حكمت
الموقف دا حصل ودمر كل محاولاتك لدرجة أنك فقدت الرغبة في
الرجوع ليه فانا أحب أنصحك وأقولك أعملي استوب لكل حاجة
وعيدي تقييم حياتك من تاني شوفي أنت عايزة تعملي أيه لسدرة يقويها وأعمليه وعيشي حياتك عشان تبني نفسك وترجعي ثقتك لروحك ساعتها كل اللي حواليك هيبدأو يثقوا فيك من تاني لما يشفوك ماشية على الطريق الصحيح عشان ترضي ربك ونفسك مش ترضي بشړ فاهمة
فاهمة يا دكتور وانا حابة اشكر حضرتك على كلامك البسيط اللي بيخرجني من حالتي مهما كانت صعبة وعلى دعمك ومساعدتك ليا
بادلها الطبيب الأبستامة بأخري عريضة
دا وجبي أتجاه مرضايا وانا سعيد جدا أني
تعلمت مع شخصية ناضجة وواعية زيك مسبتش نفسها تقع فريسة للمرض النفسي وبتمنالك كل التوفيق في حياتك الجاية أن شاء الله
في مجموعة البنا جاءت مكالمة هاتفية لهارون من رقم غير مسجل لديه حيث استمع لصوت يهدده بتسليم أصول المستندات التي تدين زاهر وأن لم يفعل ستكون زوجته هى الضحېة تعرف هارون على صوت زاهر صاحب المكالمة ولم يبدي له أهتماما بتهديده بل طالبه بالتخلص من سدرة أن كانت لديه فعلا فهى خائڼة لا تعني له شيء ثم أنهى المكالمة ولم ينتظر أن يضيف زاهر حرفا آخر وجلس على مقعده يقنع نفسه أن ما فعله هو الصحيح فما سدرة الإ شريكة لذلك الحقېر ويبدو أنهما اتفاقا على أحاكة خطة جديدة للإيقاع به حاول هارون التركيز في عمله لكنه فشل فأمسك هاتفه يدق على حمدي فوجده مغلق فأتجه لمكتب سكرتيرته بعد أن رن جرس استدعائها ولم تجب عليه لكي يطلب منها ملف لأحد الصفقات واستدعاء حمدي له من مكتبه لمراجعة الصفقة سويا لكنه وجد مكتبها فارغ منها فنظر حوله ورجح وجودها بالمرحاض فتقدم من مكتبها يبحث عن الملف بنفسه فوجد هاتفها في درجه العلوي فأبعده قليلا كي يبحث فراعى نظره رسالة واتساب جاءت لتوها على هاتفها تحمل اسم زاهر بحروف إنجليزية فأمسك به يقرأ الرسالة من الخارج فإذا به يخبرها أنه أتم خطڤ سدرة وسيجعلها رهينة لديه حتى يعطيه هارون أصول المستندات التي تدينه دارت الدنيا به وشعر كأن الألاف الأطنان وقعت فوق رأسه فالخائڼة لم تكن سدرة بل منار سكرتيرته الأفعى الناعمة الملتوية والمتلونة مثل الحرباء شعر هارون بۏجع يضرب قلبه على ما فعله بسدرة وحاول تمالك نفسه وأرجع هاتفها لمكانه وأرجع كل شيء كما كان حتى لا ترتاب وتأخذ حذرها ثم رجع لغرفة مكتبه وظل بها بعض الوقت يفكر بتأني حتى وجد ميسرة وزوجها يدخلان عليه وهى تصارخ وتستنجد به وفي يدها حجاب سدرة مدرج بدمائها
سدرة وبيقولوا دا جزء من اللي هيعملوه فيها لو مسلمتوش الورق اللي يخص واحد أسمه زاهر المهدي
ثم أتجهت ناحيته وكادت تقبل يده لولا أنه سحبها سريعا
أرجوك يا هارون بيه دي بنتي الوحيدة لو جرالها حاجة ھموت وراها
أقترب حسان من زوجته يساندها حتى لا تقع بسبب أرتجافها خوفا ونظر لهارون يرجو عطفه
