماعة مكانها ثم جذب ربطة
عنقه ليرخيها بعد أن إصابته نوبة من الاختناق
لهث قليلا قبل أن يترشف كأس المياه
بارتعاش لتتناثر قطرات الماء على سترته و فوق
المكتب
مسح وجهه و أصابعه بمنديله و هو بتمتم
بقلة حيلة يا نهار اسود الحمد لله إنه
كلمني بالتلفون بس و مجاليش هنا و إلا كان زماني مرمي في أي مستشفى داه إيه المصېبة
اللي مكانتش على بال و على خاطر دي
حتحلها إزاي يا منيرحتحلها إزاي
رمى شاهين هاتفه بعد أن أنهى المكالمة
ثم إستقام من جلسته ليقف أمام النافذة
الكبيرة المطلة على حديقة الفيلا
ليشاهد كاميليا تلعب الكرة مع فادي
إبتسم و هو يتابعها تثبت الكرة أمامها عدة مرات
حتى تقذفها باتجاه الصغير الذي كان
يقف أمامها بمسافة قصيرة و ملامحه تدل
على الضجر
غادر المكتب في إتجاهها ليخرج للحديقة
إعترضه فادي الذي كان يزم شفتيه بطفولية قائلا بابي تعالى إلعب معايا إنت أحسن
عشان بقالي ساعة واقف هنا مستني الكورة
و مامي مش عارفة تشوطها
ضحك شاهين و هو يحمل الصغير الغاضب
بين ذراعيه ليهمس في اذنه بصوت خاڤت
جدا حنى لا تسمعه كاميليا وطي صوتك
لأحسن مامي تسمعك و تزعل منناهي متعرفش
تلعب كورة عشان الرجالة بس هما اللي بيحبوا
الكورة
ضيق فادي عينيه بتفكير قائلا يعني
مامي بتعرف تلعب بالعروسة و يومئ له بالايجاب قبل
إن ينزله على الأرض ليهرول الصبي
نحو