نظر هارون أمامه وعيناه مظلمة غائمة وأمسك بحجاب زوجته بيده وداخله قد استيقظ ذلك الۏحش الكامن في أحد زوايا عقله وبدأ الأستعداد لحرب ضارية سيخوضها من أجل استعادة زوجته حتى ولو كلفه الأمر حياته فداء لها
أقترب هارون من ميسرة يسندها بعدما كادت أن تقع على الأرض فقد عجز حسان عن تحمل ثقلها وحده وأمسكها من ذراعها وساعدها حتى جلست على أريكته الجلدية ثم جلس على المقعد المجاور لها يمسح على كفها برفق وهو يهاتف سكرتيرته ويطلب منها أحضار الماء ومعه مشروب بارد رفعت ميسرة عينيها الباكية ترجوه أن يرحم ضعفها ويساعدها في أرجاع فلذة كبدها خرجت كلماتها ضعيفة مهتزة متوسلة كي ترقق قلبه ليس على سدرة وحدها بل عليهم جميعا
قاطعها هارون وهو يربت على كفها الممسكة بكفه
انا عايزك تطمني يا طنط انا بوعدك أني عمري ما هسيب سدرة
تروح مني ولا هسيب حد يأذيها وأن شاء الله هرجعها لينا تاني بالسلامة ممكن ما تقلقيش وترمي حمولك على ربنا ثم عليا وانا مش هخذل حضرتك بأذن الله
أبتسمت له ميسرة من بين عبراتها وهى تومئ له وكلها أمل في وجه الله أن ينجي سدرة ويجعل هارون سببا في أرجاعها لهم سليمة معافاة مرة أخرى
انا عارفة من كلام سدرة عنك ليا أنك راجل قد كلمتك ووعدك سيف على رقبتك وعارفة أنك طالما وعدتني ترجع ليا بنتي يبقى هتوفي بوعدك وانا هفضل أدعيلك أن ربنا يسترها معاك ويوفقك
جاءت منار تحمل بين يديها حامل معدني عليه أكواب عصير وزجاجات مياه ورسمت على محياها التأثر بما سمعته من ميسرة ثم نطقت بأسف تشد من أزرها
انا سمعت حضرتك وأنت بتحكي لهارون بيه عن خطڤ مدام سدرة مټخافيش يا طنط أن شاء الله هترجع ليكم بألف سلامة
أومأت لها ميسرة وعينها تلمع بعبرات مخټنقة
حاضر يا طنط هدعلها وأن شاءالله ترجع بالسلامة
ثم نظرت لهارون بنظراتها الماكرة التي تجيد استخدامها
أن شاء الله مدام سدرة ترجع بالسلامة يا هارون بيه ولو في إيدي أي حاجة اساعد بيها انا مش هتأخر عن حضرتك
ود هارون لو لكمها على فمها الحقېر هذا كي يخرسها فصوتها يثير أشمئزازه لكنه أبطن ذلك الشعور داخله حتى لا ترتاب خيفة منه وتفر من بين يديه قبل أن تنال عقابها وهز رأسه لها بكلمات مقتضبة
شكرا يا منار على شعورك الطيب دا أتفضلي أنت على مكتبك دلوقتي
ثم نظر لميسرة وحسان وأمسك بأكواب العصير يعطيها لهما
أتفضلي يا طنط أتفضل يا عم حسان
تناولت ميسرة الكوب بيد مهتزة فتناثرت بعض قطراته على الطاولة والأرضية رغما عنها فشعرت بالحرج منه فنظرت له تبرر فعلتها اللإرادية لكنها وجدته يمنحها ابتسامة حانية ومد يده ناحية يدها يمسكها بالكوب حتى هدأت أعصابها وأحكمت حركة يدها
ولا يهمك يا طنط فداك اي حاجة متزعليش نفسك
أبتسمت ميسرة بمرارة وزفرت عدة مرات قبل أن تنظر له
ربنا يجبر بخاطرك يا أبني ولا يملك منك عدو
أغمض هارون عينيه يأمن على دعائها له والي منحه راحة تغمر نفسه
يارب اللهم آمين
تنحنح حسان برفق ليلفت أنتباههما له
أنت هتعمل ايه يا هارون بيه عشان ترجع سدرة من إيد المچرم دا
أومئ هارون برفق ورفع يديه يمسح على وجهه ثم نظر له بعتب
اولا يا عمي متقولش هارون بيه دي تاني انا هارون بس حضرتك في مقام والدي ماشي ثانيا انا لسه مش عارف هعمل أيه بس انا هستنى مكالمة من الحقېر دا يحدد فيها معاد نتقابل فيه وهكون مجهز ليه الورق اللي طلبه وأروح له وأبدل سدرة بيه
نظرت له ميسرة تستفهم منه
للدرجادي الورق دا مهم قوي كدا عنده لدرجة يخليه يخطف
عشانه بنت ملهاش ذنب وېهدد بقټلها
أومئ هارون بنفاذ صبر
أه مهم بس مش هيكون
أهم من حياة سدرة انا لو أعرف أنه هيعمل كدا مكنتش دخلت معاه في حرب من الأول
لم يكن من السهل على هارون قول ذلك مهما بلغت قوة عدوه لأنه لا يهاب غير خالقه لكنه مجبر على قوله لأنه يعلم أن تلك الحية تقف على باب مكتبه تستمع لكل حرف يلتفظ به وقد أرد أن توصل ما سيقوله لزاهر حتى يوقعه في فخه ثم يأتي به لوكره وملاعبته وجها لوجه نهض من مكانه متجها لمكتبه ورفع سماعة هاتفه الأرضي يستدعي إحد حرسه
مجدي تعال ليا حالا
ثم وضعها فوق الهاتف وخطى ناحية ميسرة وحسان بوجهه مبهم خالي من التعابير
انا مش عايزكم تقلقوا أن شاء الله سدرة هترجع وقريب قوي كمان مجدي اللي كلمته من شوية دا اكتر حارس شخصي عندي بثق فيه هو هياخدكم دلوقتي للقصر عندي تقعدوا هناك مع خالتي لغاية ما سدرة ترجع
أشار حسان معترضا بيديه
لا لا كتر خيرك يا هارون يا أبني احنا هنروح على بيتنا وهنكون معاك على التليفون تبلغنا بالجديد أول بأول
هز هارون رأسه برفض وأصر عليهما بالذهاب لبيته
مش هينفع يا عم حسان لأن أنتم كمان في خطړ ولازم حمايتكم على الأقل لغاية ما سدرة ترجع
أصر حسان ومعه زوجته على موقفهما وصاحت ميسرة تطمئنه
متخافش علينا يا هارون أحنا ولا علينا خطړ ولا حاجة وحتى لو فيه هنعرف نحمي نفسنا أن شاء الله ومتشغلش بالك غير برجوع سدرة بس
حاول هارون معهما مرارا لكنهما في كل مرة يصران أكثر من سابقتها وعندما يأس أرسل حارسه الشخصي معهما كي يوصلهما بأحدى سيارته لمنزلهما وكلفه بجلب حارسان أخران ووضعهم على منزلهما حتى يكونا في أمان أذ حاول زاهر التعرض لهما ثم جلس يمسك هاتفه وفتحه على معرض الصور وراح يتفقد صور سدرة عليه لم يجد غير أثنتان واحدة ألتقطت لها في حفلهما الأخير سويا وأخرى ألتقطها خلسه لها وهى تجلس شاردة في حديقة قصره ظل ينظر ويدقق لتفاصيل وجهها الجميلة فعينيها البنيتان كحبتي بندق تسبحان في
بحر من الحليب الناصع البياض وشفتيها المكتنزتان مثل كرزتان ينعتان تغري من ينظر إليهما بتذوق طعمهما وأنفها الصغير مدبب الطرف وكل تلك التفاصيل تجتمع في وجه كالبدر جميلة هى حد الفتنة والأجمل أنها لا تعي لجمالها هذا فمن تمتكله يحق لها أن تتدل وتتغنج لكنها كانت بسيطة في أقل حراكتها أخطأت نعم لكنها كانت صغيرة حينما تلاعب بها الشيطان وأصقل من جديد كل مبادئها وجعلها تسلك طريقه وزين لها كل أفعاله حتى حببها لها وجعلها تحذو خلفه دون أن تسمع لصوت العقل وعندما بدأت تستوعب فداحة ما